اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها المعنونة "هل تتمكن الإدارة الأمريكية من نزع فتيل "قنبلة السودان الموقوتة"؟"، أن السودان يمكن أن يمثل أزمة دولية رئيسية جديدة للإدارة الأمريكية خلال الشهور المقبلة مع قرب موعد الاستفتاء الخاص بالجنوب السودانى، وصفتها بأنها ربما تكون أكثر دموية مما سمته الإبادة الجماعية فى دارفور. وأشارت الصحيفة فى مقالها افتتاحى اليوم الثلاثاء إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون كشفت النقاب مؤخرا عن تحذير غير دبلوماسى إلى حد ما بشأن قنبلة زمنية موقوتة لها عواقب وخيمة وأنها لم تكن تتحدث عن أفغانستان أو إيران أو العراق ولكن عن السودان وهى دولة لم تحظ بكثير من الاهتمام نسبيا حتى عهد قريب من جانب إدارة أوباما، وقالت الصحيفة الأمريكية إن كلينتون كانت محقة فى ذلك وإنها مسألة أشهر يمكن أن تمثل فيها السودان للإدارة أزمة دولية رئيسية جديدة وأشارت إلى أن هناك خطرا على أحد أكبر الانجازات الدبلوماسية لإدارة الرئيس السابق جورج بوش المتمثلة فى اتفاق سلام عام 2005 الذى أنهى عقودا من الحرب بين الحكومة المركزية فى السودان والجنوب المسيحى الذى أقام حكومة تتمتع بحكم ذاتى، وحدد يناير 2011 موعدا لاستفتاء حول مااذا كانت المنطقة التى تشكل نحو الثلث من دولة ضخمة ستصبح مستقلة. وقالت الصحيفة إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أوضحت المشكلة جليا بإيجاز وهى انه من المحتم أن يصوت الجنوب لصالح الاستقلال فى استفتاء حر ونزيه وان ذلك سيعنى أن تتخلى حكومة الرئيس عمر البشير بصورة سلمية عن منطقة تحتوى على 80% من احتياطى النفط فى البلاد وان احتمالات أن يتعاون البشير فى هذا الصدد لا تبدو جيدة حيث تعوق الحكومة كل شئ من ترسيم الحدود والمحادثات الخاصة بتقسيم الثروات النفطية إلى الإعداد لإجراء الاستفتاء. وأشارت إلى أن البشير مثله فى ذلك مثل الزعامة السودانية فى الجنوب لديه بالفعل سبب لتفادى حرب جديدة وان الجنوب حصل على دبابات وأسلحة ثقيلة آخرى ويتوقع الجيش السودانى مواجهة عسكرية مخيفة فى حال قيامه بهجوم بالإضافة إلى أن اتفاقية تضمن وصول الجانبين إلى عائد نفطى ربما لا يتم تفعيلها وان الجانبين يحتاجان إلى علاقات أفضل مع باقى العالم. ونوهت إلى أن إدارة أوباما صعدت مساعيها وقدمت حوافز ملموسة للبشير للتعاون تشمل على المدى الطويل تطبيع العلاقات وتحذيرات من عقوبات إضافية فى حال عرقلة الاستفتاء وتم توسيع الوجود الدبلوماسى الأمريكى فى البلد بشكل سريع وتم إيفاد سفير متمرس للمساعدة فى مفاوضات الشمال والجنوب وسوف يجلس أوباما يوم الجمعة مع مسئولين سودانيين رفيعى المستوى فى اجتماع يعقده فى نيويورك سكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون.