بسم الله الرحمن الرحيم عهود كتبت بدماء كل شهداء وطنى .. عهود لكل من دفع نفسه فداء لهذا الوطن الشامخ الجريح .. ندين لهم بعد الله تعالى بالغير محدود من الامتنان .. دفعوا ارواحهم رخيصة في مواقع مختلفة داخل هذا الوطن .. قبل وبعد أن قسمه المطاميس إلى فصين نازفين. انهم شرفاءنا الذين لبوا نداء الوطن؛ جنوبا وشمالا، شرقا وغربا ووسطا. ويجدر بنا في هذا المقام التأسي على العديد ممن غرر بهم وقدموا حياتهم رخيصة في الحرب الأهلية بالجنوب بخديعة ان الحرب جهادية لإعلاء اسم الله وراية إسلامه في الارض. وحينما تبدلت المواقف السياسية وتقاطعت المصالح الذاتية؛ بات شهيد الأمس يسمى فطيسا! مواطنون نوبيون مارسوا حقهم الدستوري، وخرجوا في مظاهرة سلمية رافضين لمشروع التهجير التعسفي وإغراق ارثهم التاريخي المتجذر في عمق القارة الأفريقية؛ ووجهوا بالعنف والقوة وهم عزل من اي سلاح فسقط منهم أربع شهداء من انضر شباب النوبة. ذهبوا وتركوا لنا اروع قصص الكرامة - شهداء كجبار .. مئتي شهيد من خيرة ابناء السودان كانت حصيلة قناصي الحكم الظالم المتجبر الذى يهيمن على البلاد .. كانوا على موعد مع التاريخ .. كانوا يؤمنون بقضيتهم .. وكانوا يضيؤن ويعبدون الطريق من اجل مستقبل زاهر وواعد يحترم المواطن كونه إنسان في المقام الأول .. رسموا لنا لوحة الاستبسال بأحرف منحوتة بدمائهم الطاهرة .. كانوا كل الجمال وكل الآمال .. كانوا وعد .. كانوا عهد .. بل كانوا عهودا ووعودا مهرت باسماء كل الشهداء .. حنين، اسامة، حسبو، سارة، مصعب، سنهورى، عبدالباقى ....والى اخر لستة الشهامة والشرف. إصابات فتاكة قاتلة؛ باعيرة نارية حية، رصاص فى الراس ، طلق مباشر فى منطقة البطن والقلب وحتى على الظهر، هكذا تمت اغتيالات الشباب فى ثورة سبتمبر وانكروا فاعلها إلى أن جاءت لحظة الحقيقة ليقر رئيس البلاد على رؤوس الأشهاد وفي حالة غضب واضطراب كثورة جامح بأنه هو وزبانيته الضالة من أمر وأطلق النار على شهداءنا .. إنها أبشع مجزرة بشرية يمكن أن يتخيلها عقل بشري- راجعوا الإفادات الغير مباشرة للدكتور عقيل النور سوار الذهب مدير مشرحة الخرطوم حول أحداث سبتمبر في برنامج فوق العادة. صمد الشعب السوداني وصبر على جراحاته الغائرة محتسبا لله رب العالمين فيمن فقد، ولكن جرح الوطن ظل باقيا ينزف حتى اتى العصيان المدني. والعصيان أتى من ذات جيل شهداء سبتمبر الشرفاء؛ شباب ولدوا فى عهد الإنقاذ ولكن قرروا ان يكتبوا تاريخهم بصورة مختلفة وبمداد مختلف ادرك هؤلاء الشباب بان حاكم بلادهم سفاح اخرق، لا يرف له طرف اذا قتل نصف الشعب السودانى من أجل أن يبقى ويحكم من تبقى دون أن يأبه لقوله تعالى "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِب اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما" اهتدى الشباب الشرفاء إلى وسيلة الاعتصام؛ التي نجحت واعطت مفعول السحر. فانتفضت تنظيمات ومكونات شبابية عدة، وانخرطت فى حراك متنوع عبر رسائل ومقالات وحورات كنا فى امس الحوجة إليها للانطلاق في الاتجاه الصحيح. والآن فقط نجد في أنفسنا شيء من القدرة لنقول ان الاوان كي نفتح سرداق عزاءكم يا شهدائنا الابرار، ان الاوان ان نقراء لارواحكم الطاهرة يس والملك، ان الاوان ان نقول لكم لقد حفظنا درسكم البليغ، ووعينا رسالتكم التى دفعتم حياتكم ثمنا لها، دماءكم هي البوصلة الحقيقية التى سوف تقى البلاد شر الحروب الأهلية ، دماءكم هي القربان الذى سوف يحرر البلاد من هذا الطاغوت... تملا الايدين تفرح تهش لو صحيح غنينا بالدمعه الحميمه ولو دموع الفرحه ما لاقت غنانا بكره نرجع تاني للكلمه الرحيمه شان هنانا شان منانا شان عيون اطفالنا ما تضوق الهزيمه ان الاوان كي نتجرا ونقول أننا نحترم عهود الدم... عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.