جرت خلال الأيام القليلة الماضية جولة الإنتخابات الأولى لمرشحي الرئاسة الفرنسية التى تؤهل لخوض الجولة الثانية الحاسمة , وتصدر مرشح حزب الوسط ومؤسس حركة إلى الأمام ايمانويل ماركون نتيجة هذه المرحلة واحرز نسبة 23.82% من جملة الذين أدلوا بأصواتهم . كما فازت أيضا وجاءت في المرتبة الثانية زعيمة الجبهة الوطية (اليمين المتطرف) مارين لوبان وأحرزت نسبة 21.58% من أصوات الناخبين . وبالتالى يحق لهم الأثنين خوض الانتخابات الرئاسية في السابع من شهر مايو الحالى , وبعد إعلان نتائج هذه الجولة دعا مرشح الحزب الجمهوري فرانسوا فيون ومرشح الحزب الاشتراكى بنوا هامون اللذان لم يوفقا ولم يحرزا النجاح المطلوب في هذه المرحلة دعوا أنصارهم للتصويت لصالح مرشح حزب الوسط ومؤسس حركة إلى الإمام إيمانويل ماكرون في المرحلة القادمة .. ويلاحظ أن هذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها مرشح القطبين السياسين التقليدين أى اليمين التقليدي واليسار الاشتراكى عن الجولة الثانية وبغياب هذه الأحزاب التقليدية من المسرح السياسي تكون فرنسا تحولت جذريا قياسا لما عرفت به طيلة الخمسين عاما الماضية , ويلاحظ أنه بعد إعلان نتائج الجولة الأولى المؤهلة لخوض الجولة الثانية بادرت دول الإتحاد الأوربى وقدمت التهاني لإيمانويل ماكرون مرشح حزب الوسط متمنين له الفوز في الجولة الحاسمة . وكذلك بادر الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا أولاند بتهنئته . وهذا يعنى إنه يجد القبول داخليا وإقليميا , وهذا يقودنا لمعرفة برنامجه الإنتخابي وهو في مجمله برنامجا إقتصاديا وإجتماعيا ذو توجه إشتراكي ليبرالى يدعو للتوفيق بين الحرية والحماية والدعوه إلى الإصلاح وترقية مساعدات العاطلين عن العمل وخلق تدابير جديدة لصالح الأحياء الفقيرة ويستهدف برنامجه الطبقات الوسطى التي يعتبرها منسيه . ويعتقد الناخبون إن كسر ايمانويل ماكرون لقاعدة الانتخابات في فرنسا بفوزه بنتائج هذه الجولة بدلا من القطبيين التقليدين والأحزاب الأخرى يعتبر هذا في حد ذاته تحديا ونجاحا جذريا يجب تأييده , ومن الملاحظ أن ماكرون ركز في برنامجه على إصلاح الوضع الداخلى الفرنسى ولم يهتم بما هو خارج فرنسا كما أن برنامج منافسته في الانتخابات مارين لوبان تحول لصالحه , ونذكر أن مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية ( اليمين المتطرف) هي أبنة جان ماري لوبان الذي شارك في تأسيس هذا الحزب عام 1972م , وتولت رئاسة الحزب من والدها عام 2011م وإستبعدت من الحزب الأعضاء المعادين للساميه بما فيهم والدها المؤسس للحزب لادلائه بتصريحات معادية للساميه ونذكر أن والدها سبق له الترشيح للرسائة الفرنسية في مواجهة الرئيس السابق جاك شيراك قبل خمسة عشر عاما وخسر تلك الانتخابات ... وتقول المرشحة المتطرفة مارين لوبان في برنامجها الإنتخابي إنها مرشحة الشعب في مواجهة يمين المال ويسار المال وإنها فرنسية بإعتزاز وإخلاص ووجدت تجاوباً في الأوساط الإجتماعية لأنها ضد الهجرة إلى فرنسا ومعادية للأجانب وطرد الأجانب المدرجة أسماؤهم في لوائح التطرف وتدعو إلى الغاء الجنسية الفرنسية للمولودين في فرنسا . وقالت ماريان لوبان إن من أهدافها بعد الفوز إغلاق مساجد الآئمة المتشددين ورفع سن التقاعد إلى ستين عام وتحديد ساعات العمل الاسبوعية بخمسة وثلاثون ساعة ولاظهار وطنيتها وإخلاصها بدأت تظهر في المناسبات الشعبية مرتدية الزي العسكرى ووعدت المرشحة مارين لوبان بتعليق إتفاقية (شنقن) لحرية وتنقل الإفراد داخل الإتحاد الأوربي كما دعت إلي تقسيم المجتمع الفرنسي لأصلي ووافد ومسيحى ومسلم , ونشير هنا إلى أن نسبة السكان المنحدرون من اصول عربية ومسلمة تصل إلى7.5% من جملة سكان فرنسا. وبعد فوزها في جولة الانتخابات الاولى اعلنت ماريان لوبان تنحيها عن رئاسة حزب الجبهة الوطنية المتطرف وقالت أنها تريد أن تكون فوق الاعتبارات الحزبية وإن رئيس الجمهورية يجب أن يجمع ويوحد جميع أبناء فرنسا وهي الآن مرشحة للرئاسة الفرنسية فقط . هذا ما كان من برنامجها الانتخابي داخلياً أما خارجياً ومن أجل تحسين صورتها ولجذب الانظار نحوها زارت مؤخرا كل من الولاياتالمتحدةوروسياولبنان , وفي روسيا قابلت الرئيس بوتن في نهاية يناير الماضي وقالت ان التقارب مع روسيا من أهم أركان سياستها الخارجية وإنها تريد تقارب استراتيجي مع موسكو لمحاربة داعش والأرهاب وهي تؤيد روسيا في قضية أوكرانيا وتعترف بحق ضم روسيا لجزيرة القرم الاوكرانية وانتقدت بشدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا من الاتحاد الاوربي وأمريكا بسبب ضم الجزيرة ... وفي لبنان التقت بالرئيس ميشيل عون وتعهدت بمكافحة الأرهاب وعند سؤالها عن الشأن السورى قالت إنها لم تلتقي بالرئيس بشار الأسد ولكنها تكن له كل تقدير لمحاربته الإرهاب وداعش وقالت لا يوجد بديل حاليا للاسد في سوريا وإذا خيرت بين داعش والاسد سوف تختار الأسد وأيدت أستخدام روسيا لحق الفيتو مؤخرا لمحاولة مجلس الأمن إدانة الأسد في تفجيرات الأسلحة الكيماوية قبل التحقيق في ذلك الأمر , أما خلال زيارتها للولايات المتحدة في يناير الماضي مباشرة بعد تنصيب الرئيس ترامب لم تستطيع مقابلته , هذا كل ما كان عن المرشحة المتطرفة ماريان لوبان وكما اسلفنا أن معظم بنود برنامجها تصب في صالح خصمها المرشح الثاني إيمانويل ماكرون مرشح حزب الوسط الذي يبلغ من العمر حاليا 39 سنة ويميل له الشباب وعناصر التجديد . تخرج من معاهد النخب وعمل مصرفيا في أحد البنوك ودخل عالم السياسة عام 2012م مستشارا للرئيس الفرنسى الحالى ثم أصبح على رأس القطاعات الاقتصادية وتم تعينه وزيرا للاقتصاد لمدة عامين , ونجح في اقناع الناخبين ببرنامجه الإقتصادي والاجتماعي وهو برنامج ذو توجه إشتراكى ليبرالى وبنى اطروحاته على خط أساسي ينادي بالتوفيق بين الحرية والحماية , كما أنه يمثل نموذجا للطبقة الفرنسية المثقفة أما المثير في حياة المرشح ايمانويل ماكرون وقوعه في غرام معلمته في المدرسة ( ماري - كلو) عندما كان طالبا وكان عمره خمسة عشر عاما وعمرها اربعين عاما أي تكبره بخمسة وعشرون عاما , ثم ارتبط بها بعد ثلاثة أعوام وكان عمره ثمانية عشر عاما وعمرها ثلاثة واربعون عاما , واتفقا على عدم الانجاب ونشير إلى ان عمر ماكرون الحالى (39) عام وعمرها (64) عام , وتقول سيرة ماري الذي تحول اسمها إلى برجيت ماكرون إن والدها يمتلك مصنعا كبيرا للشوكلاته وسبق لها الزواج ولها من زوجها السابق ثلاثة أبناء وأصبحت جدة لسبعة أحفاد أبنها الأكبر سياستيان عمره الآن (45) عام وابنتها مارى تعمل محاميه وتقود حاليا مع آخرين حملة ماكرون الانتخابية للرئاسة الفرنسية ويعرف عن برجيت إنها لصيقة جدا بماكرون وعندما كان وزيرا للاقتصاد كانت ترتب جدول أعماله وتحضر بعض الاجتماعات ... واذا قدر للمرشح ماكرون الفوز بالرئاسة الفرنسية فسوف يصطحب معه برجيت لينيرا معا ردهات قصر الأليزيه... الملحق العسكرى الأسبق في أثيوبيا عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.