القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الترابي : الإنتخابات يعلم الكل أنّها زائفة.. لو صوّت الناس لسؤال (هل الله يوجد أو لا يوجد) لن تكون النتيجة 99%
نشر في سودان موشن يوم 16 - 01 - 2012

الجيش بلواءاته قال له: لَتُخرِجنّ هؤلاء.. أو لنُخرِجنّك..!!
لا وجودنا داخل المعارضة.. لاوجود حزب الأمة... سيؤثر على الثورة.. صدقني!!
إذا طال أمد الثورة.. سيحمل الشعب كله السلاح.. وستكون فتنة!!
لا تسأل المواطنين عن هذا!!.. فهُم ضعافٌ لا يحتملون
خليل يئس وقال: هؤلاء قومٌ لا يؤمنون بالمجادلة.. بل بالحراب
تقديم:
نصف قرنٍ أو تزيد.. والدكتور حسن عبد الله الترابي واقفٌ على راس المشهد السياسي.. أحبّه أناسٌ حد التقديس.. وابغضهُ آخرون حدّ الفحش والفجور.. ومازال الرجل يقول تصريحاً.. فتسير به الركبان.. الرجلُ في نهاية السبعيناتِ من عمره (المديد بإذن الله).. ولكنّه ينشط في السياسة كشباب الاربعين.. وفي الفكر بخبرات أجيال.. وجوده في السجن لم يحد من نشاطه. ووجوده خارجه كذلك.. قلتُ له (لماذا لا تترك السياسة وتتفرغ للعمل الفكري). ابتسم وقال (سيقولون الترابي خاف من السلطان.. وأنّى لي أن أخاف).. رجلٌ حاضر الذهن.. يستعينُ بالإبتسامة ولغة الإشارة لإكمال المشهد الدرامي السياسي.. زوجه وصال المهدي كان لها باعٌ في التحضير لهذا الحوار.. فلها الشكر.. ابنه محمد عمر كان جالساً غير بعيد.. يسمع ويبتسم.. وذهن الرجل كان يهضم الأسئلة.. ويعرضها على التاريخ والحاضر.. هو حوارٌ غاص في عميق نفس الرجل الأكثر إثارةً للجدل.. قال في نهاية الحوار (أرجوك لا تُشوه ما قلتُ.. إذا لم تستطع نشره فاتركه.. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.. لكن لا تشوههُ).. وها أنا لا أفعل سوى تقديم حديثه إليكم.
حاوره: الصادق المهدي الشريف
دكتور الترابي.. تمت المصالحة بينكم والإمام الصادق.. ولكن هنالك من الحكومة من يرى انّه صلح وقتي.. فبينكما ما صنع الحداد.. كيف ترى الأمر؟؟.
أذلك من ذكاء الامن العام وعمق معارفهم بنوايا البشر ومقاصدهم في الحياة؟؟.. أم لأنّ فيهم كثيراً من قدامي الإسلاميين كان بينهم خلاف بين قديم الإسلام والمتجدد؟؟ إن كان ذلك كذلك ففيهم كثيرون يرون ذلك ولكن فتنتهم السلطة.. وبدلوا مبادئهم.. ومضينا نحن في التجديد لتبديل قديم المجتمع الإسلامي (المتخلف) بنظمه وطوائفه القديمة التي أذلت المسلمين وأحطتهم.. لكن نحنُ دعاة لا نصارع حتى غير المسلمين.
هل تعتقد أن حزب الأمة سيصمد داخل المعارضة ويكون فاعلاً..؟؟..
طبعاً لدينا التاريخ.. هم الذين كلفوا عبود أن يتولى السلطة.. وتولاها كرهاً ولم يكن يرغب في ذلك.. وايده السادة..
= يضحك =
وبعد قليل رفع يده عنهم وعمد الى إعتقالهم.. وظلوا ساكنين تماماً.. ولم يدخلوا في الثورة.. دخل فيها الطلاب والمثقفون والجماهير.. عبود لم يكن موغلاً في الفساد ولا الضغط السياسي.. قام ببعض الإنجازات على قدر وسعه.. و
= مقاطعه =
دكتور الترابي تستند على هذا التاريخ هل لتقول أن حزب الامة لن يكون فاعلاً في المعارضة؟؟
= يتجاهل السؤال ويمضي في السرد التاريخي=
وتذكر كيف كان الفعل لكل هذه القوى مع النميري.. في الناس من شدّ الصراع مع النميري وفيهم من كان مع الامام الهادي في الجزيرة ابا وفيهم من تركه.. وانت تعلم من تركه!!
= يضحك =
وانت تعلم من كان اسبق الناس لمصالحة نميري بعد الغزو من ليبيا.. هو له مشكلة مع هذا النظام (يقصد الإمام الصادق).. يحسب أنّ الحركة الإسلامية إستهدفته وأخذت منه الحكم.. ونحنُ ما استهدفناه.. نحن ما خرجنا من السلطة بل اُخرجنا منها كرهاً.. هو لم يخرجنا.. بل الجيش هو الذي...
= مقاطعه =
قبل أن نغادر هذه النقطة المهمة.. أنتم في الحركة الإسلامية متهمون بأنّكم خرقتم (ميثاق الدفاع عن الديمقراطية) الذي وقعتم عليه مع أحزاب الإنتفاضة!!!.
= يعقد حاجبيه في دهشة وإستنكار =
لكن من الذي أخرجنا من الحكم؟؟.. الجيش هو الذي أخرجنا.. هذا مشهور يا أخي.. هذا كُتب في الصحف.. هذا ليس سراً.. الجيش بلواءاته وقادته ونياشينه.. وقالوا له (يقصد الإمام الصادق) نحن مضغوطون.. سيدعمون قرنق ويهزموننا إن لم تُخرِج هؤلاء.. أخرج هؤلاء أو لنخرجنّك..
= ضحك وشدد كثيراً على كلمة (لنخرجنّك) مكملاً الوصف بيده =
مذكرة الجيش هذه كانت للعامة.. ولكن المحتوى الذي قيل (لتُخرج هؤلاء أو لنخرجنّك).. نحن لم نخرج على الدستور ولا على إتفاق طوعاً.. كنّا افضل حالاً.. كان لدينا قوامتنا من الصحف.. والمثقفين كانوا معنا.. فزنا بدوائر الخريجين.. وكان مَدُّنا متقدمٌ جداً.. وهو الذي دعانا للحكومة لأنّ الحزب الآخر (يقصد الإتحادي) ضغط عليه.. و..
= مقاطعه =
دكتور نعود لمحورنا.. خرج الحزب الإتحادي من تجمع المعارضة.. وأنتم قليلون في التجمع.. تحتاجون لوجود حزب الامة معكم.. لا تستطيعون الإستغناء عنه.. ما رايك؟؟!!.
لا طبعاً.. نحن لا نريد أن نُخرج أحداً حتى نفوز.. لا أستطيع أن ادّعي ان ثورة اكتوبر خاضها حزبنا وحده.. ولم يكلفني بندوة أثارت الناس وبدأت التفجر.. لم ارى حزباً واحداً فيها.. صحيح بعض القوى صالحوا النميري..
= مداخلة =
من هي تلك القوى.. سمها لنا!!.
لا حاجة لي لاسميها.. لو قرأ الناسُ التاريخ سيعرفونها.. ولكن كل الحركات في تونس ومصر وليبيا وحتى هُنا في إكتوبر.. الجماهير هي التي خرجت.. وهي تخرج لتُحطم نظاماً تكرهه.. إمّا لأسباب سياسية كأن لا يتيح لها السلطان الحريات.. أو لانّه يتولى على المال العام تبديداً له في غيرما حق.. أو لأنهم يرونه قد أذلّ البلد تماماً.. أو أنّه قطع البلد كمثل تقطيع هذا النظام للسودان.. الآن كل السودان يتهتك سياسياً واقتصادياً وكل الشعب يتأثر بذلك.. ولكنّ الثوار يهدمون.. هذا ليس في تاريخنا وحده بل في تاريخ أوربا كذلك.. الثوار يهدمون ولكن قد لا يستطيعون ان يبنوا خَلَفَهُ.. لذلك تأتي الأحزاب لتنظم الولاءات.
دكتور الترابي.. السؤال مازال قائماً.. هل وجود حزب الأمة أو عدمه داخل التجمع المعارض لن يؤثر على عملكم؟؟.
=يسأل =
ماذا تقصد بعملنا.. هل تقصد الثورة؟؟..
= المحرر يجيب =
نعم على الثورة وعلى برنامجكم لإسقاط النظام!!.
= يجيب د.الترابي بصوت يشير الى اليقين =
لا وجودنا داخل المعارضة.. لاوجود حزب الأمة.. ولا وجود الإتحادي... سوف يؤثر على الثورة.. صدقني.. صدقني.. صدقني (كررها ثلاث مرات).. نحن لا نريد أن نصوِّب عليهم.. الإتحادي شارك أكثر من الأمة في الحكومة.. ومن قبل شارك بعضه بعد أن إنشطر.. نحن لا نريد أن نصوِّب عليهم.. نحنُ نريد أن نصوِّب كل طاقاتنا اتجاه هذا النظام.. السلطة عند زمرة قليلة هي التي تستولي على الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي.. كل هذه الوزارات ليست إلا ترضيات لا قيمة لها أصلا.. الحزب يدخل أو يغادر الحكومة.. لا يتاثر به النظام.. قد يهم هذا الأفراد في متاعهم الشخصي وكسبهم المادي.. نحنُ كنّا نريد أن نحتفظ بالحزب الإتحادي وحزب الأمة وكل القوى الحديثة مثل الحزب الشيوعي والأحزاب التي بدأت تتشكل حديثاً لا أدري حجمها.. ربّما ندركه في إنتخابات قادمة.. صدقني كنّا نريد أن نحتفظ بها جميعاً.
دكتور.. في آخر مؤتمر صحفي.. إتفقتم مع حزب الأمة على إسقاط النظام.. ولكن لم تتفقوا على آلية الإسقاط.. حزب الأمة يرفض العمل المسلح.. بينما يؤيده آخرون في المعارضة.. هل تتوقع أن تكون هذه نقطة خلاف عميقة مع حزب الأمة.. تقوده لخارج المعارضة مرةً اخرى؟؟.
بالطبع.. نحن لن نسقط النظام بالدعاء فقط..
= يضحك =
كما يفعل الآن الكثير من المسلمين.. يدعون على اليهود.. ويذهبون لينامون..
= وضع يده تحت راسه تمثيلاً للنوم =
إذن عرفنا آلية الدعاء.. ماهي آلية العمل؟؟.
العمل؟؟.. العمل هو الثورة.. والمعروف كيف تقوم الثورات.. هي هبات تقوم في كلِّ البلد.. والثورات تكون دائماً اقوى من السلطان بقوته.. والقوات النظامية عادة تطيع السلطان.. وإذا كانت الثورات محدودة فإنّها تحاصرها وتضربها.. ولكن إذا قام الشعبُ قومةً واحدةً هكذا
= واشار بيديه في دلالة على إشتعال النيران وإضطرامها.. وواصل الحديث =
كيف سيضربونها؟؟ بالشرطة؟؟.. الى أين تنتمي الشرطة؟؟.. هل ينتمون الى الحاكم وحده؟؟.. إنّهم لن يقتلوا آباءهم وإخوانهم.. أتُرى يقتلونهم بالنهار.. ويتلقون العزاء فيهم بالليل؟؟.. والقوات المسلحة مهمتها الدفاع عن الوطن.. لا عن شخصٍ ولا زمرة.. لو قتلوا أهلهم لن يصبحوا جيشاً ولا أمناً ولا شرطة.. سيصبحون أهل بكاء وعزاء.. يجلسون في الصيوانات يتلقون العزاء ويندبون حظهم.
= يضحك =
كل الثورات بدأت كذلك.. في إكتوبر.. الشرطة بعد أن قتلت طالباً.. كفت يدها.. والجيش بعد يومين قال لقادته (نحن هنا لنقاتل عدواً.. لا لنقاتل أهلنا).. وذات الشيئ حدث لعمر محمد الطيب فنميري لم يكن موجوداً.. ونفس الشيئ حصل لبن على.. ولحسني مبارك.. وسيحدث لهم قريباً أو بعيداً.
= يضحك طويلاً =
أزمات السودان استفحلت.. تبتَّر جنوبه ومازال مهدداً بالبتر غرباً وشرقاً.. والأزمة الإقتصادية اشتدت.. والحريات لا يجدونها.. والآن السودانيون كلهم تعلموا.. إزداد التعليم وكل أحد يريد الحرية.. يريدُ أن يسمع ما يشاء.. ويقرأ ما يشاء.. وينتمي كيف يشاء.. والإنتخابات يعلم الكل أنّها زائفة.. لو صوّت الناس لسؤال (هل الله يوجد أو لا يوجد) لن تكون النتيجة 99%.. فهنالك ملحدون وكافرون ومشركون ومنافقون.. فكيف تكون نتيجة إنتخاباتهم بمثل هذه النسبة.. ولكن لا أحد يدري!! هل كنا أوعيى الشعوب وأقواها في ذلك الزمان؟؟.. لما خضنا ثورة إكتوبر 1964؟؟.. والإنتفاضة؟؟.. وهي أنظمة لم تكن واسعة الفساد.. فلا أموال اقترفوها ظلماً يريدون حمايتها.. ولم يرتكبوا فينا جرائم واسعة المدى ويريدون أن يحتمون من المحاسبة دولياً ومحلياً عليها.. ولكن هؤلاء سيقاومون بعض الشيئ لهذا لا بد للقومة والهبة أن تتسع.. ولكن أيضاً إذا اتسعت وطال مداها فسيحمل الشعب السلاح.. والسودان كله يحمل السلاح الآن.. وإذا دخل السلاح.. دخلت معه القوى الأجنبية التي تبيع السلاح.. والتي تبغي ماوراء بيع السلاح.. وستكون فتنة.. وهذا ما لا نرجوه للسودان.. لهذا أردنا أن نجمع كل القوى السياسية.. حزب الأمة والإتحادي..
= يقترب من جهاز التسجيل كأنّما سيقول سراً =
صدقني كلّ الحزب الإتحادي.. لا يريد هذا النظام
= يضحك =
= مقاطعه وسؤال =
لو سمحت يادكتور الترابي.. لماذا إذن يُشارك الإتحادي في الحكومة؟؟.
نحنُ بشر.. إذا اشتدت علينا الوطأة وما احتملناها سنُداهن.. ولو ضاق علينا المعاش.. ورغبنا النظام سنرغب في شيئ.. فهنالك من تُرَغِّبَهُ فيَرْغبْ.. وتُرْهِبَهُ فيَرْهَب.. وهنالك صابرون.. لا يبالون بالسجون وضيق المعاش.. ولا بُدّ أن تكون هنالك قيادات بالطبع لتضرب المثال.. فلا تسال المواطنين عن هذا.. فهم ضعاف لا يحتملون.. كلهم كانوا مع الإتحاد الإشتراكي فهل صدقوا؟؟.. لم يبق منهم واحداً.. وأنا لا أقول السودانيون مكتوبٌ عليهم النفاق.. لكن هذه سننٌ مكتوبةٌ على كل الشعوب.. اين حزب بن علي؟؟.. اين حزب حسني مبارك؟؟.. وإذا زال هذا النظام سيسال الناس هذا السؤال؟؟.. اين كذا
= يشير بيديه ويضحك بسخرية =
لانّ الولاء ليس عن صدق.. وايضاً نريد أن نمضي الى الأمام.. فكثير من الثوار حينما لا يجدون ما يفعلونه بعد الثورة.. ينقلبون الى الوراء.. يقولون نريد أن نحاسب فلان ونسجن فلان.. طبعاً هذه لا بدّ منها.. يجب محاسبة من سرق مال الشعب وانتهك عرضاً.. لكن هنالك المستقبل.. لا بد من النظر للأمام.. لا بد من التخطيط للمستقبل لا للماضي.. أنت لو تدبرت مسيرة الحركة الإسلامية هذي.. هي لم تدرِ متى يسقط عبود.. لكن خططت لعبود وماوراءه.. ومنذ أن سقط لم تذكره يوماً.. ونظمت نفسها باسم جديد وتنظيم جديد.. وكذلك في عهد مايو سُجنت أكثر السجون.. ولكن بعد سقوط مايو لم تذكر نميري ولا عمر الطيب ولا بكلمة.. إنشغلت بمستقبل البلاد ومستقبل الإسلام.. نحنُ نؤمن بالآخرة.. ليست تلك الآخرة فقط.. ولكن أقصد ماوراءنا.
د.الترابي.. أنت متهم بأنّك وراء تمويل حركة العدل والمساواة.. على الأقل تمويلها بالأفكار.. كيف ترد على هذا الإتهام؟؟.
يا أخي.. متى تأسست حركة العدل والمساواة؟؟.. المؤتمر الشعبي متى تأسس؟؟.
= مقاطعه =
يقال أنّ حركة العدل والمساواة هي ذراعكم العسكرية؟!!؟.
= يضحك =
أنتم كلكم اصبحتم اسرى للسلطان.. إذا قال ذراع عسكرية أنتم تقولون ذراع عسكرية.. وإذا قال خائن يقتل قلتم خائنٌ يقتل.. وإذا قال شهيد قلتم....
= مقاطعه =
نحنُ نسوق إتهامه إليكم بعلاقتكم بالحركة؟؟.
ولكن هذا ( يقصد د.خليل إبراهيم) خرج من الحركة الإسلامية قبل أن نتفاصل معهم.. إختلفنا من البداية.. منذ ان بدأت ظواهر الفساد.. وظواهر المركزية القابضة للمال والسلطة.. ورأى ما دار في الجنوب.. هو كان مستشاراً في الجنوب.. هو من الغرب.. لكنّه تزوج من الجزيرة.. وعمل بالجنوب.. هو ليس إقليمياً متعصباً.. هو إسلامي قومي.. ولذلك ناصحهم كثيراً وقال لهم إذا لم نتعظ سيكون الغرب مثل الجنوب.. ودارفور الآن ليست مثل الجنوب.. فالإعلام العالمي الآن أنشط وأقرب وكل الفضائح تنتشر.. وتذهب لمحاكم عالمية.. ولكنه يئس وقال هؤلاء قومٌ لا يؤمنون.. لا يؤمون بالحجج نتجادل بها.. فقط يؤمنون بالسلاح الحراب نتطاعن بها.. لذلك قال لا بدّ أن أذهب واستدرك الأمر قبل أن يستفحل.. و..
= مقاطعه=
هل قال ذلك لكم؟؟؟.
قاله لهم ولنا.. وبقينا بعده زماناً.. وقال لنا تريدون سياسة.. لن تجدي سياستكم شيئاً.. عندهم المال والسلطة.. وبعد قليل إذا إنقلبوا عليكم سيُذيقونكم الأذى.. نحنُ لا نموِّلهم.. ولكن لا ندينهم ابداً.. ماذا تريد لهم أن يفعلوا؟؟.. هم ليسوا موصولون بالصحف ولا المنتديات.. ويُقتلون قتلاً.. فماذا يفعلون؟؟.. الحركات في ليبيا فعلت كذلك حينما أذاقهم القذافي الأذى.. هذا من الدين.. من إعتدى عليك فاعتدي عليه بمثل ما اعتدى عليك.. إذا كانت حجةً بحجةٍ يمكن أن يستمر الجدل.. ولكن إذا حدث إعتداء.. فهو لا يردُّ إلا بالإعتداء.. الآن هم يعملون بالسلاح ونحن نعمل بالسياسةٍ.. لكن غايتنا واحدة.
(إنتهي الجزء الأول من الحوار.. وقريباً ينشر الجزء الثاني)
التيار
هل ترغب فى بيع منتج او خدمة - هل تريد لعملك التجاري النجاح الاكيد - اسواق فيلا : الحل الامثل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.