كشفت مصادر واسعة الاضطلاع في العاصمة البريطانية لندن، ان مجموعة كبيرة من الشباب البريطانيين المتشددين يخططون لدخول السودان، بغية السفر من هناك الى سوريا، للقتال ضمن صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف سياسيا واعلاميا باسم (داعش). وقالت المصادر ل( الراكوبة) ان شابا كثيف اللحية في اوائل العشرينات من عمره، حضر في يوم الخميس الموافق (18) ديسمبر 2014م الى السفارة السودانية في لندن، يحمل (16) جوازا بريطانيا، بغية الحصول على تاشيرات دخول لاصحابها الى السودان. ولفتت المصادر الى ان موظف استقبال السفارة السودانية بالعاصمة البريطانية، استلم الجوازات وصعد بها الى طابق أعلى في السفارة, قبل ان يعود مسرعا، ويطلب من الشاب العشريني الذي كان يحمل الجوازات، ان يصعد معه الى الطابق الاعلى. واكدت المصادر ان اصحاب الجوازات كلهم من ذوي اللحي الطويلة، الامر الذي عده مراقبون دليل على وجود رابط ايدلوجي بين المجموعة التي تنتوي السفر الى السودان. واكدت ان المجموعة تخطط لدخول السودان ومنها الى سوريا. وارجعت المصادر لجوء الشباب المتشددين الى السودان، ليكون طريقهم الى سوريا، الى ان الوصول الى سوريا عن طريق السودان يبدو اكثر امنا منه عن طريق تركيا، التي شهد موقفها من الجماعات الدينية التي تقاتل الرئيس السوري بشار الاسد، تغيرا كبيرا بعد مشاركة رجب طيب اردوغان في القمة الاخيرة. ورجّح خبير في شؤون الجماعات الدينية – طلب حجب هويته – في حديثه ل (الراكوبة) ان تكون المجموعة تخطط للالتحاق بالتنظيمات والتشكيلات الدينية المتطرفة التي تقاتل في سوريا. واشار الخبير الى ان هناك اكثر من جهة في السودان تشرف على نقل الشباب للقتال في صفوف الجماعات الدينية المتشددة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، او تلك التي تقاتل في العراق، او التي تقاتل في الصومال او التي قاتلت في افغنستان ومالي. منوها الى ان ابرز الجهات التي تُفوّج المتشددين الى العراقوسوريا، هي بعض القيادات الدينية في ما يعرف بالتيار السروي في السودان. وقال ان هذه القيادات تقوم بترحيل الشباب للمشاركة في جبهة النصرة دونا عن غيرها من التشكيلات الدينية التي تحارب بشار الاسد، وترفض انضمامهم الى داعش للاختلاف الفكري بينها وبين داعش. وقال الخبير في شؤون الجماعات الدينية إن هناك مجوعة اخرى من قيادات التيار السلفي الجهادي في السودان، تشرف على تفويج المقاتلين المتشددين الى سورياوالعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة سياسيا واعلاميا باسم (داعش)، دونا عن غيرها، على اعتبار انها الاقرب فكريا الى التيار السلفي الجهادي في السودان، والذي يقوم بتكفير الحكام، وسبق لاحد اكبر منظري هذه التيار ويدعى الشيخ مساعد السديرة ان قام بتكفير الرئيس عمر البشير في ندوة بمنطقة ابوقوتة بولاية الجزيرة. مشيرا الى ان التيار السلفي الجهادي ظل بمثابة رافد لحركة شباب المجاهدين في الصومال وجماعة انصار الشريعة في مالي. ومضى الخبير في شؤون الجماعات الدينية مؤكدا في حديثه ل (الراكوبة) ان اكبر المشرفين على تفويج المقاتلين المتشددين الى سورياوالعراقوالصومالومالي وافغانستان هو جهاز امن البشير، الذي كوّن مؤخرا وحدة للتعامل مع الجماعات المتشددة. منوها الى ان الجهاز يتعامل مع هذه الجماعات كورقة يستخدمها في وجه المجتمع الدولي، ويفاوض بهم ويناور بهم للحصول على المزيد من المزايا. واكد الخبير ان حزب البشير جعل من السودان – سابقا – دولة معبر ومقر للجماعات المتطرفة التي تود الهجرة الى مناطق القتال، قبل ان يقوم مدير جهاز امن البشير الفريق اول صلاح قوش بتسليم ملفات كل الجهاديين والارهابيين الذي كانت الخرطوم بمثابة حاضنة لهم، الى الادارة الامريكية، وهو ما جعل السودان يتحول الى دولة ممر، بعد ان كان دولة مقر ومعبر في آن واحد. الراكوبة