كنت شاهدا الأسبوع الماضي في لندن علي لانتقال السلمي السلس لزعامة حزب المحافظين البريطاني من ديفيد كامرون الي خلفه السيدة تريزا ماي ذات السبع وخمسين ربيعا ورئيسة للوزراء . كان الانتقال سلسا مبهرا لم تشبه شائبة صراع محموم او تامر مذموم اوخلاف واختلاف بين مؤيد ومعارض داخل الحزب " الحاكم " بل ان مجلس النواب البريطاني بشقيه حزب الأغلبية وحزبي العمال والاحرار المعارضين ودعوا كاميرون بعاصفة من التصفيق وهو يلقي خطبة الوداع بعد ست سنوات أمضاها ريسا للحزب وللوزراء . الا ان ما شد انتباهي إشارته الطريفة وهو يشكر العاملين في مقر الرياسة وسكنه الرسمي في داوننغ ستريت (10 Downing Street ) إشارته للقطة ( الكديسة ) المسماة " لأري " وهى قطة بلون أبيض تتخلله خطوط سمراء استقدمت من ملجا للكلاب والقطط الضالة للعمل في مقر رئاسة الوزراء وسكن الريس عام 2011 صائدة و قناصة للفئران !! تحسر كامرون وحزن في خطبة الوداع علي فراق الكديسة " لأري " وقال انه وزوجته سيمانثا وأولادهما حزينين لفراقها اذ ليس بوسعهم اصطحبها معهم وهم يغادرون السكن الرسمي الي سكنهم الخاص .. لان " لأري " كما قال موظفة في الخدمة المدنية مقيمة بالمقر والسكن الرسمي ظلت تضطلع بمسؤولياتها الإدارية بكفاءة وحيدة في حماية مقر الرياسة وخاصة غرف النوم والمكتبة بما لها من خبرة ودربة في اقتناص الفئران وصدها عن " قرض " الملفات والاوراق الرسمية والأغطية وملا ياتِ سيمانثا . يغادر كامرون وأسرته وتبقي " لأري " تودي دورها ومهامها بكفاءة ومهنية في حماية ممتلكات الرياسة ومقتنيات السكن الرئاسي دون ان تخشي الإحالة للتقاعد للصالح العام لتمكين من هم او هن أهل الولاء والطاعة لا الخبرة والكفاءة ! فمن ينقذ ويحمي مؤسساتنا و ممتلكاتنا من فئران " الإنقاذ " ومن اخوان وأخوات " لأري " من القطط السمان السودانيات ؟ حسن عابدين / لندن عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.