هنالك اسئلة مشروعة تفرض نفسها وبقوة عندما نحاول التفكير في كيفية إسقاط النظام وتغيره سلمياً اي بغير اي اراقة للدماء ودون خسائر في اوساط المدنين والمواطنين العزل , وهذه الاسئلة تتمثل في ان النظام يمتلك القوة العسكرية الممثلة للاسف الشديد في الجيش الذي يفترض ان دوره حماية الوطن والمواطنين وليس النظام ولكن للتغير الكبير الذي طرأ علي تكوينه وبنيته اصبح الجيش ولاءه فقط للنظام ويمثل خط الدفاع المباشر عنه ! , وبالاضافة للجيش فإن النظام ايضاً يمتلك المليشيات سواء مايعرف بقوات الدفاع الشعبي او قوات الدعم السريع بالاضافة لقوات الردع والشغب في الشرطة والتي هي ايضاً ولاءها الاول للنظام , بجانب جهاز الامن والمخابرات الذي ايضاً يمتلك قوات وكتائب مسلحة وعتاد عسكري , كل تلك القوي العسكرية في خدمة النظام ضد الشعب الاعزل ! .. وثاني الاسئلة ماهو مصير تلك المليشيات في حالة اللجوء لخيار التسوية السياسية التي تضمن محاسبة كل من اجرم في حق الشعب او نهب ثرواته وثبتت عليه تهم الفساد ونحن نعلم ان هذه هي من الشروط الاساسية لاي عملية تسوية يمكن ان تكون قادمة خصوصاً ان ماوضح تماماً ان هذه المليشيات خاصة قوات الدعم السريع قد اطلقت يدها وقد تصبح خارج نطاق السيطرة خاصة ان قائدها اصبح يتحدث بلهجة واثقة مبنية علي معرفته بمدي القوة التي وصل اليها والدعم المباشر من رئيس النظام لدرجة تجاوزه للجيش وتحديه حتي لوزير الداخلية الذي هو اصلاً من القوات المسلحة كذلك لبعض رموز النظام نفسه عندما تمت الدعوة للعصيان المدني الاخير وحراك 27 نوفمبر و19 ديسمبر الذي هو في الاساس دعوة سلمية للتغير كلنا قد راينا وسمعنا كل مكونات النظام من الرئيس إلي قيادات المؤتمر الوطني والجيش والامن توعدهم للشعب السوداني ومحاولة جره لمنطق القوة لمعرفتهم المسبقة بانهم يمكنهم وبسهولة استخدام تلك القوة لسحق والبطش بكل الشعب او من يخرج عليهم وقتله في سبيل ان يبقوا علي السلطة ولا يبارحوا الثروة وان لا يقدموالاي محاسبة يمكن ان تسلبهم اياها ! , إذاً امر استخدامهم للقوة هذه مفروغاً منها وسبق ان جربوها في سبتمبر 2013 ضد هبتها العظيمة وكيف انهم مارعوا لادين ولا اي مسوق اخلاقي او سودانية في القسوة المفرطة التي تعاملوا بها مع المتظاهرين ومن بينهم اطفال وتلاميذ مدارس والكثير من الابرياء , ولعل هذا ما ما دعاهم وبكل صلف وعنجهية ممزوجة بلغة سوقية للتهديد المباشر للشعب عندما اعلن العصيان السلمي لاسقاط النظام ! .. فكيف يتم إسقاط نظام كهذا سلمياً .. الخروج للشارع يجابه بالرصاص والزج في السجون والمعتقلات , البقاء في المنازل وان نجح بدرجة كبيرة خاصة وانها التجربة الاولي خلال عمر هذا النظام الا انها لم تكن بكافية لاقتلاع النظام الذي هو اصلاً لايكترث ان مات كل الشعب جوعاً ومرضاً وانهار اقتصاد البلد تماماً مايعرف بالتسوية السياسية او تغير النظام ليس عن طريق اسقاطه وانما بمشاركة قوي سياسية اخري املاً في تحول ديمقراطي ولطبيعة النظام الذي لن يرضي عن التنازل فيها وكعادته عن النسبة الاكبر من المشاركة وفقاً لشروطه وبالتالي لا ضمان لاي تحول ديمقراطي من خلال هذا الاتفاق او تلك التسوية لما نعرفه عن النظام بعد كل تلك السنوات في الحكم , اذااي مجموعة سياسية او حزبية او افراد حالمون بان يكون هنالك تغير في طبيعة النظام من خلال تسوية سياسية تضمن التحول الديمقراطي دعك من حتي المحاسبة لرموز النظام فهذ ليست غير احلام نجزم انها لن تتحقق ! وحتي وان تحققت سيأتي دور السؤال الذي طرحناه عالياً وهو ماهو مصير المليشيات الحكومية هذه خاصة وانها قد تخرج عن السيطرة وتصبح مهدداً لامن المواطنين ومن المعلوم ان لهم الكثير من السوابق في كردفان ودارفور وسينتقل هذا التفلت دون شك للمدن وحتي العاصمة ! فاي امان ستحققه التسوية السياسية للشعب السوداني والذي وان صبر علي الضنك كل تلك السنوات هل يمكن ان يضاف اليه ايضاً ذهاب شعوره بالامن والاطمئنان , وهل مايحدث من نهب لثروة الذهب كمثال وعائدات تجارة السلاح اللتين تقوم بهما هذه المليشيات وتساعد في تدفق الاموال اليها هل يمكن ان يضحي بها هولاء وهم من تعودوا علي العيش في اجواء الحرب والسلب المحصلة اي حديث عن تغير سلمي للنظام او اسقاط له لن يضمن له المرور او النجاح في تقديرنا بغير تكلفةالمزيد من الدماء والضحايا من بين الشعب والمواطنين الابرياء , المواجهة مع النظام يجب ان يكون محورها الاساسي عسكري واستخباراتي وسياسي واعلامي قبل ان يكون مجرد حلم بالتغير المدني والسلمي ! .. عسكري من خلال تقوية حلف الجبهة الثورية واضافة الاحزاب بقوات مشاركة داخلها والعمل علي جلب الدعم العسكري اللازم لها , واستخباراتي من خلال اختراق النظام نفسه والعمل علي اللعب علي اماكن الضعف فيه وخلافاته الداخلية واجنحته , وسياسي من خلال قراءة جديدة لواقع الارض اليوم في ظل تحالف النظام مع السعودية والخليج , كيف يمكن للقوي المعارضة من خلق تحالفات مع دول اخري اقليمية كمصر ويوغتدا واريتريا بالاضافة لجنوب السودان مع كسب التحدي الاكبر في عدم نجاح النظام في اقامة اي علاقة مع الولاياتالمتحدة وهنا يمكن وبقليل من التنسيق والجهد ضمان ذلك لان في الاصل النظام وان قدم الكثير من التعاون والتنازلات الا ان طبيعته الارهابية تجعل امريكا لاتثق به ولا الغرب واللذان ليس في مصلحتهما استعداء كل قوي السلام والحريات وحقوق الانسان في العالم من اجل نظام ارهابي في الاساس !, بالاضافة ان قضيتي دارفور ومناطق جبال النوبة سيكون لهم دور رئيسي لانهم مناطق الحرب والنزاع وبهما البعد الانساني الذي يهم كل العالم ذو الضمير الحر .. يجب ان يفهم النظام ان التهديد المستمر بالقوة سيجر البلاد حتماَ الي المزيد من المواجهات وان منطق استخدام القوة لن يكون حكراً عليه وان الخيارات مفتوحة لاسقاطه امام قوي المعارضة الرئيسية الظاهرة له والمستترة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.