قال الرئيس السوداني عمر البشير إن منطقة أبيي المتنازع عليها يمكن أن تصبح سبباً للصراع مع دولة جنوب السودان إذا لم تحترم الاتفاقات . وأعلن “المؤتمر الوطنى" الحاكم، استمرار الحوار مع الحركة الشعبية حول قضايا ما بعد الانفصال، لكنه استبعد أي اتجاه لقسمة السلطة والثروة مجددا، فيما أعلن والي جنوب كردفان استمرار المعارك بين الجيش السوداني وميليشيات الجيش الشعبي وللسيطرة على منطقة (كرنقو) القريبة من كادوقلي . وأضاف البشير، لقناة “بى بى سى" البريطانية أن أبيي جزء لا يتجزأ من السودان، وأن أي محاولة للإخلال بالبروتوكول الموقع بين البلدين سيؤدي إلى تجديد الصراع بينهما . وقال “عندما جئنا إلى السلام جئناه عن قناعة، وكنا منتصرين في كل ميادين القتال، وكنا نقاتل من أجل السلام، وقسمنا السودان من أجل السلام، ونحن حريصون على هذا السلام، ولن نقاتل إلا إذا أجبرنا على القتال" . وأوضح البشير أنه يرغب في رحيل قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة من دولة جنوب السودان المستقلة حديثا، لكنه رحب في الوقت نفسه بوجود قوات إثيوبية محلها . وشدد البشير على أن القوات المسلحة السودانية اضطرت في الماضي للقتال عندما حاول الجنوبيون فرض سياسة الأمر الواقع في أبيي . ويلقي البشير، اليوم (الثلاثاء)، خطابا أمام البرلمان يكشف فيه ملامح المرحلة المقبلة عقب انفصال الجنوب . من جهة أخرى، أكد المكتب القيادي لحزب “المؤتمر الوطني" الحاكم، استمرار الحوار مع الحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب حول قضايا ما بعد الانفصال، بيد انه استبعد أي اتجاه لقسمة السلطة والثروة مجددا مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، ووصف تهديدها بعدم تسليم أسلحتها ما لم تتوصل لاتفاق سياسي، بالخروج عن اتفاقية السلام، واعتبر حديث رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت حول جنوب كردفان والنيل الأزرق “إشارة عابرة وغير موفقة" . وقال المتحدث باسم الحزب إبراهيم غندور، إن اتفاقية السلام ما زالت قائمة، وان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والجيش الشعبي ما زالت قضايا لم تستكمل إلى جانب قضايا الديون، وأضاف أن تحمل الديون أو تقاسمها مربوط بأشياء أخرى وكل الخيارات مطروحة ومطلوب حل عادل للجانبين . وأشار غندور إلى تهديدات الحركة الشعبية بعدم تسليم سلاحها وقال “الفيصل بيننا وبينهم الاتفاقية والمجتمع الدولي والإقليمي" . في غضون ذلك، أعلن حاكم ولاية جنوب كردفان احمد هارون استمرار المعارك بين الجيش السوداني وميليشيات الجيش الشعبي، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على منطقة (كرنقو) القريبة من عاصمة الولاية (كادوقلي) بعد دحرها لقوات الجيش الشعبي وتكبيدها خسائر فادحة . وقال إن القوات المسلحة السودانية لا تزال تواصل تقدمها في كافة المحاور من أجل تأمين كافة المناطق وحفظ أمن واستقرار المواطنين . إلى ذلك، أعلن أول قائم بأعمال سفارة السودان في دولة جنوب السودان، السفير عوض الكريم الريح، إمكانية توصل البلدين إلى اتفاق حريات أربع . وقال إن هناك حرصا كبيرا وإرادة سياسية في شمال السودان لمد الجسور القوية وبناء علاقات بناءة مع دولة الجنوب الوليدة، بحيث لا يتم تجاوز الوقائع والحقائق التاريخية أو المصالح الاقتصادية والروابط الاجتماعية والثقافية . وقال الريح إن إجراءات ستتخذ من أجل معالجة القضايا العالقة بين الدولتين خاصة المتعلق منها بوجود مئات الآلاف من الجنوبيين في شمال السودان . وقال إن الخرطوم مستعدة لتطوير التعاون مع دولة الجنوب بما يسهل حركة المواطنين في الدولتين .