حينما تحدث سفير السودان لدى الرياض عبد الباسط بدوي السنوسي ، ل " صحيفة الصحافة" " يوم الاثنين الماضي في حوار طويل ، مؤكدا معالجة ملف " التحويلات البنكية.. قريبا " ، فقد كان على "دراية" بما يقوله من حديث ،اتخذته الصحيفة "ما نشيت رئيس " ،ليأتي قرار الادارة الامريكية بعد 72 ساعة من هذا الحديث ، برفع العقوبات جزئيا ، وقد تضمن الامر الأهم وهو السماح بالتحويلات البنكية ، التي ظلت "موقوفة" منذ زمان طويل. حديث سفير السودان بالرياض ، ومعرفته بالدور السعودي ، وما تبذله بقية دول الخليج العربي ،و الذي عزز جهود الدبلوماسية السودانية ، أكد عليه أيضا الفريق طه عثمان الحسين وزير الدولة برئاسة الجمهورية ، وهو يتحدث لصحيفة الشرق الأوسط "ان السعودية لعبت دورا رئيسا في رفع العقويات عن السودان ، ومارست ضغوطا متواصلة على الادارة الامريكية من أجل تحقيق هذا الهدف . خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، لم يتأخر في توجيه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ،الرجل "القوي" الممسك بأهم الملفات الاقتصادية ، ببذل كافة الجهود من أجل الرفع الكلي للعقوبات الاقتصادية الامريكية ، عن السودان . لاشك ان هذا القرار أثلج قلوب جميع السودانيين ، الذين يوالون او يعارضون الحكومة ، اللهم الا من كان في قلبه "مرض" ،لسبب "بسيط" أن العقوبات لن تسقط الحكومة ، غير أنها تؤذي الشعب ، فامر رفع العقوبات يصب في مصلحة الشعب السوداني ، وسينعكس هذا الامر في حياته اليومية ، لتبقى الاماني برفع كامل للعقوبات الأمريكية عن السودان ، حتى يعود البلد لوضعه الطبيعي ، ليبقى دور الحكومة بأن تقوم بما يليها من التزامات تجاه أمريكا ، وايضا تجاه قوى المعارضة ، بأن تمضي بقوة دون تراجع في تنفيذ جميع مخرجات الحوار الوطني ، من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني ، يكون المؤتمر الوطني قد سجل فيها تنازلات "تاريخية" . لتبقى هناك قضية بالغة الاهمية ، وقد تحدثنا عنها كثيرا ، وهي مراجعة ما عرف بحافز المغتربين ، الذي يتوقع من خلاله بحسب جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج ، أن يتم جذب 6 مليارات دولار ، وهي التقديرات لحجم الدولار المتداول لدى المغتربين والمهاجرين سنوياً بالقنوات المصرفية ،بأن يترافق مع أمر فك التحويلات البنكية قرارات اقتصادية "سريعة" من قبل المعنيين ، بحوافز حقيقية تجعل المغتربين يصطفون أمام البنوك الخارجية من أجل التحويلات البنكية الى "البلد " ، ودون ذلك ستظل هذه الدولارات تحول من خلال وسطاء السوق الموازي ، الذين في الغالب لا يدخلونها الى البلد ، بل تذهب الى الاسواق العالمية . وبمقدور المعنيين بأمر الاقتصاد مراقبة الامر حتى يتبين لهم بجلاء ، ان أمر التحويلات لن تسير بحسب ما يريدون، مالم تصادف رغبات المغتربين والمهاجرين ، ونحن "هنا" لا نتحدث عن امور "صعبة" بل هي مجرد إعفاءات ومنح وتسهيلات للمغتربين . مصطفى محكر . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.