المكان : معسكر الخدمة الوطنية (او لعلها العسكرية) بالعيلفون الضحايا: شباب سودانيين يسدون عين الشمس بهاء طلعة ، افئدتهم ممتلئة بالحلم في المستقبل و اعينهم تشع ذكاءاً و اصراراً و تميزاً. و لم لا و هم يتأهبون لدخول الجامعة. لم يفتديهم احد بكبش عظيم، بل حصدت ارواحهم رصاصات الغدر الباطش لسادة النظام قبل ان تأخذهم امواج النهر الخالد الي حضنها الابدي. كان المجندين إجبارا وقهرا في معسكر الخدمة الوطنية في العيلفون لا يمنون أنفسهم الا بقضاء بعض ايام العيد وسط اهاليهم، ولكن بطش النظام اختار لهم ان تكون بيوت اهاليهم بيوت بكاء وعزاء على رحيلهم في ذاك العيد. بينما استمر المجرمون المباشرون في ارتكاب هذه الجريمة في الترقي من سفير الي وزير في عتبات سلم جماجم النظام. كانت حياتهم غضة كالسنبلة و كان موتهم مجانياً و سمبلة قتلتهم نوازع التجييش التعبوي ، و اوهام المشروع الحضاري ، و دموية القائمين على امر بلادهم "كان السبيل الوحيد الى الانعتاق هو النهر والنهر جاع وقد ياكل النهر ابناءه ....... اذ يجوع" لم ننسى و لم نغفر .. ولن نغفر .. وقاتل الروح وين بيروح ولو بعد حين