عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. التعليم العالي قبل الاستقلال: بدأت فكرة انشاء مؤسسات التعليم العالي في السودان من قبل الاستقلال وتحديدا بانشاء كلية غردون التذكارية بعد شهرين من معركة كرري مما يعكس اهتمام المستعمر البريطاني وخاصة اللورد كتشنر بانشاء المؤسسات التعليمية في السودان حينها اقترح اللورد كتشنر انشاء كلية جامعية في السودان و ذلك لتخليد ذكرى غردون باشا. وتم جمع تبرعات بقيمة 120 الف جنيه استرليني و افتتحت في عام 1902 و ضمت المدرسة الابتدائية و كلية المعلمين ثم اعقبها افتتاح المدرسة الثانوية في 29 فبراير1924 ثم افتتحت مدرسة كتشنر الطبية وتوالت الكليات الاخرى حتى تحولت الى جامعة الخرطوم في 1956. الا ان قيام المستعمر البريطاني بانشاء المؤسسات التعليمية خلق ردة فعل من قبل السودانيين الذي وجد بعضهم ان قيام مثل هذه المؤسسات التي يرعاها البريطانيون قد يؤدي الى تهديد التدريس الديني في السودان الامر الذي ادى الى ظهور المعهد العلمي بامدرمان الذي ابتدأ في عام 1901 مثل نظام حلقات المساجد وفي عام 1912 بدا بنظام الازهر وشمل عددا كبيرا من طلاب العلم الشرعي و كان تاسيسه رغبة من الشيوخ و العلماء للمحافظة على الطابع الشرعي في التدريس الديني و القضاء ثم تحول الى جامعة امردمان الاسلامية في عام 1965 . ايضا كان هناك اهتمام من قبل الاستقلال بالتدريب الفني الامر الذي بدأ بانشاء المعهد الفني الذي استمر حتى اصبح جامعة السودان في التسعينات التعليم العالي بعد الاستقلال استمرت جهود الحكومات الوطنية بعد الاستقلال بالتعليم العالي وان كانت الحكومات الوطنية تتفاوت في هذا الاهتمام ففي عام 1956و بتوصية من جمال عبد الناصر تم افتتاح جامعة القاهرة فرع الخرطوم والتي تحولت الى جامعة النيلين في عام 1993 و جامعة امردمان الاسلامية في عام 1965 و كلية الاحفاد الجامعية 1966 و جامعة الجزيرة في عام 1975 و جامعة جوبا 1975و جامعة امدرمان الاهلية 1986 بالاضافة الى تواصل امتداد المعهد الفني منذ فترة الاستقلال التعليم العالي بعد الانقاذ بعد قيام ثورة الانقاذ في عام 1989 دعت الى مؤتمر للتعليم العالي في اقل من ست اشهر بعد يونيو 89 و قدمت حينها الحكومة عدة دفوعات معللة اهمية التوسع في التعليم العالي في السودان 1- قلة استيعاب المؤسسات التعليمية (6% من الممتحنين كل عام) مما يعني الصفوية وقفل الباب أمام الشباب ومطامحه وآماله ومن ورائها آمال المجتمع العريضة. 2- تمركز المؤسسات التعليمية العليا في العاصمة مما حرم الأقاليم من إشعاعاتها الاجتماعية والثقافية والتنموية وحال دون أداء دورها في بسط الثقافة الشعبية 3- زيادة مستمرة في أعداد الطلاب الدارسين بالخارج مما أضاف أعباء مالية على البلاد. 4- ضعف موارد التعليم العالي وتزايد أعبائه على الخزانة العامة مما أقعده عن الاهتمام ببنياته وهياكله الاستيعابية. 5- ضعف الرابطة بين التعليم العالي وقيم المجتمع مادة ولغة رغم محاولات الإصلاح التي جرت في قطاع التعليم العام وفي ديسمبر لعام 1989 اصدرت الحكومة حينها قرار اعلان ثورة التعليم العالي 4/12/1989 و الذي شمل الاتي 1. مضاعفة الاستيعاب في مؤسسات التعليم العالي. 2. الأخذ بنظام الانتساب في مؤسسات التعليم العالي. 3. إلحاق كل المعاهد العليا والكليات القائمة بإحدى الجامعات المناسبة وتعديل النظم الأكاديمية لتقوم الجامعات بمنح الدبلوم والشهادات الأخرى بجانب البكالوريوس. 4. الأخذ بنظام الكليات الجامعية في الأقاليم والتي تتبع للجامعات القائمة. 5. إنشاء جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا على أن يكون معهد الكليات التكنولوجية القائم نواة لها. 6. التصديق بقيام كليات وجامعات جديدة غير حكومية، ومنح الإقليمي منها الامتيازات والمساعدات الضرورية. 7. الفراغ خلال العام الدراسي 1990/ 1991م من الدراسات التحضيرية الخاصة باعتماد اللغة العربية لغة تدريس في التعليم العالي. 8. تعديل قوانين الجامعات والتعليم العالي لاستيعاب القرارات أعلاه ولإزالة التناقض ولإحكام التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي والمجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي استراتيجية ثورة التعليم العالي 4/12/1989 ويأتي السؤال المهم هل نجحت الحكومة السودانية بانفاذ قرارها الطموح بالتوسع في التعليم العالي؟ وهل استطاعت ان تطبق استراتيجياتها لتحقيق هذا المشروع الطموح ؟ واطرح هنا استراتيجية الحكومة لتحقيق الاهداف اعلاه وهل استطاعت ان تنفذها في خلال ست و عشرون عاما من اعلانها لقرار ثورة التعليم العالي؟ فقد اعلنت الحكومة استراتيجة لتحقيق اهداف اعلان قيام ثورة التعليم العالي وهي كالاتي . 1 إعادة صياغة المناهج والمقررات بما يتسق مع توجه الدولة خاصة في مجالات الاقتصاد والاجتماع وغيرها. ( لم تنجح الدولة في صياغة المناهج و المقررات بما يتسق بمشروعها الثقافي والسياسي الذي دعت اليه وادى ذلك الى ظهور مناهج غير مكتملة و غير متفقة في مرات مع مشروع الدولة الاسلامي .كما انها لم تجد المادة العلمية الكافية للقيام بهذا التغيير مما انعكس ذلك على مناهج كليات مثل الاقتصاد على سبيل المثال) 2. مواصلة تحديث المناهج بصورة مستمرة لتواكب تقدم المعرفة وحاجات المجتمع. (عملية تحديث المناهج لم تكن مستمرة ولم تواكب حركة المجتمع العلمي العالمي في التحديث و التطوير يتضح ذلك جليا في الكليات العلمية) 3. الاهتمام بالتخصصات التي تلبي حاجات الولايات. ( نجحت الدولة في انشاء بعض التخصصات المهمة في الولايات الا انها في الوقت نفسه لم تقم بدعمها و لم تنجح في تفعيل دورها في المجتمعات كما اهتمت في بعض الاحيان بانشاء كليات معنية بتنمية الريف الا ان انعكاس هذه التخصصات عموما على المجتمعات الريفية لم يكن بالمستوى المطلوب) 4.الاهتمام بالدراسات البيئية والأسرية في جميع مجالات التعليم العالي ( لم تنعكس على المجتمع ويتضح ذلك في ضعف الاهتمام الحكومي بالبيئة وقلة المتخصصين في امر البيئة في السودان على الرغم من انها استراتيجية مهمة) 5 تأصيل الثقافة والنأي عن التغريب وجعل اللغة العربية هي الأصل في التدريس والبحث والاهتمام بدراسة اللغات والثقافات الأجنبية. (نجحت في تعريب اللسان وادخال اللغة العربية كلغة رئيسية في مؤسسات التعليم العالي الا ان الدولة لم تستطع في ان تخلق حركة تعريب شاملة تؤدي دورها في الترجمة و البحث العلمي بالاضافة الى انها لم تحقق المطلوب منها بالاهتمام بدراسة اللغات و الثقافات الاجنبية بصورة كافية يتضح ذلك في ضعف الخريجين السودانيين في اللغة الانجليزية) 6 ترشيد التعليم بالاستفادة من الإمكانات المتاحة، والسعي إلى الاعتماد على الذات . (اقامت الدولة فعلا مؤسسات للتعليم العالي مستخدمة الامكانيات المتاحة الامر الذي ادى الى ضعف المخرجات العلمية في بعض الاحيان ) 7 العناية بتدريب القوى العاملة رفيعة المستوى، وإعداد العلماء وتدريبهم ليقودوا البحث العلمي لتكون لهم القدرة على مواكبة المعرفة المتجددة والمتطورة. ( قضية التدريب اصبحت ازمة كبيرة وتحتاج الى مراجعة شاملة بالاضافة الى ضعف عملية الابتعاث الى الدول الغربية مما ادى الى ضعف عملية البحث العلمي و مواكبة المعرفة) 8. تشجيع البحث العلمي، خاصة البحث العلمي الجماعي ومتعدد التخصصات وربطه بالتدريس والإنتاج، واستنباط أصوله. ( عملية البحث العملي مازالت ضعيف في السودان والنشر في المجلات العملية العالمية ايضا ضعيف. كما انه لم يرتبط بالانتاج بالصورة المطلوبة ينعكس ذلك بصورة واضحة في الانتاج الزراعي و الحيواني الحيوي الذي كان يمكن له ان يقفزقفزات كبيرة للغاية ان استطاعت الجامعات ان تربط البحث العلمي بعملية الانتاج) 9. أن تولي الجامعات، وبخاصة جامعة الخرطوم، اهتماماً أكبر بالدراسات العليا. ( نجحت جامعة الخرطوم بلاشك في زيادة الاهتمام بالدرسات العليا ) 10 تشجيع التعليم العالي الخاص وفق ضوابط تضمن مستويات رفيعة ( ازداد فعلا قطاع التعليم الخاص بصورة كبيرة الا ان هناك حاجة فعلا لمراجعة الضوابط التي تحقق المستويات الرفيعة لمخرجات التعليم العالي) 11دعم مؤسسات التعليم العالي بهدف تحقيق أهداف الخطة مع الحفاظ على المستويات العلمية وتطويرها بهدف تعزيز الأنماط التخصصية الملائمة لكل مؤسسة لمعالجة مشاكل المجتمع وتحقيق سياسة تكامل التخصصات بين الجامعات وتفادي الازدواجية المخلة. ( ميزانية التعليم العالي تحتاج الى مراجعة لتحقيق الاهداف التي تضمنت في الاستراتيجية) 12- تطوير التعليم الفني والتقني ليبلغ 60% من التعليم العالي، وتوفير التدريب المهني والحرفي المتقدم، بما يضمن حاجات الإستراتيجية الشاملة ( نظرة بسيطة الى مؤسسات التعليم العالي يجد انحسار التعليم الفني ) ايجابيات ثورة التعليم العالي 1- التوجه ناحية الولايات و عدم حصر التعليم العالي في المركز 2- اشراك القطاع الخاص في التعليم العالي 3- زيادة عدد المستوعبين في التعليم العالي و تقليل تكلفة التعليم بالخارج 4- ازدياد الوعي المجتمعي باهمية التعليم العالي سلبيات صاحبت ثورة التعليم العالي 1- التوسع الكمي على حساب النوعي صاحبت ثورة التعليم العالي زيادة كمية مهولة دون مراعاة لامكانية توفير سوق العمل و دون مراعاة لجودة مخرجات التعليم العالي و انعكس ذلك على التنافسية الضعيفة للخريج الجامعي 2- انقطاع الابتعاث الى الدول الغربية انقطعت البعثات الى الدول الغربية مما ادى الى انقطاع الخريج السوداني الى وسائل مهمة للمعرفة و البحث 3- العمل السياسي الطلابي غير الرشيد اهتمت الاحزاب السياسة الحكومية و المعارضة الى نشر سياسة الاستقطاب دون الاهتمام بخلق طالب مبدع اكاديميا و جنحت الى الاهتمام بالطالب في جانبه السياسي والاركان السياسية من دون توجيه لخلق طالب باحث ومبدع اكاديميا 4- توسع كمي دون ميزانية فميزانية التعليم العالي ضعيفة وهي لاتناسب التوسع الكمي للجامعات 5- ضعف رعاية الطلاب الاجتماعية 6- عدم مراقبة قطاع التعليم العالي الخاص بالصورة المطلوبة 7- الوضع الاقتصادي السيء للاساتذة والذي انعكس في تزايد الهجرة بصورة غير مسبوقة من دون توفير كوادر مؤهلة للتدريس و اصبحت الجامعة تعاني شحا كبيرا في حملة الدكتوراة و الاكتفاء بحملة الماجستير 9- التعريب سياسة غير مكتملة حيث عربت اللسان واهملت العلوم وعملية الترجمة الحلول 1- دمج الجامعات 2- زيادة ميزانية التعليم العالي لاربعة اضعاف 3- استقلال الادارات الجامعية 4- تدريب وتاهيل الاساتذة و ارجاع الابتعاث الى المؤسسات الغربية 5- مراقبة وضمن مخرجات التعليم العالي الخاص بوضع ضوابط مشددة 6- الكاتب ليس ضد التعريب و لكن يجب ان تكون سياسة مكتملة تشمل الترجمة و الانتاج المعرفي بالاضافة الى التشدد في تحسين مستوى اللغة الانجليزية بصورة تقود الى المنافسة العالمية و التعرف على المنتجات المعرفية 7- تحسين الاجور للاساتذة بزيادتها الى اربعة اضعاف الحالية وتدريب الاساتذة و التشدد في اكمال الدكتوراة للتدريس 8- التوسع الاكبر في المجال الفني و التقني بصورة تصبح اكبر من التعليم العالي النظري 9- ترشيد الممارسة السياسية لتصبح توفيقية بدلا من حالة الاستقطاب الحاد و اهتمام الاحزاب السياسية بتاهيل الطالب علميا و بحثيا واكاديميا 10- نشر ثقافة البحث العلمي وزيادة ميزانية البحث العلمي