مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناهضة اجراءات الرئيس الامريكي ترمب الخاصة بالهجرة: جهر العالم وإسرار السودان .. بقلم: د. فتح الرحمن القاضي
نشر في سودانيل يوم 03 - 02 - 2017


بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ليس بخاف أن الخارجيةالامريكية فرضت شروطا قاسية في ذروة تأزم العلاقات السودانية الامريكية حدت بموجبها من تحرك الدبلوماسيين السودانيين بنيويورك في اطار جغرافي معين بحيث لا يحق لاي منهم تجاوز دائرة لا يكاد يتجاوز نصف قطرها حوالي خمسة وعشرون ميلا ، علاوة علي تعقيد اجراءات حصول الدبلوماسيين السودانيين علي تاشيرة الدخول لامريكا فما كان من وزارة الخارجية السودانية الا ان لوحت باصدار قرار يقضي بحصول الدبلوماسيين الامريكان علي التاشيرة من البرازيل.
ما ان اتخذت الخارجية السودانية هذا الاجراء حيال الدبلوماسيين الامريكان في اطار ما عرف بسياسة المعاملة بالمثل حتي سارعت السلطات الامريكية الي الغاء الاجراءات التعسفية والقيود التي اتخذتها بحق الدبلوماسيين السودانيين، تفادياً للمصاعب الجمة التي يمكن أن تترتب علي الحصول علي تأشيرة دخول للبرازيل وهو امر جد عسير نسبة للقيود التي تفرضها الخارجية البرازيلية علي الامريكان، فضلاً عن مباشرة اجراءات الحصول علي تاشيرة الدخول للسودان من السفارة السودانية بالبرازيل ؟!. في هذا السياق ندعو للتأمل في مغزي القصة المذكورة آنفاً كل من ابدي قدرا من التحفظ علي معاملة الامريكان بالمثل خشية ان ينعكس ذلك سلبا علي سجلنا الهش الذي يخضع للرقابة خلال الست اشهر القادمات.
واقع الامر أن حرصنا علي تعزيز العلائق مع الامريكان، وهو أمر قمين بالسعي والتقدير، لا ينبغي ان يكون علي حساب الكرامة الوطنية باية حال من الاحوال الامر الذي يحتم تأسيس العلاقات السودانية الامريكية علي قاعدة صلبة من الاحترام والمحبة والتوادد الواجب توفرها بين الشعوب لا علي موجبات الرهبة والخوف من امكانية تطوير الادارة الامريكية الجديدة لمواقف سالبة تجاه البلاد من الممكن أن تفضي تلقائياً الي نقض وابطال قرار ادارة اوباما برفع العقوبات .
اقامة العلاقات السودانية الامريكية علي قاعدة صلبة من الندية يتم عبرها تبادل المصالح والمنافع التي تصب في مصلحة البلدين عوضا عن ان تنشأ هذه العلاقات بصورة عرجاء غير متوازنة وتميل لخدمة احد الاطراف علي حساب الطرف الاخريصبح أمرا لا مندوحة عنه ولا مشاحة فيه.
من الجيد بمكان ان تستدعي الخارجية السودانية القائم بالاعمال الامريكي لابلاغه رسالة احتجاج علي استهداف المواطنين السودانين بالقرار الاخير علما بان السودانيون يملكون سجلا مشرفا علي مستوي العالم في احترام القانون ومجانبة العنف إذ لم يعهد عن السودانيين ضلوعهم في اي اعمال عنف او ارهاب ...بيد أن هذا الموقف ليس كافيا فالخارجية ااسودانية مطالبة باصدار بيان اكثر وضوحا وصرامة تجاه قرارات ترمب سيما وان ذات القرارات تلقي مناهضة عظمي من قبل طوائف واسعة من الشعب الامريكي نفسه الذي خرجت جموعه الغفيره في تظاهرات عارمة للتعبير عن الرفض ، فضلا عن اصدار القضاء الامريكي للعديد من القرارات التي تبطل انفاذ الاوامر التنفيذية التي اتخذها الرئيس ترمب، الي جانب المواقف المنسقة التي تعتزم الدوائر الحقوقية في اكثر من ستة عشر ولاية تصعيدها في مواجهة الاوامر التنفيذية الانتقائية الخاصة بالهجرة.
معلوم أن الخارجية السودانية أصدرت مؤخراً بياناً لا يرقي لمستوي الحدث علي لسان الناطق الرسمي للوزارة غلبت عليه لهجه اعتذارية (Apologetic Tone ) اكثر من كونه خطاباً صريحاً ينتصف لامة السودان فيما لحق بها من حيف، فيما كان يتعين علي وزير الخارجية نفسه أن يتصدي للبيان والتبيان في مسألة تمس السودان في سمعته وكرامته سيما وأن التصريح والبيان بمناهضة اجراءات ترمب جاءت مباشرة علي مستوي قادة الدول والحكومات بحيث أنه لم يبق رئيس غربي او مسئول اممي الا وتحدث مباشرة في سياق نقد القرارات الامريكية الخاصة بالهجرة. وعلي سبيل المثال ها هي المستشارة الالمانية ميركل تعلن بجراة تحمد لها أن (القرارات الامريكية ضد الاسلام) ، وها هو الرئيس الامريكي السابق اوباما ينتقد ترمب قائلاً ( القرارات تكرس للعنصرية والتمييز بين الاديان)، وها هي الامم المتحدة نفسها تنتقد القرارات بشدة بوصفها تتناقض مع (حقوق الانسان) وفي اخر افادة له يصرح غوتيرس الامين العام للامم المتحدة بأن قرارات ترمب لا تمثل الطريقة المثلي لحماية امريكا من الارهاب مطالبا الحكومة الامريكية برفع حظر السفر ، وها هو بابا الفاتيكان يشجب القرارات مستدعيا بعض اهم اقوال سيدنا عيسي التي تحض علي معاملة الناس علي قدم المساواة وعدم التمييز بينهم، وها هي حتي (مادلين اولبرايت) المتهمة عندنا في كثير من الجوانب تتصدي للمنافحة علي نحو يثير الدهشة من خلال التصريح بان هذا الامر اذا لم يعاد فيه النظر فهي سوف تسجل للاسلام او شيئ من هذا القبيل ؟! هكذا تحدث قادة الامم الاخري منافحين عن قيم المساواة والحريات وعدم التمييز في المعاملة بين الاديان ذاكرين الاسلام علي وجه التعيين رغم كونهم لا ينتمون لدين الاسلام فما بال وزير خارجية السودان يتواري محيلا التصريح للناطق الرسمي باسم الوزارة ليخرج علينا ببيان لا يكاد يشفي الغليل؟!. وما بال رئيس البلاد نفسه يمتنع عن الحديث في امر جلل كان ينبغي ان يكون له فيه مقال إن لم يكن اعلاءا للدين واظهاراً لمجده فليكن انتصاراً لكرامة الشعب السوداني وقيمه ومبادئه التي تتعرض لاقسي اختبار؟!!.
ونحن إذ نرقب ردود الافعال الجريئة التي تتوالي من مختلف قادة العالم ورؤسائة بازاء قرارات الرئيس ترمب في شأن الهجرة فاننا نري بانه حق لا بل واجب علي السلطة التي تحكمنا، لا بل تتحكم فينا، أن تخرج عن صمتها لتقول شيئاً سيما وأن هنالك أمر جلل يمس هوية الامة السودانية يستدعي الحديث ولم يقال فيه مقال ؟!
وفي سياق كهذا يجدر بنا استدعاء الحديث القدسي: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ، لا يَقُومُ بِهِ فَيَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيَقُولُ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، خَشْيَةُ النَّاسِ . قَالَ : إِيَّايَ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى" . )
إذا فإن مطالبة ادارة ترمب ومن خلفه الحزب الجمهوري الحاكم بضرورة احترام الحريات الدينية ورعاية مبادئ حقوق الانسان والمساواة بين الاديان بما فيها المسيحية واليهودية والاسلام تبقي أمر لا يمكن السكوت عليه او التغافل عنه من باب الخشية ، ذلك انه قد وضح جليا بان القرارت الصادرة عن ادارة ترمب تعمل علي تكريس التمييز الديني ضد المسلمين وتستهدفهم علي نحو خاص لا بل تضعهم جميعا في موضع اشتباه بالانتماء الي الارهاب وهو تصنيف موغل في الجور مما يستدعي رفضه والاجتهاد لمناهضته من قبل قادة الدول والقوي المحبة للتعايش السلمي بين الاديان قبل أن يكون فرض عين علي النشطاء في مجال حقوق الانسان.
ثم أن ما يستدعي الشجب والادانة هنا أن الاجراءات الامريكية طالت فيمن طالت سيدة سودانية محترمة ، الاستاذة نسرين الامين، التي تم تفتيشها في اماكن حساسة من جسدها ، علي حسب قولها ، ومن ثم تقييدها بالسلاسل مما دفعها للانخراط في نوبة من البكاء مع العلم ان السيدة المعنية من حملة البطاقة الخضراء وتملك بالتالي اقامة دائمة بامريكا وتعمل علي انجاز دراسة عليا في علم الاجناس البشرية Anthropology ، والحال هكذا فلا اقل من ان تحتج الخارجية السودانية علي المعاملة غير اللائقة التي تلقتها الاستاذة نسرين في مطار JFK . ويكتسب الاحتجاج حجيته من باب ان السلطات الامريكية تمتلك من التقنيات الكاشفة ما يعينها علي اجراء مسح كامل لجسم المشتبه به دون لمس شعره من جسده فما بالك بتقييد سيدة بالسلاسل ، غض النظر عن جنسيتها ، والطواف بها بين ردهات المطار ؟!.
لا يستطيع احد بالطبع ان ينكر علي السلطات الامريكية أن تتخذ ما تشاء من اجراءات للحفاظ علي سلامتها وامنها ولكن هذا لا ينبغي ان يكون علي حساب كرامة الانسان ، اي انسان، ناهيك ان يكون في مواجهة سيدة محترمة هي في طريقها للحصول علي الجنسية الامريكية في غضون أعوام قلائل مما يقتضي معاملتها بعيدا عن اساليب (الفظاظة) ووفق قواعد اللياقة والتهذيب . ومن باب حرصنا علي الإعلاء من شأن قيم الكرامة الانسانية فاننا نرفع صوتنا عاليا بالاحتجاج من منصة المجتمع المدني السوداني علي المعاملة غير اللائقة التي لقيتها نسرين الامين وربما المئات من جنسيات أخر . وفي سياق متصل ربما سمعنا بقصة الطفل الايراني البالغ من العمر خمسة اعوام وهو يعاني من الاحتجاز في مطار دالاس مما دفع المحيطين به ان يحتفوا بعيد ميلاده الذي صادف اوان الاحتجاز ، وهو ما يضاف الي العديد من القصص والغرائب التي سمعنا بها الامر الذي يتنافي مع روح المواطن الامريكي العادي الذي يمقت الغلو ويجنح نحو التسامح والاعتدال ؟.!!
ونود أن نسجل هنا باننا لا نملك الا أن نحتفي بحيدة القضاء الامريكي ونزاهته واستقلاله اذ لولا حكم القاضية الامريكية بابطال قرار الرئيس ترامب لكان مقضياً علي نسرين، والطفل الايراني، فضلا عن مئات الاشخاص ، أن يظلوا رهن المعاناة والاحتجاز وسائر الوان المعاملة القاسية حتي يومنا هذا ؟!. وعلي كل حال تبقي حيدة القضاء الامريكي ونزاهته مدعاة للفخر ليس لأمة الامريكية لوحدها وانما لسائر شعوب المعمورة التي تطمع في الأخذ باكثر الفضائل والقيم الامريكية سبقا وتقدما وهذا ما سنفرد له مساحة اخري للتحليل. في سياق مقال بعنوان (لم لا نأخذ من امريكا أفضل ما لديها من قيم).
وفي سياق استعراض التصريحات المساندة للسودان نجد لزاماً علينا الاحتفاء بشهادة عظيمة النفع تفضل بها بروفسور قندرمان رئيس قسم الاشعة واستاذ الاشعة الاكلينكية بجامعة انديانا الذي شرف البلاد مؤخرا في اطار مبادرة كريمة من قبل اختصاصي الاشعة بالتعاون مع الباشمهندس وداد يعقوب وابنتها الدكتورة راضية جمال عثمان التي تجري تخصصا في الاشعة بامريكا والدكتورة درية الريس حيث حظينا جميعا باحتفالية رائعة في فندق السلام بمشاركة بروفيسور قندرمان في مسع كريم لاستقطاب الدعم لتأهيل قسم الاشعة بمستشفي سوبا.
ما لقيه الزائر قندرمان وزملائه الكرام من الوان الاحتفاء خلال زيارتهم القصيرة للبلاد كان كفيلا بان يجعل منه رسولا للسلام والتعاون والمحبة حيث كتب مقالا رصيناً يخاطب فيه الرئيس الامريكي ترمب والشعب الامريكي يشهد فيه بما رآه في السودان ويدون فيه انطباعاته عن السودانيين والاسلام منتقدا في ذات الوقت قرار الرئيس الامريكي... زيارة بروف قندرمان وصحبه التي جاءت بمبادرة كريمة من قبل الباشمهندس وداد يعقوب والدكتورة راضية واختصاصي الاشعة وادراة مستشفي سوبا لهي بادرة ممتازة قمينة بالاشادة والتقدير مما يحفزنا للدعوة بتكرارها باعتبارها احد افضل النماذج في مجال الدبلوماسية الشعبية لبناء وتوطيد العلائق بين الامم والشعوب.
وبغض النظر عن الموقف من النظام الحاكم، موالاة ام معارضة، فانه من المعلوم أن وطئة العقوبات والمقاطعة الامريكية القت باثارها السالبة علي الوطن والمواطنين اكثر من تاثيرها علي السلطة الحاكمة ومنسوبيها. وفي هذا السياق ينبغي ان لا يغيب عن الاذهان انه في الوقت الذي استبشرت فيه الامة السودانية بانفراج وشيك في العلاقات السودانية الامريكية من بعد طول خصام فقد جاءت القرارات الامريكية الخاصة بالهجرة لتسد الطريق امام تواصل مرجو كانت فصائل الشعب السوداني تعتزم اجراؤه خلال الاشهر القادمات لضمان سريان القرارات الايجابية التي اتخذتها ادارة اوباما مؤخرا بحق السودان. وبموجب قرارات ترامب ربما لا يكون بمقدور العاملين في مجال الاعمال من رجال ونساء، والمهندسين والاطباء وما سواهم من اصحاب المهن التواصل مع رصفائهم الامريكان مما يضعف من فرص قيام حوار تفاعلي بناءConstructive interactive Dialogue) ) بين الطرفين الامريكي والسوداني خلال فترة الاختبار المتبقية المقدرة بنحو خمسة اشهر خاصة وان قرارات ترمب سوف تسري لمدة لا تقل عن اربعة اشهر تقريباً وفي حالة كهذه لن يكون متاحا للحكومة الامريكية سوي التلاقي والتفاكر مع الدبلوماسيين وممثلي المؤسسات الرسمية والامنية .
جانب اخر لا يقل اهمية وهو أن مؤسسات المجتمع المدني التي تحمل الصفة الاستشارية لدي المجلس الاقتصادي الاجتماعي للامم المتحدة لن يكون في مقدورها التواصل مع رصفائها من الشركاء في هيئة الامم المتحدة وهو حق اصيل كفلته مواثيق الامم المتحدة مما يحتم علي الحكومة الامريكية تيسيره لا عرقلته خاصة وهي تستضيف المقر الرئيس لهيئة الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بنيويورك . وبالمحصلة النهائية فانه مقدر لصوت المجتمع المدني والمؤسسات غير الرسمية وطوائف الشعب السوداني الاخري أن يبقي خافتا او مغيباً علي المستوي الامريكي والاممي فيما يتم التقرير في شأن ما ينبغي ان تؤول اليه العلاقات السودانية الامريكية في المستقبل المنظور.
وفيما تطمح فئات الشعب السوداني الي ارتياد افاق جديدة في العلائق السودانية الامريكية فهي تطالب برفع قرارت الرئيس ترامب بشأن الهجرة مما يكفل استئناف التواصل البناء بين الشعبين السوداني والامريكي . وفي هذا الاطار نحن ندعو لبناء الثقة ، ونبذ الخطاب المتطرف الذي شاب العلاقات الامريكية السودانية خلال بعض حقب الانقاذ علي شاكلة (امريكا دنا عذابها ) علي ان تسود في محله شعارات وخطب جديدة تدعو الي التعايش السلمي والتسامح والتعاون البناء بما يعود بالنفع علي الشعبين السوداني والامريكي ، إجراء كهذا هو أقل ما ينبغي ان ينهض به قادتنا لا ان يركنوا لهذا الصمت المريب. ونحن اذ نؤكد علي هذه المعاني السامية نؤكد بانه من الخطل بمكان استبدال (شعارات الافراط ) التي كانت سائدة خلال عهود العداء والخصومة بين البلدين (بشعارات التفريط ) التي يود البعض ان يفرضها علينا نهجا في التعامل مع الحكومة الامريكية وشعبها خلال الحقبة القادمة .
وتبقي الرغبة في تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيزها هي رغبة صادقة مما يحتم علي الطرفين الامريكي والسوداني علي مستوي الحكومات والشعوب العمل علي خدمتها وتجسيدها بنفس الهمة وبذات القدر في واقع البلدين، ذلك ان مهمة كهذه ليست مسئولية الطرف السوداني لوحده وانما هي مسعي مشترك يتناصر في النهوض بمسئوليته كلتا البلدين...
وبما أن امريكا التي نعرفها دائما ما تطمح للمعالي وتجنح الي تأسيس علائقها من موقع العزة والاعتداد ، فلا ينبغي لنا كأمة أن نقنع بالتموضع في موضع المزلة والهوان والارتكاس ، ولن نرضي بدورنا لعلاقة مطردة نرجوها لامتنا مع الامريكان أن تتأسس أو تنمو الا وفق مرتكزات وقيم الكرامة والوعي والعزة والاقتدار.
د. فتح الرحمن القاضي
ناشط حقوقي
رئيس جماعة مدافعون عن حقوق الانسان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.