لايزال عمار عوض أبوالجاز(27 عاما ) بملايينه العشرة من الدولارات محتجزاً في مطار دبي الدولي حتي ساعة كتابة هذا الخبر. هذا التواجد في مطار دبي ان إستمر فسيجعله في شهرة جاسوس وكالة الامن الامريكي ادوارد سنودين(34)عاما ! فمع التسليم بالاختلاف في الكثير من التفاصيل، والدوافع الاخلاقية للحادثتين ، الا أن ثمة تشابه مابين الاثنين . فقد ظل كلاهما عالقا معلقا في مطار عالمي لأيام طويلة ! فبالرغم من أن الأمريكي ادوارد سنودين هو الذي سعي بمحض إرادته الي مطار شيريمتيوفو بموسكو بحثا عن الآمان بأسراره المدمرة ، فإن عمار أبوالجاز سعي هو الاخر الى دولة الامارات العربية المتحدة كمُهَرِّب لبعض من الاموال التي نهبتها أسرته خوفا من بطش شعب السودان بعد أن لاحت بوادر ثورته في 23 سبتمبر الماضي. وبرغم المناشدات والوساطات الرفيعة المستوى من جانب الخرطوم الا ان عمار لا يزال خاضعا للتحقيقات. ويعتقد المراقبون ان هذه الحادثة ربما شكلت أول إختبار لعلاقة التخاصم المكشوف مابين الخرطوم وأبوظبي. فبعد المناشدة الإماراتية العلنية والرسمية لحكومة البشير بالكف عن إذلال وقتل الشعب السوداني الكريم الخصال، فان التغريدة الشوارعية التي شتم فبها بروفيسور طب الاسنان غندور حكام وشعب دولة الإمارات أدخلت لعبة عض الاصابع الي مدار جديد. الكل يجمع هنا ان ابن وزير الطاقة السوداني المعلق سفريا سوف لن يبقي بمطار دبي لمدة مماثلة لمدة سنودين بالمطار الروسي (23 يونيو -1 أغسطس ) الا ان الاثارة ستكون حاضرة في المواجهات القادمة للعلاقات الخليجية عموما وحكم البشير . يقول محللون أن هذا التعكير المفاجيء للعلاقات الرسمية هو كرت رابح قوي التأثير إن أحسنت المعارضة إستثماره عربيا وأفريقيا وعالميا.