بعد سنوات من المحاولات المتكررة، باتت أخيرا كرة القدم في متناول أقدام النساء السودانيات. وأصبح بإمكان (نضال فضل) أن تحتل مكانها في عناوين الصحف الرياضية، بوصفها أول لاعبة كرة قدم تحرز هدفا في مباراة رسمية تخص النساء. فمساء الاثنين 30 سبتمبر اكتظ استاد الخرطوم بالمئات من محبي كرة القدم من الجنسين، ليشهدوا بأم أعينهم افتتاح (دوري كرة القدم السوداني للسيدات) بالمباراة التي جمعت فريقي (التحدي) و(الدفاع)، وانتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق. وقالت اللاعبة عسجد حمزة من فريق التحدي أنها سعيدة بخوضها لأول مباراة مفتوحة لفرجة الجميع، وأكدت ل (سودان تربيون) أنها تدربت مع زميلاتها على لحظة اللعب أمام الجمهور، وأنهن نجحن في الاختبار الأول بفضل المديرة الفنية للفريق سارة إدوارد. وتوضح المعلقة الرياضية التلفزيونية السابقة والمسؤولة الحالية عن كرة القدم النسائية في الاتحاد العام ميرفت حسين ل (سودان تربيون) أن دوري السيدات الذي انطلق الاثنين يشارك فيه 21فريقا من العاصمة الخرطوم ومدن الأبيض، كادوقلي، مدني. وأبدت حسين تفاؤلها بنجاح تجربة كرة القدم النسائية رغم بعض الصعوبات التي قد تعتريها كنشاط جديد تمارسه النساء في مجتمع محافظ. وأكدت أن اللاعبات سيلتزمن، طوال المباريات، بزي رياضي يراعي الخصوصية السائدة للثقافة السودانية. ولم يكن لعب كرة القدم في متناول أقدام النساء إبان حقبة الرئيس المعزول عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل الماضي ومثلت مشاركة النساء في التغيير، رأس الرمح ومكنهن من الظهور في المجال العام بشكل أقوى. وبعد الثورة، حصلت أربع سيدات على حقائب وزارية في حكومة رئيس الوزراء للفترة الانتقالية عبد الله حمدوك، بينهن أول وزيرة خارجية في تاريخ السودان، كما تربعت على وزارة الرياضة شابة تلقى قبولا واسعا في المجتمع هي ولاء البوشي إلى جانب حصول سيدتان على مقعدين في المجلس السيادي الانتقالي الذي يمثل سيادة البلاد. واعتبرت الناشطة المعروفة ويني عمر في حديث ل (سودان تربيون) ممارسة النساء السودانيات لكرة القدم “خطوة مهمة لامتلاك النساء لأجسادهن وإثبات قدرتهن على فعل ما يرغبن فيه، وقد نلنها بفضل الثورة” ورأت في الخطوة رسالة للنساء الأخريات مفادها “ألا عائق أمام الرغبة والإرادة”. لكن ويني بدت متخوفة من استمرار ما تسميه “قهر النساء في ظل القوانين التي تقيد حركتهن”. فريق التحدي وسبق للسيدة سلمى الماجدي، الحصول على لقب أول مدربة محترفة لممارسة تدريب كرة القدم بين الرجال، واستطاعت تدريب عدة فرق تشارك في منافسات الدوري الممتاز. ومن المتوقع أن تدير المباريات التي تنظمها (لجنة كرة القدم للسيدات) بالاتحاد السوداني لكرة القدم، 23 حكمة، يحمل بعضهن الرخصة الدولية. وحتى الآن تحظى الخطوة بإعجاب كبير وجمهور متحمس ظهر في التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن ويني عمر توقعت أن يستمر نمط الصراع الذكوري والنسوي لما بعد كرة القدم، من واقع “التحدي القانوني والثقافي الذي يحتضن كثير من الممارسات التي تكبح حركة المرأة في البلاد”. شارك