لا تظلموا الرفيق أبو قِردة، فهو رجل طيب. لا تنسبوه إلى أبوساق، فإن للرجل لهجه الحُلو، كما أن ساعة الفرز لم تأتِ، ولكنها تمور. هناك ملاحظات حول مؤتمر أبو قردة، وزير الصحة الاتحادي، نرجو شاكرين أن يتقبّلها منا، فالدنيا ما معروفة.. ما يُلفت النظر في مؤتمر أبو قردة الصحفي، الذي عُقِد ظهيرة الجُمعة، غياب أولاد المصارين البُيُض من ذوي الألقاب الفخيمة في مجال الاعلام. فكم من جهبوزٍ يحمل من نياشين التكريم ما تنوء عنه الجِبال، غاب عن شهود مراجعة الحكومة لقرارها برفع الدعم عن الأدوية... ليس على هؤلاء ملامة، بل يُلام السيد أبو قِردة، لأنه أساساً من الطلقاء، الذين لا يعلمون أن الجمعة، هو يوم عبادة بالنسبة للاخوان. ولكن، توقيت عقد المؤتمر يوم اجازة المسلمين، يشير إلى سرعة تجاوب السلطة مع نبض الشارع، أو كأنها حالة تعاون، انتابت السلطة بعد صلاة الجُمعة الجامِعة..! اضف إلى ذلك، أن اعلان الإجراء الاداري باقالة موظف عبر مؤتمر صحفي، يعيد للأذهان طفرات الحقبة النميرية، ويؤكد في نفس الوقت، أن للنظام رغبة طاغية في الإستجابة لمطالب الجماهير التي كانت تنتظر قراراً مماثلاً في حق الوزير العاصِمي. أضرِب صفحاً عزيزي القارئ عن ملامة أبا قِردة، وتذكّر جهابزة الاعلاميين الانقاذيين، الذين لم يفتح الله عليهم بكلمة واحِدة للدفاع عن اجراءات دولتهم "الهامة" التي استهدفت حماية البلاد من الانهيار الاقتصادي، أو كما قال.. ها هي السنن التأصيلية تتبدّى، وكل نفس بما كسبت رهينة.. كل زول عِندو شنطتو التي يحتقبها ساعة الحارة، معتمراً في مكة، أومتفسحاً في سريلانكا.. والروح عزيزة.. الروح قزازة..! اسهب السيد ابو قردة في شرح منجرات الانقاذ في مجال الصحة، فقال أن الحكومة تدفع ملايين الدولارات في العلاج المجاني، فكيف تعجز عن دفع حفنة دولارات لدعم الدواء.. هذه التعمية لمصدر القرار دفع ثمنها، بأثر رجعي، الأمين العام لمجلس الأدوية، محمد حسن إمام العَكَدْ.. القرار من حيث هو قرار، لم يكن من راس دكتور العَكَدْ، ولا مِن كرّاس دكتورة سمية أكَدْ.. إنّه قرار دولة تمترس خلفه برلمانيون اخوانيون، بينهم سبدرات ومنهم أمين حسن عُمر... إن لم يكن قرار رفع الدعم انقاذياً بامتياز، لماذا صبرت عليه دولة الشريعة اسبوعاً..؟ أما خُلاصة ما جاد به السيد أبو قِردة، كشفه لمكنونات القول، بأنه سيراجعون قائمة الأدوية التي عرّضها العَكَدْ للأذى الجسيم.. العبرة دائِماً بالخواتيم، فأبو قِردة لم يُلغ عضم قرارات العَكَدْ، على اعتبار أن الثورة تُراجِع ولا تتراجع.. ولولا غياب جهابزة الكتيبة الخرساء، في شئونهم التعبدية، فقد كان حريّاً بهم أن يسألوا: هل هي مراجعة أم تراجُع..؟ ملاحظة أخرى تتعلق بهاشتاق السيد ياسر يوسف الذي تفضل بتلخيص المؤتمر الصحفي لأبو قِردة، كما يشتهي حانق الأيدلوجيا، فظهر ابن يوسف عليه السلام، وكأنه يطرح تعديلاً لانقاذ جديدة، غير تلك التي نعرفها..! ثم ما هو شر اشتياق ابو قردة للتعرُّف على الاشخاص، أو الجهات، اوالشركات، التي زاغت بدولارات البنك المركزي، ولم تلتزم باستيراد الادوية..؟ لم هذا "العِصِر" على هذا الصحفي المسكين، حتى يقول ما لا يُقال، مع أن القِصة محكية في البرلمان وعلى لسان وزير العدل..! يا سيد ابو قردة، ليس لك خيولاً تهديها ولا دولاراً.. القضية أساساً أساساً، ليست هي رفع الدعم عن الأدوية، بل هي رفع الدعم عن الجنيه.. واضِح إنك ما قاعِد تتونّس مع عبد الرحيم حمدي..! شركات الأدوية، يا رفيق، وفق نهج اقتصاد السوق، من المستحيل ان تتبضّع لك، والدولار بعشرين جنيه، قابلة للزيادة. ألم يأن للسيد ابو قردة، أن يعطي العيش لخبّازينو..؟ المتطور بالإنتخاب يا رفيق أقوى شكيمة من المتماشِق بالسلاح.. فكيف تعجّلت هذه المخاطبة، بينما تباعد عنها أصحاب الحنك السّنين..؟