( انا لست بشايقي و لست منحاز الى جانبهم و لست بمتزوج او خاطب او عاشق من قبيلة الشايقية ولا تربطني بأي منهم اعمال تجارية ) المقال ***** على خلاف الكثيرين لدي اعتقاد راسخ بان القبائل تشكل مساحات واسعة للتلاقي و التمازج الوجداني و انها لو استغلت بصورة جيدة سوف تكون الثمرة هوية وطنية جامعة على اسس متينة و بناء مجتمع متنوع الاثنيات و الثقافات في عالم اصبح فيه للتنوع تأثير كبير في نهضة و حداثة المجتمعات . يحاول الكثير من الناس الباس القبلية ثوب العنصرية و اصبح سائد بين الناس ان كلمة قبلية مرادف للعنصرية . الانتماء للقبيلة مثل الانتماء للاسرة لا سوء فيه ولا ضرر منه و لكن التعصب الاعمى للقبيلة و النظرة الاستعلائية اتجاه الاخرين امر مرفوض بلا شك وهو الذي يكرس للانقسام و تدمير النسيج الاجتماعي . قبيلة الشايقية تعد واحدة من اكبر القبائل السودانية ان لم تكن اكبرها و اغناها ثقافة و تراثا و تنتشر في جميع انحاء السودان و موطنها الاصلي شمال السودان من جبل بن عوف الى الشلال الرابع و من اشهر مدنهم كرمة و مروي و نوري . يرجع نسب القبيلة الى شايق بن حميدان و ترجع الروايات اصلها الى العرب الاراميين و قد قدموا الى بلاد النوبة كجنود في عهد الفرعون بسماتيك لتأمين الحدود الجنوبية لحكم الاسرة السادسة و العشرين في مصر من هجمات النوبين . في اواخر القرن الخامس العشر انضم لسلطنة الفونج و لكن ما لبثوا ان ثاروا عليها بقيادة حمد ود عثمان و حصلوا على الحكم الذاتي في اواخر القرن السادس عشر و حتى غزو محمدعلي باشا للسودان . عندما قدم الغزاة المصريين للسودان تصد لهم الشايقية في معركة كورتي الشهيرة حيث اظهروا بسالة نادرة و شجاعة غير عادية لكن التفوق في العدة و العتاد كان مصدر تفوق الغزاة و طريق النصر المعبد لهم . اليوم يحاول الكثير من المصابين بعقدة الدونية و الذين جرى الحقد فيهم مجرى الدم الطعن في قبيلة الشايقية مستخدمين في ذلك الكثير من المعلومات المغلوطة واباطيل و خرافات ما انزل الله بها من سلطان . يرمي كثير من هؤلاء الشايقية بتهمة العمالة من خلال عملهم كباشبوزق في التركية السابقة و يصحبون هذا الاتهام بدعاء الامام المهدي الشهير " اللهم انصرنا على الترك و الشايقية " . لا احد ينكر انخراط الشايقية في العمل الشرطي خلال الحقبة التركية و لكن لماذا يتناسى هؤلاء ان الشايقية هي القبيلة الوحيدة التي قاومت الاتراك و خاضت ضدهم اشرس المعارك في حين استسلمت بقية القبائل في خضوع مهين و اذلال غريب وهو ما جعل الاتراك يكنون الاحترام للشايقية (فالقوي يحترم الاقوياء امثاله ) و بعد ان دانت لهم البلاد حاولوا استمالة الشايقية بالكثير من الاغراءات للعمل معهم وقد كان لهم ما ارادو .لا يلام الشايقية ولا ينقص من قدرهم العمل مع الاتراك فالاتراك اصبحوا السلطة الحاكمة التي دانت لها البلاد من اقصاها الى اقصاها و يعتقد الشايقية ان اطاعة هذه السلطة فيه طاعة للخليفة العثماني و جميع القبائل التي تحاول الانتقاص منهم تعاونت مع الاتراك باشكال مختلفة . كذلك يحاولون السخرية من الشايقية بقولهم ( الشايقي كان نجح للعسكرية و ان فشل للطورية ) و هذه المقولة تسخر من قائلها و ليس من الشايقية فالزراعة من انبل المهن وهي المهنة الوحيدة التي لا تستمر حياة الانسان بدونها و العسكرية مهنة الرجولة و الشجاعة و الشايقية ( فراس و ناس حارة ) . يحاول كثير من الجهلاء و الحاقدين الصاق وصمة البخل و الحرص الشديد بالشايقية و هذا من الخرافات التي لا يستطيع احد اثباتها بل على النقيض تماما يعتبر الشايقية من اكرم الناس بل انهم على استعداد لذبح فلذات اكبادهم اكراما لضيفهم و من عاش بينهم يعلم هذا تمام العلم و يدرك ان رميهم بالشح من الكذب البين و الافتراء السخيف . يعتبر الشايقية اليوم من اكثر القبائل تعلما و تحضرا و ثقافة و لهم نصيب الاسد من النخب الفكرية و السياسية فمنهم الادباء و الشعراء و الصحفيون و المغنون و المؤرخون و السياسيون و يتفوق الشايقية على جميع القبائل و السحنات العرقية السودانية بمعدل الذكاء العالي و القدرة على ادارة حياة ناجحة بابسط الوسائل و التخطيط الاقتصادي الفعال فاليوم يبسطون هيمنتهم على العديد من القطاعات الاقتصادية المهمة. المرأة الشايقية من اجمل نساء السودان و اكثرهن ادبا و لباقة و حسن تدبير ، فالمكوث مدة قصيرة في منازلهن يعكس كم هن فاتنات و انيقات و مثقفات و قبل ذلك هن اكثر نساء السودان شجاعة و جسارة فهن حفيدات عديلة و مهيرة اللائي كن يخرجن في مقدمة الجيوش تشجيعا و مؤازرة . آخر الحكي ********* لا تحكم على الشايقية بما سمعت بل عاشرهم و ستجد ان الامر مختلف . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.