أصيب ثلاثة مسؤولين حكوميين، اليوم الاثنين، اثر تعرضهم لضرب مبرح من قبل شرطة التعدين بمحلية دلقو شمالي السودان، نقلوا على اثره الى المستشفي لتلقي العلاج. ونشب نزاع بين الموظفين بمحلية دلقو، وقوة من شرطة التعدين حول ملكية بئر تعدين، قال رجال الشرطة انها تتبع لشركة تركية سودانية، فيما اكد الموظفين الحكوميين انها تتبع لشخص يسمى عزالدين الهواري. وتشرف المحلية إداريا على آبار التنقيب التي تقع داخل نطاقها الجغرافي، وتستقطع سلطات المحلية نسبة من الارض المستخرجة من البئر التي يعتقد ثرائها بمعدن الذهب، وتقوم المحلية بتشغيل عمال لإستخراج الارض لصالحها. وأكد المحامي أحمد رمرم ل(الطريق)، أن الموظفين الحكوميين تعرضو لاعتداء بالخراطيش من قبل قوات الشرطة اثناء ممارسة عملهم المعتاد . واشار الى ان رجال الشرطة اشتبكوا مع الموظفين الحكوميين ومنعوهم من العمل في البئر بحجة وقوعها داخل مساحة تتبع لشركة سودانية تركية تعمل في التعدين عن الذهب بالمنطقة. وأشار رمرم، الى ان موظفي المحلية اكدوا ان البئر تتبع لشخص وليست تابعة لشركة حكومية. وقال " نقل الموظفين الثلاثة لتلقي العلاج من اصابات متفاوته احدهما في الراس وآخر في الظهر لكن حالتهم الآن مستقرة". وأبلغ شهود عيان (الطريق) امس الاحد، ان عناصر من الشرطة السودانية أطلقوا النار علي جماعة من المُنقبين التقليديين عن الذهب في احدي مناطق التعدين الأهلي 140 كلم شمال شرقي ابو حمد، بولاية نهر النيل شمالي السودان، وأردوا أحدهم قتيلاً في الحال. وقال أحد أقارب القتيل، ويدعي الأمين، ل(الطريق)، " ان نزاعاً نشب بين معدنين تقليديين وعمال بشركة (نواتج) للتنقيب عن الذهب، علي حيازة واستخدام مساحة للتنقيب بمنطقة تبعد حوالي 140 كلم شمال شرقي أبوحمد، واقدم رجال الشرطة الذين يحرسون الشركة، علي إطلاق النار في مواجهة المعدنين التقليديين، واصيب المواطن محمد الصديق عبدالباقي- من منطقة القادسية بود راوة- بطلق ناري وقتل في الحال، وتم نقل جثمانه لمشرحة امدرمان". ولم تعلق الشرطة السودانية على الحادثة. وتجمع العشرات من ذوي القتيل أمام مشرحة أمدرمان وحملوا لافتات تندد بقتل ابنهم، وتتوعد قتلته. ودائما ما تعترض الشرطة السودانية عمل المنقبين التقليديين في أودية عديدة بصحاري شمال السودان تستثمر بها شركات بصيغ تعاقدية مختلفة مع الحكومة. وتتمتع الشركات العاملة في مجال التنقيب بنفوذ وسلطات واسعة وحماية أمنية. وحدثت نزاعات عديدة في مناطق التعدين الأهلي بشمال السودان بين المعدنين التقليديين وشركات التنقيب من جهة، وبين السكان المحليين والشركات من جهة اخري. ويتهم المعدنين التقليديين شركات التنقيب بالتغول علي مساحات يعملون فيها منذ سنوات، بينما يتهم السكان المحليين شركات التنقيب باستخدام مواد سامة وضارة بالبيئة وبصحة السكان. ويثير إنتشار شركات التنقيب عن الذهب بوديان الولاية الشمالية، وولاية نهر النيل، اسئلة كثيرة في الشان الصحي واستخدام هذه الشركات لمواد سامة في عمليات التنقيب. وينتج القطاع التقليدي (90%) من انتاج الذهب في السودان، يعود ريعها لصالح المُعدنين الأهليين. وتنتشر أماكن التعدين التقليدي في أكثر من (800) موقع، في معظم ولايات السودان الشمالية والغربية، وتستخدم في هذه المواقع مادة الزئبق في عمليات استخلاص الذهب. الخرطوم- الطريق الخرطوم- الطريق