قانون النظام العام فانه وعلي الرغم من انه قانون خاص وولائي فانه مقتبس من القانون الجنائي بالكلية وبذلك فان الاختصاص النوعي الجنائي يظل مقسماً بين المحاكم الجنائية ومحاكم النظام العام . ومعلوم ان قانون النظام العام يتبع في اجراءاته قانون الاجراءات الجنائية وكذلك بالطبع قانون الاثبات والمتابع لقانون النظام العام ومحاكمة واجراءاته الجنائية يجد انها ظلت ولا زالت تمارس وبشكل يجافي روح الشريعة الإسلامية، ومن المعلوم ان الفقه الإسلامي يمنع التجسس ويمنع دخول البيوت الا من ابوابها كما يأمر بأخذ الاذن من اصحابها الا ان ممارسات النظام العام كانت تنتقص من تلك المفاهيم كثيرا ولست بحاجة للتحدث عن تلك الانتهاكات للخصوصية وكشف المستور في سلوكيات المجتمع رجالاً ونساءً او نساءً ورجالاً فان امر هذه التجاوزات مطبوع في اذهان الناس وظل راسخاً في اذهانهم حتي الان.. لقد عانت المرأة السودانية جراء مداهمات شرطة النظام العام للنساء اللاتي يتكسبن من بيع الاطعمة وتوابعها من الشاي والقهوة وذلك بغرض توفير لقمة العيش وكذا مصاريف الدراسة والعلاج وخلافه لابنائهن وهن يواجهن ويلات الفقر الذي انتشر بشكل واسع الشئ الذي اضطر معظم اولئك النساء للتكسب من تلك الانشطة وكان الاجدر علي شرطة النظام العام ان تحميهم وتشجعهم بدلاً من تلك المطاردات والمداهمات ومصادرة معداتهم كما ان كثيرات من النساء والفتيات تقبض عليهن ذات الشرطة بتهمة الزي الفاضح وهذا ايضاً يجلب لهن متاعب وتعقيدات اجتماعية كثيرة والاصوب هو ان يعرف المشرع الزي المطلوب او ان تقوم بذلك اتحادات المرأة السودانية او منظمات المجتمع المدني فالزي الفاضح امر مبهم اذ ان الزي الذي تلبسه المرأة السودانية يختلف حسب عاداتهن واعرافهن ولكن الشئ الشائع الان لدي عقلية النظام العام ان اي امرأة ترتدي البنطلون تنصرف عقليه ذلك الجهاز الا ان البنطلون زي فاضح في حين انه يستر جسد المرأة بشكل كامل وترتدي من فوقه ملابس تغطي بقية جسدها بالاضافة الي الطرحة المعروفه من قديم الزمان لدي الفتاه السودانية، والثابت انه لا يجوز للقاضي محاكمة متهمة او متهم قبل ان تشرع اركان الجريمة فما هي الاركان التي تشكل جريمة الزي الفاضح . والسؤال الأن لماذا يتم تطبيق قانون النظام العام على الناشطات في احزاب او تنظيمات سياسية معينة في حين أنه توجد الالاف من الفتيات المعروفات بانتمائهن لأحزاب موالية للنظام ؟ ولماذا يتم استهداف سيدات يعملن في مجال الصحافة والقانون والعمل الانساني الطوعي ؟ ولماذا الصحفية / لبنى احمد حسين والمهندسة / أميرة عثمان حامد؟؟!!! عموماً نحن نعترض بشكل قاطع علي اذلال واهانة المرأة ، واستخدام قانون النظام العام كوسيلة لتصفية الخصومات السياسية وترهيب شباب قوى المعارضة .. د. عماد ابو شيبة