تحت هذا العنوان كتب الأمام الصادق المهدي مقالا نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية (29 يناير 2005م) دعا فيه العراقيين للمشاركة في أول انتخابات عامة تشهدها بلادهم بعد الغزو الأمريكي وإسقاط حكم الرئيس الراحل صدام حسين وعدد الأمام الصادق المهدي محاسن خوض تلك الانتخابات رغم معايبها البائنة وكونها تجري تحت أسنة رماح الاحتلال الأمريكي الذي قوض أركان الدولة العراقية فحل بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي للعراق الجيش والأمن والشرطة وشرّع قانون اجتثاث البعث الذي كان في تطبيقاته أجتثاث لكوادر مؤسسات الدولة العراقية المدنية والغريب في الأمر أن عدد من أقطاب المعارضة العراقية ممن حرضوا علي غزو بلادهم وجاءوا في ركاب الغزاة تنكروا لكل تلك الإجراءات وأفادوا بمعارضتهم لها كما صرح بذلك أحمد الجلبي في سلسلة حوار يتذكر التي أجراها معه رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية غسان شربل العام الماضي في الذكري السادسة لغزو واحتلال العراق وعلي صفحات الشرق الأوسط ذهب أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي نفس المذهب حين قال أنه عارض خطوات بريمر في حل الجيش والأجهزة الأمنية لكن ماذا نقول فقد راحت السكرة وطارت الفكرة فتذكر الجلبي وعلاوي بعد ذهاب صدام حسين ونظامه أن العراق وطنهم فيجب أن يبقي منه شئ علي الأقل ليحكموه يوم لم يفرقوا بين معارضة النظام وضياع الوطن, نعود لمقال الأمام الصادق المهدي ونحن نستشرف انتخابات عامة في أبريل المقبل تشكك أحزاب المعارضة في أجرائها في أجواء تحيطها النزاهة والشفافية ومن بينها حزب الأمة حزب الأمام الصادق المهدي ويحض البعض علي مقاطعتها ( بيان الأستاذ علي محمود حسنين, نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي, سودانايل, 14 يناير الجاري) مهما كانت المبررات نحث علي خوض تلك الانتخابات لاعتبارات عدة أولا:-هي أن احدي مقتضيات اتفاقية السلام الشامل التي أوقفت الحرب ووضعت السودان علي سكة السلام الدائم. ثانيا:- هي تتويج لجهود استعادة الديمقراطية ومبدأ التدوال السلمي للسلطة وليس حتما علي الشعب أن تخرج جموعه في كل مرة في انتفاضة شعبية لتقوض حكما عسكريا وتأتي بحكم ديمقراطي فما خير الناس بين أمرين حتى اختاروا أيسرهم,كما أن العملية الانتخابية هي زبدة مسار من التقنين حيث أقر قانون للأحزاب وأخر للانتخابات وأنشئت مفوضية للانتخابات. ثالثا:- قال الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني أنهم سيفوزون بالانتخابات المرتقبة وهو أمر محتم وبدورتين تاليتين وهذا من باب التمني وهو مباح وبتصريح دكتور نافع هذا نستبين أنه لم يعد من سبيل لتسنم السلطة سوي بطاقات الناخبين من أبريل المقبل وصاعدا فإذا كانت الانتخابات المقبلة محسومة بشكل من الأشكال وفق شواهد الواقع فأن دورات انتخابات أخري ستتلوها لن يكون بالضرورة الفائز فيها هو المؤتمر الوطني وربما تأتي هذه الأحزاب المعارضة لسدة الحكم فتعدل القوانين وتشيع أجواء الديمقراطية الحقة كما تراها أم تراها أدمنت الانتفاضات وحكمها القصير ثم سماع الماراشات العسكرية ,انتخابات معيبة لكن خوضوها. khalid hashim [[email protected]]