أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أن محادثات السلام الخاصة بدارفور والتي تستضيفها قطر، ستنتهي اليوم الخميس الموافق الثلاثين من ديسمبر ليوجه فيما يبدو ضربة نهائية للمفاوضات التي حققت تقدما ضئيلا في وضع حد للصراع بالإقليم. وقال ائتلاف متمرد يتفاوض في الدوحة هو حركة التحرير والعدالة: إن تعليقات البشير غير مشجعة وإنه لا يتوقع إبرام أي اتفاق اليوم الخميس. وحذر البشير من أن أي فرد سيحمل السلاح في الإقليم الواقع في غرب السودان بعد محادثات الدوحة سيعامل بحزم. وقال البشير في لقاء جماهيري خلال زيارة للاقليم أمس الأربعاء إن الحكومة ستسحب وفدها المفاوض فى حال عدم التوصل الى اتفاق سلام، وإن أي محادثات ستجري من الآن فصاعدا داخل دارفور مضيفا أن الحكومة ستتعامل مع أي شخص يرفع السلاح في دارفور بعد انتهاء المحادثات. وكانت حملة وحشية لصد تمرد بالاقليم تسببت في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ أجبرت ما يزيد على مليوني شخص على العيش في مخيمات مؤقتة للاجئين. وتواصلت الاشتباكات مع المتمردين خلال محادثات قطر. وقال حيدر أتيم، نائب رئيس حركة التحرير والعدالة، إنه ليس للبشير أن يقرر ما إذا كانت المحادثات ستنقل وان هذا يرجع إلى الوسيط. وأضاف "حتى لو سحب البشير وفده فستبقى مشكلة دارفور قائمة". ولا يزال الفصيلان المتمردان الرئيسيان يقاتلان الحكومة في دارفور، حيث أجبرت الاشتباكات التي وقعت الشهر الجاري ما يزيد على 12 ألف شخص على الفرار من ديارهم. وتمزق إقليم دارفور ليصبح ميدان معركة لكثير من الأطراف حيث تفشى فيه السلاح وغاب عنه القانون النظام. وتسببت عمليات خطف الأشخاص والسيارات في الحد من تنقلات عمال الإغاثة الأجانب. وتركز الخرطوم انتباهها حاليا على استفتاء على استقلال جنوب السودان الغني بالنفط يبدأ في التاسع من يناير المقبل. ويعتقد كثيرون أن نتيجته ستكون الانفصال الذي قد يشجع مواطني دارفور على إعلان مطالب مشابهة. ويعتقد متمردو دارفور إن شمال السودان سيكون أضعف بعد الانفصال إذا سيشكل إقليم دارفور وقتها جزءا أكبر من البلاد، مما يمنح الإقليم وضعًا أقوى في المحادثات.