في أوقات كثيرة نعلق أزماتنا الداخلية على أسباب خارجية، وبالتالي تصبح (العين بصيرة واليد قصيرة)..ونمضي في تبرير أزمات الداخل لنطيل الأحاديث حول مؤامرات الامبريالية،والصهيونية.. صحيح الأيادي(القذرة)تتدخل في الشأن السوداني غير أنها بريئة من مشاكل وأزمات بلاشك هي من (صنعنا)،وهي أمور لاتحتاج عبقرية أو عصف ذهني مرهق..فاذا توقفنا عن (الاسهالات المائية) وفقا لتوصيف وزارة الصحة ، فالمرض بدأ في نطاق ضيق بولاية النيل الابيض مع تزايد حركة الجنوبيين الذين وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن تصويتهم للانفصال (جوعا ومرضا وتشردا وموتا). نعم كان يمكن إحتواء المرض في نطاق محدود ولكن طول وقت البحث عن توصيف المرض ، أقعد وزارة الصحة عن حشد الفرق الطبية والأدوية اللازمة ،لمجابهة الواقع الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل ان يفتح الله لوزارة الصحة باصدار بيان توضيحي، وكان نتيحة ذلك أن داهمت(الاسهالات المائية) العاصمة الخرطوم ..،نأمل أن يكون هناك متسعا من الوقت يقطع الطريق امام أي جهة خارجية حتى لايوصف المرض ب(الكوليرا) التي تعصف حاليا باليمن حتى لايزاد الطين بلة.. كذلك يداهمنا الخريف حتى يتصور للمتابع ان الجهات المعنية لاتعرف بمواقيت الأمطار،لنبدأ في متابعة المسلسل (العبثي)ونحن نشاهد كثير من المسئولين في ولايات السودان وفي مقدمتهم ولاية الخرطوم (يشمرون) عن (سيقانهم) وهم يخوضون مياه الامطار ليبعثوا بالرسائل التلفزيونية انهم حاضرون في أرض (المعركة) نعم (الامطار) تصبح معركة،وللأسف لايكسبون أي جولة..ان أمد الله في الاجال سنعيد نشر هذا المقال حين اشتداد الخريف الذي حتما سيكشف عن قصور الجهات المعنية..نأمل بكل ود أن يهزم تشاؤمنا باستعداد يليق بجهد من يقدم نفسه للعمل العام. وقصة الأزمات والقصور ظلت تلازمنا كثيرا حتى لم نعد نستفيد بتحويل الاخفاق لنجاح. سنكتشف بعد مرور وقت طويل أن تصدير (اناث) المواشي كان قرارا كارثيا ما كان ينبغي له ان يصدر، وفي هذه اللحظة الكل سيلقي بالتهمة على بوابة الاخر، كما الجميع مارس الهروب من قرار تقديم الوقت ساعة كاملة في تحدي صارخ لخطوط الطول والعرض التي بموجبها تحدد مواقيت البلاد بحسب موقعها الجغرافي ..ايضا نتمنى بكل ود ان تتراجع الدولة عن قرار تصدير(اناث المواشي) بعد ان يتم (جر الساعة) 60 دقيقة للوراء.. نحن اصلا غير متعجلين حتى نسابق الوقت..ولا(شنو)؟!. وحتى في الرياضة نجد امورنا (مضطربة) فالكل يرى في نفسه هدية السماء التي تجلب الكوؤس جوا الى الخرطوم،وفي غمرة اشتداد المعارك بين الفريق المدهش وجماعة معتصم جعفر (تذلنا) مدغشقر المغمورة بثلاثية داخل قلعة شيكان !! حينها يغلق المدرب محمد عبد الله مازدا جواله لأنه لا يعرف كيف يبرر الهزيمة. وحتى نودع الهزائم والانكسارات والقرارات الخاطئة وغرق الخريف ادفعوا بمهنيين محترفين يقدسون الوظيفة العامة ولا يهابون المحاصصة الحزبية. دمتم بخير وعافية. "الصحافة". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.