عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ونحن نسير معكم في هذه السلسلة ثمة مشاغل ذاتية وموضوعية، البعد الذاتي به نتدرب أكثر على احتمال ردود الأفعال تجاه درسنا الذي رأيناه يلامس قناعات الكثيرين، ويهز ما يملكون من ثقة في مسيرة تاريخنا الاجتماعي، وتأتي ردود أفعالهم تحمل أشكال عدة، فثمة من يرفض ويعمل على اقتناص جزء من نصنا هنا ويقتلعه من سياقه، ومن يفعل ذلك معذور وله الحق، لكن نعتقد أن النص المجتزء من سياقه يفقد حيويته، بل يفقد أهم عناصره البنائية، فلا يعود بفائدة تذكر إن وظف خارج المسمى أي خارج سياقه. فالذي يربط النص بحقله ليس فقط معناه المراد إثباته، بل علاقته بالبنية الكلية للنص، إذ يستعصي إخراج المعنى من اللفظ المجرد، فاللفظ وعاء حمّال للمعاني، لذا فالكتابة عن التاريخ الاجتماعي فوق أنها مكلفة، فإن ثمة صعوبات أخرى غير منظورة وهي ما يمكننا الاصطلاح عليه بصراع الذاكرة، فالمطلوب من الجميع إبقاء الذاكرة متجمدة فوق نفسها، وغير مسموح بإجراء عمليات تسييل لصالح فهم مكوناتها، ولعل هذا هو دافعنا الموضوعي لإعادة فهم درس المهدية، فهمها على ضوء تحليل بعض شواهد وأشكال ظلت بمنأى عن النقد، وهذه مهمة صعبة وذات عائد غير مربح إن انغلق الدرس على التاريخ لتصحيحه، لا، فالمقصود تصحيح الواقع بفهم الماضي.. نواصل في هذه الحلقة من سلسلة (الوعظ والدولة) هذه الحلقة الخامسة وهي امتداد لفهم دقائق المهدية، نفعل ذلك عبر تتبع سيري وسردي للحظات الأولى فيها، واللحظة السابقة كانت بعض البحث في ملامح تشكل شخصية مركزية في هذه ال(ثورة) بل زعمنا أنه صاحب الدعوة وليس فقط ظلها سيدها، هو الظل المتحرك أكثر من الإمام، ومراجعنا كانت تقف عند كتاب الدكتورة أمينة فيفيان ياجي، وسبب اختيارنا لها أن كتابها (رجال حول المهدي) يقطر إعجاباً بالخليفة عبد الله، إن لم يكن يُعمده رمزاً لدراما البطولة والطموح كما سمينا سعيها، وهذا سيرفع عنا الاتهام بنية سوء ضد الخليفة، والأمر في أصله لا يرتبط بسوء أو خير، الأمر يتعلق بالتحليل النقدي للتاريخ الاجتماعي، لذا دعونا نواصل... الخليفة والمهدي.. توظيف الرمز الطبقي لجماهير الهامش: هل بالفعل لم يكن لدي محمد أحمد (المهدي) أدنى رغبة في إعلان نفسه مهدياً منتظراً يحرر البلاد والعباد من ظلم الأتراك؟ هذا زعم كبير ونحتاج لإثباته الكثير من الشواهد، لكن الروايات الدالة على انخفاض مستوى تأثره بإعلان نفسه مهدياً كثيرة، بل تكاد كل الروايات توحي أنه أول ما سمع بنفسه مهدياً فالهاتف لم يكن داخلياً فقط، بل خرجت الكلمات مصحوبة بأداء مسرحي شكسبيري قام به عبد الله بن محمد (الخليفة) للنظر في رواية فيفيان عن هذا اللقاء، ولكن يجب الوقوف عند حالة المهدي حين قابل الخليفة التعايشي، لكن نحتاج إلى فهم مسيرة حياة المهدي قبل مقابلة التعايشي، فهي مفيدة وكاشفة إلى أي مدى كان في ذهن محمد أحمد تصور ما للقيام بثورته الإصلاحية، وما يفيدنا كذلك أننا قد نصل ولو عن طريق التحليل الاستقصائي شيئاً ما إلى حقيقة وعي المهدي كونه مهدياً منتظراً.. كان محمد أحمد قد تم إقصاؤه من حظيرة (النخبة) وقنع الرجل بهذا الخروج المذل حقيقة، فالروايات تقول أنه سعى سعي المضطر لإرضاء شيخه بالعفو عنه، وقبوله مرة أخرى سالكاً في الطريق، لكن الشيخ محمد شريف لم يكتف برفض العفو بل وقرع الرجل وسعى في إيذائه معنوياً. وتبدأ الحكاية أنه محمد أحمد كان قد أتم دروسه على يد الشيخ محمد الخير، ثم توجه صوب الشيخ محمد شريف حفيد الشيخ الطيب صاحب الطريقة السمانية، وانتظم في سلك مؤيديه ومريده ذلك في العام 1861م، وتقول الرواية إن الرجل أبدى تقشفاً ظاهراً جعله يرتقى بسرعة في سلك المؤيدين ما منحه تميز فيهم، إذ كان منقطعاً للعبادة والصلاة، وقدم نموذجاً للصوفي المتقشف التارك للدنيا ومتاعها، بل أن محمد أحمد كان يعمل في منزل شيخه الجديد أعمال هي من اختصاص (بالعبيد والجواري) من تلك الأعمال احتطاب وطحن وطبخ، وكما كان كثير البكاء في وقت الصلاة، وإذا جلس أمام شيخه نكس رأسه ولم يرفع طرفه إليه، منحه هذا الانكسار أمام شيخه فرصة لم تمنح لكثيرين غيره، مع الوضع في الاعتبار حداثة مسلكه الطريقي مع السمانية، فمنح الشيخ راية آذناً له بالدعوة، وإعطاء العهود وتسليك الطريقة.. (نعوم شقير – تاريخ السودان- تحقيق وتقديم الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم – دار الجيل بيروت – طبعة 1981م – صفحة 322) هذا الصفات التي انحلت في شخصية المهدي تجعله حقيقة شخصية بمعايير خاصة عن غيرها من السالكين في درب الصوفية، إذ كان أغلبهم يمت بصلة إلى الحكومة، بل ويعمل معها مباشرة، يفعلون ذلك لتحقيق مصالحهم مع السلطة، وبالتالي تحقيق مصالح السلطة عبر هيمنة الزعماء الدينيين على الجماهير، وتقديمها قرباناً للاستقرار الحكومي، ولا يفعلون ذلك مجاناً بل تصب هذه التوسطات ناحية كسب مادي ومعنوي، بل وتعزيز لموقعهم الطبقي في المجتمع، إلا أن المهدي كان صادقاً في مسلكه الصوفي، وكان رجلاً مؤمناً وله روح صادقة، وزهد أكيد. وإذا ما تتبعنا المسيرة، مسيرة المهدي قبل تمهديه سنقع على الأسباب الأساسية التي جعلت منه منبوذاً في الوسط النيلي، إذ لم يكن يسير في طريق التحالف مع السلطة، أو لعله لم يجد طريقاً لذلك، بل الأسلوب الذي اتبعه شيوخ المتصوفة منه، وبالذات شيخه ينم عن صراع طبقي، إذا صح التوصيف، فكيف لمن أتاه طالباً الطريقة، وبذل نفسه وكرامته في خدمته أن يتعالى عليه ويدعوه للدخول في دعوته الجديدة، وهو الموصوف في قصيدة الشيخ محمد شريف وقد نظمها بإيعاز من عبد القادر باشا سنة 1882م في تكذيب دعوة المهدي كما يشير نعوم شقير، يقول: (وكان لديه عيشه صدقاتنا، وخادمنا عشرين عاماً من العمر – فقال أنا المهدي فقلت له استقم، فهذا مقام في الطريق لمن يدري) وهاهنا نلمح سطوة الموقع للشيخ الذي يرفض مهدية الرجل بآليات طبقية، إلى أن يقول: (أقام لدينا خادماً كل خدمة، تعز على أهل التواضع في السير – كطحن وعوس واحتطاب وغيره ويعطي عطا من لا يخاف من الفقر)، وأيضاً تطل علينا الأحكام الطبقية، فرجل كان في مقام (العبيد، عبيد الخدمة) كيف له أن يتطاول ويرتقي هكذا ضربة لازب من موقع لموقع السيادة والحكم؟!. ومن أسباب هذا الذم الصراع حول الأتباع والمريدين، فنعوم شقير يحكي أن المسألة كانت تتعلق بانصراف عدد من أتباع الشيخ محمد شريف، وإقبال العربان على محمد أحمد. وما يهمنا في هذه النقطة أن مسيرة محمد أحمد (المهدي) كانت تعبر عن صراع بينه وشيخه، ويمكننا عد الشيخ هنا رمزاً للجميع ممن هم في وصال مع الحكومة، وكيف أن الدعوة الجديدة والتي سنأتي على ذكرها عبر لقاء المهدي والتعايشي، كيف أن هذه الدعوة تسحب البساط من تحت الشيخ محمد شريف، بل تهدد موقعه الممتاز، وبطبيعة الحال ستؤثر حتماً في مداخليه. المهدي لا يستسلم ويبني موقع الطبقي من جديد: ومن الحقائق المهمة في استفحال العداء بين محمد أحمد وشيخه، أنه حين انفصل عنه بات يبحث عن سند من داخل الطبقة ذاتها، الطبقة الموصوفة ب(النخبة) تجاوزاً، وهنا يدعي المهدي أنه وارث لسلسلة الشيخ القرشي، وقد وافقه ذرية الرجل وقيل لأسباب تتعلق بصراع بينهم وبين محمد شريف، والأمر حتى الآن لا يعدو صراعاً حول النفوذ، وليس فيه أدنى ذكر لمهدية الرجل، ولو دخلنا أكثر فإن الوسط الذي نشأ فيه محمد أحمد حتى إعلانه وريثاً للشيخ القرشي لا نجد عند حناياه ذكر لظلم الحكومة ولا لعنفها الاجتماعي، أو تقصيرها في أداء واجبها في الخدمات تجاه مواطنيها، فالذي رسخ فكرة مهدية الرجل هي زياراته إلى كل من كردفان والنيل الأزرق، فقد شاهد الرجل ما لم يكن يشاهده في الشمال والوسط، أي بمعنى أدق دخل إلى منطقة الهامش وهو بعد محمل بتصورات النخبة في الشمال، لأن عدم اكتراثه بالسياسة طول فترة إقامته وعمله الديني في الشمال والوسط تعكس مزاج النخبة النيلية في فهم العلاقة مع السلطة، إذ كان كل الأمر يدور حول الاستحواذ على النفوذ وليس من ذكر لإقامة العدل والبدء في مشروع إصلاحي، إذن (الجلابي المُضطهد) بات يعرف معنى جديد من الظاهرة الاجتماعية السودانية، فقد راعه جداً الظلم الواقع على الهامش، ويبدو أنه عقد مقارنة سريعة بين هذا الواقع الماثل أمامه، واستقر في ذهنه الفرق بين منطقته التي عمل فيها، واشتجر مع رموزها في شئون دينية في الأساس وليست سياسية، وبين واقع جديد، هامشي وقبلي شديد العصبية، ومتظلم سياسياً لكن طريقه الذي يحمل يحتاج المبدأ الأساس في فكرة الفتح، والذي شرحه بن خلدون في مقدمته مع ثلاثية ذكرناها في المقال السابق، وهي (الفضيلة والعصبية) التي هي في أمس الحاجة إلى مبدأ كلي يحرك ساكنها وتعمل من خلاله، وهو بحسب بن خلدون إما مبدأ ديني أو سياسي، ولم تكن جماهير تلك المنطقة تملك شيئاً بخلاف ذاكرة غنوصية تنتظر الخلاص عبر المسيح أو المهدي المنتظر، فماذا يفعل، بطبيعة الحال موقف كهذا سيدفع كل صاحب جماهير أن يعيد التفكير في موقعه، والفرص الماثلة أمامه، ويذكرنا الأستاذ محمد أبو القاسم أن المهدي كان أمام ظاهرة تختلف عن تركيبته الفكرية والاجتماعية، فإن كان الرجل يحتل وصفه متصوفاً صاعداً يرتب في جماهيره بل ويصنع منه قوة جديدة ووفق تجهيز مختلف، إلا أن فكرة المهدية ذاتها لم يمكن من الممكن القبول بها في شمال السودان ووسطه لأسباب تتعلق أن الشمال امتداد لطبقة عربية الثقافة، وراسخة الإسلام المدرسي، أما الغرب فيصفه بحداثة إسلامه، وأنه يعيش عزلة عن مراكز الحضارة المتوسطية، يقول: (تجمع غرب السودان حول المهدي باعتباره مهدياً منتظراً .. وكان الغرب يعني "جماع الفور والمسبعات وتقلي" وهي تتسم بحداثة إسلامها وانعزالها الإقليمي والجغرافي الطبيعي من مراكز الحضارة المتوسطية.. إضافة إلى تركيبتها الاجتماعية القبلية الأكثر تخلفاً في السودان) السودان ج1، ص 94. والمهدي (يقابله في الواقع قبائل عربية التكوين في الغالب الأعم، ونعني تاريخياً تلك الدائرة التي احتواها نشاط العبدلاب ثلاثة قرون قبل التركية .. ثم أن إسلامها تراثي راسخ)، ص 96. بهذا الوعي إذن يمكن القول أن محمد أحمد لم تكن فكرة التمهدي غائبة عن ذهنه وهو يجول في كردفان ومناطق النيل الأزرق، وقد يبدو من العجلة أن نسميه صاحب الدعوة حتى الآن، والسبب أنه لم يكن ليجرؤ عن إدعاء المهدية في مناطق النفوذ النيلي لعلمه المصاعب التي ستعترضه، وقد تكلفه قهقرة أخرى فيتنكس، والرجل خرج لتوه منتصراً، ليقف من جديد ضمن مكونات الظاهرة، وضربة صراعه مع شيخه لم تقتله بل مدته بأسباب للقوة انعكست في تنظيمه الجديد، لكن والحال كذلك فإن الحسابات السياسية كانت حينها تدفعه دفعاً للتمهل في إعلان مهديته، بل ظننا أنه لم يكن ليقول بها، لو لم يقم بزيارة الهامش، أو أنه لم يقابل عبد الله التعايشي، والملفت أن التعايشي الذي ينتمي إلى قبائل البقارة يملك هو الجماهير ليقدمها هدية بين يدي المناضل الجديد، فبعد أن عرضنا لمهامه الكبرى مسئولاً عن فض النزاعات في مناطق نفوذ والده في غرب السودان، فإنه يملك ما يحتاجه المهدي، وما يملكه المهدي يحتاجه التعايشي، الباحث عن موقع في منطقة نفوذ الدولة وطبقاتها، لذا فإن التحالف جرى هنا بين (الجلابي) المبعد من مراكز الفعل (كان المهدي قد استقر في الجزيرة أبا) ولكنه يحمل أفكار تعمقت لديه بعدما شاهد ظلم الأتراك، وفسادهم السياسي متمثلاً في أوضاع من شاهدهم في رحلته إلى بادية كردفان، ولو سرنا مع تحليل محمد أبو القاسم حاج حمد فإننا نرى أنهم كان ينتظرون المهدي ليرتفع بهم من حال الضنك إلى العيش المستقر، وهذه الثيمة متكررة في أحداث التاريخ وليس هنا موقع ذكرها بالتفصيل. إن الجماهير التي شاهدها محمد أحمد وهو في مسيرته رفقة دروايشه الذي يلبسون زياً موحداً، وهذه أيضاً ميزة أخرى تكشف عن الوعي السياسي للرجل، هذه الجماهير التي طالبته سراً أو علانية أو لمس ذلك هو، طالبته بعد إعجابهم بسيره الديني والصوفي أن يقودهم لإصلاح أوضاعهم الاجتماعية، (راجع وصف يوسف ميخائيل عند زياة المهدي إليهم في كردفان، في الحلقة الماضية من هذه السلسلة) وما كانوا يملكون سوى التصور الديني لهذا الإصلاح، تصور في مستوياته الدنيا، وذلك باتكاءهم على التراث العرفاني الشائع والمتجذر في مناطق غرب إفريقيا، وهو ظهور (المصلح) أي ظهور المهدي المنتظر، ومن شروط الانطباق عليه أن يطابق أسمه أسم النبي (صلى)، ولكنه استبدلوا هذه المطابقة وإن وجدت بانتساب الرجل إلى منطقة حضارية مركبة اجتماعية بشكل أوثق مما لديهم، فالقبيلة الوحدة الحاكمة في غرب السودان، كانت قد تخلصت شيئاً ما من عصبيتها في الشمال وارتفعت بالولاء من القبلي إلى الديني، وهذا يفسر نشأة الطائفية. دعونا نرجع للقاء الذي جمع المهدي بخليفته المستقبلي ونفهم.. توقفنا عند رواية فيفيان وهي في الأصل تحوير لرواية نعوم شقير لكن الاختلاف قائم، بأن فيفيان تقول إن المهدي أرسل يدعو الشيخ محمد والد عبد الله التعايشي لزيارته في الجزيرة أبا، أو يقدم هو عليه، وشقير يرى أن التعايشي قرر من خصاصة نفسه أن يذهب باحثاً عن المهدي، لذا سنعتمد على رواية شقير مع الأخذ ببعض نقاط نراها جديدة ذكرتها فيفيان. ذهب عبد الله في رحلته يبحث عن محمد أحمد، وذهابه هذا بطلب من أخيه يعقوب (سيلعب هذا الرجل أدوار سياسية كبرى، بل لعله سيؤدي دور التعايشي مع المهدي، وسنأتي على ذكره) طالباً منه بحسب رواية فيفيان الذهاب ليراه ويعرف ماذا يريد هذا الشيخ، بدأ عبد الله رحلته سائلاً عن محمد أحمد وعن مكان وجوده، ثم علم أنه ذهب وتلاميذه لبناء قبة شيخه القرشي ود الزين بمدينة المسلمية، وحينما وصل عبد الله إلى هناك رأى المهدي وأغمى عليه مرتين، وعندما عاد إليه وعيه، حيا محمد أحمد باسم المهدي، فدهش محمد أحمد وربما ظن أول الأمر أن بالرجل مساً من الجنون، غير أن عبد الله بادر بقوله: ( إنك المهدي المنتظر وسأكون أنا وزيرك، فقد أطلعني والدي قبل وفاته على علامات المهدي الذي ننتظره جميعاً وهذه العلامات تنطبق عليك) – فيفيان – رجال حول المهدي – صفحة 11. هذه الرواية فيها شيء من تناقض، فمن جانب تقول دكتورة أمينة أنه أرسل من قبل أبيه وأخيه لينظر في شأن الرجل الذي دعاهم لزيارته أو السماح له بزيارتهم، إذن ذهب التعايشي وهو خلو ممن سيقابل، وفجأة تنتقل الرواية إلى موت والد التعايشي دون ذكر ذلك في مطلعها! والتناقض الآخر هو أن التعايشي لم يكن يملك أية معلومات عن الرجل، وفجأة يرى فيه المهدي المنتظر ويسمي نفسه وزيراً له، هذه رواية فيها تهافت كبير.. سننظر في رواية نعوم شقير وبقية هذه المزاعم.. في الحلقة القادمة من هذه السلسلة نواصل..