أعلن شريكا الحكم في السودان حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان عن ارتياحهما بعد التوصل إلي اتفاق يتم بموجبه حل جميع المشاكل موضع الخلاف بينهما قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية، ويتضمن ذلك وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، واستئناف الحوار لتسوية الخلافات العالقة. وأكدّ نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني اتفاق الطرفين علي مواصلة الحوار الإيجابي رغم وجود بعض الخلافات، مشيرا إلي أنه ليس من مصلحة أحد نقل هذه الخلافات إلي أجهزة الإعلام. وقال كمال عبيد وزير الدولة لشئون الإعلام إن الحزب الحاكم اتفق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان علي وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، وبدء الحوار لتسوية الخلافات. وأضاف عبيد، أن اللجنة القانونية المشتركة بدأت بالفعل دراسة قانون الانتخابات، وعقد ممثلون عن حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان اجتماعات أمس لبحث التوصل إلي حل للخلافات بشأن الانتخابات المقررة في أبريل القادم. وتأتي الاجتماعات بينما يتواصل تسجيل أسماء الناخبين، مع تصاعد الاتهامات المتبادلة بشأن حدوث تلاعب علي نطاق واسع. وكانت الشعبية وعشرون حزبا معارضا قد هددوا بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم إقرار مجموعة من القوانين الديمقراطية تأجلت كثيرا، وانسحبوا من البرلمان الشهر الماضي. وقال مراقبون من أحزب معارضة إن لديهم أدلة علي «ممارسة الترويع وشراء الأصوات ومخالفات أخري» من قبل حزب المؤتمر الوطني المهيمن علي الساحة السياسية السودانية ويتزعمه الرئيس عمر البشير. واتهمت المسئولة بحزب الأمة المعارض مريم المهدي حزب المؤتمر باستغلال موارد الحكومة من أجل حملته، وقالت إن مراقبيها شاهدوا حالات كثيرة من «الأوراق المزيفة وأشكال التلاعب الأخري». كما اتهمت الشعبية المؤتمر بنقل مئات الأشخاص الذين ليست لديهم بطاقات هوية بحافلات لتسجيل أسمائهم في مراكز بمناطق لا يقيمون بها. في المقابل قال المسئول باللجنة الانتخابية جلال محمد أحمد إن التسجيل يسير علي نحو جيد، نافيا التقارير التي تحدثت عن قيود واجهها المراقبون الدوليون للانتخابات. ورفض مسئولو المؤتمر الوطني هذه التقارير، قائلين إنهم لن يتسامحوا مع أي انتهاكات. وعلي جانب آخر أعلنت الحكومة السودانية رسمياً أن الرئيس عمر البشير قرر «تأجيل» زيارته التي كان من المقرر أن يقوم بها أمس لتركيا للمشاركة في مؤتمر اقتصادي تنظمه منظمة المؤتمر الإسلامي، و أوضحت أن السبب هو « وجود مستجدات تقتضي وجوده في السودان». وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية في وقت متأخر من مساء أمس الأول أن «السيد رئيس الجمهورية أرجأ سفره إلي تركيا واتصل هاتفياً بالرئيس التركي عبدالله جول وشكره علي الدعوة وأوضح له المستجدات التي تقتضي وجوده بالسودان خلال اليومين المقبلين. وكانت وكالة أنباء الاناضول التركية قد ذكرت في وقت سابق أن الرئيس السوداني لن يتوجه إلي إسطنبول ليشارك الاثنين في اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وتعرضت تركيا، الساعية للانضمام للاتحاد الأوروبي إلي ضغوط من بروكسل وجماعات دولية لحقوق الإنسان لاستبعاد البشير من قائمة الضيوف. ودافعت أنقرة عن حضور البشير للقمة الاقتصادية في إسطنبول، وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان في وقت سابق: «إن الشخص المسلم لا يمكن أن يرتكب جريمة إبادة جماعية»، مضيفا: «وهذا هو السبب وراء شعورنا بالارتياح لزيارة البشير».