حضرت الطبيبة الالمانية أ.ف. مع ابنائها الي الخرطوم في زيارة قصيرة تمتد لعدة ايام, وعندما ارادت العودة الي اوربا حيث مقر مسكنها واقامة زوجها وعملها وقع ما لم يكن في الحسبان, اثر اصر ضابط الامن بالمطارعلي ابراز وثيقة من الاب يعلن فيها موافقته علي سفر ابنائه معها. حاولت أ.ف ان تقنعه بان الاطفال هم مواطنون يحملون الجنسية الالمانية وبان والدهم موجود حاليا في اوربا ويستحيل الحصول علي موافقته والطائرة علي وشك الاقلاع. قال الضابط المسئول كل هذا لا يهم, واصر علي موقفه واعلن انه لن يسمح بسفر الاطفال وعليها ان تتركهم وتتوكل بمفردها. وهنا انفجرت الطبيبة أ.ف في وجهه واوضحت له ان احد الاطفال يعاني من مرض خطير وسبق ان اجريت له عدة عمليات وأرته مواضع جروح العمليات علي جسمه النحيل كما اوضحت له انه يتغذي بانبوب كما توجد انابيب اخري متصلة بالدورة الدموية لاعطائه العلاجات علي فترات قصيرة. وقالت فوق ذلك تستدعي حالته الصحية الحرجة مقابلة طبيبه المتخصص علي جناح السرعة الذي سبق ان حددت معه مواعيد بمجرد الوصول وان بقاءه في السودان فيه خطورة علي حياته. الا ان الضابط الهمام لم يهتم بكل هذا السرد وقال بكل برود وعجرفة انه لن يسمح بسفر الاطفال ما لم توضع موافقة الوالد كتابيا علي تربيزته الآن. حصل شد وجذب بين الطبيبة ومسئول الامن والحجج التي تقدمها الطبيبة لا تزيد الضابط الهمام الا اصرارا وتعنتا ومواعيد اقلاع الطائرة تقترب لحظة بعد لحظة. شاءت الظروف ان يكون احد معارف الطبيبة يشاهد هذا الموقف المثير, فاختلي بالضابط ومد له ربطة سميكة من الدولارت, فأخذها الضابط الهمام ووضعها بسرعة البرق في جيبه ووافق علي سفر الاطفال. لم تسكت الطبيبة لهذا الابتزاز اذ رفعت شكوي بكل التفاصيل للسفارة الالمانية بالخرطوم و للمفوضة السامية لحقوق الإنسان بجنيف ومنظمات تدافع عن حقوق الانسان لعلها بذلك تساعد في كبح الفساد. يحدث هذه ويدعي مسئولو الانقاذ دون خجل خلاء البلد من الفساد!