سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. الطيب حاج عطية: نموذج المثقف الذي يحترم التنوع ويقدس الحوار السلمي .. بقلم: د. أبوذر الغفاري بشير
نشر في سودانيل يوم 31 - 07 - 2016

ذكر أن دريد بن الصمة لما بلغه وفاة أخيه عبد الله، رثاه بقصيدة طويلة لا زالت مقاطعها تسير بها الركبان، فقال في بعض أبياتها:
فإن يك عبد الله خلى مكانه فلم يك وقافاً ولا طائش اليد
ولا برماً إذا الرياح تناوحت برطب العضاة والهشيم المعضد
صبور على وقع المصائب حافظ من اليوم أعقاب الأحاديث في غد
وطيب نفسي أنني لم أقل له كذبت ولم أبخل بما ملكت يدي
وهو هنا يشير إلى مكارم الأخلاق التي طبعت شخصية أخيه، فلم يكن ليتوقف في موضع السير للمكرمات، وكان يحدد أهدافه بدقة ويصوب نحوها، ويلتزم الصبر على نوائب الدهر، وحفظ نفسه عما يشين من الأفعال، والصدق في القول حتى أنه لا يقال له كذبت. وأخال المكرمات التي ذكرها دريد، كأنما قيلت في فقيدنا الراحل د. الطيب حاج عطية. إلا أنها عند د. الطيب معطونة في مزيج من الطيبة والسلامة الداخلية. وإن صح ما قالت به العرب قديما (لكل امرء من اسمه نصيب)، وما سارت عليه الدراسات الحديثة التي أثبتت تأثير الاسم على شخصية صاحبه، فإن دكتور الطيب قد أخذ من اسمه بسهم وافر. فكانت الطيبة كما يعرفها غمار السودانيين في معناها الشايع هي أكثر ما يميزه. تأتيه كيفما اتفق فلا تجده إلا صدراً مفتوحاً وقلباً نقياً واستعداد لتقديم الخدمة المطلوبة. وتراه في ما يكتب ويقول داعية لاحترام الآخر وللحوار السلمي ونبذ العنف.
النشأة والتنوع
يمثل د. الطيب نموذجاً للمثقف الذي نشأ في بيئة متنوعة متسامحة وثرة، فتشرب قيمها وارتبط بها تكوينه النفسي والفكري، فقد هاجر أسلافه من أقصى شمال السودان إلى وسطه، واستوطنوا مدينة الدويم، حيث عمل والده سائقاً في بنطون المدينة الذي يربط المدينة بالضفة الشرقية من النيل الأبيض. وكل الذين كانوا يترددون على مدينة الدويم في أواسط القرن الماضي يعرفون العم حاج عطية. و كانت الدويم بدورها نموذجاً للمدن الجديدة الناشئة التي بدأت تتشكل في فترة الاستقرار الذي شهدته البلاد في أعقاب انتهاء الدولة المهدية وقيام الحكم الاستعماري. فقد وفدت إليها مختلف قبائل السودان وأطيافه بحثاً عن فرص عمل في مجتمع شبه حضري، فالتقت وخلقت نسيجاً جديداً، كما وحد بينها الرغبة في العيش الكريم. فقد استوطنتها أعداد مقدرة من قبيلة الجعافرة التي ترجع أصولها إلى صعيد مصر، وامتهن غالبية أهلها مهنة الزراعة في نطاق يحيط بالمدينة، ووفد إليها من غرب القارة الافريقية قبائل زنجية عاش غالبيتها في حيهم (روتو) في الطرف الغربي من المدينة لكن صلتهم كانت ممتدة بسوقها الكبير. وجاءتها جماعات وأفراد من أقاليم السودان المختلفة الأخرى من الشمال ومن الغرب ومن الوسط. وفي هذا المحيط نشأ د. الطيب وسط خليط متمازج من الأعراق والأعراف والعادات، ومتناغم في انصهاره. وأعرف أن الحي الذي ترعرع فيه وهو الحي الثامن من المدينة، يمثل وحده نموذجا للمدينة كلها، وللسودان الكبير بأديانه وقبائله وعاداته. ولابد أن هذه البيئة التي نشأ فيها من أقوى العناصر التي ساهمت في تكوينه النفسي والفكري طوال حياته.
ولد د. الطيب في العام 1949، ودرس مراحله الأولية في مدينة الدويم متنقلاً من مدرسة بخت الرضا ومدرسة الدويم الريفية. تم انتقل إلى مدرسة خور طقت الثانوية. وكانت هذه المؤسسات التعليمية نموذجا لتلاقح الثقافات وإدارة الحوار بين مختلف أطياف السودانيين. وبالطبع فقد تعرف د. الطيب في هذه المدارس على طلاب من مختلف أنحاء السودان، وخلق صلات وحواراً عريضاً معهم. وكانت مدرسة خور طقت على وجه الخصوص أحد أضلاع مثلث المدارس الثانوية المتميزة في السودان التي يفد إليها الطلاب من شتى الأقاليم ، وذلك إلى جانب مدرسة حنتوب ومدرسة وادي سيدنا، ولآبد أنه أنشد مع بقية زملائه نشيد وشعار خور طقت وتشرب به:
أنا عالم تنضم تحت لوائه كل البنود
لا أعرف الحقد المرير أسوقه فوق الوجود
من حاضري وفتوتي من وجه ماضي التليد
سيقودني قلبي الفتي لابتني الأمل الجديد
شغف د. الطيب بالمعرفة والتحصيل العلمي أيما شغف، فالناظر لسيرته الذاتية يلحظ العدد الكبير من المؤهلات العلمية والشهادات التي نالها وأنفق فيها أوقات مقدرة من عمره، بدءاً من بكالوريوس القانون والدبلوم العالي في القانون من جامعة الخرطوم، ومروراً بماجستير الاعلام من جامعة سيراكيوز بالولايات المتحدة، ودكتوراة الاعلام من جامعة السوربون بفرنسا ودبلوم الدعاية السياسية من معهد الدعاية بموسكو ودبلوم الاعلام الدولي من جامعة جنيف بسويسرا وزمالة جامعة أوكلاهوما. وترك هذا الكم المتنوع والهائل من المعارف التي نالها في القانون والاعلام والسياسة تأثيراً على تفكيره وتحليله العميقين للموضوعات التي اهتم بها. فكانت أطروحاته التي يقدمها في المنابر المختلفة مزيجاً مميزاً من هذه العلوم. خاصة مفاهيمه حول التنوع الاجتماعي والاصلاح السياسي.
وقد كتب الله لي الشرف أن أتتلمذ على يديه، وذلك حين أعلنت جامعة الخرطوم عن برنامج لدراسة الماجستير في الدراسات الدبلوماسية، وكنت ضمن الدفعة الأولى التي درست هذا البرنامج. وقد احتوت مقرراته على مادة الاعلام الدولي التي تولى تدريسها د. الطيب. فكانت طريقته في التدريس مميزة، فلم يكن محاضراً بالمعني التقليدي للمحاضر، يعد مادة علمية يلقيها على الطلاب ويحاسبهم على استيعابها، وإنما يثير مفاهيم وأبعاداً متعددة مرتبطة بالموضوع الذي يود أن يعرف طلابه به، ثم يخلق جواً معرفياً عاماً في القاعة يدفع الطلاب دفعا إلى البحث عن جوانب معارف جديدة في الموضوع وارتياد آفاق أخرى في الفهم والاستقصاء. وهو في ذلك أشبه بالشيخ الذي يفترع رؤوس مواضيع للنقاش ثم يتداولها مع طلابه ويدعهم لاستكمال ما بدأوه في قاعات الدرس. وكان جمعه بين الجانب الأكاديمي والتجربة العمليه ظاهراً في متانة مفاهيمه النظرية وقوة الاستدلال عليها، ووضوح رؤاه حين يطرحها على طلابه.
التنوع والحوار كلمات مفتاحية في حياة د. الطيب
إذا أمكن لشخص أن يجد عبارة دارت عليها حياة د. الطيب فهي (التنوع والحوار)، فقد شغل نفسه بالتذكير بالتنوع الذي فطر الله الناس عليه والدعوة للحوار السلمي، وظل يجسد كل ما اكتسبه من معارف وكل ما حظي به من علم لتحقيق هذا الهدف. ولم يكن يغشى منتدى أو ملتقى فكرياً إلا وكان التناغم السلمي هو الوتر الذي يضرب عليه.
وفي سياق تحديد نظرته لادارة التنوع في السودان بين د. الطيب موقفه من القبلية باعتبارها باباً أساسياً في موضوعات التنوع ، فذكر في منتدى أقامته طيبة برس تحت عنوات (القبلية والطائفية والدولة المدنية) أنه ليس مع القبلية ولا ضدها، وإنها كالماء يمكن أن تغرق بها مكانا أو تسقى بها زرعاً ، والنظرة المجتمعية لها هي التي تحدد سياقها كداعم للتطور والنهوض، أو أداة سلبية تؤدي للهبوط إلى درك سيء. وأن الأصل أن يوجد نظام لقسمة الموارد ونظام للأمن ونظام للتعايش، وتعد القبيلة بنية من بنى هذا التنظيم. فهو يؤكد على القبلية كأداة تؤدى غرضها من خلال اليد التي تحركها والنظرة التي تحصل عليها في السياق الاجتماعي والسياسي. فتأثيرها الايجابي أو السلبي لا يأتي من داخلها وإنما من خارجها. وهو بهذا المعني لا يسير في ركاب الذين يدعون لاستئصال القبلية تماماً، وإنما يعترف لها بموقعها في السياق الاجتماعي، ويدعو للتعامل الايجابي بشأنها.
كان د. الطيب يركز على أن التنوع هو الإصل في المجتمعات وأن ليس هناك مجتمع متجانس بصورة تامة، وذلك لاختلاف الأفراد فيما بينهم، فالتجانس الكامل في بعض المجتمعات أكذوبة كبرى لا وجود لها، وأن الحياة اليومية سلسلة من التنازلات التي يقدمها الأفراد والجماعات من أجل التعايش السلمي. وقد لخص مفهومه لحل مشكلة التعايش في ندوة قدمها بعنوان (مستقبل التعايش السلمي في السودان) فقال نحن بتنازلاتنا وبالنظام الذي نختطه نعيش في سلام، وغير ذلك يصبح الاختلاف مشكلة عندما يتحول إلى صراع، ويصبح الصراع مشكلة عندما يتحول إلى نزاع، ويصبح النزاع مشكلة كبرى عندما يدخل فيه عامل العنف. ولابد من عمل الترتيبات التي تجعل من الاختلاف وسيلة إيجابية لحفظ بنية السلام الاجتماعي. ولخص في هذه الندوة طريق إدارة التنوع فقال : (أنه لاقوة إلا للوفاق ولا قوة إلا للسلمية ولا قوة إلا للتراضي ولخدمة الناس وتلبية احتياجاتهم بحيث يعيشوا سعداء في مجتمعاتهم ويكونوا شركاء حقيقيين)
يحتج د. الطيب كثيرا على التمييز بين الثقافات على اساس أن بعضها بدائي وبعضها غالب. ويرى أنه لا تخلو جماعة بشرية من الثقافة، وأن مثل هذا التمييز مستل من الايدلوجيا الاستعمارية ورؤيتها للمجتمعات والعالم، وهي من توابع اختراق أنساقنا الفكرية والثقافية.
ولتأكيد هذه النظرة قطع في ورقة له بعنوان: خلفية تاريخية لعملية البناء الدستوري في السودان، أن من أسباب فشل التجارب الدستورية السابقة في السودان أنها لم تستمد شرعيتها من قوميتها وإنما كانت معبرة عن النخب التي وضعتها والنظم السياسية التي تبنتها ومن ثم ذهبت هذه التجارب مع أصحابها سواء كانت أحزاب بعينها أو نظم عسكرية أوثورية.
حملة مناهضة الحرب
شارك د. الطيب في الحملة التي دشنها مركز أبحاث السلام بجامعة الخرطوم في سبتمبر 2015 لمناهضة الحرب في مناطق الصراع المسلح ودعت جميع الأطراف المتصارعة حكومة ومعارضة إلى وقف فوري للحرب، وقد قدم ورقة أشار فيها إلى أن اتفاقية السلام الشامل لم تستطع أن توقف العنف، وانفتح في جبهات جديدة جديدة في البلاد. وأن عدم قبول الأطراف بالحوار الجاد سيفتح الباب إلى ما هو أصعب.
ومثل هذه المساهمات المنفعلة بالشأن الوطنى والداعية لوقف الحرب وعلاج المشكلة السياسية عن طريق الحل السلمي لا تحصى في حياة د. الطيب. فقد شارك في عشرات الندوات وقدم مثلها من الأوراق الذي تصب في ذات الاتجاه. والتقى من موقعه كأكاديمي وناشط وطنى بالفاعلين السياسين في الشأن الوطني في العديد من المنابر وطرح رؤاه للوصول إلى مخرج سلمي لمشكلات البلاد.
المبادرة القومية للسلام والاصلاح
برزت شخصية د. الطيب في آخر مساهماته السياسية ، وهي صياغته ضمن اثنين وخمسين من الأكاديميين والسياسيين والشخصيات القومية في مارس الماضي مبادرة للاصلاح السياسي في السودان تم تقديمها إلى رئيس الجمهورية، بعنوان (المبادرة القومية للسلام والاصلاح)، والذين يعرفون د. الطيب واطلعوا على المبادرة يدركون أن المبادرة كأنما صاغها د. الطيب فهي تعبر عن رويته غير العنيفة دائماً ومنهجه في التحول السياسي السلمي. فقد اقترحت فترة انتقالية تتولاها حكومة مهام وطنية تتشكل من ذوي الكفاءة والخبرة والامانة لتنفيذ مخرج للبلاد من الأزمات التي تواجهها، على أن تتوفر لها المقومات الأساسية لتعزيز إنجاح المرحلة الانتقالية وذلك باتاحة الحريات الأساسية العامة وتعزيز القبول المتبادل بين الأطراف الوطنية. وحددت المبادرة عدداً من الشروط لتحقيق التحول المطلوب.
ورغم أن المبادرة لم يكتب لها أن تسير إلى الأمام في حياة الفقيد د. الطيب إلا أنها لا تزال أحد مفاتيح الحل المطروحة للمشكلة السياسية في السودان في حالة قبول الحكومة والمعارضة بمقتضياتها، وتحويلها إلى مناهج واقعية للتحول السياسي، بما يجنب البلاد مخاطر وويلات الصراع العنيف.
د. الطيب في موقع جامعة الخرطوم الالكتروني
رغم الضخامة التي يتمتع بها اسم الدكتور الطيب. والوزن الاكاديمي الثقيل والمساهمة المجتمعية الكبيرة ، والتكريم الذي حظى به من جامعة الخرطوم اعترافاً بدوره الفاعل وأنجازاته المشهودة إلا أن من يرجع إلى سيرته الذاتية في الموقع الرسمي لمعهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم لا يعثر إلا على بضع أسطر لا تكاد تشفي الغليل، فلا يكاد يوجد توثيق للأبحاث التي كتبها وساهم بها في مؤتمرات داخلية أو على المستوى الدولي ولا الى الكتب التي ألفها سوى ورقة بحثية يتيمة بعنوان (Evidence Generation in Developing Countries: The Case of Sudan) كما لا يوجد سجل بالانجازات التي حققها على على الصعيد الوطني كأكاديمي متميزأو ناشط مجتمعي. وكان يجدر بمعهد أبحاث السلام أن يوثق لهذه السيرة المتميزة، خاصة أن الفقيد تقلد عمادة المعهد في الفترة بين 2004 إلى 2009، وذلك من باب حفظ الفضل لأصحاب الفضل، والتوثيق لمساهمات الجامعة التي كان د. الطيب استاذا بها لعدة عقود من الزمان.
رحم الله الدكتور الطيب حاج عطية بقدر ما قدم لهذا الوطن وأحسن متقبله ومثواه.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
قنابل الاكتئاب الموقوتة! ... بقلم: مامون التلب علينا أن نعي هذه الحقيقة جيّداً، وألا ندعها تُفلِت: إن العصر الذي نعيشه اليوم لم يحدث في تاريخ الإنسان من قبلٍ أبداً، ولن يُعاد مرةً أخرى، كما سبق في: (التاريخ يعيد نفسه)؛ إذ إن البشر، إن لم يتعلّموا من فداحةِ جحيمٍ كهذا، فإن وجودهم مهدد بالزوال تماماً. جميع حالات الحرب الأخيرة، في كلّ مكانٍ في الكوكب، تدعو للحزن الشديد، وعليّ، قبل أن أبدأ، أن أرسل التعازي القلبيّة لكلّ شعوب العالم على ما يحدث، بسرعةٍ لم يحدث لمثلها تفوّق –أي يوميّاً- وبطاقةٍ نابعةٍ من اليأس والاكتئاب الذي اتضح، منذ زمنٍ بعيد، أنه العدو الذي سينتصر في نهاية الأمر. إن حرب اليوم العالميّة تميّزت، مع اندلاع الثورة التكنولوجيّة بدايات القرن العشرين، وتملّك المواطنون في كل مكانٍ في العالم، تقريباً، سبل الوصول السهل، اليومي والمستمر، إلى هذا الذهن العالمي الموَحَّد؛ تميّزت وتكشّفت اليوم، أكثر وأكثر، عن تعقيدٍ أبعد من التصنيف السهل: عالم شرقي، غربي، أول، ثالث، إسلامي، مسيحي..إلخ؛ إذ ما يحدث من هجماتٍ على المواطنين العزّل في المدن الآمنة - افتراضيّاً – بلغ حدّاً يدفع لطرح تساؤلاتٍ عديدة. هذه القنابل البشريّة الموقوتة، والتي تتفجّر في عدة مُدن أوربيّة يوميّاً، تباينت في الأهداف، مع توحّدٍ تامٍّ في أن الحالات، جميعها، حالات اكتئاب حاد، أو كراهية مفرطة للعالم والبشر! بل وحبّ رؤيتهم يُسحقون، هكذا، ودون تحمّل أية مسؤوليّة والانتهاء من (جسد القنبلة) في ذات المكان واللحظة: انتحار فوري كما تفعل أية قنبلة. نلاحظ من إفادات الشرطة والتقارير الصحفيّة المنشورة على موقع (بي بي سي العربية)، مثلاً، أن هؤلاء المتفجّرين في المدن يعانون من اكتئابات غريبة وحادّة، ومجموعة غير هيّنة من أشكال وأنواع الهوس، ما شَذَّ منها وما صَدَم، ويبدو أن الأفكار المشجّعة على العنف والإرهاب وزيادة حرب العالم، والمنتشرة في الذهن العالميّ الموحّد - شبكة الانترنت – دائماً ما تكون مجرّد عود ثقاب لقنبلة بشريّة حقيقيّة، مهما كان نوع تلك الأفكار أو انتمائها. في ميونخ، تغيّر الأمر ولم يرتبط فقط بالإسلام، إذ يقول تقرير بي بي سي: [تقول الشرطة الألمانية إن المسلح الذي قتل 9 أشخاص رمياً بالرصاص في مدينة ميونيخ بولاية بافاريا الجمعة كان مهووساً بهجمات إطلاق النار الجماعية، ولم تكن له أية ارتباطات بالتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية." وأكدت أن ثمة ارتباطاً واضحاً بين المهاجم والقاتل النرويجي اندرز بيهرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصاً في هجمات نفّذها في العاصمة أوسلو وحولها قبل 5 أعوام بالضبط. وقالت الشرطة للصحفيين إن رجالها الذين فتشوا الغرفة التي كان يقيم فيها عثروا على قصاصات من صحف تتعلق بهجمات مماثلة، بما فيها مقال عنوانه "لماذا يقتل الطلاب؟". لماذا يقتل الطلاب؟ بريفيك هذا [قتل 77 شخصاً في النرويج في يوليو 2011م؛ إذ قتل 8 بتفجير قنبلة في العاصمة أوسلو قبل أن يتوجه إلى معسكر صيفي للناشطين اليساريين الشباب في جزيرة أوتويا القريبة ويقتل 69 رمياً بالرصاص. وكانت لبريفيك آراء يمينية متطرفة، وقال إن الهجوم الذي نفذه يهدف إلى وقف هجرة المسلمين إلى أوروبا] (بي بي سي). إذاً، انفلتت الكراهيّة وأصبح القتل أسهل، بل الأرعب أن العدو لم يعد معروفاً ولا مُعرَّفاً؛ يقول الروائي التركي أورهان باموق: [ليس كافياً للغرب أن يكتشف أي معسكر أو كهف أو مدينة منعزلة تأوي أحد الإرهابيين والذي يقوم بصنع القنبلة التالية، ولا سيكون كافياً أن يقصفوه حتى يتم محوه من على وجه الأرض؛ فالتحدي الحقيقي هو أن نتفهّم أنواع الحياة الروحانية للشعوب التي تعاني من الفقر والمهانة والخزي، والتي تم استبعادها من جماعتهم]. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////// طرائف و استغفالات السياسة السودانية .. بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن من طرائف السياسة السودانية، إن القضايا الجوهرية التي تتعلق بشأن السياسة، و التصورات التي تخدم الوطن و المواطنيين يصعب وصولها لرأس الدولة، و لكن المسرحيات الهزلية التي تسئ للسودان كوطن و شعب تجد إن الطرق قد عبد لها دون أية عوائق تعترض طريقها، فمثلا المسرحية العبثية و الهزلية، إهداء لاعب برشلونة ميسي فنلته إلي رئيس الجمهورية، ما هي العلاقة التي تربط ميسي بشعب السودان، و هل السودان قد حقق نموا اقتصاديا ملفتا حتى يلفت نظر ميسي و غيره من أهل الرياضة في العالم، هل أصبح السودان من الدول المتقدمة التي يحترم فيها الإنسان حتي يكون محط أنظار هؤلاء النجوم، هل السلام و الأمن و الاستقرار و الرفاهية تحققت في السودان حتى سيرته تنقل علي كل وسائل الاتصال، أم إن ميسي من المعجبين بالديكتاتوريات في العالم، المشكلة الأساسية إن هناك مجموعة حول الرئيس تفهم نفسياته و القضايا التي تؤرق مضاجعه لذلك تحاول أن تستغلها في تحقيق مأربها الشخصية، و لا يهمها السودان و لا شعبه مادامت هي تحقق مصالحها الخاصة، و بلغت بها المهزلة أن تأتي بإمرأة غير معرفة الهوية و تستفيد فقط من ملامحها لكي ترتب لمسرحية فنلة ميسي، و الغريب في الأمر إن الرئيس كان فرحا بذلك، دون أن يسأل نفسه ما هو الشيء الذي قدمه حتى يصبح ملفتا لنجوم كرة في العالم و ليس سياسيين، بينما الأخبار التي تذاع في وسائل الإعلام الأوروبية عن السودان أغلبيتها مرتبطة بالحروب و النزاعات و الفقر و النزوح، معلوم إن الرئيس تؤرقه قضية المحكمة الجنائية أرقا شديدا، راجعوا تصريحات الرئيس التي قالها عقب عودته من كل زياراته في الخارج، تشكل المحكمة الجنائية 95% منها، مرة واحدة لم يتحدث السيد الرئيس عن صفقات تجارية عقدها، أو مشاريع اتفق عليها، أو بعثات للتدريب سوف تنفذها دول، أو أية شيء مرتبط بالتنمية، فإذا كان هم الرئيس موجه للمحكمة الجنائية، فمن أين لميسي معرفة الرئيس السوداني، ثم يتكرر المشهد في أديس أبابا في تكريم الرئيس، و من حقنا نسأل ما هو الشيء الذي يمكن أن يكرم عليه و الشعب السوداني يعاني 90% منهم من الفقر و المسغبة، و تردي في كل الخدمات، و خاصة الطبية حيث انتشرت الأمراض الفتاكة و لا يجدون علاجا، وحروب في البلاد و مناطق غير أمنة، و أطرف البلاد محتلة من قبل البلاد المجاورة، و الأمطار التي تشهدها البلاد هذه الأيام كان يجب أن تكون أمطار خير و لكنها تحولت إلي مأساة بسبب الإهمال و كشفت ضعف البنيات التحية للبلاد، كل هذه الأشياء لابد أن تكون مجال تساؤل للناس و هم يشاهدون مراسم الاحتفال، و أيضا لم ينسي فيه الرئيس ما يؤرقه المحكمة الجنائية، فالرئيس تفكيره كله محصور في هذه المحكمة، و هو يعلم إن الحل داخل السودان، و عليه أن يسلم الراية للشعب السودان لكي يقرر الشعب ماذا هو فاعل بها، و لكن بقاءه في السلطة استمرار لمأساة هذا الشعب . أستطاعت إشراقة محمود أن تصعد معركتها مع الدكتور جلال الدقير، و أن تتهمه بتجاوزات مالية تتعلق بالملف المالي للحزب، رغم إن الدكتور جلال الدقير فصلها من الحزب و منعها من دخول دار الحزب، و لكنها لم تتنازل أو تشعر بالهزيمة، بل واصلت معركتها في كل المساحات التي تستطيع أن تستغلها، و استطاعت أن تلف حولها بعض الشباب، حتى شعر الدقير إن المعركة ليست باليسيرة، إنها معركة لا محال أنه خاسرها في نهاية المطاف. خاصة قضية المال المثارة التي لا يملك مستندات صرفها، و هي أموال الشعب السوداني التي يقدمها الحزب الحاكم، لأحزاب التوالي لضمان استمرارية التبعية، و بدأ جلال الدقير يتراجع، عندما أعلن أن حزبه سوف ينسحب من الحكومة، لأن إشراقة مدعومة من قبل عناصر في الحزب الحاكم، و هؤلاء يهدفون إلي الإطاحة بجلال الدقير و من يؤيده، كما إن إشراقة أتهمته إنه يحمل جواز سفر بريطاني، و في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته قبل يومين قالت إشراقة إن جلال الدقير منح تفويضا للدكتور أحمد بلال، و قالت إن الأخير " رجل مسكين ليس لديه شيئا يمكن أن يفعله، مما يؤكد إن جلال الدقير إذا تيقن إن المعركة قد خسرها، سوف يفعل كما فعل السيد الميرغني و يذهب لبريطانية، و يكتف بما عنده أو ما أخذه حسب قول إشراقة، و ليذهب الحزب الاتحادي الديمقراطي للجحيم مادام قد حقق هو غرضه، و سوف يعيش هانئ البال في بريطانيا، و الدكتور بلال مادام يريد أن يكون وزيرا سوف يسلم أمانة الحزب لأشراقة محمود دون أية اعتراض، علي أن يدخل معها في تسوية لعدم إثارة قضية الدكتور الدقير و أن لا تبعده عن قائمة الإستوزار. قال الرئيس البشير إذا كان السيد الحسن الميرغني عضوا في الحزب الحاكم لفصلته لغيابه عن أداء مهامه في القصر، و السيد الحسن و لا والده و لا جده يعرفون شيئا عن الخدمة المدنية، و لا يعرفون كيفية الامتثال لقوانينها، يعتقدون إن هذه الأسرة فوق مستوي البشر، لذلك يتصرفون كما يحلو لهم دون أن يسائلهم أحدا، و هؤلاء سخر الله لهم اتباعا من الانتهازيين و أصحاب المصالح الخاصة يدافعون عنهم بهوي، و لا يقدرون في ذلك مصلحة الوطن و المواطن، فالحسن في وظيفة دولة و ليس في وظيفة حزبية، و يخضع مثله مثل غيره للمحاسبة، و لكن الرئيس خائف من العزلة، و هو يريد فقط الاحتفاظ باسم الميرغني بأنه بجانبه، لكي يقول هؤلاء يمثلون طائفة في البلاد لها احترامها و هي تناصره، فعجز الرئيس أن يتخذ قرارا ضد الحسن الغائب دوما، هو عجزه في إدارة الدولة و تحقيق السلام و الاستقرار في البلاد، و عجزه في توفير ابسط الخدمات للمواطنيين، و عجزه في محاربة الفساد وووووووو. الغريب في الأمر، إن أحد نواب الاتحاد الأصل في برلمان المؤتمر الوطني، قال يجب علي حزبه أن ينسحب من الحكومة، بسبب إشارة الرئيس لمحاسبة السيد الحسن. إن واحدة من إشكاليات البلاد السياسية إنها تتعامل مع بعض الأشخاص بقدسية كأنهم أنبياء، رغم إن القصة كلها فيها شيئ من الغموض، و لا تخرج من دائرة الكسب غير المشروع، و استغلال البسطاء في تحقيق امتيازات مالية و تجارية. إذا كان الرئيس يعلم بغياب الحسن المتواصل و يجب أن يخضع للمحاسبة لماذا تدفع له مخصصاته و هو غائب. من غرائب السياسة في السودان إن النخب السودانية تشتغل بالمصالح الخاصة أكثر من الهم الوطني، و هي مع الذين يستطيعون أن يحققول لها ذلك، تجد حزبا يؤيد الدكتاتورية و يقف معها و يناصرها، ديكتاتوريات لا تحتاج لتبيان مثل ديكتاتورية صدام حسين الذي قتل أقرب الناس إليه في الحزب لكي ينفرد بالسلطة و مارس أبشع انتهاكات حقوق الإنسان من تعذيب و سحل و اغتيالات و سجن و اغتصابات، و كانت أحزاب من داخل السودان تهلل له و تدعمه، و نفس هؤلاء يرفعون في مكان أخر رايات الحرية و الديمقراطية و محاربة انتهاكات حقوق الإنسان كيف يستقيم ذلك عقلا و كيف يسمع لهؤلاء، و آخرين يمارسون تكميم الأفواه داخل مؤسساتهم الحزبية، و إطلاق الشائعات و الحروب النفسية ضد الذين يخالفونهم الرأي، و يمارسون الديكتاتورية في قصي أفعالها و معانيها، و تجدهم يتحدثون في منابر عن الحرية و القوانيين المقيدة للحريات، و يرفعون رايات الديمقراطية. نوع من الانفصام جديد و غريب حتى علي علماء النفس، كل هذه الأفعال تمارس تحت نظرنا و اسماعنا، و ما نزال نؤكد إنهم وطنيين أحرار و إن هؤلاء هم الذين يغيرون التاريخ. إذا لم تستيقظ أجيال السودان الجديدة، و تعرف إن كل هؤلاء الشخصيات السياسية التي في الساحة هي سبب شطر البلد لشطرين، و كل معاناتهم في الحياة، سببها هؤلاء، القائمن علي أمر السياسية بشقيها حكومة و معارضة، و يجب جميعا أن يذهبوا غير مأسوف عليهم، لن ينصلح حال البلاد، و لن تخرج من شرنقتها، إن الأحزاب المطروحة في الساحة قد فشلت تماما في إيجاد مخرج من الأزمة التي تعيشها البلاد، و ستظل الأزمة مستمرة مادامت هذه العقليات هي التي تدير الأزمة، المخرج هو ثورة شعبية تطيح بكل هذه الرموز المعروضة في الساحة السياسية. إن البلاد محتاجة إلي شخصيات جديدة عقليات جديدة و تصورات جديدة و جيل جديد. و نسأل الله حسن البصيرة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////////// مِحَنُ اَلْسُّوْدَاْنْ ..! .. بقلم: د. فيصل عوض حسن
يَشْهَدُ السُّودانُ أسوأ (مِحَنِه) وهي حُكْمُ البشيرِ وعصابته ل(27 سنة)، خَسِرْنَا فيها مُقدَّرات عديدة وعزيزة أهمَّها الأخلاق والقيم الإنسانية، وسَادَ الإجرامُ والفساد بكافة صوره ومُستوياته، وتزدادُ أحوالُنا سوءاً يوماً بعد يوم، ما بين قتلٍ واغتصابٍ وتشريد إلى فتنٍ وصراعاتٍ داخليةٍ وتدميرٍ للاقتصاد، انتهاءً بتقسيم البلد وتمزيقها وتَرْكِهَا (غنيمة) للطَامعين مِمَّن نَصِفَهُمْ بال(أشِقَّاءِ) وال(جِيْرَانْ)، دون أي جهودٍ (فعلية) وحقيقية لإنقاذ ما تبقَّى من البلاد وأهلها، وإيقاف هذا التراجُع المُخيف. والبشيرُ تحديداً هو أكبر (مِحَنْ) السُّودان، والعاملُ المحوريُ والمُشترك في كل أزماتنا، ووجد فيه جميع المُغامرين والطامعين ضالتهم، سواء بالداخل (عصابته الإسلاموية ومن شابههم ووالاهم) أو الخارج (إقليمياً ودولياً)، وهو باختصار نقطة الضعف الرئيسية للنيل من السُّودان ومُقدَّراته، وكثير من أزماتنا ما كان لها أن تحدث في غياب البشير! إذ لا يخفى دوره الأساسي في الحصار (السياسي، الاقتصادي والمعرفي) المفروض على السُّودان، ومَارَسَت مليشياته الإجرامَ بكافة صوره على الشعب السُّوداني عموماً، وبدارفور والمنطقتين بصفةٍ خاصَّة، وأصبح مُطارداً من العدالة الدولية! واحتلالُ أراضينا (الاحتلال المصري والإثيوبي) كان ولا يزال البشيرُ سببه الأساسي، حيث استغلَّت كلتا الدولتين مُحاولة اغتيال حُسني مُبارك في أديس أبابا عام 1995، فاحتلَّت مصر حلايب منذ ذاك الوقت وتوغَّلت من جهة وادي حلفا وشَارَفَت حدود شمال دارفور، ومَنَحَهَا البشيرُ مليون فدَّان بالشمالية ووعدها بالمزيد في سنَّار والدمازين، وأتَاحَ مياهنا الإقليمية بالبحر الأحمر للجَرَّافات المصرية المُدمِّرة. وبالتوازي مع هذا، احتلَّت إثيوبيا الفشقة وتُواصَلَتْ تعدِّياتها (المُوثَّقة) ضد السُّودانيين بالمناطق الحدودية، ومع هذا فَتَح البشير ميناء بورتسودان لإثيوبيا دون أي عوائد معلومة وملموسة، ووافق (بلا حياءٍ) على بناء ميناء إثيوبي (داخل السُّودان). كما وافق على بناء سدَّ النهضة دون المُطالبة ببني شنقول (الأرض السُّودانية) المُقام عليها السد، والتي آلت لإثيوبيا تبعاً لاتفاقية 1902 شريطة عدم إقامتها لأي مشروعات مائية على النيل الأزرق، ولم يُطالب إثيوبيا بأي ضمانات بشأن انهيار السد، أو (تثبيت) فوائده للسُّودان باتفاقياتٍ (دقيقة) تحفظ حقوق البلاد وأهلها، وهي أمورٌ (مُوثَّقة) وتمَّ تناوُلها كثيراً ولا يسع المجال لذكرها. وساهم البشيرُ كذلك في ضياع أراضي السُّودان وأُصوله العقارية، سواء بإتاحتها لدول استعمارية كالصين طمعاً في دفاعها عنه وعن عصابته بالمحافل الدولية، أو بِرَهْنِهَا مُقابل قروض أخذوها باسم السُّودان وأحالوها لمصالحهم الشخصية، وفي الحالتين فإنَّ السُّودان وأهله هم الخاسرون! وبدأ البشيرُ مُؤخَّراً بإتاحة أراضي السُّودان دون دراسةٍ أو تمحيص وبصورةٍ أقربُ للسُعار لمن يعده بالحماية أو يدفع له، وبلغ به الانكسار والاستهتار أَنْ تَاجَرَ بجيشه! مع بعض الاتفاقات المشبوهة كدخول حَمَلَة الجوازات الديبلوماسية لبعض الدول دون تأشيرات، مُقابل مَنْحِهِم أراضي ومُقدَّرات الدولة. وفي واحدة من أكبر من كوارثه وإجرامه، يعمل هو وعصابته على تغيير التركيبة السُكَّانية بتشريد السُّودانيين، سواء بالتضييق المعيشي أو بالإجرام المُباشر على نحو ما يحدث بدارفور والمنطقتين، وجَلْب المُرتَزَقة والغُرباء من كل الأنحاء واستخراج الأوراق الثبوتية لهم تمهيداً لهروبهم وضمان عدم مُلاحقتهم مُستقبلاً عقب إشعال البلد وإشاعة الفوضى! ولتغطية كل فشله وانحطاطه وإلهاء الرأي العام، يصنعُ البشير بين الحين والآخر انجازاتٍ وبطولاتٍ زائفة، يدعمه في ذلك إعلامٌ مأجور لم ولن يعرف معاني وقيم الأخلاق والمُثُل، مع جوغة من الأرزقية و(سَقَطِ) المَتَاع، ودونكم ما جرى ويجري من درامات هذه الأيَّام، بدءاً بالقمَّتين الأفريقية والعربية التي رَكَّزَ البشيرُ فيهما على النجاةِ من الجنائية الدولية، وتنَاسَى هو و(مُسْتَوْزِرْ) خارجيته الاحتلالين المصري والإثيوبي للبلاد، وقرارُ الاتحاد الأفريقي القاضي بحَسْمْ الحدود بين دول القارَّة الأفريقية قبل نهاية العام الجاري (2016)! وتَواصَلَت الدراما بقميص (ميسي)، لتنتهي بتكريمه من قِبَل ما يُسمَّى مُنتدى الكرامة كرمزٍ أفريقيٍ (للكرامة)، وذلك لمُجابهته قرارات المحكمة الجنائية الدولية، وكقائدٍ مُبادر ل(نهضة) أفريقيا، و(توحيد) رُؤاها لل(لتنمية) و(الاستقرار)! حيث احتفى المُطَبَّلاتية والأرزقية بهذه (الهيافة)، ولم يتوقَّفوا يسألوا عن أسباب عدم مُطالبة البشير للرُؤساء بخروج الاحتلالين المصري والإثيوبي من أراضينا، أو على الأقل تثبيت حقوق السُّودان لدى الاتحاد الأفريقي رسمياً، لو كانت لديه كرامة (حقيقية)! أمَّا رحلاته الخارجية وتحدِّيه (الزائف) للجنائية، فالشاهد أنَّ جميعها شَهِدَ فصولاً (مُخزية) من الخوف وفضائح الهروب، وكان (ولا يزال) يستجدي الجميع بشكلٍ رخيص لتطييب خاطره (المُنكسر) وذاته (المرعوبة)! والأهمَّ من ذلك، عن أي استهدافٍ يتحدَّث البشير، وهو قد اعترف وأقرَّ (صوت وصورة)، بسِفْكِهِ للدماء بدارفور دون وجه حق؟ أمَّا عن التنمية والاستقرار، فانظروا لواقع السُّودان البائس عقب توقُّف جميع المشاريع الإنتاجية (زراعية وصناعية)، وارتفاع حجم الديون وانخفاض قيمة عملتنا الوطنية والفقر المُدقع الذي يضربُ البلاد رغم مواردها المشهودة! وبالنسبة للاستقرار، فالبلاد مُشتعلة وتشهد حروباً وصراعاتٍ دموية، وتتفشَّى فيها القَبَليَّة والجهوية والجهل والتجهيل المُتعمَّد، ويُمارِس البشير وزبانيته (السابقون والحاضرون) الإجرام الرسمي بكافة أشكاله! ومِحَنُ السُّودان لا تنحصر في البشير وعصابته الإسلاموية، فهناك من نُسمِّيهم (زُعماء) و(قَادَة) الكيانات السياسية (مدنية/مُسلَّحة)، الذين خلعوا عن ذواتهم أثواب (الحياء)! فمنهم من قَبِلَ (صراحةً) بفتات المُتأسلمين ويُشاركهم الإجرام (تأييداً وصَمتاً)، ومنهم ال(مُتآمر) وال(مُتقافز) بين إدِّعاء النضال و(الانبراش)، ومن بين كياناتنا من يُقاتل، ولكن دون أثر أو نتيجة ملموسة! والأهمَّ من هذا أنَّ جميع الكيانات السُّودانية، تفتقد للرُؤية الرصينة وتشهد مُنازعات داخلية وهيكلية، وبعيدة تماماً عن مضامين الديمقراطية والقيم التي يُنادون بها، مما أسفر عن تمزُّق غالبيتها وبعضها تلاشى أو يكاد! وسواء كان هذا أو ذاك، فهم جميعاً، ساهموا ببقاء البشير وعصابته ل(27) سنة، حتَّى وإنْ رفعوا بعض المطالب النضالية (ظاهرياً)، فإنَّ مصالحهم الذاتية وأطماعهم الشخصية هي الطاغية، ولم يُبْدِ أياً منهم حرصاً (حقيقياً) تجاه البلد وأهلها وإيقاف الجرائم الإسلاموية المُتزايدة، وباتوا يتسابقون نحو المُتأسلمين ويتحدَّثون باسم الشعب المقهور (دون تفويضٍ)، ودون تفكيرٍ في جراحاته المُلتهبة وآهاته المكتومة! هناك مِحْنَةُ النُخبةِ المُتعلِّمة، والتي كان يُفترض بها التوعية والتثقيف، وصناعة التغيير الحقيقي الذي يحتاجه الشعبُ السُّوداني بشِدَّة، للخروج من حالة التَوَهَان التي يحياها الآن، من (فَرْطْ) الأزمات الإسلاموية المُتلاحقة، إلا أنَّ غالبيةُ المُتعلِّمين (أسرى) للموصوفين بال(قَادَة) وال(رموز)، ويتبعونهم بلا وعيٍ أو نقاش، بل ويُقاتلون دفاعاً عنهم وعن أسرَهِم أكثر من البلاد المُهدَّدة بالتلاشي، رغم فشل أولئك (الرموز) ومُتاَجَرَتهم بكل شيئ وتركيزهم (فقط) على السُلطة والثروة و(توريثها) لأنجالهم! وبعضُ هذه النُخبة نأى بذاته وآثَرَ الهُرُوب بعيداً عن السُّودان، ومنهم من شَارَكَ المُتأسلمين الإجرام وصَعَدَ على جماجم البُسطاء وحُطَام بلاده، وقليلون منهم يُمسِكُونَ بجَمْرِ القضيةِ لكنهم بحاجة لجهود البقية. والمُدهش في الأمر، أنَّ النُخَبْ السُّودانية المُتعلِّمة مُتَّفقون تماماً على الفشل والتراجع، وفي ذات الوقت يتساءلون عن البديل الآمن، دون أن يُفكِّروا أن يكونوا هم البُدَلاء! على أنَّ أكبر ال(مِحَنْ) وال(مُفارقات) نُجسِّدها نحن عامَّةُ الشعب السُّوداني، حيث وقع غالبيتنا فريسةً سهلة لفِخَاخْ المُتأسلمين (الإلهائية)، ولانتماءاتنا القبلية والحزبية الضيقة ودفاعاتنا المُستميتة عنها بينما يتلاعبُ بنا المُغامرون والمُتاجرون في الداخل والخارج، ونحن فقط الضحية الذين ندفع الثمن من أرواحنا ومعاشنا وكرامتنا وسيادتنا الوطنية. ففي الوقت الذي نعلمُ جميعاً، أنَّ المُتأسلمين مَاضون في إجرامهم تجاهنا وتجاه بلدنا وأنَّهم لم ولن يتوقَّفوا، وأنَّهم يجدون السَنَد والدعم من العالم الخارجي (أياً) كان، وفي ذات الوقت نعلم أنَّ من يُوصفون ب(قادة) و(رموز) يتلاعبون بنا ويسعون فقط لإشباع شهواتهم السُلطوية والمالية، ما زلنا في غيبوبة (مُدهشة) ولا نُحرِّك ساكناً تجاه تغيير أوضاعنا البائسة! فبعضنا يُتابع الدراما الإسلاموية (المصنوعة) ويَتَنَدَّر فيها ثم يُمصمص شفيه انتظاراً لدراما جديدة، على نحو أبو القنفد أو الهوت دوق أو القميص الواحد أو الفئران آكلة الجسور وغيرها، ومُؤخَّراً (قميص) ميسي و(قُماشة) الكرامة! وبعضنا ما يزال يأمُل في ما يُسمَّى مُعارضة ويستميتُ في الدفاع عن رموزها المُتكلِّسة والفاشلة، وبعضنا يتطلَّع إلى العالم الخارجي ليُنقذه رغم التجارُب المريرة التي خاضها غيرنا مع تدخُّلات العالم الخارجي، وبعضنا يستعيد أمجاداً تاريخية سَطرها غيرنا من الأقدمين ولم نقتفِ أثرهم فدفعنا الثمن وما زلنا وسندفعه غالياً إذا استمرَّ صمتُنا. مُحصِّلةُ القول، أنَّ (خَلَاصَنَا) في الثورة دون انتظار للموسومين ب(قادة) و(زعماء) أو العالم الخارجي، باعتباره ضرباً من ضروب ال(وَهْمْ) ولم ولن يُجدي، فالكل يسعى لمصالحه ولا همَّ له ببلدٍ أو شعب، وحالنا لا يخفى على أحد ولا يحتاج لاستدلال، ومع كل يوم يزدادُ الأمرُ تعقيداً. ولنثق بأنَّ الانتظار أو الخوف لم ولن يُنجي وسيرفع من تكلفة التغيير المنشود، والتي سيكون أقَلَّها زَوَالُ السُّودانِ وزوالُنا معه، فالبشيرُ وعصابته ملهيون بجمع المغانم تمهيداً للهروب الذي (دَنَا) أجله، ولو كان المُقابل (بَيْعْ) أي شيء بمن فيهم البشر، ومن نُسمِّيهم (قادة) و(زعماء) يلهثون خلف السُلطة والثروة، وتنفيذ الأجندات الأجنبية صعوداً على جماجمنا، والعالم الخارجي يلتهم كل ما يجده أمامه من مُقدَّراتنا، وهذا يجعلنا وحدنا المعنيون بإنقاذ أنفسنا، ولا مجال لأي رمادية فإمَّا السُّودان (الدولة والكيان) وشعبه، أو المُتاجرين والمُغامرين سواء كانوا المُتأسلمين ومن والاهم من الداخل والخارج.. وللحديث بقية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////// عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. كلام الناس سرطان الغفلة والفراغ والإحباط .. بقلم: نورالدين مدني *مع تزايد الأعمال الإجرامية المريبة التي تستهدف الأبرياء بعشوائية مجنونة‘ تزداد قناعتي ان هذه الألغام البشرية العمياء مجرد أدوات مفرغة من كل القيم الدينية والإنسانية ومشحونة بكراهية الحياة والناس. *للأسف هناك من يتبرع ويدعي أنه وراء هذه الأعمال الإجرامية ويلبسها عباءة دينية لاعلاقة لها بها ولابه‘ حتى وإن كان من قام بها معتوه أومدمن أو صاحب سوابق إجرامية. * نقول هذا بمناسبة العملية الإجرامية التي تم فيها ذبح القس جاك هاميل بكنيسة بنورماندي في فرنسا الثلاثاء الماضي‘ الأمر الذي وجد إستهجاناً من كل رموز الأديان السماوية في فرنسا وفي جميع أنحاء العالم. * واضح أن غالب الذين يستغلون للقيام بهذه الأعمال الإجرامية يعانون من إضطرابات نفسية وذهنية تفاقمها عوامل الفراغ والبطالة والإحباط واليأس بعيداً عن الدوافع الدينية السامية الداعية للرحمة والسلام والمحبة والخير للناس أجمعين. * لذلك إزداد الوعي بحقيقة هذه الجرائم اللإنسانية الشاذة البعيدة كل البعد عن القيم والمعاني والأخلاقيات الدينية‘ حتى وإن إدعى البعض أنها لصالح نصرة دين ما .. هذا ما أكده البابا فرانسيس الذي قال في تعقيبه على جريمة ذبح القس الفرنسي بأن المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب
ليست معركة دينية‘ لأن كل الأديان تسعى لتحقيق السلام والخير والرحمة للبشر أجمعين. *في نفس الوقت طالب ممثلوا الديانات السماوية في فرنسا الدولة بحماية كل دور العبادة‘ وذلك إبان لقائهم بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للتفاكر حول سبل محاصرة تفشي هذه الاعمال الإجرامية وسط الشباب. *عقب هذا اللقاء عبر دليل ابوبكر إمام المسجد الكبير بباريس عن أسفه العميق إنابة عن كل المسلمين الفرنسيين واستنكر ما اعتبره" تدنيس المقدسات"‘ فيما اثنى أسقف باريس فان تروا على الروح الإيجابية التي سادت اللقاء‘ وأكدت إتفاق كل الاديان ضد الإرهاب. * الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد أهمية مراعاة تحقيق التوازن اللازم بين سيادة حكم القانون والحفاظ على تماسك النسيج الإجتماعي الفرنسي‘ وعدم السماح لأعداء الحياة بجر فرنسا إلى "لعبتهم السياسية". * أضاف الرئيس الفرنسي قائلاً : إن التضييق على الحريات لن يقضي على الإرهاب وإنما لابد من تجفيف المنابع الأيديولوجية والفكرية للإرهاب وسط الشباب. *هكذا القى الرئيس الفرنسي الكرة في ملعب قادة الرأي والدعاة في جميع انحاء العالم كي يقوموا بواجبهم تجاه حماية الشباب من طغيان جماعات الغلو والعنف وكراهية الحياة والناس‘ الذين يستغلون معاناة بعض الشباب من الفراغ والبطالة والإحباط واليأس لشحنهم بصورة سالبة ضد الحياة والسلام والحب والخير والجمال في انفسهم وفي العالم من حولهم. ////////////// بسم الله الرحمن الرحيم عزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟ .. بقلم: عثمان الطاهر المجمر طه / باريس عزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟ ألم تجدوا العظة والعبرة فى مصالحة نميرى؟ بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) يسرنى ويسعدنى جدا أننى كنت أول من كتب كتابا عنك داخل السودان يوم كنت رئيسا للوزراء برغم اننى لم أحظى بأى تقدير منكم تأدبا مع قول مولانا عز وجل { وما جزاء الإحسان إلا الإحسان } فلم أجد إلا النكران وبرغم أننى أحببتك يوما ما وكما قيل : أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماما لم أبال حبنا لكم نبع من حبنا لجدكم الأكبر المهدى الكبير والفرق بينكما كبير هو كان متواضعا يحب المساكين وكريما وينام على الحصير ولم يسكن القصور ونسى القبور برغم أن الخرطوم دانت له بقصورها ودورها الفخمة الضخمة لكنه أثر الآخرة على الفانية المهم احببناك رئيسا ديمقراطيا مثقفا محاورا بارعا ومحاضرا نجمه ساطعا فى المحافل الدوليه والمحليه ينافح ويكافح من أجل الديمقراطيه والحريه ورمزا للعبقرية السودانية فى أجل وأجمل معانيها ووعينا بكثرة القراءة وثمرات الصحافة الإنتقادات التى توجه لكم من الخصوم وفهمنا منها السمين ومزقنا الغث المشين الذى يلتفح بالمكايدات والتفهات وبعيوب الثغرات والنعرات وتوقفنا عند المصالحة الوطنية فى بورتسودان مع الرئيس الراحل جعفر نميرى فقد إتهمكم يومها الشهيد الشريف يوسف الهندى لقد إنفردتم بها لمصالحكم الشخصية والحزبية والشاهد فى الأمر انها لم تدم برغم أداء القسم ثم الإلتحاق بالإتحاد الإشتراكى الذى انتقدتموه كثيرا أخيرا قدمتم إستقالتكم وخرجتم منه فلم يستفد حزب الأمة من هذه المصالحة الشخص الوحيد الذى إستفاد منها ثعلب الإسلام السياسى الترابى الذى ولج السلطة عبر هذه المصالحة وصار وزيرا للعدل والنائب العام وأخذ يصول ويجول بحرية تامة فى ندوات المعاهد والجامعات وإستطاع ان يخم الطبقة المثقفة من الطلبة والطالبات وأقام البنوك والشركات وعندما جاءت الديمقراطية الثالثة فاز بدوائر الخريجين وبغيرها من الدوائر وأمسى القوة الثالثة المتمكنة وأقوى الأحزاب ماليا وإعلاميا وجماهيرا فى جدة إلتقيت بالدكتور الصادق أبو نفيسة الذى لجأت إليه لمساعدتى فى طباعة كتابى عنكم الطبعة الثانية ( مشاوير فى عقول المشاهير- فى أول مشوار أخطر حوار مع زعيم الأنصار ) تحدث إلى مطولا ثم إعتذر بعد أن كال لكم كثيرا من الإتهامات أهمها أنتم تكرهون من ينتقدكم ومن يصدقكم القول أو يعارضكم لمصلحة الحزب وللمصلحة العامة وخرجت حزينا من عنده ثم أخذت أفكر لماذا أختلف معكم الدكتور أدم موسى مادبو ؟ ولماذا إختلف معكم الوزير السابق الأستاذ بكرى عديل إبن ناظر كرفان الكبير؟ ولماذا إبتعد عنكم الوزير السابق بشير عمر وفضل البنك الإسلامى عليكم؟ ولماذا فضل الوزير السابق الحبيب سرنوب البقاء فى الأمارات بدلا من الجلوس بجواركم فى القاهرة؟ وفى القاهرة نفسها لماذا إبتعد عنكم الأنصارى القح السفير السابق الدكتور على حمد إبراهيم ؟ ولماذا إبتعد عضو مجلس رأس الدولة السابق إدريس البنا ؟ ولماذا إبتعد حاكم كردفان الأسبق عبد الرسول النور? هذه أسئلة مشروعة تحتاج إلى إيجابات والشئ بالشئ يذكر قلت : إن الديمقراطية عائدة ورابحة مضى أكثر من ربع قرن ولم تعد الديمقراطية التى فرطت أنت فيها لأننى عندما هاجمت عبدالرحمن فرح فى الميدان الشرقى للجامعة وقلت له : أنت بعت الصادق المهدى واليوم جاى تترشح لرئاسة الجمهورية قال لى : هذا الكلام غير صحيح بوصفى رئيس لجهاز الأمن قدمت للسيد رئيس مجلس الوزراء مذكرة طويلة قلت له هنالك منزل يجتمع فيه ناس الجبهة الإسلامية فى نمرة 2 لتنفيذ إنقلاب عسكرى وهذا التقرير مكث فى تربيزة رئيس الوزراء لمدة ثلاث أسابيع قبل الإنقلاب يشهد على ذلك بكرى عديل واللواء فضل الله برمه وعبد الرسول النور ثم عزمنى فى منزله وتحدث إلى حديثا مطولا عنكم ليس المجال هنا لذكره وأنت عندما جئت إلينا فى باريس تزامن وجودكم مع الراحل خليل إبراهيم فى ندوة أدارها الصادق يوسف ووليد طلبت مداخلة وتوجهت إليك بالسؤال التالى : ذكرت فاطمة إبراهيم ان المرحوم أحمد سليمان جاء إليكم فى مجلس الوزراء وعرض عليكم القيام بإنقلاب لأن الساحة تعج بعدة إنقلابات إذا أنتم لم تقوموا بإنقلاب سوف يقوم به البعثيون وإذا لم يقم به البعثيون سوف يقوم به الإتحاديون فمن باب أولى أن نقوم به نحن ويصبح زيتنا فى بيتنا ولكنك رفضت وبرغم علمك بالإنقلاب لم تعتقل احمد سليمان فجاء ردكم صحيح أن احمد سليمان عرض عليك الإنقلاب وأنت رفضته! الحصل حصل لكن أنت أكبر عمرا وفهما وعلما وتجربة وثقافة نحن الصغار نعرف أن هذا النظام لا أمان له ولا مصداقية له ولا ذمة له همه كل همه المحافظة على هذه السلطة التى سرقها منك بليل يوم جاء على ظهر دبابة وبندقية كيف تصالحه بلا ضمانات ضامنة وأمنة تؤكد على عودة الحرية والديمقراطية وليس تؤمن عودتكم التى يستعجلها النظام الذى ظهر إنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عنكم هاهو طبل النظام المزمراتى شعب كل حكومة أحمد البلال الطيب إستضافكم فى برنامجه فى الواجهة ليؤكد للجميع توقيعكم على خارطة الطريق لتلتحقوا بالنظام وكان يستعجل مجئكم وقالها لكم حسب معلوماتنا التى نستقيها من الكروب أنحنا عندنا كروب صحفيين قالوا الإمام شكله كده سوف يصل بعد إسبوع السؤال المطروح دعنا من نداء السودان وخارطة الطريق أو خريطة الطريق كما تسميها أنت كل الأوراق إتكشفت الأمور صارت واضحة السؤال المطروح على أى اساس سوف تصالح النظام وماهو مصير النضال الطويل؟ ومصير الوطن والوطنيه ؟ وماهى الأسس التى تمت بموجبها مصالحتكم للنظام وهل أخذتم رأى الشعب السودانى فى هذه المصالحة وهل نداء السودان هو كل شعب السودان أم ماذا ؟ عزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟ وألم تجدوا العظة والعبرة فى مصالحة نميرى ومن سخرية الأقدار مصالحتكم مع النظام يعرفها المايوى القح أحمد البلال ويفرح بها ويبشر بها قبل أن يعرفها الشعب السودانى الذى هو سندكم وظهركم ومددكم وشعبكم وليس نظام الإنقاذ أو بقايا مايو ! نحن لا نريدك أن تأتى للسودان جنازة شهيدا للوطنية كما جاء الشهيد الشريف الحسين الهندى الذى رفض مصالحة النميرى ولكننا نريدك أن تأتى إلى السودان بعدغياب طويل مرفوع الرأس تطاول الثريا وأنت سيد العارفين الفرق كبير بين الثرى والثريا وكما قال الشاعر المتنبى : ولم أر فى الناس عيبا * كنقص القادرين على التمام بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////// عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. سلام يا .. وطن صراعات وقرارات وأمور متشابهات!! .. بقلم: حيدر احمد خيرالله *لازلنا ننتظر من السيد/ وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم أن يقدم تفسيراً عن أعمال وحدة ازالة المخالفات والشارع العام والتى قامت على ذات الصلاحيات الممنوحة لهيئة حماية الاراضي الحكومية وازالة المخالفات ، ولقد نشرنا بالامس نصوص العقد الموقع بين المستثمر فى حديقة ومنتجع الزوادة ، والعجلة المريبة التى تمت لإزالة حديقة التجاني يوسف بشير ، بعد ان صرف عليها المستثمر العراقي اكثر من اربعة مليار جنيه، والرجل يمسك بيده عقدا موقعا مع محلية الخرطوم يؤكد أحد بنوده أن تصريح البناء من مسؤولية المحلية والمستثمر يستلم الحديقة خالية من الموانع ، ولكن وحدة عباس قامت بالإزالة دون مراعاة للأضرار والخسائر التى لحقت بالمستثمر وستدفعها المحلية زائداً التعويض . *أما عقد الزوادة والذى مضى عليه ثمانية سنوات وتبقى مثلها فان المستثمر قد دفع اموالا طائلة ستضطر المحلية لدفعها مع تعويضاتها وستكون قد خسرت المباني التى يفترض ان تؤول اليها بعد نهاية العقد ، والغريب ان الذى أشرف على التصاميم والخرط وجداول الكميات وكان هو نفسه الإستشاري إنه المهندس المختص بالتخطيط العمراني والتابع لوزارة التخطيط العمراني ، وأيضا معتمد بحري وقتها الذى منح المستثمر حق الإجارة والبناء هو نفسه الذى ماطل فى استخراج تصريح البناء من التخطيط العمراني ، فان كانت الوزارة المعنية تريد اراضيها فلاضير فى ذلك لكن ماهى القيمة فى ان تقوم الوزارة بالإزالة رغم العقود الموقعة من المحليات والتى ستضطر المحلية دفع المليارات من الخسائر والتعويضات التى قد تتجاوز قيمة الأرض نفسها. *وإذا كانت الأخطاء من المحليات اخطاء قديمة ومضى منها نصف المدة فمالمانع من أن يواصل المستثمر حتى تنقضي مدته ويعود الامر الى وضعه الصحيح ويتوقف اهدار المال العام الذى لابواكي عليه؟! ونرى أن علاج الأخطاء والتقاطعات بين المحليات ووزارة التخطيط العمرانى ينبغي حلها بشكل منظم ومرتب ويحفظ حقوق المستثمر والمال العام ، بيدأن النهج المتبع الآن يقود الى أوضاع اقل مايمكن ان توصف به أنها كارثية، ولقد ناشدنا السيد/وزير التخطيط العمراني حول إزالة احياء التكامل بالشجرة فاستجاب واوقف الإزالة مشكوراً . والآن نطلب منه ابعاد عباس ووحدته ومعالجة الأمور فى إطار المحليات فان الأمر لن يكون عصياً على الحل ، بل العصي على الحل هو إحالة العمار الى خراب وإلحاق الضرر بالأسر التى تعمل فى هذه المؤسسات والتعويضات التى ستدفع من دم قلب هذا الشعب ،سعادة الفريق /حسن صالح وزير التخطيط العمراني ، أبعدنا عن الصراعات والقرارات والأمور المتشابهات ، تدخل وأوقف هذه الوحدة فانها لاتزيل المخالفات انما تزيل الحياة نفسها ..وسلام ياااااااوطن سلام يا بالمناقل انهيار 78 بيت وثلاثة فصول بام قرقوروانهيار 48بيت فى العمارة سراج وكمبو يونس ومجوك صارت اثرا بعد عين ، والوالي إيلا يستجم والمواطن فى الجزيرة يئن تحت سمع وبصر حكومته ، والحكومة الإتحادية عاملة أضان الحامل طرشاء, معذرة اهلنا وبيوتكم إتماصت ، ونحن منشغلون بفانلة ميسى .. وسلام يا الجريدة الأحد31/7/2016 //////////////// عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. (دور معهد الموسيقى في التفكير والتطوير الموسيقى) .. بقلم: د. احمد محمد عثمان ادريس منذ انشاء المعهد العالي للموسيقى كانت له العديد من البصمات الواضحة على خريطة الاغنية السودانية وبالنهوض بالحركة الفنية والموسيقى بالسودان واهمية العلوم في التنمية المستدامة ومن الاغاني
القديمة( حليل موسى يا حليل موسى للرجال كوسه) (واقدم الاغاني ود الفكي من كبوشيه )كما نجد هناك العديد من امتدادات معهد الموسيقى والمسرح بالسودان(كلية الموسيقى والدراما) في الصومال واثيوبيا وجيبوتي وتشاد حيث لديها العديد من الخريجين من تلك الجنسيات في بلدانهم ليؤكد للجميع مدى انتشار وقوة هذه الكلية في المناطق المجاورة التي تميل الى فن الرقص اكثر من غيره، //////////////// عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مذكرات وذكريات من جراب قروي: ذكريات من دفتر الطفولة (9) .. بقلم: عثمان يوسف خليل في الذكرى العاشرة لرحيل الروح الي امي في عليائها (2) تمر علينا هذه الايام الذكرى العاشرة لوفاة الغالية امي تلك المرأة آلتي عاشت حياتها لغيرها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني..فقد كانت لا تاكل الا بعد ان يأكل القوم خاصة الضيوف ولا تنام ولاترتاح الا بعد ان تطمان على راحتهم..تسهر الليالي عند اخواتها وجاراتها لا لقطيعة او فارغات لكنها لقضاء حوائج عندهم وتبقى عندهم وهي تواسي وتستشار في الامور وتعطي الرأي السديد والقاطع وكم سمعت وشهدت ان الأهل لا تتم لهم مشورة الا اذا تاكدوا من موافقة الحاجة ام مريوم ولسانهم ينطق(لازم من الازم تنتظروا حاجة امريوم) وكم هو التفاؤل بعينه.. وكانت للحاجة سماحة قل ان توجد عند احد من نساء جيلها فلم اسمع ابدا انها قد تخاصمت او هجرت او فجرت وهذه شهادتي لله وانا مسؤل عنها..وكانت لا تعاف طعاما ابدا ولا تسال عن شي الا ان طلب منها ولاتنظر لاناء وماعون أكرمت منه لانها تعلم ان ذلك قد يوذي صاحبه.. بالله عليك أليس ذلك بالأدب القرآني لله درك يا أماه وكم انا سعيد اني منك.. الطفولة بكل تاكيد لا طعم لها ولا مذاق بدون ام روؤم تحن على صغارها وتحضنهم ولو كانوا كبار هكذا كانت الحجة ام مريوم أظن ان امي اختارت ان تكون لي عندها مكانة خاصة.. الوالدين وبحكم الطبيعة الأبوية يعرفون من هم اقرب اليهم من عيالهم وهذه فطرة الله التي فطرها في خلقه..وقد ذكرت ذلك فيما غير هذا المكان ان لي عندالحاجة غرفة خاصة في قلبها الكبيرالجميل ولم يكن ينافسني احد سوى اختي الغالية بثينة.. والحاجة بثينة وهي الكبيرة بين اخواتي، وللحاجة بثينة محبة شديدة ومكانة خاصة عند امي ام مريوم بت احمد حتى انها لقبتها بالصندلية مما اثار غيرة سمية اختي وهي اصغر البنات والتي كانت دائماً ماتقول (كان بثينة الصندلية انا كمان المحلبية) ودي غيرة مذكرات وذكريات من جراب قروي ذكريات من دفتر الطفولة(9) في الذكرى العاشرة لرحيل الروح الي امي في عليائها (2) تمر علينا هذه الايام الذكرى العاشرة لوفاة الغالية امي تلك المرأة آلتي عاشت حياتها لغيرها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.. فقد كانت لا تاكل الا بعد ان يأكل الناس ولا تنام ولاترتاح الا بعد ان تطمان على راحتهم.. تسهر الليالي عند اخواتها وجاراتها وهي تواسي وتستشار في الامور وتعطي الرأي السديد..لا تعاف طعاما ابدا ولا تسال عن شي الا ان سالت ولاتنظر لاناء اوماعون أكرمت منه لانها تعلم ان ذلك يوذي صاحبه.. ولعمرك أليس ذلك بالأدب القرآني ولله درك يا أماه..الطفولةبكل تاكيد لا طعم لها ولا مذاق بدون ام روؤم تحن على صغارها وتحضنهم ولو كانوا كبار هكذا كانت الحجة ام مريوم أظن ان امي اختارت ان تكون لي عندها مكانة خاصة.. الوالدين وبحكم الطبيعة الأبوية يعرفون من هم اقرب اليهم من عيالهم وهذه فطرة الله التي فطرها في خلقه..وقد ذكرت ذلك فيما غير هذا المكان ان لي عندالحاجة غرفة خاصة في قلبها الكبيرالجميل انه لم يكن لااحد سوى اختي الغالية بثينة.. والحاجة بثينة وهي الكبيرة بين اخواتي، للحاجة بثينة مكانة خاصة عند امي ام مريوم بت احمد حتى انها لقبتها بالصندلية مما اثار غيرة سمية اختي وهي اصغر البنات والتي كانت دائماً ماتقول (كان بثينة الصندلية انا المحلبية) ودي غيرة اخوية لاتخفى..اما صاحبكم فقد كان لقبه الخاص (فحل المزارعية) وفحل المزارعية هو عثمان ود الصافي خال امي والفحل هنا دلالة على الكرم والجود وهي الصفات التي اتصف بها ذاك الرجل رقم اني كنت أكسل واحد في البيت ومشاركتي القليلة في شغل الخلا هكذا كنّا نسمي الحواشات ومازال الناس الي يمنا هذا يطلقون عليه هذا الاسم (والفضاء الواقع حول القرية) والإنسان بالتأكيد دايما بتكلم ويتنفس ببيئته فالبيئة هي المدرسة والمعلم الاول للبشرية ..اتذكر لامي انها كانت تشجعني على ان أتمرد على العمل الشاق في الحواشة ليس للتدليل ولكن امكن كانت تريدني ان اكون أفنديا متل اخوها الباقر واخي الأكبر يوسف..الطيب وهو الاسم الذي اختارته امي ليوسف فقد كانت هي ونساء جيلها كن لا ينطقن اسم الزوج او والده او زوج البنت كمان وهو مطلقا فلان او الحاج .. يوسف ارتبط اسمه بوزارة الإستعلامات(الاعلام) عندنا وعند اهلنا في عديد البشاقرة واستمر هذا الي وقت قريب وحتى بعد التغيير في اسم الوزارة وكانوا احيانا يقولون الوزارة فقط في حديثهم اما الافندية فقد كانت مهنة الطبقة الراقية في ذاك الوقت ..اما صاحبكم فقد كان لقبته الحاجة ب (فحل المزارعية) وفحل المزارعية هو عثمان ود الصافي خال امي والفحل هنا دلالة على الكرم والجود وهي الصفات التي اتصف بها ذاك الرجل رقم اني كنت أكسل واحد في البيت ومشاركتي القليلة في شغل الخلا هكذا كنّا نسمي الحواشات ومازال الناس الي يمنا هذا يطلقون عليه هذا الاسم (وهولفضاء الواقع حول القرية) والإنسان بالتأكيد دايما بتكلم ويتنفس ببيئته فالبيئة هي المدرسة والمعلم الاول للبشرية فأنا مازلت احمل الجينات البيئية التي عشت فيها رغم غيابي عن هذه البيئة منذ الصفر..اتذكر ان امي كانت كثيرا تشجعني ان أتمرد على العمل الشاق في الحواشة ليس للتدليل ولكن امكن كانت تريدني ان اكون أفنديا متل اخوها الباقر واخي الأكبر يوسف او الطيب، وهو الاسم الذي اختارته امي ليوسف فقد كانت هي ونساء جيلها كن لا ينطقن اسم الزوج او والده او زوج البنت كمان وهو مطلقا فلان او الحاج ..يوسف على فكره ارتبط اسمه بوزارة الإستعلامات (الاعلام) عندنا وعند اهلنا في عديد البشاقرة واستمر هذا الي وقت قريب وحتى بعد التغيير في اسم الوزارة وكانوا احيانا يقولون الوزارة فقط ان كانوا يودون الذهاب ليوسف للتحية او لغرض اما الافندية فقد كانت مهنة الطبقة الراقية في ذاك الوقت رغم قلتها..ويبدو ان بريقها أدهش الحاجة وتمنت لنا ان نستوظف.. تحققت للحاجة أمنيتها ودخل ابنها جامعة القاهرة وتوظف أفندي صغير في وزارة يوسف ولكن تحت مسمى وزارة الثقافة والإعلام..الي لقاء.. عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////// عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. الامام والدرويش .. بقلم: محمد يعقوب الامام المهذب يدفع بالأقلام ويحرك الأحداث وياتي بمن يمثل الأدوار. الدرويش الذي كان تحت ولاء الشيخ وانتقل الان لولاء الامام. الدرويش اصبح الان يأتي ويستقبل الممثلين وينفذ تعليمات أمامه. متي بدأت هذه المسرحية ؟ عندما تم اعلان باريس بين الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي. كان لابد من ان يقوم الامام بضم الدرويش لفريقه حتي يستطيع وراثة الاسلام السياسي ووضعه تحت راية الصحوة الاسلامية التي مابرح ينادي بها لان كوادر حزب الأمة التاريخية هي من أهل وأبناء دارفور واليها يعودون . هذه السياسة هي واحدة من الأسباب التي أدت لانقسام الجبهة الثورية حينما حاول الامام الهيمنة علي قيادة و احتواء الجبهة الثورية بدعمه الدرويش لرئاستها. ومن هنا بدأت الاتصالات والتحركات مع المجتمع الإقليمي والدولي ودفع من خلالها شرق السودان الثمن حيث ان حكومة الخرطوم طلبت عدم ادراج قضية شرق السودان ضمن اجندة الحل الشامل والحوار الوطني وبدات الخطوط تظهر وتتقاطع عندما اوفدت من يقوم بدوره في تمزيق راية الشرق (سيد ابو آمنة) حتي تخرج من ارضية الملعب. وعندما انهزمت هذه الاجندة بدا الدرويش في تمثيل الدور ومتابعته ومحاولة افشال وجود الشرق ضمن نداء السودان بإعادة ادخال سيد ابو امنة لخلق صراعات داخلية مصطنعة. وبعد فشل المحاولة تمت اعادة رسمها مرة اخري بإدخال المدعو الامين داؤود وهنا قام الامام بالتوسط لدي الفرنسيين لإعطائه تأشيرة دخول لفرنسا عندما لم يتمكن الدرويش من إقناع الفرنسيين بمنحه تأشيرة دخول فرنسا. وذلك حتي يخلق فوضي ويوجد أزمة تشوه وجود الشرق بممثل لم يسجل إطلاقا ضمن ممثلي شرق السودان داخل قوي نداء السودان. وهذه المسرحية أدت لرفع صوتهم مطالبين بصورة واضحة لخروج الشروق ورفض ممثليه داخل نداء السودان إرضاءا لحكومة الخرطوم. ولكننا لن نرضي بان نكون كبش الفداء والتضحية بشهداء وقضايا شرق السودان وتجريفه وتهميشه وذلك لان شرق السودان لا يقل ماساة او تضررا من الحروب والتهميش عن دارفور او النيل الأزرق وهنا مكمن الفرس اننا لنا قضية ولن ننكث او نتواني عن إبرازها والنضال من اجلها حتي نكون قد دفعنا الثمن سابقا وندفعه الان بالتنازل والتضحية بالقضية لمصالح حزبية معينة وخاصة وذلك حتي لو كره الامام. نحن الان في انتظار الاجتماع القادم لنداء السودان لافشال هذه المخططات واثبات وجودنا لأننا سوف نقوم بتمليك الحقائق لمواطنينا وشعبنا بعد كل اجتماع ولقاء. عاش نضال أهل الشرق وتوالي الي ان نحقق طموحات اهلنا في شرقنا الحبيب. محمد يعقوب مؤتمر البجا التصحيحي الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة ///////////////// تسونامي الحزب الشيوعي: مؤامرة عزل الشفيع /قطان/ تُلب/ وخواجه (2-2) .. بقلم: حامد بشري يصادف أنعقاد المؤتمر السادس الذكري الخامسة والأربعين لأستشهاد الرفيق عبدالخالق محجوب ، الشفيع أحمد الشيخ ، جوزيف قرنق وذكري الأنتفاضة العسكرية بقيادة الرائد هاشم العطا ورفاقه الميامين وذكري تأسيس الحزب الشيوعي وفي هذا دلالة علي أن هذا الحزب وجد ليبقي مهما عظمت المعارك علي الصعيد الداخلي أو الخارجي لأن أسباب بقائه لازالت قائمة . أمام هذا الزخم والأرث التاريخي بين مصدق ومكذب أنهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أجتماعها المنعقد بتاريخ 11 يوليو وخرجت بقرارات جلها لم يصب في تقطيع أوصال النظام الجاسم علي صدر الوطن 27 عاماً وأنما أتجهت لتقطيع أوصال جسدها المُنهك من النضال ضد حكم الفرد والديكتاتوريات المختلفة والتي يمثل أكثرها بشاعة النظام القائم حكومة الجبهة الأسلامية العسكرية بمختلف مسمايتها . قررت اللجنة المركزية بتر جسد الحزب بفصل أربعة أعضاء وأنذار آخرين لا يعرف عددهم حتي الآن كما جاء في الصحف. المتوقع بكل أسف زيادة هذه العددية كنتيجة حتمية لوقوف بعض الاعضاء ضد هذا المنهج الذي يعني أن كل من يدفع برأياً مخالفاً لرأي السكرتير العام أو المسؤول التنظيمي داخل الأجتماع الحزبي أو يشير بما يوحي بخروقات تنظيمية ولو حتي في المؤتمر العام من قبلهما فأنه عرضة لنفس المصير وهذا ما نخشاه . نود أن نشير الي الذين وقفوا مع قرارات الفصل لا حصانة لهم من نفس المصير آجلاً أم عاجلاً أذا أستمر الحزب علي هذا المنوال. قد تكون هذه المجموعة التي تعرضت للفصل بذريعة خرق اللوائح مخطئة في بعض ما ورد في بيان من المركزية عقب أجتماعها الأستثنائي بتاريخ 10 يوليو علي الرغم من أنه لم تثبت بعد صحة الأتهامات التي أوردها ألبيان من لجنة تقصي الحقائق. وبملء الفم نقول أن الشفيع أو أي من الزملاء الآخرين قد يكون صائباً أو مخطئاً الأ أن أجراءات الفصل تمت بطريقة غير لائحية وغير أخلاقية ولا أنسانية كم بينت في الجزء الأول أضافة الي أنها لا تشبه الشيوعيين ومسلكهم المستقيم في الذهنية السودانية . هذا القرار مُنفر لكل من يريد الأنضمام الي الحزب . أذا كان هذا هو مسلك الحزب الشيوعي تجاه عضويته المخلصة التي قدمت روحها فداء ً للحزب من أعتقال وتفرغ ونكران ذات في أنضج سنوات العمر مروراُ بأعتقالات وتعذيب وبيوت أشباح فكيف يتعامل الحزب مع عضوية لم تمر بهذه التجارب والتضحيات . يكفي الشيوعي أنه عضو حزب يقدم في سبيل ذلك أثمن ما
يملك ويفدي الحزب بالروح والجسد لا يحتاج الي بطاقة أئتمان مقابل ذلك ولكن لا يستقيم عقلاً الأستغناء عن خدماته بهذه الصورة تماماً كما كان يفعل النميري مع وزرائه حينما يسمع أحدهم خبر أعفائه من المذياع . هؤلاء الابطال مروا بتجارب تعذيب يشيب لها الوجدان ، كيف يستقيم عقلاً أن الحزب الذي دافعوا عن وجوده ينتقم منهم ويجازيهم بجزاء سنمار وهم لم يخونوا أو يبيعوا أسرار الحزب أقصي ما فعلوه ولم يُثبت بعد أعتراضهم علي أراء أو قرارات زملاء لهم في المركزية وتوجيه أصابع أتهام بأختراق أمني طالبوا بالتحقيق فيه شاركهم الرأي بوجود أختراق السكرتير السياسي الذي أصرفيما بعد علي فصلهم . الأصرار علي الفصل أنعكس في تقديم هذا المقترح ثلاثة مرات سقط في مرتين وأصاب في الثالثة علي حسب ما أتت به تسريبات الصحف من أجتماعات اللجنة المركزية. أتري هل كان الشفيع أو أي من الرفاق بهذا السؤ حتي يتم التخلص منه بهذه الصورة . هل هم من وقف عائقاً أمام أنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية . لماذا هذا التشفي ؟ القتل مع سبق الأصرار . .وبالرجوع الي حثيات فصل حاتم قطان وفي مقابلته المنشورة بالراكوبة http://www.alrakoba.net/news.php?action=show&id=241677 أكد أنه في الزمان والمكان الذي أُتهم في أنه كان يعقد أجتماعاً خارج الأطر الحزبية كان يجلس بجوار السكرتيرالعام وبعد نهاية الأجتماع المركزي قام بتوصيل زميلين. كيف تستقيم هذه الحدوته ؟هذه بعض الملابسات التي بموجبها تم الفصل . اللجنة المركزية أخطأت في التكتيك الذي أتبعته لفصل هؤلاء الزملاء . أذا كانت مقتنعة تماماً بأسباب الفصل فما الذي منعها من أن تعرض كل هذه الحيثيات لمؤتمر كادر أو للمؤتمر العام بوجود المتهمين حتي يتم القضاء عليهم بضربة لازب وبذلك نكون قضينا علي الشفيع ومن معه وكل فكرهم الهدام . أما أذا كانت حجة من قدم أقتراح الفصل غيرمقنعة فلا مانع من أتباع أسلوب غير مُشرف بأستباق المؤتمر العام لأجازة مقترح وقرار الفصل . في النصف الأول من الثمانيات تعرضت مدينة بحري الي ضربة من جهاز الأمن تتلخص في وصول الجهاز الي مكان أجتماع حزبي بعد أن أنفض سامرالأجتماع . وعند تفتيش مكان الأجتماع تم العثور علي محضر الأجتماع ونتيجة لهذا الخطأ التأميني تم ايقاف النشاط الحزبي في كل مدينة بحري حتي يتم التحري في هذه الضربة . جاءت نتيجة التحري أن هذه الضربة ناتجة من وجود غواصة وهي التي أخبرت الأجهزة الأمنية بمكان وجود المحضر (المحضر كان مابين المِّرق والعرش) وأشارة أصابع الأتهام الي زميل ، تبع ذلك أيقافه ثم فصله من الحزب . تلاحقه لعنات الزملاء الذين فروا منه فرار الصحيح من الأجرب . أحتاج هذا الزميل الي أكثر من ثلاثين عاماً ليبرئ ساحته من هذا الأتهام وأخيراً وصله خطاب من اللجنة المركزية الحالية يفيد ببراءته من هذا الأتهام . هذا الرواية تصلح للمقارنة بحادث آخر ملأ الأسافير ويتلخص في أختفاء USB من منزل المسؤول التنظيمي بحضور السكرتير السياسي يحتوي علي كل ما تخزنه محاضر الشيوعيين من أسماء حركية وأسماء حقيقية وأجتماعات ومناقشاتها ومالية الحزب. الغريب في الأمر لم تتجرأ اللجنة المركزية لتطبيق الأجراءات اللائحية ضد أي منهما ولم يتم أيقافهما أوحتي التحقيق معهما وخرجا من هذه الورطة خروج الشعرة من العجين . الأدهي والأمر برغبتهما أو مشاركتهما قاما بفصل 4 أعضاء من ل.م وأنذرا آخرين منهم عضو قبل 45 عاماً حكم عليه بالأعدام وخفف الحكم الي 20 عاماً لوجود أسمه في قائمة الوزراء المقترحين لحكومة الشهيد هاشم العطا . هذه هي الهدية التي قُدمت له في عيد ميلاده الثاني . أنذار بالفصل من الحزب . كيف يستقيم عقلاً هذا التصرف البعيد من الحكمة والموضوعية . علي الرغم من أن غداً هو اليوم الختامي للمؤتمر السادس أنتهز هذه السانحة لأتوجه بمقترح للمؤتمرين بأن يدخلوا بعض التعديلات علي الدستور. أدخال مقترح عضوية الشرف الدائمة وتشمل الأعضاء الذين التحقوا بعضوية الحزب لفترة 50 عاماً أو تزيد وهم علي قيد الحياة . هذه القائمة تشمل فاطمة أحمد ابراهيم ، نعمات مالك ، البروفسير مصطفي خوجلي ، يوسف حسين ، صديق يوسف ، سليمان حامد وكل الذين تنطبق عليهم شروط عضوية الشرف الدائمة .مُخصصاتهم تشريفية وأدبية تشمل رئاسة الأجتماعات التي تمكنهم ظروفهم من حضورها ، عدم تطبيق لائحة الحزب فيما يخص حضورالأجتماعات لظروفهم الصحية . كذلك التفكير في دراسة مفهوم المعاش للذين أفنوا سنوات عمرهم متفرغين لهذا الحزب . المقترح الثاني : الغاء قرارات الفصل الصادرة من اللجنة المركزية في 10 يوليو وما تبعها من أنذارات حتي تُسلِم اللجنة المركزية الحزب الي المؤتمر العام كما أستلمته كاملاً غير منقوص وهذه محمدة تشكرعليها والأ فالتاريخ لن يرحم . حامد بشري 30/07/2016 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////////// الطيب حاج عطية.. وجنوب السودان .. بقلم: إمام محمد إمام عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ما زال الكثير من أهليه وأصدقائه وطلابه ومعارفه حزنى على فراقه، وسال في رثائه مدادٌ كثيرٌ، وتدفقت مشاعرٌ نبيلةٌ على القراطيس، حُزناً على وفاة الدكتور الطيب حاج عطية الأستاذ في جامعة الخرطوم يوم الخميس 21 يوليو 2016. وقد كنت من هؤلاء الذين رثوه بمرثياتٍ تُعبر عن حزنهم لفراقه، واصطبارهم على فقده. فالرثاء في اللغة بتصريفاتها، كما جاء في "لسان العرب" لمحمد بن مكرم بن علي أبي الفضل جمال الدين بن منظور الأنصاري الرويفعى الأفريقي بمعنى: "البكاءُ على الميت بعد موته ومدحه وتعديد محاسنه، أو نظم شعر فيه بعد موته". واصطلاحاً الرثاء هو التوجع والحزن، ومنه رثاء النبي صلى الله عليه وسلم لسعدِ بنِ خولةَ رضي الله عنه، كما في البخاري وغيره، فقد رثاه بقوله: "لَكِنْ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ" يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ. وقال شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني في "فتح الباري" ".. ويقال رثيته إذا مدحته بعد موته، ورثيت له إذا تحزنت عليه". فقد استجوب الدكتور الراحل الطيب حاج عطية الكثيرين أن يرثوه، بمرثياتٍ حزيناتٍ، لدامثة خلقه، وتعامله مع الناس أجمعين بخُلق حسن، ومعاشرتهم بطيب قولٍ، وجميل خصالٍ. وأحسب أنه فات عليهم، وأنا من بينهم، الإشارة الى آرائه النيرات حول جنوب السودان قبل انفصاله وبعده، وكذلك مواقفه الصادقات مع الإخوة الجنوبيين منذ آمادٍ طوالٍ. فقد شارك فى مؤتمرات وورش عمل وسمنارات فى مجالات خاصة بقضايا النزاع والأمن والسلام في الجنوب والشرق ودارفور من أهمها: مؤتمر برلين المتعلق بانفاذ اتفاقية نيفاشا للسلام.ومؤتمرات أخرى فى القاهرة وأديس أبابا وكمبالا ونيروبى ودار السلام وبروكسل ولندن وباريس ونيويورك واستكهولم وغيرها. كل ذلك من أجل فض النزاعات، وارساء السلام والاستقرار، بُغية تحقيق التنمية المستدامة في السودان. فلا غرو أن صدع برأيه كخبيرٍ في فض النزاعات المسلحة، في احدى المؤتمرات، عندما ردد مقولة "لا للحرب ونعم للسلام" قبل بضع سنوات، حيث تعرض الى هجوم واسع من بعض الجهات وأتهم بأنه مخذل. وقال "لكننا كنا نريد تخذيل المخذليين لايقاف الحرب والسعي الى السلام". ودعا الى صياغة عقد اجتماعي جديد بين السودانيين بواسطة برلمان منتخب من الشعب،وكفالة الحريات الصحافية وحقوق التظاهرات السلمية، ورأى أن سكان الأطراف أو الهامش عانوا من الفقر ولديهم شعور انهم مواطنون من الدرجة الثانية. وقال "هذا الشعور أدى الى القتال المسلح بين الحكومة والأطراف المتحاربة المسلحة. وعاب عدم اجراء دراسات تاريخية عن الحروب في السودان". ساقني الى كتابة هذه العُجالة، رسالة تلقيتها في بريدي الإلكتروني من الأخ مجوك الجاك مجوك مترجم يعمل في الرياض بالمملكة العربية السعودية وأستاذ جامعي سابق في جامعة جوبا، تحدث فيها مُشيداً برثائي لأستاذي الراحل الدكتور الطيب حاج عطية، ومشيراً من خلالها الى مواقف الدكتور الطيب حاج عطية مع الجنوب والجنوبيين، فرأيت بسطها هنا حتى تكتمل الصورة. فإلى رسالة الأخ ماجوك: "الشكر الجزيل على كلمتك الرصينة عن أستاذنا ومربينا البروفسور الطيب حاج عطية، الذي غادر دنيانا فجاءة يوم الخميس 21/07/2016م، عليه رحمة الله وأتمنى أنْ يدخله المولى عز وجل فسيح جناته وأنْ يلهمنا الصبر والسلوان. وأتوجه من خلال هذا التعقيب على مقالكم الرصين إلى كافة أفراد أسرته الكريمة والشعب السوداني (بشكله الدستوري القديم) وجميع طلابه بجميع المستويات، بأحر التعازي للفقيد الكبير في علمه وإنجازاته الأكاديمية، والمتواضع جداً في أخلاقه وشخصه. لقد درسني الفقيد الإعلام والصحافة وتعليم الكبار وتنمية المجتمع والتعليم على البعد ضمن برامج الدراسات العليا بجامعة الخرطوم منذ عام 1989م. وقد نشأتْ بيننا بشكل خاص علاقة وثيقة، حيث كنتُ أحضر إلى مكتبه بشكل متكرر لأتدرب عملياً مع بعض الصحافيين والإعلاميين الذين كانوا يحضرون إلى مكتبه لنيل مزيد من التوجيهات والنصائح في المجال المذكور. وقد نصحني الفقيد بأنْ أتخصص في درجة الدكتوراه في مجال التعليم على البعد أو دور الإعلام في تعليم الكبار وتنمية المجتمع. وعندما كان الأستاذ عبدالباسط سبدرات وزيراً للإعلام، قرر تعيين شخصيات من الجنوب في مجالس إدارات المؤسسات الإعلامية القومية، حيث طلب الوزير من البروفسور الطيب حاج عطية ترشيح شخصية إعلامية من (الجنوب) ليكون عضواً بمجلس إدارة وكالة السودان للأنباء التي كان يرأسها وقتذاك الأستاذ النجيب آدم قمر الدين. لم يتردد المرحوم في ترشيحي للمنصب في فبراير 1995م بحكم تدريسه لي، وكنتُ آنذاك موجوداً بمدينة الرنك لمناسبة إجتماعية، وحيث أنَّ مجلس الإدارة ضم شخصه أيضاً، فقد استفدتُ كثيراً من معلوماته الغزيرة عن الوكالة عندما شغل منصب مديرها عام 1985م. وقد كلفنا المجلس (المرحوم وشخصي المتواضع) بتطوير مكاتب وكالة السودان للأنباء في جوبا والفاشر ونيروبي وإنجامينا. آسف أنني طولتُ عليك التعقيب ولنا لقاءات ولقاءات أخي الأستاذ إمام. رحم الله أستاذنا البروفسور الطيب حاج عطية بقدر ما أعطى من العلم والخبرة لبلده وأمته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.