احتضنت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور هذا العام فعاليات الدورة المدرسية القومية الحادية والعشريين ، وتوافدت الوفود المشاركة الى فاشر السلطان قبل وقت كافى من انطلاقة الدورة ، وكان والى الولاية الاستاذ محمد يوسف كبر قد اعلن في وقت سابق نيّة ولايته لاستضافة الدورة ، ليؤكد للعالم اجمع استقرار الاوضاع بدارفور ، وانه لا توجد اية تفلتات ولا ابادة جماعية كما ادعى الاعلام الغربي " الضلالي " ومدعي الجنائية لويس اوكامبو !! وبالفعل بدأت الاحتفالات في جو يسوده الهدوء والوئام والوطنية بين الطلاب المشاركين من كل انحاء السودان ، وقاموا بزيارات لقرى الولاية المختلفة برفقة زملائهم من طلاب الولاية ، ولم تقف الزيارات عند هذا الحد ، بل امتدت لمعسكرات النازحين ، ومعسكر ابو شوك على وجه الخصوص ، الشئ الذي كان له اثره الكبير على النازحين بعد تقديم الهدايا لهم ولأطفالهم من قبل الطلاب ، وكان لخبر وصول طلاب الولاياتالجنوبية للمشاركة في الدورة دور عظيم في تحقيق التلاقح الوطني بين ابناء السودان في بوتقة واحدة ، وهو ما يعطي مؤشراً لإستمرار الوحدة بين الشمال والجنوب في الاستفتاء القادم في العام 2011م ، ويدحض في الوقت نفسه ما يررده ما يسمون بال" الانفصاليون " بعباراتهم المستهلكة بان " 90% " من ابناء الجنوب سيصوتون لغير الوحدة ، وتبني بعض القيادات لمشروع السودان الجديد ، الذي يرفضه كثير من مثقفي جنوب السودان ، برغم ان المزاج الجنوبي يقف مع الانفصال بعد دخول اغلبية من الخريجيين الجنوبيين سوق السياسة ، والحركة الشعبية كما قال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن مكي في ندوة منبر السلام العادل " الحركة سرقت فكرة السودان الجديد من الرئيس الاثيوبي السابق منقستو هيلا مريم " وقال الطيب مصطفى ان السودان الجديد مشروع قديم تدعمه امريكا ، وما حدث بالبرلمان قبل ايام قليلة جزء من هذا السيناريو . ويتوقع مراقبون ان تكون الدورة المدرسية حمامة سلام بين ابناء الوطن الواحد ، وعصفورة تحلق في سماوات القرى والحلال تنثر حبيبات الوحدة لتنبت خيرا وبركة للأجيال القادمة . نقول ذلك والحركة الشعبية ما تزال تماطل احزاب تجمع جوبا في تنفيذ ما اتفقوا عليه في " مؤتمر جوبا " وهى تريد تحقيق مصالحها على ظهر هؤلاء وكسب مزيد من تنازلات المؤتمر الوطني ل" تكبير الكوم " وهى في ذات الوقت تتخبط هنا وهناك في جنوب السودان ، وفشلت في ادارة كثير من الامور ، وقبل عدة ايام ناشد المجلس التشريعي بولاية البحيرات، وكالات الاممالمتحدة بالتدخل لاحتواء الوضع الانساني المتدهور بمقاطعة شمال رومبيك عقب الاشتباكات التي شهدتها وراح ضحيتها ما يزيد عن العشرة أشخاص، بينهم جنود من الجيش الشعبي. وقال رئيس لجنة التشريع بالمجلس، غوردن ماثير، ان مئات المواطنين فروا من المنطقة بسبب النزاعات، وقال ان المجلس دعا لجلسة طارئة لبحث تداعيات العنف. وقبلها ايضا تسرب خبر الى صحف الخرطوم مفاده خروج د. رياك مشار عن صفوف الحركة الشعبية وتكوين كيان جديد ، فالحركة الشعبية تسيطر عليها قبيلة الدينكا التى تسيطر على كل الجنوب تقريباً ، والدينكا تاريخيا يعتقدون بأنهم قادة الجنوب بشكل مطلق ، وادى التوسع الذي تقوم به القبيلة في ولايات الجنوب الى نشوب كثير من الاشتباكات التى راح ضحيتها الالاف من سكان الجنوب !! وها هى الايام تتناقص نحو الاقتراب من الانتخابات العامة القادمة ، والعالم يتأهب لمراقبة الحدث التاريخي والمفصلي في تاريخ السودان ، وانطلقت صافرة ترشيحات الاحزاب لمسمى مرشحيها لرئاسة الجمهورية وحكام الولايات ، ولكن الحركة الشعبية حتى الان لن تسم مرشحها للرئاسة ، بينما رشح الفريق اول سلفاكير ميارديت نفسه لرئاسة الجنوب فقط ، وتهرب من منافسة الرئيس البشير مثل ما فعل الترابي بابعاد نفسه وترشيح ابن الجنوب " المسلم " عبد الله دينق نيال . كل هذه دلالات على فوز البشير برئاسة الجمهورية ، برغم الضغوط التى يواجهها السودان هذه الايام والتى يتوقع ان تزداد م اقتراب الانتخابات ، وقبل يومين اصدرت سلطات المطارات الامريكية قرارا بتفيش شخصي ودقيق ل" 14 " جنسية من مختلف انحاء العالم ، ياتى من ضمنهم السودان . والتفتيش .. يكون بالعصى الالكترونية !! للرجال والاناث !! تحت دعوى ان هذه الدول راعية للارهاب ، في حين انه لم يسمع في يوم من الايام ان تم القبض على سوداني يمارس الارهاب . ولكنها امريكا واجندتها تجاه هذه الدول ، وخاصة السودان الذي يقف على حواف الخطوط الفاصلة بين قديمه وجديده عقب توقيع اتفاق السلام الشامل بنيفاشا في العام 2005م . Ali Car [[email protected]]