تحولت الملاسنات السياسية بين «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان والمعارضة إلى معركة قانونية، بعدما دفع التحالف المعارض بمذكرة إلى مجلس شؤون الأحزاب احتج فيها على تهديد قيادات الحزب الحاكم بتشكيل «كتيبة استراتيجية لسحق المعارضة» في حال خروجها إلى الشارع لإسقاط حكم الرئيس عمر البشير. واعتبر ذلك «إعلان حرب»، وطالب بتعليق نشاط «المؤتمر الوطني». وقالت القيادية في تحالف المعارضة مريم الصادق المهدي في تصريحات صحافية أمس إن «اللجنة القانونية لقوى التحالف سلمت مذكرة الى الأمانة العامة لمجلس شؤون الأحزاب، استنكرت فيها في شدة تصريحات قيادات حزب المؤتمر الوطني الداعية إلى سحق كل من يخرج إلى الشارع مطالباً بتغيير السياسات الاقتصادية المضيقة للمعيشة أو بحقوق المواطنة والمشاركة في وطنه كما يفعل المواطنون الشرفاء المنادون بالتغيير». وطالبت مجلس شؤون الأحزاب بإجراءات قانونية فورية وتعليق نشاط الحزب الحاكم، «باعتباره حزباً يمتلك ميليشيات عسكرية، الأمر الذي يخالف قانون الأحزاب السياسية». إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف أمس محادثات مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في مدينة جوبا عاصمة الجنوب، ركزت على مجالات التعاون المشترك والدعم المصري للجنوب. وقال وزير الخارجية المصري نبيل العربي إن القاهرة ستكون ثاني دولة تعترف بدولة الجنوبالجديدة بعد الخرطوم في تموز (يوليو) المقبل. وبحث الجانبان في تنفيذ عدد من المشاريع الإنمائية التي قدمتها مصر لتحسين الخدمات في جنوب السودان، وبينها مشاريع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تقوم بتنفيذها شركات مصرية في الولاياتالجنوبية في مجالات الصناعة والنفط والغاز الطبيعي والنقل والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وتحقيق الاستفادة القصوى من نهر النيل لتسهيل حركة التجارة والنقل بين الجانبين. وناقش الجانبان أيضاً افتتاح فرع لجامعة الاسكندرية في جنوب السودان، أسوة بفرع جامعة القاهرة الموجود منذ عشرات السنين في شمال السودان. ووقع وزير الموارد المائية والري المصري حسين العطفي مع وزير الموارد المائية والري في حكومة جنوب السودان بول ميوم بروتوكولاً للتعاون الفني في مجالات تنمية وإدارة الموارد المائية. وقال العطفي إنه «تم تدعيم المشروعات التي تنفذها مصر في مجال تطهير مجرى نهر النيل في جنوب السودان بأحدث المعدات الميكانيكية». واختتم شرف والوفد الوزاري المرافق له أمس زيارة للسودان هي الأولى له إلى الخارج منذ توليه المسؤولية بداية الشهر الجاري.