في مقابلة تلفزيونية مع عميد رؤساء هذه المعمورة والدنيا الفانية العقيد معمر القذافي ، سأله المذيع المعروف عماد اديب بلسان احد المتصلين بالبرنامج من دولة قطر ، لماذا تصر يا سيادة العقيد على البقاء في الحكم لاكثر من ثلاثين سنة ؟ لم يبد القذافي اي انزعاج من السؤال فاشاح بوجهه الى سقف الاستديو واجاب بنبرة واثقة " انا اتفق تماما مع صاحب السؤال ، وارى ان فترة الاربعة اعوام التي تنص عليها الدساتير الغربية فترة طويلة جدا ، وارى ان فترة الرئاسة يجب الا تكون اكثر من عامين ، وهذا ما فعلته انا تحديدا ، فقد تسلمت الحكم في 69 وسلمته للجان الشعبية في 71 ومنذ ذلك الحين و الشعب يحكم نفسه بنفسه " الى هنا انتهت اجابة ملك ملوك افريقيا ، ولكن فاكهة الاجابة هي ما اضافه القذافي من تعليق القذافي بعد انتهاء الاجابة حين قال فقط الذي يحيرني هو صدور هذا السؤال من مواطن قطري . على الرغم من ان ترشح السباح المعروف كيجاب في الانتخابات الرئاسية الماضية كان ضمن عشرات آخرين من المواطنين الراغبين في التسلي وتزجية الوقت ، الا ان ترشح كيجاب قد وشح الانتخابات الرئاسية بما تستحقه من استخفاف بالعملية الانتخابية في ذاتها ، فالرجل – اي كيجاب – اختار ان ينافس المشير اركانحرب ( معاش ) عمر احمد البشير وفي مخزونه خبرة في السباحة الطويلة في بحر "المانش" وخبرة اطول قضاها بجامعة القاهرة فرع الخرطوم حيث عاصر سبعة او ثمانية اجيال تعاقبت عليه هو والجامعة معا . الصورة الهزلية التي اضفاها كيجاب وزملائه من مرشحي الانتخابات الرئاسية السابقة ، جعلت فوز المشير اركانحرب بلا لون او طعم ، ولم يحتف بالفوز الا جوقة المشير من الممثلين وعمال المسرحية وتابعيهم ، اما شعب السودان فقد اختار ان يتابع المسرحية كما لو انها تجري في كيجالي او رواندا ، عموما نعتذر لكيجاب ان مسه رزازا مما نكتب اقتضاه السياق . تجيئ هذه الانتخابات في ظروف مختلفة ، واعلنت حتى الآن اسماء لامعة في دنيا السياسة كمرشحين منافسين للمشير معاش عمر البشير مثل السيد ياسر سعيد عرمان ومحمد ابراهيم نقد ( الاخير مصدرنا حياله الصحف اليومية ) ، ففي الظاهر تبدو انها انتخابات حقيقية ، تماما كما بدى للمتابعين ان انتخابات نقابة المحامين حقيقية ، ففي الاخيرة اي انتخابات المحامين يتكون جمهور الناخبين من رجال القانون المعنيين بسيادة حكم القانون والحريات العامة والحقوق الدستورية فكيف فازت قائمة النظام الحاكم على تحالف جميع الاحزاب والقوى السياسية والتقدمية النشطة في اوساط المحامين ؟ ولما كانت الحكمة ضالة المؤمن فدعونا نأخذها من صوالين المؤتمر الوطني . فقد حملت الانباء ان قائمة المرشحين لمنصب والي الخرطوم قد تقلصت في دوري الثمانية الى اربعة مرشحين قبل ان يتم اختيار واحد من بينهم للترشح لمنصب الوالي ، ضمت قائمة الاربعة الوالي السابق والتاجر المعروف عبدالحليم المتعافي والحاج عطا المنان والوالي الحالي الطبيب البيطري .... الخضر" لا اذكر اسمه الاول " ومرشح آخر لا اذكره تحديدا واعتقد انه البروفسير غندور ( لا ادري كيف استطاع رئيس لاتحاد عمال ان ينال هذه الدرجة العلمية الرفيعة ) ، الحكمة تقول ان " الحي ابقى من الميت " فها هو الخضر الذي تولى منصب والي الخرطوم قبل اشهر قليلة قادما اليها من ولاية القضارف قد تغلب ب ( كرسي ) الولاية الحي على منافسيت اصلب منه عودا واقوى مكتنة ومركزا سواء في تنظيم الاخوان المسلمين او في عالم السياسة ، فأحرز وحده اكثر من الف وخمسمائة صوت فيما نال الثاني في القائمة (المتعافي ) مائة وعشرون صوتا فقط . [email protected]