مواطن غلبان يقول لآخر: (هم- يعني »النافذين« يفحطوا في المكاتب وأولادهم يفحطوا في الشوارع). كتبت في هذه المساحة خلال العام الماضي على الأقل مقالين اشتكي فيهما من الازعاج الذي يسببه »أولاد الذوات الجدد« الذين يمارسون ما يطلق عليه الخليجيون »التفحيط« في طرقات الخرطوم- وعلى طول كورنيش النيل الأزرق ،وفي شوارع ذات مسارات متعددة مثل الستين الذي اعيدت تسميته باسم »النفيدي« وحول مستشفى (رويال كير) مقابل منزل هذا الكاتب الذي يعاني من الازعاج ،كما عدد كبير من سكان الأحياء القريبة من مواقع »التفحيط«.. - خلال الشهور الفائتة التي تجاوزت الثمانية- وعند الساعة الواحدة صباحاً يبدأ »أولاد الاثرياء الجدد« حديثو النعمة المنبهرين بها -ممارسة »التفحيط«- الرياضة الخطرة التي قد تكون مهلكة لهؤلاء الفتية.. وقيل في بعض التقارير ان بينهم بنات واولاد مغتربين يسكنون في شقق كمجموعات »عزابة«.. - غالبيتهم مراهقين ومراهقات وبعضهم يقود السيارة «الفخمة» وهو ليس في كامل وعيه.. - عندما يئست من الشكاوى لدى رجال الشرطة الذين ينتشرون في مناطق متفرقة من البراري- توجهت ذات مرة إلى حي المعمورة جنوب العاصمة حيث مركز شرطة مرور. وسألت هناك الجنود والضباط ان كانت هناك دوريات لضبط المخالفين الشباب وحظرهم من ممارسة هذه »الصعلكة«.. - في البداية كان افراد المرور متحفظين في تصريحاتهم ازاء هذه الظاهرة، إلا أن أحدهم تمتم أنهم يقومون من وقت لآخر بمطاردة سيارات المراهقين »ولكن ما قدرنا نحوشهم لأنهم شاطرين في المناورة والمراوغة والزوغان.. الاولاد دول شواطين عديل«.. - عند إصرار هذا الكاتب قال أحد الضباط ما امتنعت عنه قيادات شرطة الخرطوم: »أبناء نافذين وراء ظاهرة »التفحيط« في شوارع الخرطوم.. - تخيلوا احتكاك اطارات السيارات الجديدة »كرت« منطلقة بسرعة هائلة تتجاوز »140« ميلاً في الساعة- بعد منتصف الليل- وسكان الأحياء القريبة من عمليات »التفحيط« يحاولون النوم بعد يوم طويل من النضال والمعاناة.. قبل أيام وبعد إعلان شرطة الخرطوم بتورط اولاد الذوات في تلك الممارسات الطائشة، سألني الزميل بابكر العراقي مدير الإعلانات في »الرأي العام« ان كنت قد لاحظت في الايام الفائتة هدوءا في شوارع البراري بعد الواحدة صباحاً.. نعم لاحظت، وقلت لبابكر ربما تكون تلك الهدنة تقود إلى قرار »المتفحطين« لتهدئة »اللعبة« بهدنة مؤقتة انتظارا لعودتهم لاحقاً إلى ساحة المعركة.. وقلت أن الشرطة ربما قد ادركت أخيراً خطورة هذه الظاهرة على المجتمع وقررت التصدي لها فكثفت دورياتها وخاصة بعد منتصف الليل.. وسمعنا ان كبار جنرالات الشرطة قد اشتركوا الاسبوع الماضي في الحملات الليلية.. - ولكن خاب أملنا ليلة الجمعة الماضية، وبالتحديد في الساعة الواحدة والربع، فقد قمت من النوم مذعوراً بهدير السيارات المتسابقة التي اخترقت المسامع.. فقد عاد »الشواطين« إلى ممارسة هذه الهواية القاتلة.. هذه المرة عادوا بقوة وكثافة لم نعهدها من قبل.. - تساءل جار عزيز: الأولاد ديل ما عندهم أهل.. ما يزجروهم ويجلدوهم ويقفلوا منهم مفاتيح السيارات.. شنو الدلع ده.. ولكن كلهم حياكلوا القرض.. وحيندموا .. الأولاد والبنات وأولياء الأمور..