إن معرفة الأمة لماضيها خير وسيلة لتصور المستقبل , فالأمة التي لا تعرف تاريخها لا تقدر مهمتها ولا تعرف غايتها ولا تشخص حاضرها ولا تبني مستقبلها. وعلينا ان نعي أن التاريخ ليس ترفا ذهنيا ولا سردا ولا تسجيلا للقصص والأحداث وإنما في حقيقته مجال للأعتبار والعظات والعبر لتتعلم الأمة من تاريخها ما يعنيها علي بناء الحاضر وأستشراف المستقبل . لأن أحداث تاريخ تشاد بالأمس القريب لم يزل في الأذهان وأثارها شاهدة علي ذلك وهي قد تتكرراذا ما فقدت السيطرة من يد العقلاء . وتتشابه مآساتها الي حد كبير لأن وراءها سننا ثابتة تحركها وتكيفها .ولهذا يقول الغربيون ( التاريخ يعيد نفسه ) وفي أمثلتنا الشعبية ( ما أشبه الليلة بالبارحة ) ويؤكد المفكرون ( لاتوجد حادثة لم يحدث مثلها من قبل ) ولذلك من الحكمة علي العاقل أن يتعلم من دروس التاريخ وتجارب الآخرين الذين دفعوا أثمانا غالية بسبب أخطائهم .وتذكروا دوما ليبيا مالابعد القذافي واليمن ما بعد علي عبدالله صالح والعراق مابعد صدام حسين والصومال مابعد سياد بري ومايجري الآن في سوريا . وما يجري في جوارنا الأقليمي . أقول هذا الكلام نتيجة ما أشاهده واسمع عنها من أساءة أستخدام أدوات التواصل الأجتماعي وأتخاذ البعض منها أداة للتسلية ودعوات للهدم ودق لطبول الحرب وخلق لمعارك من غير معترك وأحاديث البذاءة والوقاحة متوهمة أن تنال من القامات الشامخة . وذلك عبر تغريداتهم المغرضة والمسيئة والمليئة بالحقد والكراهية . أيها الشباب التشادي لا تنساقوا كالقطيع وراء وسائل الأعلام ووسائط التواصل الأجتماعي بنشرها أكاذيب دون تمحيص حتي لا تسهم في تنامي ظاهرة خطيرة ذات العواقب وخيمة التي سموها مجاملة ( الربيع العربي ) ولكنها أنقلبت الي الجحيم العربي ونتائجها معروفة يعرفها القاصي والداني . أن شبابنا أغلي ما تملكها تشاد وأفضل أستثمارها هي التنمية البشرية , تنمية قدراتهم وصقل مواهبهم وحثهم علي التزود بالعلم ليكونوا جيل المستقبل أكثر نضجا ووعيا ونزاهة وبعيدا من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف التي تسعي دوما وتسبح عكس التيار الوطني . ان وراء الأحتجاجات التي جرت مؤخرا بعض احياء أنجمينا التي تحركها جماعات معادية للحرية والديمقراطية و تتخذ من باريس وكرا لها وهي تتآمر دوما علي المكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل سياسات وخطط الحكيمة .ومع ذلك وهم يقلبون الحقائق ويصطادون في ماء العكر بهدف أشعال نار الفتنة وبث الفرقة بين (عيال ) تشاد لأغراضهم المشبوهة والديئة التي لا تخدم أصلا مصلحة الوطن ولا المواطن . ان الأزمة المالية التي جعلوها ذريعة لبث سمومهم وهي نتيجة من أنخفاض اسعار النفط العالمي , فهي أزمة عالمية مفتعلة ليست لتشاد دورأو يد فيها بل هي ضحية لهذه المؤامرة الكبيرة التي دبرتها الدول الكبيرة التي تنتج كميات كبيرة من النفط ولحسابات سياسية بغرض تحجيم قوي اخري منافسة لها في السياسية الدولية . وهذه القضية المفتعلة سوف تزول بزوال الأسباب وتعود المياة الي مجاريها ., وقد أتخذت تشاد فعلا حزمة من التدابير والأجراءات التي تسيطيع من خلال بسطها أن تتجاوز هذة الأزمة . ان قصص النجاح الكبيرة التي شهدتها تشاد علي مستوي الوطني والأقليمي والدولي لم تأتي من فراق ولا مجرد ضربات الحظ بل اتت ببذل الجهد وسهر الليالي وحركة الدؤوبة من الحكومة التشادية علي رأسها الرئيس ادريس ديبي أتنو الذي يقضي معظم أوقاته ولياليه في طائرته محلقا بين السماء والأرض باحثا لحياة أفضل لشعبه . لأن بناء الوطن بالعمل والحركة وليس بالسكون والكمون وقراءة تقارير مزيفة . ختاما ان قدرة الدول علي مكافحة الفساد من خلال اجهزة رقابية يجري الأعتماد عليها في رصد جيوب الفساد وكشفها بينما قد تعتمد مجتمعات أخري علي توسيع مساحة المشاركة في النشاط الخاص وتمكين الجمعيات العمومية من ممارسة دور ناجح يضع مجالس ادارة الشركات علي سبيل المثال . وأنني أعتقد أن الأطار القانوني الصارم هو الذي يحمي النشاط الأقتصادي ويضمن الجدية ويضرب بشدة مظاهر الأستغلال فيه بشرط أعطاء ما يكفيهم للعيش الكريم للذين تقع علي عاتقهم مسؤولية تنفيذ حكم القانون وهم القضاء والشرطة .كما لا نتجاهل أيضا العوامل التعليمية والثقافية والأعلامية لأن مكونات عقل الفرد هي في النهاية القادرة علي كشف وسائل الفساد ومحاربته بشرط ألا يكون محميا من السلطة . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.