قرر مسؤولو جامعة الخرطون، اكبر جامعة سودانية، وقف الدراسة قبل اسبوع واحد من انتهاء السنة الدراسية، وذلك بعد سلسلة من التظاهرات الطلابية التي تحتج على التضخم الكبير في البلاد، كما ذكرت الاحد مصادر جامعية. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مصدر في جامعة الخرطوم ان ما حدث ليس اغلاقا للجامعة ولكن المسؤولين اسرعوا فقط في انهاء البرنامج الدراسي.. بدلا من السماح باندلاع اضطرابات"، موضحا ان على الطلبة التقدم الى الامتحانات بعد شهر رمضان، اي في اواخر آب-اغسطس. ويشمل هذا القرار معظم كليات الجامعة الرئيسية في وسط الخرطوم، لكن الدروس مستمرة في كليات اخرى تابعة لها كما قال المصدر نفسه. وقد اعقب هذا الاعلان تظاهرة طلابية في الحرم الجامعي، هي الاكبر على ما يبدو منذ بداية الحركة الاحتجاجية في 16 حزيران-يونيو. واحتجاج طلبة جامعة الخرطوم على ارتفاع اسعار المواد الغذائية، امتد في انحاء السودان على اثر الاعلان عن تدابير تقشفية من قبل الرئيس عمر البشير، ولاسيما وقف برنامج دعم المحروقات. وبالاضافة الى المطالب الاقتصادية، يطالب المتظاهرون بالافراج عن عدد من زملائهم الطلبة الذين ما زالوا موقوفين والذين قد يخسرون سنتهم الدراسية، كما اوضح مصدر آخر في الجامعة. والتظاهرات الطالبية التي باتت تستهدف النظام مباشرة، هي الاطول التي يواجهها الرئيس البشير الذي يتولى السلطة منذ 23 عاما. لكن هذه التحركات لم تبلغ بعد الحجم الذي بلغته في بلدان الربيع العربي. وفي بداية السنة، اوقفت السلطات الدراسة في جامعة الخرطوم طوال اكثر من شهرين على اثر تنظيم اعتصام ومقاطعة الامتحانات بعد مواجهات مع الشرطة في كانون الاول-ديسمبر. وكان أكثر من 30 شخصا أوقفوا الجمعة في السودان بعد ان اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على جامع تحول رمزا لحركة الاحتجاج الشعبية التي انطلقت قبل حوالى شهر في السودان، بحسب مصدر في المعارضة. وتجمع مئات الاشخاص في مسجد ودنوباوي في أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم على الضفة الاخرى من النيل بحسب مريم المهدي العضوة في المكتب السياسي لحزب الأمة وابنة رئيس الحزب رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي. وبعد اداء صلاة الجمعة لاذ الكثيرون من المصلين في المسجد بالفرار عند استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة، بحسب المهدي متحدثه عن "اصابة الكثيرين" اختناقا. واضافت لاحقا ان حوالي 200 متظاهر اجبروا على مغادرة المسجد "تحت ضربات" الشرطة. وتحدثت المهدي في مقابلة مع فرانس برس عن رد فعل يزداد عنفا من قوى الامن في مواجهة التعبئة التي انطلقت في 22 حزيران-يونيو حول المسجد المرتبط بحزب الامة، واتهمتهم باستخدام رصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع ثم الرصاص الحي. وتندرج هذه التعبئة في اطار حركة الاحتجاج التي اطلقها في 16 حزيران-يونيو طلاب من جامعة الخرطوم للتنديد برفع اسعار الاغذية وسياسة التقشف التي تتبعها الحكومة والحكومة نفسها. وتجري الاحتجاجات من خلال تظاهرات صغيرة متزايدة ولا سيما الجمعة في الكثير من احياء الخرطوم وغيرها من المدن. وغالبا ما تفرق الشرطة هذه التجمعات بعنف. وقلل الرئيس السوداني عمر البشير من اهمية هذه الحركة مؤكدا انها لا تشبه في شيء تحركات الربيع العربي التي اطاحت بعدد من الرؤساء التاريخيين في المنطقة. وينشر الناشطون السودانيون على غرار نظرائهم في سوريا وغيرها تسجيلات فيديو لتظاهراتهم عبر الانترنت لايصال رسالتهم في بلاد تخضع الملعومات فيها الى رقابة مشددة وحيث اوقف عدد من الصحافيين السودانيين والاجانب مؤخرا.