تفجرت الاوضاع في مدينة نيالا بصورة غير مسبوقة، وذلك بعد يوم واحد من مقتل المواطن (احمد محمد داؤد)، على يد قوة تتبع لمليشيا الدعم السريع، المتهمة بارتكاب فظائع وجرائم ضد الانسانية بدارفور. وفي صبيحة الحادثة، خرجت مظاهرات عنيفة جابت شوارع نيالا، تنديدا بتمدد قوات الدعم السريع، واحتجاجا على مقتل "داؤد"، الامر الذي تسبب في اصابة (8) اشخاص بينهم (3) من القوات الحكومية. ولقى المواطن "داؤد" مصرعه بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ، اثر نقاش بينه وبين قوات الدعم السريعن على خلفية ما يشاع من انه اشترى بندقية كلاشنكوف من احد منسوبي مليشيا الدعم السريع، وحينما علمت قيادة المليشيا بالامر طالبه باستعادة البندقية، فارشدهم الى "داؤد" الذي اشتراها منه، وهناك ظن الاخير ان افراد مليشيا الدعم السريع جاءوا لنهبه فقاومهم، وحاول طعن الضابط قائد القوة بالسكين، قبل ان يفتح احد منسوبي المليشيا النار عليه ويرديه قتيلا. لكن مصادر اخرى تحدثت ل (الراكوبة) قالت إن القتيل هو صاحب احدى "الركشات"، وانه دخل في مشادة مع احد افراد مليشيا الدعم السريع، بعدما ظن الاخير صاحب الركشة قد قام باستفزازه، الامر الذي جعله يطلق عليه رصاصات قاتلة. وفي الوقت الذي اقرت فيه مليشيات الدعم السريع بتبعية الجاني لها، وذلك من خلال مقتضب على صفتحها الرسمية ب "الفيسبوك"، مارس والى جنوب دارفور ادم محمود جار النبى تضليلا وتدليسا متعمدا، عندما اتهم موالون للحركات المسلحة الدارفورية باغتيال المواطن (احمد محمد داؤد). وقال "جار النبى" فى مؤتمر صحفى بنيالا إن الموالين للحركات المسلحة وبعض المندسين واصحاب الاجندة الخفية، ضالعون في الحادثة، وانهم حالوا استخدام المواطنين لاحداث تخريب بالمدينة لمداراة الهزيمة التي منيت بها تلك الحركات في منطقة فنقا شرق الجبل. منوها الى ان هذه الظاهرة ظلت تتكرر كل عام، بالتزامن مع الهزائم التي تتلقاها الحركات المسلحة في دارفور. لكن شهود عيان وصفوا حديث الوالي بأنه "محض فبركة"، وقالوا إن جار النبي مارس سياسة الهروب من الواقع والحقائق الى الخيال، لجهة ان الجاني ينتمي الى مليشيا الدعم السريع باعتراف ذراعها الاعلامي. في وقت تحدثت مصادر مستقلة عن سقوط اثنين من القتلى في مظاهرات اليوم الثاني التي سيرها طلاب المرحلة الجامعية والثانوية، قبل ان تتصدى لهم القوات الامنية، مستخدمة في ذلك القوة المفرطة الامر الذي تسبب في وقوع قتلى وجرحى، من الجانبين. وتوقع خبراء عسكريون تصاعد حدة الازمة بعدما دخلت قبيلة البني هلبة التي ينتمي لها القتيل "داؤد" الى ارض الصراع، خصوصا ان نحو (2000) من فرسان القبيلة جاءوا في كامل عتادهم العسكري، من عد الفرسان التي تبعد بنحو (90) كلم عن نيالا التي يقصدونها. واكدت مصادر ل (الراكوبة) ان القوات الحكومية ومليشيا الدعم السريع قامت باغلاق "كبري مكة" الذي يربط بين عد الفرسان ونيالا، وهو يقود مباشرة الى حكومة الولاية والى تلفزيون واذاعة نيالا، وهو ما يعني فصل نيالاجنوب عن نيالا شمال تماما بقوات الدعم السريع. الراكوبة