ببساطة يعني إنخراط قطاعات واسعة من الشعب السوداني في المراكز الحضرية الكبري في العمل السلمي المعارض للنظام. العصيان المدني عمل بطولي يكشف بجلاء زيف السلطة و نفختها الكذابة فماذا ستفعل السلطة أمام جماهير غاضبة قررت الإعتصام ببيوتهم و عدم مزوالة الأعمال العادية اليومية؟ كما نفذ جهاز الأمن الشعبي جريمة (مليشيا الحزب الفاسد الحاكم) إخماد هبّة سبتمبر 2013م بقتل المدنيين العزّل معروف أنه يخطط لنفس السيناريو في هذه الأيام و يريدون ممارسة نفس النوع من الجريمة بقتل المدنيين العزل من الطلاب و المواطنين لإرسال رسالة إرهاب و تخويف جديدة للشعب السوداني تعطي نظامهم الفاسد المجرم قليل من الوقت في السلطة المغتصبة لمزيد من النهب و اللصوصية و الفساد. العصيان المدني الناجح اليوم هو تجريب لسلاح جديد ماضٍ و فعّال يؤكد لأعوان النظام و منتسبي مؤسساته أنهم معزولون و أن نظامهم الفاسد سيسقط لا محالة إذا لم يكن اليوم فغد و إن غداً لناظره قريب. إنطلقت الدعوة للعصيان بدايةً في مجموعات الشجعان المقاومون بمواقع السوشيال ميديا (فسيبوك، تويتر و واتساب) و في مواقع إلكترونية رائدة مثل سودانيزاونلاين و الراكوبة. تنادت بعد ذلك مكونات المعارضة السلمية و كذلك المسلحة لتتبني الدعوة للعصيان المدني و حضت عضويتها للمشاركة الفعالة فيه بروح ملئها الإحترام للشعب السوداني و يحدوها أمل كبير في إحداث التغيير السياسي المنشود. في صباح يوم العصيان المدني الأول و هو 27 نوفمبر 2016م طالعتنا درة الصحافة السودانية وهي صحيفة الأيام بعنوان كبير " دعوة واسعة للعصيان المدني بالبلاد" هكذا هي صحيفة الأيام و هكذا هو رمزنا الوطني الفذ الأستاذ محجوب محمد صالح. دخلت بذلك العنوان العريض صحيفة الأيام بيوت المعتصمين و نورتها كصحيفة تنتمي للمستقبل. التغيير السلمي للنظام المستبد يحدث نتيجة لتواصل انتصارات جماهيرية متراكمة في معارك ضد النظام المجرم القائم يقودها طلائع الشعب من ناشطين، طلاب، عضوية احزاب سياسية، عناصر منظمات المجتمع المدني، صحفيون، كتّاب ونقابيون و خيّرون كثر. العصيان المدني الناجح اليوم هو انتصار للشعب في درب التغيير و هزيمة للنظام و كسر لشوكته و كشف لعورته غير المستورة أصلاً. النظام المجرم مهزوم أصلاً و رأسه هارب من العدالة الدولية جراء اتهامه بارتكاب جرائم الحرب و الإبادة، هذا علي الصعيد الدولي و النظام مهزوم لأنه في قائمة الدول الراعية للإرهاب عند وزارة الخارجية في الولاياتالمتحدةالأمريكية و يخضع النظام و رموزه لمقاطعة و عقوبات إقتصادية تنفذها دول الإتحاد الأوربي و أمريكيا الشمالية و علي الصعيد الإقليمي فالنظام سيء السمعة و ضالع في جرائم منكرة مثل محاولة إغتيال حسني مبارك و متورط في حرب السعودية ضد االيمن و شعبها. و معلوم لدي الجميع رعايته للتنظيمات الإرهابية ذات الخلفيات الإسلامية. النظام المجرم ليس له صفحة يضجع عليها داخليا فهو نظام فساد و إفساد و لم يمر علي تاريخ السودان حالة من فساد الرسميين و أعوانهم كما حدث تحت حكم الإسلاميين الكذابين و الفاسدين منذ 30 يونيو 1989م . فالنظام الحاكم عند السودانيين ليس متهم بالفساد بل هو فاسد و تشهد بذلك الاعيبهم في التحلل و غيره. يسيطر أعوان النظام علي الجيش و الشرطة و نحن نعلم أن الجيش و الشرطة مازال بهما عناصر وطنيىة مشتتة و غير منظمة.و للنظام أيضاً جهاز أمن رسمي ومسلح و له أسوأ سمعة عُرِفت عن أجهزة الأمن في العالم لضلوعه في الإنتهاكات و القتل و التعذيب هذا بالإضافة لجهاز الأمن الشعبي أو الربّاطة و هم أيضا مسلحون و مدربون علي قتل المدنيين العزّل فقط و لا تدريب لهم يعينهم بمنازلة قوي مسلحة. و يملك النظام مليشيات الجنجويد ( أو ما يسمي بقوات الدعم السريع) في غير انظمة التداول السلمي للسلطة عبر الإنتخابات يصح القول عن السلطة في الديكتاتوريات أنها لا تسقط من تلقاء نفسها بل يتم إسقاطها و أن السلطة الديكتاورية لا تُسَلّم أو تُمْنَح إنما تُنتَزَع و هذه حقائق التاريخ المعروفة لدي الجميع. لذلك لا بد للمعارضة من أداة قمع مسلحة تنجز إسقاط السلطة و إنتزاعها و هذه القوي علي المستوي النظري يجب أن تكون قوات فصال الجبهة الثورية المسلحة و غيرهم من الوطنيين المسلحون و العناصر الوطنية في الجيش و الشرطة وفق ترتيبات سياسية واضحة و محددة. الهدف من هذه القوات هو إسكات مليشيات النظام و مسلحيه حال تحركهم إبان التغيير و إنجاز التريبات العادية مثل إعتقال رموز النظام أو تصفيتهم حسب ما يتطلب الوضع علي المستوي العسكري. خلال إنتفاضتي أكتوبر 1964م و مارس-ابريل 1985م إنحاز الجيش و انحازت الشرطة للجماهير وتركت ولاءها للنظام الحاكم و لا أري في الأفق الآن فرصة لمثل هذا السيناريو و علينا ترتيب أمورنا كما هو مطلوب لتنفيذ مخطط الإنقضاض علي النظام المجرم. و لا بدّ من صنعاء و إن طال السفر .