قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما المزمع انعقاده هذا الأسبوع مع الزعماء السودانيين سيتيح المجال لمعرفة ما إذا كانت إدارته تعتبر وسيطاً يُعتد به بين غرماء في شمال السودان وجنوبه. وجاء في مقال للكاتبة لورا هيتون نشرته الصحيفة، أن الإدارة الأميركية انتظرت حتى اللحظة الأخيرة لإخضاع "اندفاعها الدبلوماسي" للاختبار، ومع ذلك فحتى المسؤولون الأميركيون يقرون بأن تحقيق النجاح في القضية السودانية أبعد ما يكون مؤكدا. وفي ذلك تقول السفيرة الأميركية لدى لأمم المتحدة سوزان رايس إنه ليس هناك ما يضمن موافقة الرئيس السوداني عمر البشير على إجراء الاستفتاء على مصير جنوب السودان في موعده المقرر في كانون الثاني القادم. وأضافت قائلة "نحن نمر بلحظة محفوفة بمخاطر جمة". وسيلتقي أوباما الأسبوع الحالي لمدة ساعة واحدة مع نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومضت الكاتبة إلى القول إن حزمة الحوافز والضغوط التي لوَّحت بها الخارجية الأميركية للسودان مؤخرا من أجل السماح بإجراء استفتاء جدير بالثقة، ربما لا تختلف في جوهرها كثيرا عن تلك التي طالما ظلت تقدمها الإدارة الأميركية، لكن المهم في من قدم العرض هذه المرة. ثمة تجهيزات لوجستية أساسية تمهيدا لاستفتاء التاسع من كانون الثاني المقبل لا تزال غير مكتملة، كما أن تقدما طفيفا تم إحرازه بشأن الترتيبات الخاصة بكيفية معالجة مسائل كالجنسية، وقسمة النفط، والتعاون الاقتصادي من بين جملة من القضايا مثار نزاع بين الطرفين. وقالت هيتون في مقالها إن إدارة أوباما بإماطتها اللثام عن حزمة الحوافز أتاحت الفرصة للمؤتمر الوطني لرفضها، مستشهدة بتصريحات بهذا الصدد لغازي صلاح الدين –مستشار البشير- وربيع عبد العاطي، الناطق الرسمي للحزب الحاكم في السودان. ويتوقع محللون للشأن السوداني أن تكون مسألة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وبخاصة منطقة أبيي الغنية بالنفط، موضوعا للمساومة في إطار تبادلات أكبر أثناء المفاوضات المتعلقة بالترتيبات التي تسبق الاستفتاء. وخلصت الكاتبة إلى أن مثل هذا الاحتمال ربما يتحول إلى قضية متفجرة في منطقة تغص بالسلاح ظل مواطنوها يترقبون طويلا الفرصة للبت في أمر مستقبلهم. وانتقدت هيتون كلاً من حزب المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب، الأول لما اشتُهر عنه من إبرام الاتفاقات والحنث بالعهود، والثانية لإخفاقها في المضي قدما في الأعمال اللوجستية اللازمة لمشاركة مواطنيها في الاستفتاء، ولما أظهره قادتها من نزوع لقمع معارضيهم إبان الانتخابات التشريعية في نيسان الماضي، وهو ما يراه الكثيرون "بروفة" للاستفتاء.