بدأت الانتفاضة تتجاوز قدرات الأجهزة الامنية على السيطرة . وتتجه الحشود الهائلة الآن من جنوب العاصمة الى وسط الخرطوم. وتمكن متظاهرو أم درمان من اغلاق كبرى الفتيحاب . وتتجمع الحشود في بحرى والحاج يوسف . واستمر حرق مقار المؤتمر الوطنى والمنشآت الحكومية . وانحازت عناصر من القوات المسلحة الى المتظاهرين . وبدأت عناصر الاجهزة الامنية في الهروب من أمام المتظاهرين . وتجاوزت مطالب الجماهير المطلب الاقتصادى بالغاء زيادات الاسعار الى المطلب السياسي الرئيسى : اسقاط النظام . وكررت هتافات المتظاهرين (حرية سلام وعدالة ) و (الشعب يدين تجار الدين). وكانت التظاهرات استمرت أمس 24 سبتمبر لليوم الثالث على التوالي في كافة أرجاء العاصمة وفي مدني ، نيالا ، كوستي ، سنار ، عطبرة ، المناقل ، الكاملين والقضارف . وفي مدني إستشهد كل من : أحمد محمّد علي العربي (23) عاماً من سكان حي عووضة بواسطة رصاصة إخترقت صدره من قبل عناصر أمنية ترتدي اللباس المدني كما إستشهد الطالب محمد آدم علي ابراهيم (22) عاماً من سكان منطقة حبيب الله بواسطة طلقة في القلب أطلقها عنصر أمني وإستشهد شاب آخر لم يتم التعرف عليه في منطقة السوق الصغير وأصيب العشرات إصابة بعضهم خطيرة كالطالب عبد المحمود عمر أبو الخير الذي يصارع الحياة بعد ان إخترقت رصاصة ظهره. وعمت التظاهرات منطقة السوق الكبير وأحياء مارنجان ، عووضة ، حلة حسن ، جزيرة الفيل ، مايو ، دردق ، بانت ، الدباغة ، المدنيين ، ود أزرق ، ومظاهرات متفرقة في أحياء المدينة الأخرى . وراجت أنباء لم يتسنى ل (حريات) تأكيدها عن إستشهاد بعض مصابي يوم 23 سبتمبر ، وهم : ابراهيم محمد علي ، الطيب عبد الودود ، منى عبد الرحمن سليمان ، عاصم هشام ، مجتبى حسن ، يوسف أنور ، أمل النذير . وكشف ضابط شرطة ل ( حريات ) ان قوات الشرطة قامت بإرسال ضباط وجنود تحت التهديد الي مدينة ود مدني لقمع التظاهرات . وأكد ان سبعين (دفارا) محملة بأكثر من الفي جندي ارسلت بالفعل الي ولاية الجزيرة بالاضافة للمئات من عناصر الامن ومليشيات الحزب الحاكم (الرباطة) . وفي العاصمة ورغم العنف المفرط من الأجهزة الأمنية ومليشيات المؤتمر الوطني (الرباطة) وإستخدام الذخيرة الحية إلا ان وتيرة التظاهرات إرتفعت وعمت معظم أحياء الخرطوم وأمدرمان وبحري. وامتدت التظاهرات في امدرمان الي معظم أرجاء مدينة الثورات من شوارع الشنقيطي والنص والوادي الي الجرافة وودنوباوي وابوروف والعباسية والعرضة والسوق الشعبي ومحيط استاد الهلال وبانت شرق وغرب والموردة وشارع الاربعين والشهداء ، بالاضافة الي مناطق امبدات الجميعاب والسبيل وحمد النيل وسوق ليبيا وأنقولا ومناطق العزوزاب والسروراب والدروشاب وشمبات والمزاد والديوم الشرقية ببحري ومناطق السجانة والديم والكلاكلات وابو آدم والبراري وإمتداد ناصر والجريف بالخرطوم ، كما إنطلقت تظاهرة حاشدة إلى عمارات الضباط بأبوحمامة .وعلت هتافات : (جوعت الناس يا رقاص) ، (طير طير يا بشير) ، (الشعب يريد اسقاط النظام) (نحن مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا ) و ( ما للسكر والبنزين مرقنا ضد تجار الدين) .(الشعب يريد اسقاط النظام) ... (حرية حرية) . كما شهدت أحياء شرق النيل : أم دوم والجريف شرق تظاهرات حاشدة رفعوا فيها صور الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات النظام في تلك المناطق خلال الفترة الماضية. واستشهد الطالب أحمد حمد النيل منصور (طالب ثانوي) في تظاهرة الثورة كما استشهد طالب آخر من جامعة التقانة لم يتسنى ل(حريات) معرفة اسمه . وتحدثت مصادر ل (حريات) عن سقوط عدد كبير من الشهداء . وقال طبيب من (مستشفى النو) انه عاين ما لا يقل عن ثلاث جثث بالمستشفى الواقع في أم درمان قتلوا بالرصاص ، مؤكداً ان زملاء له في مستشفيات أخرى ابلغوه بوجود قتلى لكنه لم يحدد عددهم. وتحدثت مصادر ل (حريات) عن سقوط المئات من الجرحى في ظل رفض المستشفيات (الحكومية) علاج الجرحى إلا بموافقة من عناصر جهاز الأمن المتواجدة بالمستشفيات . وأكد شهود عيان ل ( حريات ) فرار قوات الشرطة وانسحابهم من معظم مناطق الثورات ، وأكدوا ان المتظاهرين يسيطرون علي الشوارع الان . وقال بعض المتظاهرين من مناطق الثورات بامدرمان انهم يعلنون الثورات منطقة محررة من قبضة المؤتمر الوطني . وتحدث مصدر ل (حريات) عن هروب أفراد الشرطة من قسم البراري. وأحرق المتظاهرون مقر المؤتمر الوطني بامبدة الجميعاب ومباني محلية الامير ، كما أحرق متظاهرون غاضبون أقسام الشرطة بمناطق صابرين وأمبدة ومحطة وقود بأمدرمان تابعة لأحد كوادر المؤتمر الوطني . ولوحظ إستدعاء الأجهزة الأمنية لتعزيزات اضافية كبيرة لحماية المحليات والوحدات الادارية ومقرات ومكاتب الحزب الحاكم. وناشد المتظاهرون المواطنين بمواصلة الخروج الي الشوارع لتأمين ثورتهم ، ومنع منسوبي جهاز الامن والشرطة والمليشيات من اجهاضها . هذا وتجددت التظاهرات صباح اليوم في أحياء العاصمة ومدني وسنار وكوستيونيالا.
