عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. فيديو مؤثر جداً ذاك الذي صور لحظات توديع بعض ضباط وجنود الحركة الشعبية لأسرى القوات الحكومية الذين عادوا إلى الوطن قبل يومين. شدتنا الضحكات وتبادل الابتسامات. ليس ابتسامات الأسرى - الذين لا شك قد فرحوا كثيراً بنجاح مبادرة إطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهلهم وذويهم- وحدهم، بل ما يُلفت النظر أكثر هو ذلك الود الذي أظهره منتسبو الحركة الشعبية تجاه الأسرى. ربما لأول مرة في التاريخ نشاهد الآسر يودع أسيره بمثل هذه الأريحية. رأينا الجميع يتبادلون القفشات وهم يصافحون بعضهم البعض. وترددت عبارة " العفو والعافية" العميقة مرات ومرات. فتساءلت في نفسي: " لماذا إذاً نقاتل بعضنا، طالما أن كل طرف يحمل تجاه الآخر هذه المشاعر الأخوية النبيلة؟! لست ساذجاً حتى أوجه مثل هذا السؤال للسياسيين. معلوم أنه طالما كان هناك ساسة وثلة من المفسدين فسوف تستمر الحروب ومعاناتها. لكن سؤالي موجه للإنسان العادي الذي يُزج به في مثل هذه الحروب العبثية. ما نتوقعه هو أن جل الأسرى المُفرج عنهم لن يطيعوا أية أوامر بالعودة إلى مناطق الحرب، بعد أن عاشوا تلك اللحظات التي أكدت لهم أنه ما من قوة في الأرض يمكن أن تفرق أبناء الوطن الواحد عاطفياً، تحت أي ظرف. أكدت المبادرة واللقطات المصورة التي تبادلها الناس في اليومين الماضيين على نبل الآسرين وعكست كيف أنهم عاملوا أسراهم طوال فترات أسرهم بأحسن ما تكون المعاملة. كما أكدت تلك اللحظات الاستثنائية أن تجار الدين الذين دفعوا شبابنا الغض لأتون المعارك لم يحققوا مبتغاهم في تعزيز الكراهية بيينا كأبناء لهذا الوطن الواحد. وطالما أنهم فشلوا في ذلك، فمن واجبنا أن نعزز الوعي وسط البسطاء حتى لا يكونوا أداتهم للاستمرار في حروب لا تستفيد منها سوى فئة قليلة تريد أن تستأثر بكل شيء ولو على إشلائنا جميعاً. بعد ما شاهدناه يفترض أن يرفض أي نظامي تعليمات التوجه لجبهات قتال لا ناقة له فيها ولا جمل. يجب أن يرفض كل شخص عادي أو نظامي لا ينال شيئاً من الحرب، بينما يعاني ويلاتها توجيه سلاحه لصدر أخيه في الوطن. أمنية الرئيس اثناء إفتتاحه لمستشفى الدكتور محمد بن صالح عبدالعزيز الراجحي ووالديه الخيري بأمبدة، قال الرئيس البشير " دايرين الألمان يتعالجوا في أمبدة"!! ضحكت حين قرأت هذه العبارة التي ذكرتني بأيام افتتاحه لعدد من ملاعب الناشئين برفقة أبي هريرة حسين قبل سنوات طويلة. ولمن لا يعرفون فقد تحولت تلك الملاعب إلى مراعي للأغنام نتيجة الاهمال. وقتذاك قال البشير أن أنديتنا ستتوقف عن التعاقد مع المحترفين الأجانب. وليته اكتفى بذلك القدر من ( أحلام زلوط) وزلوط - لمن يجهله- تقول موروثاتنا الشعبية أنه ديك منتوف الرئش وبائس امتلكته الحاجة أم الحسن وأثناء النوم حلم بأنه أصبح ديكاً وسيماً وتزوج من دجاجة جميلة وأنجب منها صغاراً وأن نسراً قد هم بخطف أحد صغاره فقفز من حبله الذي كان ينام عليه ليسقط على رأس أم الحسن النائمة، التي استيقظت مفزوعة فضربته ونتفت ما تبقى فيه من ريش. لم يكتف الرئيس بذلك، بل(جاب عجاجا يلوي) بقوله أن السودان سوف يصدر المواهب لأندية مثل مانشيتسر وشيلسي. معقول يا فخامة المشير للآن ما صدرنا ولا لاعب كرة واحد من كل تلك الملاعب، وتريد الألمان أن يأتوا للعلاج عندنا بعد تشييد مشفى جديداً بأمبدة! المضحك في الأمر أن المستشفى موضوع الاحتفال والخطبة العصماء يحمل اسم الراجحي. هل يا تُرى صُور للرئيس بأن الراجحي جعلياً، شايقياً أم دنقلاوياً! المتبرع سعودي، فلماذا لا يجذب بلد المتبرع هؤلاء الألمان للعلاج في مشافي المملكة بدلاً من تكبدهم مشاق السفر إلى أمبدة البعيدة عنهم!! لكن ماذا نقول في المحن الإنقاذية!