شرقنا وغربنا نبحث عن الأبالة ونصور حياتهم وقابلنا حسن ود أمحمد ود بشير الخالدي ثم الحوبابي وقد جلس مسنداً ظهره إلى جبل " مخيريق " وقد انفرجت أساريره وصارت في سعة بسيط البطانة الذي ابتلع الشمس الغاربة في نهاية الأفق الغربي الذي لا ينتهي إلى إذا انتهى الخيال السرمدي عند عباقرة شعراء البطانة الأفذاذ .. الحردلو وأحمد عوض الكريم أبو سن وعثمان ود جماع والصادق ود آمنة وود شوراني وبقية العقد الفريد الذي نظمه شيخ الشعراء ومجيز الفحول الشريف الشيخ ود السميري الفادني الصدر الأعظم لجواهرجية الدوبيت السوداني ، وحاج حسن مجمع البحرين وربع عزة في رواية كل ذلك الميراث الباذخ . من " صبحانية " مخيريق و " صعدانية " السبعات من أرض البطانة الساحرة وحتى ظفرنا بأعظم كنز من كنوز شعر الدوبيت السوداني بعديد مريسه بوادي الملك حيث قابلنا شاعر الصحراء الأول على ود قدال السراجابي عقيد الخبراء الذين دجنوا مفازات صحراء مصر والسودان وتشاد وليبيا ، وأول دليل سوداني يصل بقافلة إلى تونس الخضراء منطلقاً من صحاري تبستي بشمال تشاد .. كانت كاميراتنا تزدحم بالصور عبر هذه المسيرة الطويلة لفيلم الأبالة ولكن تبقى صورة حاج حسن وأبوقرون العبادي والمطعون السليماني وعلي القدالي أبلغ من كتب البلاغة نفسها في زمن تراجعت فيه صورة الوجه السوداني إلى درجة الاضمحلال .. وكاميراتنا وهي تطالع وجوه أولئك الرجال كأنها تكتحل بمراويد الذهب . قابلنا صاحب الوجه الأسطوري الذي كان مثل نجم الجدي في عقبات توماس وأبو مضاوي وبعد رحلات عبر صحراء ليبيا مخترقاً صحراء جالو وأوجلة حتى سبها بفزان ، ووصل بالقوافل حتى تونس الخضراء . بعد كل هذه الرحلات والأمجاد أصبح أبو قرون العبادي حلساً من أحلاس بيته وشيخاً يعالج الكبرَ ، وقد لزم العنقريب في أطراف حلة حفرة ، وهو صقر الصحراء الذي عناه شاعر الصحراء الكبير صفيه وزميله علي ود قدال السريجابي بقوله : أخوان بادَّة فزعهن بدَّرْ وساق عاليبه أبو قرون الشديع ومكدَّرْ حسب شهرين وفوق جدابيه اتحدر لا والله صحرة ليبيا ما بتتقدر وقد مسح القرن الذي عاشه أبو قرون ذاكرته الرائعة ولكنه لم يمحُ المبادئ التي تربى عليها أبو قرون وهو لا يزال يتكلم عن الفروسية والكرم والنجدة . وأشعار الأبالة تكتب بماء الذهب خاصةً أبالة السودان وهم أفصح عرب في المنطقة العربية ، أقول هذا الكلام بلا تلفُّت وهاك مثالاً : مما أوردت في كتابي الموسوم بعامية السودان في شعر ذي الرمة غيلان ، يقول ذو الرمة واصفاً القطا : فلما وردن الماء في طلق الضحى ** ملأن أداوَى ليس خرزاً يزينها يقول شاعر الأبالة : بشوفك الليلة في طلق الضحى بتزوع ات بشاري ولا جميل شروق ومصوع ميسي الخاطو ليك دقن الجبال الكوع فيه متاني بمحق جنقك اما بوّع ويقول شاعر الأبالة الكبير النور ود نمر الدويحي : بشوف شق الغروز قابلني في رجه وفي الحوسه أم دبار ما بقبل الحجه حزمت أمات رزيم فوق دربي جات عجه وخليت أم سماح بفراقنا تتهجا ولا أفسد عذرية هذا الشعر بالشرح وهو من جنس المضنون به على غير أهله كما يقول الغزالي . في رحلة ممتدة من سلطنة عمان حتى سواحل بحر الظلمات في نواكشوط ذهبت عبير تتبع آثار الأبالة وتنظر في تأريخ المسالك والممالك القديمة .. تتبعت الإبل البجاوية التي تشبه الغزلان في دلتا طوكر وعلى ضفاف القاش وتوغل أحياناً في التأريخ مترسمة أثر المتبنئ العظيم وهو يضرب بالإبل البجاوية التيه ضرب القمار حتى أوردته المهالك في دير العاقول حيث مات أعظم شاعر عرفه التأريخ . يقول المتنبئ : وكم تبعت آثارنا عين قائف ** فلم ترَ إلا حافراً فوق منسم رمينا بها البيداء حتى تغمَّرتْ ** من النيل واستذرتْ بظل المُقطَّم وكنت قد أخبرتها عن الإبل البجاوية في موريتانيا وذهبت إلى بلاد شنقيط وإلى ولاتة فوجدت الإبل البجاوية . عبير وهي تلهث خلف البدو وتعليم الرحل وفي حلقها عبرة وفي صدرها حسرة وفي عينيها ترقرق دموع مثل سراب القيعان الذي تظنه القوافل ماء حتى إذا جاءته لم تجده شيئاً . يقول المعرئ : تخَيّلتِ الصّبَاحَ مَعِينَ مَاءٍ ** فما صَدَقَتْ ولا كذَبَ العِيانُ فكاد الفَجْرُ تَشْرَبُه المَطَايا ** وتُمْلأ منه أسْقِيهٌ شِنانُ مال عبير وكل هذا العناء وهي بنت الحواضر وأبوها من الطبقة الوسطى - حين كانت لنا طبقة وسطى – وكان مديراً لبنك مرموق وأمها أستاذة لغة إنجليزية على درجة من الوعي والثقافة .. وعبير كما يقول الشماخ : وسيطة قوم صالحين يكنها من الحر ** في دار النوى ظل هودج من اللائي لم يعرفن بؤس معيشة ** ولم تغتزل يوماً على عود عوسج وربما يكون هيامها بالبدو وبالأبالة على وجه الخصوص ضرب من ضروب "النوستالجيا " أو فلسفة العودة إلى الطفولة ، ولكني على يقين أنها تسعى بإخلاص إلى إيجاد وسائل ناجعة لتعليم الرعاة وتغيير نمط حياتهم إلى الأفضل وهي تخلص لفكرتها إلى درجة التصوف . ومحمد سالم الذي رافقته عبير إلى ولاته هو سليل أشراف ولاته ( عينينا ) والرقاني وغيرهم من ذوي السريرة النظيفة وهو ابن مليط وجار عم بريدو الزيادي وعم تمباس الميدوبي وعاش في ماريقة بديار أهلنا الميدوب مع جده العالم الجليل والخريت الصحراوي المتفرد المحفوظ ولد أبات . وكتبت عن عمنا المحفوظ مراراً وهو من أعرف الناس بصحارى تيرس ومالي وصحراء الجزائر وهو الذي افتتح طريق القوافل بين السودان وليبيا معتمداً على خريطة وصفية أخذها من دليل قرعاني بالفاشر ، والشريف المحفوظ من أعرف الناس بمطالع النجوم ويحدد الاتجاهات بخطوط الريح على أديم الصحراء ويحدد الزمن بتلاوة القرآن إذا افتقد الشمس وحركة النجوم نتيجة العواصف الصحراوية . ولاته قال عنها الخليل النحوي ( ولاته مدينة عريقة قديمة لا تزال حية يحتمل أن تكون أسست في القرن الهجري الأول وقد زارها الرحالة ابن بطوطة سنة 753 ه - 1352 م وكتب عنها في رحلته فقال : إنها تبدو عليها مظاهر الشيخوخة والقدم ووصف رجالها بأنهم يحافظون على الصلوات وعلم الفقه وحفظ القرآن وذكر ابن خلدون ولاته وسماها ولاتن وكانت ولاته محطة من محطات القوافل يمر بها طريق قلم – سوس – مراكش ، وطريق قلم – تيشيت – تمبكتو – توات – فزان – الإسكندرية ) . يقول الخليل النحوي ( وقد تلقت ولاته المدد الثقافي من غير تمبكتو وحل بها رجال كانوا دعاة إلى الله ومعلمين ومرشدين ، ومن هؤلاء يحيى الكامل المحجوب جد قبيلة المحاجيب. وبوصول يحيى الكامل انتعشت حركة الثقافة العربية الإسلامية بمدينة ولاته العريقة ) ويقول الخليل أيضاً : كان في ولاته عدد من المحاضر من أبرزها أهل سيدي عثمان التي أسسها محمد بن عثمان الداودي. و من رجالها البارزين العلامتان محمد يحيى الولاتي ومحمد يحيى بن سلمه . ومن أهل ولاته بالسودان الشريف علي مولاي العبد الصالح والحافظ الذي لا يفتر عن تلاوة الكتاب العزيز إلا أن يغلبه النوم دفين غرونا بمليط وقضيت معه شهوراً بمنزله العامر بمليط صفرٌ سواها وهن الخالص الذهبُ كما يقول النبهاني ، ومليط من قبل ومن بعد كأنها عنيت بقوله تعالى : ( بلدة طيبة ورب غفور ) . ومن أهل ولاته بالسودان العالم الجليل والأديب البارع محمد عبد الله ولد إسماعيل من باريتيل عُبّاد الليل من أهل إجفاغة الخطاط . لاحظت عبير شدة احتفاء الشناقطة بالسودانيين والشناقطة حينما يكرمون السودانيين فهم كمن يسدد ديناً ، السودانيون هم من أكرموا أباءهم وأجدادهم في رحلة الحج المقدسة المحفوفة بالمخاطر من ذلك الفج العميق ، وإن كان الشناقطة يدلون بمشيخة في العلم والطريق إلا أنهم يرددون قول عنقاء الشعر العربي : وبيننا لو رعيتم ذاك معرفةٌ * إن المعارف في أهل النهى ذمم ولا ينسى الشناقطة أيادٍ بيضاء لرجال مثل الرماح ويحملون الشمس على أكتافهم كما يقول الفيتوري ، رجال في قامة السلطان بحر الدين والسيد الجواد عبد الرحمن المهدي والشيخ حمد عوض الكريم أبو سن وطيب الذكر البربري والشيخ علي التوم الذي أفرغ تسعة أرطال من الذهب الخالص على فروة الشيخ محمد المجتبى البوصادي . وقد أورد الباريتيلي الولاتي صاحب فتح الشكور ترجمة لشيخه الطالب الأمين ابن الطالب الحبيب الحرشي وقال : ( أقرا الناس قديماً وحديثاً وألحق الصغار بالكبار وصار تلامذته أئمة وأشياخاً في حياته ) وقال عنه ابن عبد الوهاب في الحسوة البيسانية ( شيخ أهل ولاته في العلم والعمل وكانوا يضربون به المثل في اتباع السنة المطهرة ) وقد بيّن صاحب الحسوة أن آل الحرشي من البرابيش ، وأهلنا البرابيش بقرية أم عسل بريف دار حامد شمال الأبيض هم فرع من دار حامد النواهية وهم هم أهل صاحب الترجمة الولاتي فتأمل . ونحن نصور المدرسة الظاعنة للعبابدة ناس الشيخ موسى كليم الله تذكرت بلاد الطراز الإسلامي ، وقد كان الصوماليون يجعلون الناقة التي تحمل ألواح القرآن في مقدمة القطيع ويسمونها ذات الألواح . وإن كانت المستشرقة الألمانية زغريد هونكه قد أنصفت الحضارة العربية الإسلامية في كتابها " شمس الله تشرق على الغرب " فإن شمس الله تُحملُ على ظهور الإبل وإن هزيمة العرب في بواتيه بالقرب من باريس كانت هزيمة للحضارة الإنسانية كما قال أناتول فرانس ، فأين هذا مما قاله الأستاذ النور حمد في تشريحه للعقل الرعوي وقد ذهب مذهباً أقرب إلى مذاهب رينان وغيره من علماء الاجتماع ذوي الأغراض في كلامهم عن العقل الهيليني والعاطفة الإفريقية ، وقد انبرى للنور باقعة هذا الفن البروفيسور عبد الله علي إبراهيم فجعل غزله أنكاثاُ . وقد أفادني البروفيسور عبد الله علي إبراهيم وهو رجل منقطع النظير في التأريخ الاجتماعي إن جاز هذا الاصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح أن عرب السودان كانوا رعاة وحينما يفقد أحدهم القطيع ينزل إلى البحر ليفلح الأرض وبذلك يكون الطيب صالح والتجاني الماحي ومحجوب عبيد وعبد الله الطيب ومحجوب شريف من أبناء الرعاة الذين حمل عليهم النور حمد مستبطناً أقوال ابن خلدون في حملته على البدو أعداء الحضارة الذين يرتزقون تحت ظلال الرماح ، وهل كل الرعاة هم بنو هلال الذين انتشروا في إفريقيا كالجراد كما يقول ابن خلدون . ويظل علماء الشناقطة الذين وصفهم محي الدين صابر بقوله : ( كانت صورة الشناقطة وما تزال في البلاد العربية إنهم الممثلون الأوفياء للثقافة العربية الإسلامية في نقائها وأصالتها وأنهم سدنتها في قاصية بلاد الإسلام المرابطون بثغورها حفاظاً عليها ونشراً لها ) وهم بلا شك فرع أو ثمرة لمعجزة النبي الأمي الذي كان يرعى الغنم بشعاب مكة قبل أن يملأ الأرض علماً ونوراً .. أنظر إلى إجازة العلامة الأبالي التركزي للشيخ حسن رجب السقا الفرغلي خطيب الجامع الأزهر ( أجزت له بشرط الإجازة المعلوم عند أهلها جميع ما صح عندي درايةً من تليد رواياتي وطريف إجاداتي مما رويته عن أبي وأمي وأخي وخالي وسائر مشايخي الأذكياء السمادع السفاسير البررة الأتقياء رضي الله عنهم وأرضاهم ) . وقد وصفه أحمد حسن الزيات ( كان شيخنا ينصرُّ في صرة هيكل ضئيل وبدن نحيل ووجه ضامر ولون أخضر وصوت خفيض فمن يراه لأول مرة لا يصدق أن هذ الجرم الصغير قد جاب البر والبحر وطاف الشرق والغرب وكافح الأنداد والخصوم ووعى صدره الضيق معاجم اللغة وصحاح السنة ودواوين الشعراء وعلوم الأدب ) . وكان للمرأة سهم وافر في العلم في بوادي وحواضر بلاد شنقيط بل إنها خرجت العلماء الأفذاذ ويقول الخليل النحوي ( وقد ذكر الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي وكان من أبرز سدنة العلم في الحجاز ونجد إنه درس الأدب على زوجة خاله وتلقى عنها الأجرومية وتمرينات ودروساً واسعة في أنساب العرب وأيامهم والسيرة النبوية ونظم الغزوات لأحمد البدوي الشنقيطي ونظم عمود النسب له في أنساب العرب ) ، وقد أورد الخليل أيضاً إن خديجة بنت العاقل تقول إذا أرادت أن تبالغ في سهولة أمر وبساطته تقول ( ذلك مثل المنطق عندنا ) ( وكانت تدير محضرة وقد تخرج منها علماء أجلاء مثل أخيها أحمد بن العاقل وإمام النحو سيبويه البلاد المختار بن بونا الجكني وإمام دولة فوته الإسلامية الإمام عبد القادر ) ،( وتوجد بدار الكتب المصرية نسخة نادرة من نظم مالك بن المرحل لفصيح ثعلب المسمى ( التلويح ) بخط آمنة بنت الطالب الشنقيطية كتبته لمحمد محمود بن التلاميد الشنقيطي ) الذي أسلفنا ذكره وأوردناه كمثال لعظمة علماء الأبالة. ومن عالمات شنقيط وهن لا يحصين كثرة ذكر الخليل النحوي خناثه بنت الأمير المغفري الشنقيطي بكار وهي زوجة مولاي إسماعيل ملك المغرب عرفت بالجمال والرئاسة والعلم وذكر العلامة أكنسوس أن لها تقييداً رآه بخطها على هامش الإصابة لابن حجر العسقلاني وكانت تحاور العلماء ومنهن خديجة بنت البيضاوي الجكنية وكانت تدرس بمدينة مراكش وكانت عالمة مستحضرة للسيرة والعربية والفقه والنحو . ومن المشاهد الرائعة في فيلم الأبالة إفادة وضيئة قدمها لنا الأديب الكبير الأستاذ الشيخ الشريف المراكشي بعديد راحة حول دور علماء الشناقطة في تعليم الرحل في السودان. وقد أبدى وأعاد في ما قدمه آباؤه وأجداده من علوم نافعة للمجتمع السوداني عامة والبدو خاصة ، وتحدث عن أستاذه العلامة الموسوعي محمد السالك ولد خيّ وهو عبارة عن جامعة متنقلة على ظهر بعير .. والشيخ محمد السالك دفين المزروب حاضرة أهلنا " المجانين " بشمال كردفان ، نهل العلم بتنبكتو ومحاظر شنقيط ، وانتهت إليه رئاسة المعقول والمنقول وقد اختصر النحو العربي في ثلاثمائة بيت وأضاف أبياتاً إلى ألفية ابن مالك واستدرك على ابن قتيبة في أدب الكاتب . ومن فريق فيلم الأبالة المصور البارع أبو بكر والمك متوكل وهو سليل الجموعية العباسيين الذين أشادوا أم درمان قارورة العطر التي أوجزت حدائق السودان فهي مثل قول بدوي الجبل : وتُوجَزُ في قارورة العطر روضةً ** وتوجَزُ في كأس الرحيق كرومُ وقد أسعفتنا سماحة وكرم قريبه المهندس عثمان الأمين . ولما كانت الصورة هي الوسيلة الوحيدة لتوقيف الزمن كما قال أحد العلما : حاولنا الإمسكاك بخيوط هذه الشموس الجانحات إلى المغيب ، ونحاول أن نجمع هذه الأشتات المبعثرة بصورة سفت عليها سوافي الإهمال والنسيان ، صورة لأناس كانوا حتى وقت قريب سادة لعالم عذري لا يعرف التلوث ولا ثقوب طبقة الأوزون . ومن همشكوريب مروراً بأم ضواً بان وخرسي ونيالا حيث يرقد القوني السنوسي أعظم مدرس قرآن في السودان حتى ( تيدومة برودة وخيام أهل عيسى بوبا في بلاد شنقيط حيث تتلألأ أسانيد سيدي عبد الله التنواجيوي المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم يبقى النورُ هو نفس النور الذي جاء من ساعير ، وأشرق في سيناء ، وأضاء من جبال فاران .