الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    السجن والغرامة على متعاون مع القوات المتمردة بالأبيض    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العدالة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 24 - 04 - 2017

ولج السماني منزل العزاء بعد ان اوقف سيارته المرسيدس . كان جلبابه نظيفا ومن خامة جيدة وعمامته تبدو وكانها مرسومة علي رأسه . وبالرغم من المظهر الجميل كان السماني خجولا . وبعد ان رفع يديه وشاركه اهل الدار قراءة الفاتحة جلس بعيدا من الشلة التي تحلقت حول صينية الشاي ، فلقد كان الوقت مبكرا في الصباح . بالرغم من ظروف العزاء لم يكن الجو مثقلا بالحزن . وكانت بعض ضحكات مكتومة وابتسامات مبعثرة . واتجه اغلب الكلام الي شاب منكوش الشعربعيون براقة . ناداه احد الحضور بأسم محسن . فانتفض الشاب متظاهرا الغضب وقال انه قد حاول ان يفهم الجميع ان اسمه محسن .... حسن يحسن فهو محسن بالفتحة على الحاء ... وهذا اسم جده لانه كان يحسن البشر . ووضع سبابتيه في وضع متقاط وكانه يقوم بعملية حز . وواصل ...والبعض يحتاجون لعملية ,,الطهور,, والطهارة وهم من الكبار... ونحن نحسن اخلاق الناس التي يفسدها البعض واشار الي اثنين من ضباط الجيش ومعهم ضابط شرطة . واكتفي الجميع بالابتسام بسماحة ، وتلك كانت فترة الحكم العسكري الثانية .
وكان يبدو ان الجميع يعرفون بعضهم بطريقة حميمة .
ادار السماني نظره في المنزل الذي كان من منازل بيت المال العتيقة وأن كان جزء الصالون قد تعرض لهدم واصلاح ولكن بقية المنزل كانت لا تزال تحتفظ بروعة الجالوص القديم وعبق الزمان . ومن المؤكد ان المنزل قد شاهد عدة اجيال ، ولابد ان المتوفية قد كانت من الجيل الاول او الثاني . والد السماني كان قد لامه لعدم ذهابه للعزاء في اليوم الاول ولم يكن من المقبول ان لا يذهب لعزاء من كانوا من جيرانهم قبل انتقالهم لامتداد بيت المال الحديث .
استمرت الدردشة ومحسن ,,بالفتحة على الحاء ,, يحكي القصص الطريفة وعن تجاربه في الدراسة والعيش في اوربا . وكان الجميع يستمعون ، وحتي اصحاب الملابس العسكرية يتقبلون مزاحه برحابة صدر . واخيرا بدأ ان المجلس سينفض بإعلان محسن بأنه سيذهب الى مسكنه في العباسية . ولم تفلح الوساطات في اقناعه بقضاء ليله اخري . وكان يقول انه سيجد اغراضه في الشارع لانها اول مره في حياته يقضي ليلتين خارج مسكنه ، فيماعدي الايام التي يرسل فيها لمامورية او عمل رسمي . وبكل سهولة قال انه يفتقد زوجته واطفاله . وعندما داعبه البعض بأنه يخاف من زوجته لم يعترض بل قال .... ان الرجال الاقوياء هم من يخافون من زوجاتهم ، وسط الضحك .
اراد السماني ان يستاذن لانه في طريقه للخرطوم . وبكل بساطة طلب منه محسن ايصاله لمسكنه في طريقه الى الخرطوم . تأخر عثمان قليلا لكي يأخد بعض اغراضه ووداع النساء والاطفال في داخل المنزل وشكرهم علي فرشه الاسنان التي ابتاعوها له من الدكان المجاور . وانتقد كثرة الملح في الطعام واصفا الطباخة بمن تتعاطى الصعوط . وابدي بعض الامتعاض والدهشة المصطنعة عن رؤية السيارة المرسيدس ووصف السماني بالبرجوازي الذي يجب ,,تطهيرة ,, وسط ضحك المودعين .
عند تقاطع منزل الرئيس الازهري قام عسكري المرور بتحية محسن بأسم عثمان . ومازحه عثمان طالبا ان لا يخربوا بيوت الناس وان يضعوا في جيوبهم المعقول فقط .... وضحك عسكري المرور بسماحة . وبدأت الكثير من علامات الاستفهام تدور في رأس السماني ، وكأنما احس محسن ، فقام بشرح ان اسمه عثمان محمد محسن . والاسم الغريب هو ان جدهم عثمان كان يقوم بختان الصبية في زمن المهدية . وعندما اجبر بعد الاوربيين المسيحيين وغير المسيحيين على دخول الاسلام كانوا يرسلون اليه . وعرف بعثمان المحسن . وصار هذا اسم الاسرة الرسمي . وفي المدرسة الاولية كان الاطفال يطلقون عليه اسم الممثل المصري محسن سرحان . وكان يرد عليهم بالسبابتين .
لاحظ عثمان ان السيارة الفاخرة تقفذ قليلا ولا تنطلق بطريقة سلسة . ووضح السماني انه في طريقه لميكانيكي في السجانة ...الخرطوم وصف بأنه خبير في تصليح السيارات المرسيدس . وبطريقة آمرة طلب منه عثمان الانطلاق للمنطقة الصناعية . وعندما توقفت السيارة كان صغار الميكانيكية يحيون محسن او عثمان بود والبعض من الجيران يستدعونه ويسرون له ببعض الطلبات . ويطلب عثمان من احد الصبية احضار,, الاسطى ,, بسرعة . ويأتي شاب قوي البنية يملأه اعتداد بالنفس . ويقول له عثمان ان عليه ترك ما في يده والكشف علي السيارة . وبدون تردد يأخذ الاسطي مصطفي مفتاح السيارة ويأخذها في رحلة صغيرة ويؤكد ان العطل كهربائي . ولم تمر فترة طويلة قبل ان يسأل متى غير ,, البولتين ,,. لان الميكانيكي السابق قام بالمهمة كان مستعجلا ولم يقم بقفل الموزع او ,,البوبينة ,,جيدا . وهذا هو كل المشكلة ولا داعي للذهاب الي الخرطوم . وفرح السماني واراد ان يعطي الاسطي ما يظنه مناسبا . ولكن محسن طلب منه ارجاع الفلوس الي جيبه . وان الا سطي اذا اخذ فلوسه فلن يستطع المشي في الشارع بعدها.
بينما مصطفي يفكر في زيارة والديه ، فاليوم جمعة . تتوقف سيارة المرسيدس وينزل السماني وهو في حاله انزعاج .... ويقول انه قد حضر لكي يدفع اتعاب اصلاح السيارة . وانه لا يعرف عثمان اكثر من انه تعرف به في بيت العزاء . وان عنده احساس ان عثمان من رجال الامن ولقد شاهده يمازح اصحابه الضباط ورجل المرور . ويجب ان يأخد مصطفي حقة وان لا يخضع لتهديات محسن . ويضحك مصطفي ملئ شدقيه ويطلب منه ان يترك السيارة لأن ,,البلوتين,, الذي في السيارة غير اصلي وسيتحصل له علي قطعة غيار اصلية . واخذه في سيارته التي كانت عربه دفع رباعي من ماركة,, ويلز,, من النوع القديم الذي كان يستخدمه رجال الدولة الذين يعملون في الاقاليم وتزأر بقوة محركها . وكانت الرحله الي محلات السوكي في الموردة الاسماك . وبعد شراء كميبة ضخمة اتي دور شراء الخضروات والليمون والخبز الطازج .
عندما توقفت العربة الويلز امام الدار قال السماني مستغربا انها الدار التي اوصل اليها عثمان . وضحك مصطفي . وعلي صوت السيارة اتي طفل وطفلة وهم يصرخون خالي مصطفى ... خالي مصطفى . وعلي صوت صراخ الاطفال ظهرت سيدة للتحية ولكن عندما شاهدت الغريب تراجعت لكي تعود وهي ملتفة بثوبها وتستغرب معاتبة شقيقها وكأن زيارته لم تحدث لسنين . ويسألها مصطفي عن زوجها . وتقول انه قد استحم بسرعة وخلد الي النوم فلقد قضي ليلتين نائما علي الارض في بيت العزاء ، ولا يجب ايقاظه . الا ان شقيقها يقول لها انه سيزعجة كما يزعج هو كل الدنيا . ويأتي عثمان وهو يتثائب وزوجته تبدي عطفا وكانه طفل صغير . وتتسع عينا عثمان عند رؤية السماني .
ويضحك عثمان عندما يعرف السبب . ويقول مصطفي ان عثمان شيوعي اعتقل عدة مرات وهو ابعد شخص عن الامن . وسبب علاقته الجميلة مع العسكر هو مقدرته علي الاقناع وسخريته وخفة دمه وهو موظف في المالية ولكن ليس عند مالية تذكر . زملاءه يحضرون لمصطفي لكي يصلح لهم سياراتهم وهو لا يمتلك سيارة .
ويأتي العم حامد كودي من داخل المنزل ثم تاتي الخالة مريم وهي سعيدة بحضور ابنها وتلومه لغيابه . ويتعرف السماني علي ابناء عثمان حامد ومريم . ويقول عثمان ان والدته اسمها مريم ووالدة زوجته اسمها مريم ولقد وفروا له هذا عناء انجاب طفلة اخرى وكان حمدان الصغير ملتصقا بجده ويذهب بسرعة لقضاء طلبات جده .
وعندما يسمع العم حامد وزوجته اقتناع السماني في البداية ان عثمان من الامن . تقول الخالة مريم انها قد صدمت عندما حضر الامن لاخذ عثمان لاول مرة وكانت زوجته اسماء تتعلق به وتقول لرجال الامن ان عليهم قتلها قبل اخذه . وبعد صعوبة اطلقته بعد ان اكد لها ظابط الامن انه يتعهد بعدم غيابة لفترة طويلة . وانه ينفذ اوامر قد لا يتفق معها . وعثمان كان يمازح رجال الامن ويقول ...انه كان عليهم تبليغة وسيحضر بنفسه موفرا جهدهم وثمن البنزين الذي يقتطع من علاج وتعليم الشعب . وعندما ابلغوا والدة عثمان عن اعتقال عثمان في المرة الاولى لم تجزع فهي سيدة قوية وتبدو وكانها لا تمانع من اعتقال ابنها ولا تلومه . واسماء ووالدتها كانا يبكيان واسماء ترفض الاكل .
بعد الافطار اخذ مصطفي السماني الي متجر اسبيرات . وتحصلا علي قطعة الغيار الاصلية والتي لاتباع الا للزبائن المهمين ، وستعيش لسنين بدلا عن الاخرى الي تغير باستمرار . وتردد السماني قليلا . ولكن مصطفي قال له هذه المرة لن تدفع ولكن في المستقبل ستدفع ... لقد اتعبني عثمان بطلبات اصدقاءه وبعضهم من رجال الامن . احدهم رجل ظريف احضر عثمان الي المنزل وجلس للفطور والشاي . فعندما اخطروا عثمان بقرار باطلاق سراحه ، اكتفي بأن قال لهم ... بما انكم قد احضرتوني فأنتم ملزمون بإرجاعي وانا لا امتلك اجرة التاكسي . ويقول مصطفي ان عثمان يعطي فلوسه لكل من يطلب منه مبلغا . واخيرا اقتنعت اسماء بأن عليها الاحتفاظ بكل المرتب واعطاء عثمان بعض المصروف . وبالرغم من هذا لا يسلم المرتب ففي كل اول شهر يكون هنالك من يتربص بعثمان . وهنالك ما يعرف بالكشف بمناسبة زواج صديق او مأتم الخ . وكل الشيوعيين ملزمين بدفع اشتراكات وتبرعات .
ويواصل مصطفي ان عندة شقيقتان سيكون من الصعب ايجاد الزوج المناسب بعد زواج اسماء . وزوجة مصطفي تنكد حياته لانها تريد ان تعامل مثل اسماء . فعثمان واسماء يسهران سويا حول براد شاي ويترتفع صوتهم وضحكاتهم الى منتصف الليل . ونساء الحي يطالبن بنفس المعاملة . ويكون الرد بأن عثمان شيوعي ,, مجنون ,, يسامر زوجته ويضاحكها ويسلمها مرتبه ويلبي طلباتها . ويضيف مصطفي انه خوفا من افساد زوجته يقلل الزيارات للمنزل ويسكن الآن عن والدي زوجته كالكثير من رجال امدرمان والسودان .
السماني كان يستمع بإنتباه تام وهو لا يصدق . ومصطفي قد ترك العمل للآخرين وواصل الدردشة مع السماني . ويكاد السماني ان يقفذ من مقعده الذي كان برميلا صغيرا ، عندما يقول له مصطفي ان القطع الظاهر في حاجب عثمان الايسر قد تسبب فيه مصطفي خلال ضرب مبرح تعرض له عثمان بدون ان يشتكي . فلقد شاهد مصطفي عثمان يسير بالقرب من اسماء في الطريق . فقفذ من السيارة التي كان يقودها وهو يحمل ماسورة وابتعدت اسماء فزعه . وقام عثمان بمحاولة تبرير حديثه مع اسماء بانه يسأل عن منزل بعض معارفه . وعندما رفعت الماسورة قال له عثمان بكل سخرية لماذا تحتاج للحديد وانت صاحب هذه العضلات انا لست بسيارة ... انا من البشر لحم وعظم ودم ، اذا اردت الضرب فلتستخدم يدك ، انها كافية. وبعدها بفترة قصيرة سافر مصطفي الي السعودية بعد ان وفر له احد المتخصصين في تصدير العمالة ، عقد عمل.
وتوقفت سيدة تسوق سيارة صغيرة ترافقها سيدة اخرى . وكن يحملن حقائب يد كتصرف غير معهود كثيرا وقيادة السيارة بواسطة السيدات قد كانت حدثا لا يتكرر كثيرا في العباسية .
الخالة مريم ابدت كثيرا من الدهشة لحضور سيدات لا تعرفهن ولسن من الحي . وارادت بسرعه التقاط الكثير من الاغراض المبعثرة معتذرة بكسل بناتها . ولكن بعد قليل من عبارات المجاملة ومشروب البيبسي كولا الذي اتي من الدكان وهن في انتظار الشاي بدات الاعصاب المشدودة تسترخي قليلا ، ولكن عندما قالت الاستاذة مريم ناظرة المدرسة انها ام عثمان الذي قد تعرض للضرب من مصطفي تغير الامر وصارت والدة مصطفي في موقف دفاعي وبدأت في تبرير اعتداء ابنها . وحسمت الامر بأن مصطفي قد سافر الي السعودية للعمل وهذا يضع القطاء علي اي محاولة للمحاسبة .
لو ان استاذة مريم قد قالت انها قد اتت لكي تهدم المنزل لما كانت صاحبة الدار ستصاب بذلك القدر من الدهشة . لقد قدمت نفسها وشقيقتها كمدرسات معروفات وانهن قد اتين لخطبة اسماء لعثمان الذي تعافي من ,, العلقة ,, . ولكن القلب لم يتعافى . وكما هي العادة فمن العادة ان يبدا النساء بالتواصل في البداية . وتكون المرحلة القادمة هي لقاءالرجال . وواقع الحال يقول ان رفض النساء او قبولهن هو العامل الاهم .
ولم تخفي الخالة مريم دهشتها وحيرتها ولم تكن تتوقع ان ينتهي الامر بطلب زواج بدلا من الاتجاه للبوليس . وحسمت والدة عثمان بقولها انها كانت علي اقتناع بأن ابنها لن يتزوج ابدا ولقد رفض حتي مناقشة الفكرة ، وهي جد سعيدة بأنه قد قرر الزواج وهي مدرسة تعرف نفسيات التلاميذ والشباب وكل انواع البشر . وتعرف ابنها جيدا فهو بكرها . وهي تعطي ابناءها وبناتها مساحة كبيرة من الحرية وقد علمتهم منذ صغرهم تحمل المسئولية . ووالدها قد اعطاها الكثير من الحرية والثقة . وزوجها لم يعارض استمرارها في العمل كمدرسة . وانهم كالعادة قد سألوا عن عائلة الشاويش حامد كودي ولم يسمعوا الا كل خير . ولقد اشاد به الضباط الذين تدربوا علي يديه في الكلية العسكرية . واحبوه لانضباطة واداءه الجيد ومعاملة الجميع كابناءه .
تغير الجو كثيرا والاستاذة قد عرفت كل تفاصيل تواجد اسماء مع صديقتها وكان شقيقها من اصدقاء عثمان وكثر تردد عثمان علي منزل صديقه وكثر تردد اسماء علي صديقتها . وكان كل شئ في محيط العائلة فقط وبحضور آخرين . وفي احد الايام تشجعت اسماء مدفوعة بالحاح صديقتها في الخروج في نفس الوقت مع عثمان ، وكأن الموضوع مصادفة . ولكن لسوء الحظ تصادف مرور مصطفي . وكانت والدة عثمان تقول ان رفض عثمان في البداية في الحديث عن موضوع الاعتداء علية قد اكد لها انه يكن شعورا صادقا لاسماء . وتشجعت والدة اسماء لتقول ان ابنتها كانت تبكي بالايام ورفضت الكلام مع شقيقها او وداعه قبل سفره واخيرا ودعته على مضض بعد اصرار والدها .
كانت هنالك الكثير من العقبات اولها ان مصطفي قد واجه مضايقات في عمله في السعودية وانتهي به الامر سجينا بعد اعتداءة بالضرب علي السوداني الذي تحصل له علي عقد العمل . فبدلا من ميكانيكي كان عقد العمل تحت العمالة المنزلية والوعد بأن يقوم الكفيل بتغيير الامر بعد الوجود في ,, المملكة ,, . ولم يتوفر عمل لميكانيكي ، واقترح ان يعمل مصطفي كخادم لفترة عند الكفيل . وستحل مشكلة العمل كميكانيكي فيما بعد . وانتهي الامر بالسوداني في المستشفي ومصطفي في السجن . وكان اطلاق سراحة مرتبط بالسوداني والكفيل . والسوداني قد رجع الي السودان وهو متخصص في اخذ الاريتريات والاثيوبيات الي ,,المملكة ,,. ولا يمكن ان يكون هنالك زواج بدون حضور اخ العروس .
مقابلة العم محمد محسن والشاويش حامد كودي كانت قصيرة ولكنا حاسمة وقرر ان يترك الامر للنساء كالعادة . ولم تكن والدة اسماء متشددة في طلباتها وجهاز العرس وكانت تقول انها تثمن سعادة ابنتها في المكان الاول . وارادت توضيح بعض النقاط الحساسة التي قد تسبب في ,,فركشة ,, الزواج فيما بعد . فبناتها لم يتعرضن لجريمة الخفاض . ولدهشتها وجدت ان والدة عثمان من اكثر المدافعات عن تجريم ختان الاناث . وهي وشقيقاتها غير مختونات . ولقد انقفذتهن جدتهم مريم التي كانت امرأة قوية الشكيمة ، كان يقال انها كانت مقاتلة في شبابها في جبال النوبة وكانت تجيد استعمال البندقية وبارعة في اصابة الهدف . وكان زوجها عثمان الذي عرف بمحسن يحترمها ويحبها ولا يعارضها . واصرت الاستاذة مريم ان تكون العصمة في يد اسماء لان هذا ما حققته لابنتها . ووجد هذا الطلب الاخير معارضة من العم حامد ووصفه ب ,,لخبطة ,, نساء ولكن بعد استشارة احد رجال الدين احس بالارتياح لاصهار المستقبل .
كان يبدوا ان والدة عثمان هي التي تدفع بشدة لتعجيل الزواج ، وكأنها لا تريد ان تضيع فرصة استقرار ابنها . وبدأت تضيق بفكرة انتظار مصطفي . واخيرا توصل الجميع لفكرة عقد زواج وانتظار عودة مصطفي تكتمل مراسيم الزواج . وبدأ عثمان يتردد لمنزل الشاويش حامد بكثافة الى ان حسمت الموضوع والدته التي حرمت تردده بمناسبة وبدون مناسبة . فالزواج ليس هو عقد القران فقط . وهي لم تكن تسمح بتردد زوج ابنتها بعد عقد القران .
وكانما اراد الله اطلاق سراح مصطفي وزميل آخر . فلقد صار عثمان مسكونا باكمال زواجه . وكان يمازح الجميع ويقول ان السبب الحقيقي هو انه يريد ان يسترد ما دفعه في زواج الكثيرين . ووجد السوداني مصدر العمالة نفسه فجأة في الإعتقال . فلقد تقدم البعض ضده ببلاغات . ولكن حجر الزاوية كان اطلاق سراح مصطفي وزميله باسرع فرصة والا سيتوقف عمله . وافهمه رجال الامن الذين كانوا يساعدونه ان الامر قد اتى من كبار رجال الامن .
فجأة اتي مصدر البشر معتذرا وتكفل بدفع تذاكر السفر للسودان بعد ان تنازل هو ووكفيله من البلاغ . وكان بعض المال لشراء ملابس للمعتقلين وهدايا للوطن . وفي مطار الخرطوم وعلي باب الطائرة كان عثمان يقف مع احد كبار رجال الامن الذي يسأل عثمان عن صهره وعثمان يشير لمصطفي ويقول .... المجرم متردد السجون هذا هو المقصود . وقبل ان يفيق مصطفي من الصدمة كانت اسرته تنادية باسمة وهو يلوحون له فرحين . وبسرعة وقبل الآخرين يخرج مصطفي وصديقه بواسطة مسئول الامن . وكان حفل الزواج الذي لم يكلف كثيرا لان العازفين والفنانين وصيوان الحفل مدفوع بواسطة آخرين او كانوا من المتبرعين ..
في ايام الادارة البريطانية للسودان انتفض كثير من القبائل وكان انجحهم هم النوبة لشجاعتهم ومعرفتهم بالاسلحة النارية ومناعة الجبال . احد الزعماء الذين حاربوا الانجليز وهو الزعيم كوكو وجد نفسه في سجن كوبر ، وبعد اطلاق سراحه لم يرد ان يعود الي الجبال . وليس بعيدا عن سجن كوبر قام يالاستقرار في عشش ومساكن بسيطة وعرفت الحله ولا تزال تعرف بحلة كوكو وقد صارت اليوم عامرة واشتهرت بمصنع الالبان . وقديما كان اهل القرى المجاورة يأخذون خضرواتهم وثمارهم والبانهم علي حميرهم في الفجر الي الخرطوم ويعودن في الضحي ،ويتوقفون لشرب المريسة عند بعض النسوة اللائي سكن في حله كوكو . وكان قديما شرب المريسة مكمل لحياة كل السودانيين . وتعتبر من اهم انواع الغذاء اليومي .
بعد سنين عديدة من تأسيس حلة كوكو فكر موسي كوة في زيارة حلة كوكو التي مكث فيها لفترة مع والده في الاربعينات وهو صبي في سن المراهقة . وكان بصحبته ابن اخته عبد الرحمن . ولكن لم يعد للحلة وجود وكان هنالك ترعة كبيرة يعلوها كوبري تمر به العربات ومباني ضخمة .. واراد موسي ان يطوف مع ابنه المناطق التي كان يذهب فيها لصيد الطيور والسباحة في النهر وحل الظلام وفجأة بدأت الامطار في الانهمار . واتخذوا من الجسر ملجئأ ولكن الامطار لم تتوقف بسرعة كما توقعوا واخذتهم سنة من نوم ، افاقا علي صوت صياح وجلبة ومصابيح يدوية ورجال مسلحون بالعصي وبدأت عملة الضرب والشتم . ولم يجد دفاع جندي القوات المسلحة السابق موسى كوه وتأكيده بانهم ليسو بلصوص وان الاشياء التي يحملونها ليست مسروقات بل اشياء ابتاعوها بحر مالهم . وقام اهل البلدة بتقييدهم واخذوهم للنهر تحت ارشادات احد الشيوخ . وكان عبد الرحمن يبكي ويتوسل ويقول انه طالب في طريقة لمدرسته بعد الاجازة . عندما توسط المركب النيل طلب الشيخ من البقية القاء الرجل في النهر مقيدا . قائلا ... هذا قلبة قوي لا يخاف لا خير منه . ولكن هذاالجبان الصغير ، فارجعوه لكي يذهب ويخبر اهله من اللصوص ان عليهم الابتعاد عن منازلنا ، فلقد تعبنا من المشبوهين واللصوص الذي يسرقون كل شئ . واطلق سراح عبد الرحمن الذي كان يصرخ ويجري فزعا . والتهم النيل الازرق موسي كوة .
الاسير كان يمشي مرفوع الرأس وفي عينيه تحدى وصلابة . فر زملائه من الدفاع الشعي ولكنه واصل اطلاق النار بالرغم من معرفته بانه محاط بجنود الجيش الشعبي . . وعندما اخذوه الي المعسكر طالب ان يسمحوا له بالصلاة . فطلب منه الانتظار قليلا لآن المسئول في طريقة وسيصلون جماعة . فرفض ان يصلي مع جنود الجيش الشعبي ورفض الانتظار . وتركوه لشأنه . وعن حضور المسئول قام بتحيته ودعاه للمشاركة في الصلاة . وعندما لا حظ تنمره وروح العداء قال له ....ان الصلاة هي لله سبحانه وتعالي . وهم مسلمون من اصلاب مسلمين .واذا كان يأنس في نفسه الكفاءة فيمكن ان يؤم الصلاة وسيصلون خلفة بسرور . وبعد بعض تردد وافق الاسير على مشاركتهم الصلاة . وبعد الصلاة احتج الاسير ان قراءة المسئول غير صحيحة . وان نطقه لحرف الضاض مشوه . وان اللغة العربية هي لغة الضاد . كما في سورة الفاتحة .. غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين صدق الله العظيم . وحرف الضاد هو الحرف الذي لا يوجد في اي لغة اخري . وتبسط المسئول مع الاسير . وسأله ما هي الكلمة الانجليزية لكلب وعندما قال الاسير انها ,, ضوق ,, كان الرد اذا هذا الحرف موجود في كثير من اللغات ولكنه قد عمل كمدرس في جنوب السعودية في المنطقة التي كانت يمنية قديما . واليمنيون هم العرب العاربة . وينطقون الضاض بالطريقة اليمنية . وهو قد تعلم التجويد هنالك وكان يدرس اللغة الانجليزية والحساب . وابدي الاسير استغرابه لانه لم يسمع بهذا الكلام من قبل .
عند السوال عن اسم الاسير قدم نفسة بكمال محسن . فقال له المسئول كيف حال حامد عثمان محسن . وابدي الاسير دهشته وعند السؤال عن مريم انتفض الاسير ممتعضا لفكرة التطرق لاسم ابنة عمه . ولكن شرح له المسئول انه قد قابلهم عندما كانوا صغارا في رفقة جدهم في كادوقلي فريق السوق . حيث منزل جدهم . وان عثمان كان يدرسهم الاشتراكية وان آخر درس قدمه لهم كان عن العدالة . ولقد اثر فيهم ذلك الدرس كثيرا فلقد كان يتحدث دائما عن العدالة الاجتماعية واتاحة الفرص المتكافئة للجميع .
كانت تلك الليلة التي سيعود عثمان للعاصمة بعدها . واراد الجميع وداعه وكانت الحفلة في مدرسة كجة بالقرب من الكنيسة القديمة التي كان يديرها القسسة مع العيادة والمدرسة قبل طردهم في نهاية الحكم العسكري الاول . واتت انواع من الخمور بعضها مستورد وبعضها من حي قعر الحجر . وكان عثمان مع كل كاس يقول ... التحية لقعر الحجر لأن الاسم قد اعجبه . وكلما يريد الذهاب يصرون علي مواصلته الدردشة وهو يقول ان النوباوية ستطرده وهي في انتظاره.. وعندما ذهب عثمان لقضاء الحاجة تربص به ثلاثة من الشباب امسكه اثنان واشهر احدهم سكينا في وجهه وكان عثمان علي اقتناع بانه ليس هنالك سبب للعنف واندفع نحو حامل السكين . وهنا تختلف الروايات . ولكن الرواية التي اصر عليها عثمان هي انه هو الذي هاجم الشاب وان الشاب لم يكن يقصد طعنه . وعندما تكلم البعض عن تطبيق العدالة اصر عثمان علي ان العداله هي ان يطلق سراح الشاب ، وانه يدلي بشهادة امام الجميع ان الشاب برئ .
العم حامد كودي قال مباشرة انه بسبب الدم القاني فهذا يعني ان السكين قد اخترقت الكبد . واذا لم تجري عملية جراحية بسرعة فهو يعرف كجندي ان عثمان سيموت . وقرر اخذ عثمان الي الابيض بسرعة لان مستشفي كادوقلي تنقصه الامكانيات . ولكن بعد اقل من ساعتين عاد ,, البوكس ,, بعثمان ميتا .
المسئول في الجيش الشعبي كان يقول للأسير كمال . ان الشاب الذي تسبب في موت عثمان كان يظن ان عثمان يستفذهم بالحديث عن النوباوية التي تنتظره ولم يفكر في انها شريكة حياته وتنتظر ابنه الثالث الذي حمل اسم جده محمد محسن . ولم يفكر في اسماء التي تقدم عمرها بسرعة بعد وفاة عثمان . وعدم الفهم هو دائما من الاسباب في نزاعات والحروب . وهو كان يسخر من قراءة اليمنيين للقرآن وطريقة كلامهم الغير مفهومة . وهو قد درس القرأن في الخلوة في كادوقلي وكان جيدا في مادة الدين في المدرسة وكان هو الذي يرتل القرأن في افتتاح الجمعية الادبية وكل النشاطات .. وكان يظن ان قراءة حفص التي نعرفها في السودان هي القراءة الوحيدة .
في منتصف الليل وجد كمال يدا تهزه وتسلمه زمزمية ماء وبعض الطعام . وطلب منه ان يتابع الدليل الذي سيوصله الي اقرب نقطة الي معسكرهم . ويحمله تحياته لاسرة محسن والتعازي في موت العم حامد كودي الذي انتقل الي جوار ربه قبل مدة قصيرة ، بعد ان اكمل رسالته . وبعد تردد يرد المسئول علي اسئلة كمال .... ان اسمه عبد الحفيظ موسى كوه.
كركاسة
قبل مدة كنا نناقش فيديو الشاب الذي قبض عليه وتعرض لتعذيب بشع وكانوا يدخلون الشطة في شرجه عن طريق خرطوش وهو يتوسل . وبالرغم من موته لم يقدم اي من القتلة للمحاكمة . والقتل جريمة ابشع من السرقة . ولكن العدالة لا تطبق علي الاقوياء في بعض الاحيان .
التحية للإبن منتصر حامد رئيس جاليتنا لانه طالبني بأن انفض الغبار عن ,, العدالة ,, . عند الكلام عن الشاب المسكين تطرقت لموضوع قتيل حلة كوكو . ,,العدالة ,, كانت ضائعة وسط فايلات الكمبيوتر .
والرحمة لروح الرجل الذي لم اعرفه ولكن عرفت ان بعض سكان كوكو قد القموه للنيل . وكلما اتذكر هذه القصة الحقيقية تمتلئ روحي بالالم . وهذه القصة سمعتها قبل عشرات السنين من من يسكنون في حلة كوكو . الرحمة للجميع .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.