السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التأميم والمصادرة: تتابع تهاوي الشركات والمؤسسات بقرارات المصادرة العاصفة .. بقلم: د. عبدالله محمد سليمان
نشر في سودانيل يوم 22 - 05 - 2016

المقالة الثامنة: الموجتان الثانية والثالثة لزلزال المصادرة.
ثُمَ مَاذَا يَرْبَح الإنْسَانُ لَو صَادَفَ فِي النَاسِ مَنْ يَرُونَ فِي الرَجُلِ مَوْقِعَه، فَيَزِيدُونَ المَنْقُوصَ، ويُزَيِنُونَ الخَاطِئ، ويَنْسِجُونَ الثَنَاءَ مَعَابِرَ لِخُطَاهُ حَتَى لَوْ سَلَكَ بِهِمْ دُرُوبَ المَهَالِك! جعفر محمد نميري – النهج الإسلامي لماذا؟
الموجة الثانية لزلزال المصادرة:
بعد القرار المزلزل بتأميم مجموعة شركات عثمان صالح التي تعمل بشكل رئيس في تجارة الحبوب الزيتية إلى جانب نشاطاتها الأخرى، كان واضحا أن الدولة لن تستطيع أن تسيطر على تجارة الصادر من هذه الحبوب التي تعتبر آنذاك المصدر الثاني بعد القطن للعملات الأجنبية، ما دام هناك شركات منافسة لها خبرات وتجارب كبيرة في سوق الصادر. وكانت كل الشركات العاملة في هذا المجال مملوكة لأجانب مثل سركيس أزمرليان وتشاكيروغلو والشركة الأفريقية وغيرها ويملكها أجانب مثل أزمرليان و بلي كربانيوتي وتاكي وبيطار وغيرهم . ولهذا اشتملت الموجه الثانية من زلزال قرارات المصادرة والتي أعلنها نميري في الأسبوع الأول من يونيو 1970م عددا من هذه الشركات التي تعمل في مجال صادرات الحبوب الزيتية، إضافة لمؤسسات أخرى تعمل في مجالات متنوعة مثل أعمال قهواتي ومعلوف وعزيز كفوري وغيرهم . وقد أورد بيان الرقيب العام حول الاستيلاء على هذه المؤسسات المنشور بصحيفة الرأي العام العدد 8782 بتاريخ 16/6/1970م قائمة بهذه المؤسسات والأسماء الجديدة التي سميت بها والمدراء الذين كلفوا بإدارتها وذلك على النحو التالي:
1. شركة بورتلاند للإسمنت – سميت مؤسسة ماسبيو للإسمنت، وكلف بإدارتها العقيد بالمعاش محي الدين موسى
2. بيطار وشركاه – سميت مؤسسة يوليو التجارية ، وكلف بإدارتها كل من محمد محجوب عثمان ومحمد أحمد حمد و العقيد بالمعاش شريف مزمل علي دينار والسيد بشير إدريس.
3. حافظ السيد البربري ويشمل أيضا محمد السيد البربري – سميت مؤسسة سبتمبر التجارية وكلف بإدارتها العميد بالمعاش يوسف الجاك والسيد طه عباس.
4. مجموعة ليكوس - سميت مؤسسة سينمايو وكلف بإدارتها حسن علي عبدالله وبابكر كرار والعقيد بالمعاش يوسف صلاح الدين.
5. شركة تروكو – سميت مؤسسة فلسطين التجارية وكلف بإدارتها العقيد بالمعاش عبدالرحمن فرح وعمر عبد الكافي وسيد محمد فؤاد.
6. الشركة الأفريقية - سميت المؤسسة الأفريقية للصناعة والتجارة وكلف بإدارتها محمد المأمون الريح ومحمد حسنين ومحمد أحمد توفيق هيبة وجمال عبد الحميد وحبيب القاضي.
7. شركة السجائر الوطنية ومصنع حجار للسجائر - سميت مؤسسة التبغ السودانية وكلف بإدارتها العقيد بالمعاش حسن محمد علي وشبلي محمد سعيد.
8. تشاكيروغلو - سميت مؤسسة أكتوبر الوطنية وكلف بإدارتها عبد العزيز حسن وعبدالله محمد عبدالله و أحمد مكي اسماعيل.
9. سركيس أزمرليان – سميت مؤسسة الشهداء التجارية وكلف بإدارتها الطيب ربيع وعبدالفتاح ابراهيم وعطا المنان حمزة وبابكر محمد عثمان.
10. شركة كونتميخالوس - سميت مؤسسة الرهد التجارية وكلف بإدارتها العميد بالمعاش عمر الشفيع ومالك عبدالماجد ومحجوب عبدالملك.
وتم الإبقاء على بعض أسماء المؤسسات المصادرة الأخرى في هذه القائمة كما هي وكلف بعض الأشخاص بإدارتها كالتالي:
جوزيف قهواتي: وكلف بها العميد بالمعاش ابراهيم أحمد عمر،
الصادق أبوعاقلة: وكلف بها كل من العميد بالمعاش أحمد المرتضى فضل المولى وعلي كرار.
عزيز كفوري: وكلف بها المقدم معاش محمد محجوب عوض الله
أولاد مراد: وكلف بها عباس أحمد إمام.
كما يبدو من بيان الرقيب العام فإن جميع هذه المصادرات قد حظيت بموافقة ومباركة الجهاز المركزي للرقابة العامة. فقد احتفى الرقيب العام في مقدمة بيانه المشار إليه أعلاه واشاد بقرارات المصادرة لهذه المجموعة ، وأبدي استعداده لقبول تكليفه بإدارتها حين قال (لقد أوكل إلي الرئيس القائد ومجلس قيادة الثورة كرقيب عام للجهاز المركزي للرقابة العامة وهذا حق ، شرف إدارة هذه المؤسسات المصادرة وإن ذلك الجهاز على أتم استعداد لممارسة كل المسئوليات مهما عظمت ضخامتها ملئ بثقة الشعب فيه وملئ بالإيمان والإخلاص الثوريين).
الموجة الثالثة لزلزال المصادرة:
كما ورد أعلاه كانت الموجة الثانية لزلزال المصادرة في الأسبوع الأول من يونيو 1970م، وفي يوم الأحد 14/6/1970م ضربت الموجة الثالثة من قرارات المصادرة عددا من الشركات والبيوتات التجارية وممتلكات الأفراد. ففي ذلك اليوم أذاع نميري بيانا تضمن مجموعتين كما نشرته الصحف ومنها مجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح في عددها بتاريخ 18/6/ 1970م. الأولى تشمل عشرة شركات تم تأميمها سنعرض لها في الفصل الخاص بزلزال التأميم. أما القائمة الثانية فتشمل عددا من الشركات التي تمت مصادرتها. وقدم نميري في بيانه كتمهيد لإعلان أسماء الشركات المصادرة بقوله إن قرارات مجلس قيادة الثورة ويقصد بها قرارات التأميم والمصادرة التي صدرت حتى ذلك التاريخ، يقول إنها ( هزت ضمير نفر من أبناء هذا البلد هزا زاد إيماننا بأصالة هذا الشعب ورفضه لكل كريه محتقر وأكد لكل متشكك أن الثورة بعد عام واحد من عمرها قد أوجدت مفهوما جديدا للأمانة لدي المواطنين يتسم بالثورية.....ثم يقول: حمل إلينا مواطنون شرفاء يعملون في مؤسسات مختلفة دافعهم حبهم للوطن وثائق ومستندات كشفت ما يشيب له رأس الوليد ولولا هذه الإشراقات المضيئة ولولا أصداء هتافاتكم منذ الخامس والعشرين من مايو من العام الماضي لتملكنا أيها الإخوة اليأس القاتل من هول تفاصيل ما وقفنا عليه). فهل أولئك المواطنون الذين حملوا الوثائق والمستندات وكشفت للرئيس "ما يشيب له رأس الوليد" حملوها له رأسا أم أنهم سلموها للجهة المنوط بها الرقابة وهي الجهاز المركزي للرقابة العامة. هنا نجد النعمان حسن يخبرنا بما يشيب من هوله الولدان! إذ يقول في الحلقة الرابعة من مقالاته "مايو:الشاهد والضحية" عن قائمة المصادرة الثالثة والتي نحن بصددها (أما قائمة المصادرة الثالثة والتي ووجهت باستنكار مبرر لكونها ضمت أفراد ومطاعم فهذه حقيقة، وإذا كان النميري أشار لها في كتابه أنها ضمت أفراد وجهات لم يكن يعلم بها فالحقيقة أنه أيضا بطل هذه القائمة. فالذي حدث أنه بعد مصادرة القائمة الثانية تسابقت النقابات على تقديم شكاوى ضد مؤسساتهم للنميري الذي توجوه قائدا لثورة الطبقة العاملة كما حسب النميري نفسه يومها. فكان أن طلب النميري عقد اجتماع سماه اجتماع القائمة الأخيرة لقفل هذا الملف. وفي هذا الاجتماع طلب النميري كل الشكاوى الموجودة طرف الجهاز ولكني أوضحت له أن هذه الشكاوي لم تخضع لأي تحقيقات للتأكد من صحة المخالفات المنسوبة لأصحابها، ولكنه رفض بقوة وإصرار رأي زملائه من المجلس الذين كانوا حضورا في الاجتماع ولم يكن بينهم أعضاء المجلس الشيوعيين وأصر على إعلان مصادرة القائمة وقفل الملف). ولو أننا صدقنا هذه الرواية وأن الجهاز المركزي للرقابة العامة برئ من هذه القائمة الضخمة من المصادرات ، فعلى من اعتمد نميري وهو يسوق الأدلة والقرائن كمبررات للمصادرة قرين اسم كل شركة ومنشأة تمت مصادرتها كما أوضحه بيانه المفصل الذي أذاعه على الشعب السوداني. على أن النعمان ختم هذا الحديث بشهادة تبرئ ساحة الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبد الخالق محجوب إذ يقول (وهكذا أعلن النميري القائمة الثالثة التي أثارت اللغط بقرار منفرد منه وأصر عليها قبل التحقيق فيها وقرر قفل ملف المصادرات. ولكنه لما تبدلت مواقفه وخلع اللباس الأحمر قائدا للطبقة العاملة التي ظل يفاخر بها ويعاير بها عبد الخالق وارتدي عباءة اليمين عاد وأنكر مسئوليته الشخصية عن المصادرة ونسبها للحزب الشيوعي الذي كان قائده الشهيد عبد الخالق ضدها علانية). النعمان حسن- مايو: الشاهد والضحية.
لنمضي الآن مع نميري في بيانه لنصل لقوله (وكنسا لأوساخ ما زالت تعلق بحياتنا الاقتصادية، وتنقية لها وحرصا على خلق المناخ الملائم لتطور اقتصادنا فقد قرر مجلس قيادة الثورة مصادرة المؤسسات الآتية). تشبيه مؤسسات اقتصادية وطنية وأجنبية ب "الأوساخ" وقد ظلت ، برغم أي تجاوزات أو مخالفات ، تعمل وتمارس نشاطاتها الاقتصادية بالبلاد على مدى سنوات طويلة وتستوعب مئات العاملين من السودانيين، يعكس تلك الروح العدائية التي ابتدرت بها سلطة مايو معالجاتها لقضايا الاقتصاد. وعلى كل حال فقد أعلن الرئيس نميري مصادرة ثلاثة عشر مؤسسة وأورد قرين كل منها ملخصا للأسباب التي أملت قرار المصادرة وهي كالتالي:
1. شركة لاركو لصناعة أحذية البلاستيك وممتلكات مستر ليون كابديان وجارو كريكوريان وأفو كريكويات: وجريرة هذه المؤسسة أن أصحابها هجروا البلاد وسلموا شركة كريكاب للحلوى وشركة مخازن أدوية الخرطوم لأرتين سركيز تشركيان ليقوم بالتصفية وتهريب الأموال للخارج. ولكنه استولى على أعمالهم واشترى مصنع لاركو من أصحابه اللبنانيين ثم هرب وترك أعماله في حالة انهيار.
2. الشركة الأهلية لصناعة المنسوجات وحلاق إخوان: أثبتت الوثائق تهريبهم للأموال والتلاعب في الفواتير والتهرب من الضرائب ، الربح الفاحش نتيجة احتكارهم بعض أنواع "الفنائل" والتزوير في رخص الاستيراد.
3. شركة برسميان وشركة الهندسة الأهلية: الشركتان كونتا رأسمالهما من علاقات مريبة مع بعض المستعمرين، استغلال المال الحرام والعلاقات المشبوهة مع الشخصيات الحاكمة الفاسدة. ممارسة التهريب وبيع الورق في السوق السوداء بسبب احتكاره واستمرار برسميان في علاقاته مع شخصيات العهد البائد.
4. فرانكو بنتو: قال نميري أنه ليس بحاجة إلى شرح وقائع مصادرتها ويكفي أنها كانت من أوكار الصهيونية وهربت أموال المساهمين للخارج.
5. فيليب حجار: أثبتت الوثائق أنه من أشهر المهربين، يمارس التلاعب بالأسعار، قبض في مخالفات ولكنه أفلت بسبب علاقاته مع شخصيات سياسية.
6. شركة خدمات البص السريع: درجت الشركة على عدم ارسال الشهادات الجمركية لبنك السودان بالبضائع التي تتسلمها، مارست التهريب والتهرب الضريبي، تمارس نشاطها من أوائل الستينات وما زال العاملون بها يعملون باليومية تهربا منها من تحمل الالتزامات نحو العاملين بها.
7. شركة التركتورات السودانية (تصادر ويؤمم الجزء الأجنبي من رأسمالها): هي المورد الرئيسي للآلات الزراعية للدولة ومع ذلك تبيع لها بزيادة تقارب 10%، تمارس التهريب، تتلاعب في العمولات وأسعار الاستيراد، تمارس عمليات التعطيل في التوريد، تبيع منتجات بها قطع ناقصة.
8. ممتلكات أميل قرنفلي: استغل وضعه وعلاقاته مع الدوائر الرجعية، استغل عمله بالمحاماة ليدخل تجارة العقارات، نشط في دنيا التهريب ويعتبر فندق الواحة الذي يملكه من الأوكار للتهريب.
9. شركة الثقة التجارية وشركة التبريد: تقوم باستيراد الثلاجات والماكينات في شكل قطع غيار تهربا من الضريبة الجمركية، تتلاعب في الاسعار وأسعار اللساتك القديمة وعربات المرسيدس، عن طريق نفوذها ببعض المسئولين استطاعت استيراد سيارات مستعملة.
10. مخازن أدوية وليم فريوه: تمارس التهريب وتستلم عمولات لا تستحقها ، تتلاعب بالأسعار وتبيع الأدوية بأسعار عالية.
11. شركة شبيكة إخوان: من الشركات السودانية مظهرا وتمارس عمليات مخربة للاقتصاد، هي واجهة لشركة أجنبية باسم استيرلنج، حسابات أصحابها في بنوك خارجية ويمارسون التهريب تقوم بالتلاعب في الأسعار والتزوير. ومن الغريب حقا أن يتوقف الرئيس نميري وهو يعلن على الأمة تلك القرارات فيذكر إن من بين أسباب مصادرة شركة شبيكة إخوان "رحلات أصحابها إلى أوربا" ويقول إن "نوادرها من الأخبار المشاعة والمعروفة في كل بيوت العاصمة المثلثة"! ما علاقة هذا بمبررات مصادرة منشأة تمارس نشاطا اقتصاديا وعمليات فيها تخريب للاقتصاد، بحسب زعم سلطة مايو، التي أقدمت على مصادرتها؟!
12. شركة التقطير الوطنية (الشري): أغلب أصحابها يونانيين غير مقيمين بالسودان وهربت أموالهم، تنقلت ملكيتها بين الأجانب، تتهرب من الضرائب، مرتبات العمال من السودانيين متدنية بينما مرتبات أصحاب الشركة عالية، التلاعب في نسبة الكحول، تسرب كميات من براميل الشري.
13. إبراهيم إسماعيل زهران: المالك سعودي يملك جواز سوداني أيضا للاستفادة منه في التلاعب والتهرب الضريبي، يمارس التهريب، تسبب في عدم تدفق أموال السودانيين العاملين بالخارج بالعملات الصعبة نتيجة التلاعب، له تحركات مشبوهة يقوم بها جعلته يغتني الشقق الفاخرة في لندن وبيروت.
هذا ما كان من أمر مصادرة الشركات في تلك الموجة الثالثة. إلا أن الذي يدهش أن رئيس مجلس ثورة مايو مضى في بيانه ليعلن عن القرار الكارثة والذي ثار حول مبرراته جدل كثيف حينما هدأت العاصفة، وبدأ صوت العقل يعود شيئا ما لنظام مايو. مضي النميري ليعلن قرارات مصادرة قائمة من الأفراد والمنشآت الصغيرة قائلا (شمل قرار مجلس قيادة الثورة بالمصادرة ممتلكات الأشخاص الآتية أسماؤهم بعد أن ثبت ما يقومون به من تهريب وتلاعب وكثيرون منهم قد تمكنوا من بيع معظم ممتلكاتهم لمعرفتهم بنتيجة ما كانوا يقومون به من فساد اقتصادي). واشتملت قائمة الأفراد الذين صودرت ممتلكاتهم:
1. أولاد أرفنت مركوسيان.
2. بنيوتي صاحب مطعمي كوبا كوبانا والاستقلال.
3. إدوارد بنو صاحب شركة زيت الولد.
4. باسيلي بشاره.
5. رامجي سامجي وشركة شيكان للأقمشة.
6. دويليجي سامجي ومتلال سامجي وكل آل سامجي.
7. جان الياس توتونجي وأولاده.
8. بهر شاندر تاجر ببورتسودان وشوتلال شوبا نمشاند.
9. بابادلس وأولاده.
10. ورثة بابادام.
ثم جاء نميري من بعد ذلك لقرار مختلف في طبيعته عن قرارات المصادرة ، فقد أشار لتلاعب البنوك الأجنبية التي جرى تأميمها في 25 مايو 1970م ومساعدتها في تهريب الأموال، وشرح كيف أنها تمكنت من ذلك حين تلى الحيثيات في بيانه بقوله ( خلف هذه المؤسسات كانت تقف ايضا شركة رسل للمراجعة والتي لم تكتف بتقنين التلاعب في الحسابات والتهرب عن الضريبة بل نصبت من نفسها مستشارا لها ليتعلموا فن التحايل والتلاعب بالحسابات. وتطهيرا لهذا الميدان الحيوي فقد قرر مجلس قيادة الثورة طردها من البلاد وسحب رخصة مزاولة هذه المهنة الحيوية منها جزاءً لها. كما قرر مجلس قيادة الثورة وقف المراجعة على مؤسسات المراجعة السودانية الشريفة التي تؤمن بقدسية المهنة ودورها في تطوير الاقتصاد السوداني).
هذه إذن كانت بعض المعلومات عن زلزال قرارات المصادرة والتي لابد أن كثيرا من تفاصيلها وخباياها تقبع في الأضابير إن كانت وثائق الجهاز المركزي للرقابة ما زالت محفوظة في مكان ما. وإن كنا نعتقد أن كثيرا من قرارات المصادرة قد اعتمدت على شكاوى "كيدية" في غالبها تحرك بها أفراد أو نقابات في ظروف شحنتها مايو بشحنة كبيرة من "الانفعال الثوري" إن صح التعبير وأججت بها روح التشفي والانتقام من قبل بعض ممن قد تكون لديهم خلافات أو مصالح شخصية.
اختيار مدراء الشركات المصادرة والتكليفات الإدارية:
بعد ذلك تولى الجهاز المركزي للرقابة العامة اختيار الأشخاص الذين كلفوا بإدارة هذه الشركات والمنشآت المصادرة. ففي بيان تلاه الرقيب العام بعد ساعات قلائل من قرارات التأميم التي أعلنها نميري يوم 14/6/1970م كما تقدم، خاطب الرقيب العام الشعب السوداني ببيان أعلن فيه أسماء المكلفين بإدارتها قائلا (حتى يتسنى للجهاز والذي تصدى رغم عمره القصير لتحديات أنتم على علم بأبعادها .. أقول ليتسنى للجهاز تسيير هذه المؤسسات على خير الوجوه تقرر تعيين السادة الآتية أسماؤهم لإدارة المؤسسات المصادرة تحت إشراف الجهاز المركزي للرقابة العامة) ثم تلى أسماء الشركات المصادرة والمكلفين بإدارتها على النحو التالي:
1. الشركة الأهلية لصناعة المنسوجات وشركة حلاج أخوان تدمجان في شركة واحدة ، تحت اسم الشركة الوطنية لصناعة وتوزيع المنسوجات ويديرها السادة:
- حسن بشير أحمد صالح
- إبراهيم سعد شوربجي
2. شركة برسميان وشركة الهندسة الأهلية، تدمجان تحت إسم مؤسسة سوباط التجارية الهندسية ويديرها السادة:
- آدم أبو سنينة
- بابكر أحمد عبدالله
- عثمان مصطفي محمد خير
3. شركة التقطير الوطنية، تحتفظ بنفس الاسم ويديرها السادة:
- عبدالقادر منصور عبدالقادر
- مصطفى حسن
4. شركة إبراهيم إسماعيل زهران وتسمى مؤسسة سنكات للسياحة ويديرها السادة:
- عقيد معتصم عبدالرحمن المقبول
- مقدم محمد علي مقبل
- الفاتح العالم
- عبد المنعم عبداللطيف
5. شركة لاركو لصناعة الأحذية وتسمى شركة الرجاف لصناعة الأحذية ويديرها السادة:
- بخيت مكي أحمد
- أحمد فضل حاكم
- عقيد بشير حسن بشير
6. خدمات البص السريع وتضاف إليها أعمال باسيلي بشارة وتسمى مؤسسة النقل الوطنية ويديرها السادة:
- عبدالماجد عوض الكريم
- عوض عثمان
7. شركة التراكترات السودانية ويديرها السادة:
- أحمد محمد عبدالله
- بشير عبدالرحمن
- صالح محجوب
8. ممتلكات أميل قرنفلي مع تغيير اسم فندق الواحة إلى فندق الخيام ويديرها السادة:
- علي عثمان
- حسن الزين بشير
9. شركة الثقة التجارية وشركة التبريد وتدمجان تحت إسم مؤسسة التبلدي الهندسية ويديرها السادة:
- علي نور
- محمد عبدالكريم عبده
- الطيب علي حسيب
10. مخازن أدوية وليم فريوه تضاف إلى شبيكة إخوان والشركة التجارية العالمية وقسم الأدوية من مؤسسة أكتوبر الوطنية (تشاكروغلو سابقا) وتسمى مؤسسة الأدوية الوطنية، ويساعد في إدارتها تحت إشراف نائب الرقيب العام السادة:
- عبدالحميد عبد الصمد
- عبدالله عبد المطلب
11. شركة زيت الولد: وتضاف لمؤسسة أكتوبر الوطنية التجارية وتكون تحت إدارتها.
وأختتم الرقيب العام هذه التكليفات الإدارية بالقول (أما المصادرات الأخرى فسينظر في مستقبلها بهدف تصفيتها نهائيا)! والسؤال الهام الذي كانت يتعين أن يتم طرحه قبل الإقدام على ما فعل نظام مايو هو : لماذا إذن كان الاصرار على مصادرة تلك المنشآت إبتداءً ؟ وما هي الجدوى والفائدة من مصادرة منشآت صغيرة بغرض تصفيتها؟! ألم يكن ممكنا معالجة التجاوزات والمخالفات ،إن وجدت، من قبل الأجهزة المختصة وتقديم المخالفين للقضاء إن تطلب الأمر ذلك، ثم تقرر السلطة المختصة في ضوء ذلك الاجراءات المناسبة حيال تلك المنشآت؟ وعلى كل حال فقد توالت العجائب في خضم تلك الموجات العاتية لقرارات المصادرة التي أوردنا تفاصيلها، وطالت كل قطاعات الأعمال التجارية والصناعية والخدمية والعقارية وغيرها من النشاطات، وقصمت ظهر الاقتصاد السوداني وترتبت عليها آثار مدمرة عانت منها البلاد وربما لا زالت تعاني. ففي تلك الأيام التي غاب فيها العقل والحكمة سادت العجائب، ولم يكن أمام السودانيين لاسيما أصحاب المؤسسات المصادرة ورجال الأعمال، وقد أذهلتهم تلك القرارات المباغتة، إلا التعزي بقول أبي تمام:
هُوَ الدَهْرُ لا يُشْوِي وَهُنَ المُصَائِبُ وَأكْثَرُ آمَالِ الرِجَالِ كَوَاذِبُ
عَلى أنْهَا الأيامُ قَدْ صِرْنَ كُلُهَا عَجَائِبَ حَتَى لَيْسَ فِيَها عَجَائِبُ!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.