أعلنت السعودية عن رغبتها التوسط بين السودان ومصر وإثيوبيا لإنهاء الخلافات بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، في وقت اعتبرت الحكومة السودانية تحركات أديس لبدء الملء الثاني للسد تهديداً للأمن القومي السوداني. وفشلت جولات التفاوض على مدار سنوات عديدة في توصل الدول الثلاث لاتفاق مُلزم لملء وتشغيل السد الإثيوبي القريب من الحدود السودانية. ووصل الخرطوم الثلاثاء وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان، والتقى كبار المسؤولين على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووزيرة الخارجية مريم الصادق. وقال قطان، في تصريح صحفي، الأربعاء، عقب لقاءه حمدوك: "السعودية تقف بقوة مع الأمن المائي للدول العربية، وبلادي تسعى إلى إنهاء ملف سد النهضة بالشكل الذي يضمن حقوق الدول الثلاث". وكشف عن لقائه في وقت سابق، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وذلك بتوجيه من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز. وأضاف: "سنواصل المساعي الحميدة لإنهاء هذا الملف الهام والشائك". من جانبها، شددت وزيرة الخارجية مريم الصادق على ان تكون خطوة ملء وتشغيل السد الإثيوبي في سياق اتفاق قانوني مُلزم، مؤكدة تمسك بلادها بالحوار بغرض التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. الى ذلك رأس عبد الله حمدوك الأربعاء اجتماع اللجنة العليا الخاصة بمتابعة ملف السد الاثيوبي وجرى نقاش حول الجمود الحالي في المفاوضات مقروناً بانتقال رئاسة الاتحاد الافريقي من دولة جنوب افريقيا لجمهورية الكنغو، ومقترح السودان الداعي لتعضيد المسار الإفريقي بتحويله لمسار رباعي يُمثّل فيه الاتحاد الافريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، على أن تلعب الأطراف الأربعة دور وساطة وتسهيل في المفاوضات بدلاً عن الاكتفاء بدور المراقبين. وناقش الاجتماع بحسب بيان صحفي التصريحات الإثيوبية المتكررة حول عزمها الأحادي بدء الملء الثاني للسد في يوليو القادم دون التوصل لاتفاق حول تبادل المعلومات. ورأى المجتمعون أن تلك الخطوة "تمثل تهديداً مباشراً لسد الروصيرص وبالتالي على منظومات الري وتوليد الكهرباء ومحطات مياه الشرب على طول النيل الأزرق داخل الحدود الوطنية والنيل الرئيسي حتى مدينة عطبرة، الأمر الذي يشكل تهديداً للأمن القومي السوداني". (الاتحادي) يشجع الوساطة السعودية من جهة أخرى رحب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزيارة المسؤول السعودي إلى السودان. وقال القيادي بالحزب الاتحادي حاتم السر علي في تصريح صحفي إن زيارة قطان للسودان تأتي في "توقيت مهم "متزامنة مع تطورات عديدة على المستوى الداخلي والخارجي وتدل على تحسن العلاقات بين الخرطوم والرياض. وقال إنّ السودان يحتاج إلى الدعم العربي في الأزمات الراهنة، خاصة فيما يلي الازمة الاقتصادية، تحرير الفشقة، ومسألة سد النهضة، وأكد أن الدعم العربي المطلوب الآن، هو تشجيع ذهاب الجميع إلى طاولة التفاوض، ووقف الإجراءات العدائية قبل ان تتحول الي حروب تضر باستقرار المنطقة والامن القومي العربي بأسره. ورأى السر ان السعودية مؤهلة لإطلاق مبادرة تسوية سلمية لاحتواء النزاع الحدودي السوداني الأثيوبي مشيرا إلى أن الوزير قطان الذي يزور السودان حاليا هو الممسك بملف الدول الإفريقية وبإمكانه التدخل في هذه المرحلة والقيام بهذا الدور المهم بنجاح. اتفاق على مشاريع استثمارية الى ذلك اتفق السودان والسعودية على إقامة مشاريع استثمارية جديدة في قطاعات الزراعة والتصنيع والبنية التحتية. وأفصح بيان صادر عن مجلس الوزراء، تلقته "سودان تربيون"، الأربعاء؛ عن "الاتفاق على مشاريع استثمارية في خمسة قطاعات أهمها الزراعة والبنية التحتية والتصنيع". ونقل عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إنه اتفق مع المسؤول السعودي على تبادل زيارات رفيعة المستوى لاستكمال خطط المشاريع الاستثمارية في وقت قريب. وقدم قطان دعوة إلى حمدوك لحضور القمتين السعودية الأفريقية والقمة العربية الأفريقية التين تستضيفهما المملكة. وكشفت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، عن أن وزير الدولة السعودي بحث مع وزير المالية إبراهيم جبريل "الشراكة الاستراتيجية في عدد من المشاريع الكبرى"، إضافة إلى المنحة السعودية. وقال قطان إن وجود قانون سوداني لحماية الاستثمار والمستثمرين "سيشجع رجال الأعمال في السعودية الذين لديهم خبرة كافية بإمكانيات السودان". وأشار إلى أنه يُقدر سعي حكومة الانتقال إلى "خلق بيئة جادة وإزالة كل العوائق التي قد تعيق رجال الأعمال والمستثمرين".