التعامل بالفطرة الأُنثوية التي تحتِّم إبعاد أي شبح أنثى، تدور حول الرجل الذي تربطكِ به علاقة حب أو صداقة أو قرابة، يظل واقعاً ملموساً، وإن اجتهدنا نحن كنساء في إخفائه، فأكبر مهدد للأنوثة هو أن يعير رجلك اهتماماً ملحوظاً بأنثى تدور في محيطه المكاني، فأغلب الحروب التي تخوضها المرأة في حياتها تكون ضد امرأة أخرى. غناء البنات ساحة من ساحات المعارك الأنثوية المحتدمة فأغلب الأغاني ماهي إلا حرب كلامية نسوية للفوز بظل رجل متخيَّل قد يأتي وقد لا يأتي، إلا إنه من خلال الأغنية تحاول كل واحدة أن تستعرض إمكاناتها وتنازلاتها التي يمكن أن تقدِّمها لجعل الطريق سالكاً، فتدار معركة بالإنابة، المستفيد منها الرجل. أكثر معركة نسوية في غناء البنات تدور بين المرأة المتزوِّجة والبنات غير المتزوجات، فبعض الأغاني تهدد بيت الزوجية، وذلك عندما تردد المغنية أغنيات تؤيِّد فكرة القبول بالزواج من رجل متزوِّج على شاكلة "راجل المرة حلو حلا". فالمرأة المتزوِّجة مهما تظاهرت ب"الهجيج" والرقيص أثناء ترديد هذه الأغنية إلا إنها عندما ترى زوجها يبشِّر ويَعْرض في نُص البنات اللائي لا يترددن في إظهار محاسنهن التي تؤهلهن بالفوز بظل "راجل المرة"، طوالي بتقطع الرقيص وتقول بنات آخر زمن! المعركة النسوية الثانية في أغاني البنات بين البت والنسيبة والحماة على شاكلة "يا الغسلتي وكويتي أنا.. ويا الوجعتي إيديكي أنا.. أخونا ومافي ليكي".. طبعاً أي بت بتكون خاتا عينها على عريس له أخوات بتحس أثناء ترديد الأغنية هي المقصودة بهذا الوصف، فتصاب بحالة من الإحساس بالمهانة تؤثِّر على أدائها الراقص ولا تستطيع الخروج من هذه الحالة إلا بعد أن تردد الغناية الكوبليه التاني: "لا غسلنا لا كوينا أنا.. ولا وجعنا إيدينا أنا.. أخوكي جانا وأبينا أنا". عندها يتبدّل إحساس المهانة وتحس بأنها في موقف القوة فتتمايل بهستريا لتوصيل رسالة "ما دايرني أنا ذاتي ما دايرة". أما النسيبة فمعركتها أشدُّ احتداماً، فتدار المعركة في بداية العلاقة بإعلان أداء فروض الولاء والطاعة والقدرة على الاحتمال، فتكون الأغاني على شاكلة: "قالوا أمو نضامة بريدها وأريد كلاما.. قالوا أمو شمشارة أريدها وأريد شمارة".. عندها تحس أي أم لعريس محتمل بالزهو وتقوم "بتنقيط الغناية"، وتدي شبّال للبنات البيرقصن وسط الدارة، لكن قبل أن تصل إلى مقعدها يصيبها المقطع التاني في مقتل "أمو السمينة النقصَّت الشيلة أنا.. يا الله تهد حيلها أنا.. وتموت في ليلا أنا". فتصاب بهدة الحيل وتقرر بينها وبين نفسها أن البنات الرددن كلمات الأغنية خلف الغناية خرجوا من دائرة المنافسة على ولدها. المعارك النسوية في أغاني البنات تخرج في بعض الأحيان من دائرة المباشرة بأن تتعدى الزوجة والأخت والنسيبة، فتجد تصفية الحسابات تطال الجارة "الشمشارة" والصاحبة "الخاينة" ونماذج نسوية كثيرة فتتمدد دائرة الصراع النسوي في أغاني البنات من أجل الفوز بظل رجل. ملحوظة أغاني البنات محاولة تمرُّد غير مكتملة الجوانب حاجة أخيرة ظل الرجل هل يستحق كل هذا العناء؟