شعبنا السوداني غير مستفيد من هذا المصنع بل يتأذى أذى جسيما من وجوده . دولة إسرائيل قدمت خدمة جليلة لشعب السودان وللإنسانية بقصفها مصنع اليرموك لانتاج الاسلحة جنوب العاصمة الخرطوم ليلة 24 أكتوبر 2012ف .فليس الشعب الاسرائيلي وحده المتضرر من هذا المصنع الذي يمول منظمات إرهابية تهدد أمن وسلامة شع إسرائيل ؛ بل أن شعب السودان هو أول المتضريين من هذا المصنع ؛ وشعوب كثيرة أنهكها الضرر . كان قصف اليرموك مصدر فرح وسرور لسكان المخيمات في يوم العيد ؛ وصدمة أعضاء النظام بفقد ترسانتهم الحربية شكل اسباب كافية للسرور في زمن الكآبة والأحزان . اليرموك ؛ إسم نهر باسيا الغربية وقعت قربها معركة بين جيوش العرب المسلمين وجيش الإمبراطورية البيزنطينية للروم الشرقيين في القرن السابع الإفرنجي(636 ف) ؛ يروي التاريخ العربي الإسلامي من جانبه أن الجيش العربي المسلم حقق إنتصارا كبيرا على أعدائهم الروم ؛ لكن التاريخ العروبي أعور؛ والسوداني مزيف لم نطلع على رواية الطرف الرومي الأخر لتتكامل الصورة حول حقيقة ما بات يعرف باسم "معركة اليرموك" . اليرموك ؛ علم يعيد أمجاد الحضارة العربية الإسلامية ؛ إلا أنه لم يشيد بالإسم مصنعا في بلدان المركزية العربية في الشام أو الخليج بغرب اسيا ؛ أو المستوطنات العربية في شمال إفريقيا ؛ بل بنيت في السودان ؛ هامش العروبة على يد اليمين من نخبة أقلية الجلابي . بتمويل أجنبي . الهدف الأساسي من اليرومك إنتاج أسلحة وأستخدامها في إبادة الأمم الزنجية سكان السودان الأصليين والتي بدأت بحرب الجهاد في الأقليم الجنوبية منذ 1990ف ؛ ومدى المصنع السودان بترسانة ضخمة استخدمها الجيش و المليشيات الموالية والمعرضة للدولة ضد بعضها البعض حتى يتسنى للدولة الغريبة ان تحي وسط بحر من المتناقضات. الأهداف الأخرى للمصنع هي تسليح الجماعات العقائدية المسلحة في المنطقة ودعمها لممارسة أعمالها قتالية في بلدان مختلفة. حركة حماس . حركة الجهاد الإسلامي . حزب الله . تنظيم القاعدة . جبهة التحرير الاسلامية الإرترية. متمردي جبهة أوغادين في إثيوبيا . حركة الشباب الصومالية . القبائل البدو في شرف تشاد. أنصار الدين في إقليم الأزواد شرق مالي . الهدف الأقصى للمصنع ؛ هو تسليح أبدي لدويلة إسلامية رجعية التفكير (أندلس أفتراضي ) في أرض لا تمتلكها وشعب يرفضها . إنطلقت فكرة الدويلة منذ تأسيسها بتبني العنف الممنهج كسبيل وحيد للبقاء في أرض تشتعل بالثورات من كل الإتجاهات ؛ وفي عالم مغاير يشهد تقدم وتطور ويدعو للسلام وينبذ العنف. مصنع اليرموك في الخرطوم ينسب تمويله وخبراءه وتقنيته إلى الحرس الثوري الإيراني ؛ فيما تؤكد جهات أخرى أن بالمصنع أسهم لمنظمة القاعدة للمنشق السعودي أسامة بن لادن. مصنع اليرموك ؛ يجسد فكرة عدوانية لانهائية على اسس غير منطقية ؛ ويظهر السودان دولة إرهابية بجدارة ؛ ومن هنا يفهم كيف بقى إسم السودان في رأس قائمة الدول التي ترعى الإرهاب لدى الدول الغربية ؛ وهو فعليا دولة تمارس إرهاب الدولة ضد من هم مواطنيها ؛ شعب أعزل يكافح من أن أجل أن يعيش بمساواة وعدالة وكرامة . 70% من الميزانية العامة في السودان تصرف للامن في منظومة دولة أقلية التجار الجلابة؛ وأمن النظام اي تصرف تلك الاموال من ميزانية بلادنا لبرنامج الجيش والبوليس وجهاز الامن والمليشيات القبلية و الامنية المتعددة والمليشيات الارهابية الأجنبية ومصانع الاسلحة مثل مصنع اليرموك . فيما حاجة المواطنين البالغ عددهم 31 مليون نسمة إلى الغذاء والمياه النقية ؛ والتعليم والصحة ؛ والإسكان والطرق والمواصلات تعجز دولتهم تلبية عشر منها ؛ بل أصبحوا يبحثون عن عالم أخر يلبي حاجتهم إلى الأمن والسلامة من خطورة دولتهم التي يفترض أن توفرها لهم . تصرف ثلاث ارباع الميزانية السنوية بالسودان والتي تقدر بنحو ثلاث مليارات دولار امريكي في برنامج التسليح و حرب الابادة من تكوين المليشيات ضد الشعب إلى شراء طائرات حربية إلى تصنيع أسلحة في اليرموك. دأب مصنع اليرموك في إنتاج الاسلحة التي تفتك بشعبنا منذ حملة إبادة شعب جنوب السودان وجبال النوبة وجبال النقسنا الى إبادة شعب دارفور وشعب البجا وسكان الكنابو والحزام الاسود. المهم في هذه النقطة ليست إختراق طائرات أجنبية للمجال الجوي السوداني (وان ذلك لامر مستفز في أحوال أخرى) لا؛ بل ما الفائدة التي يقدمها المصنع لشعب السودان الذي لا خصومة له مع اي امة او شعب في الارض ؟ ماذا إستفاد ويستفيد الموطنيين السودانيين من مصنع ينتج الأسلحة والدمار في بلد فقير نامي يسعى شكانه لبناء علاقات صداقة مع كل شعوب وأمم الارض ؟ غاية المصنع يجعل منه هدفا مشروعا لتلك المقاتلات الحربية الأجنبية ؛ كما هو هدف مشروع لشعب السودان ممثل في حراكه المسلح في الأقاليم الثائرة. فتدمير المصنع أمر مهم وضروري للسودان ؛ اذ يمثل اليرموك - هذا الاسم الارهابي - احد امدادات البقاء لدولة الابارتهايد الجلابي في بلادنا . ووجه من اوجه الارهاب الدولي المنتهك لحقوق الانسان العالمي ولسيادة الدول . من أجل حماية أمن شعبها قصفت اسرائيل هدفها في الخرطوم بعيدا عن أراضيها ؛ ولم يتجاوز القصف دائرة الهدف ؛ فيما كانت الخرطوم مهددة أمن مواطنيها تنقل أسلحة المصنع لتدك بها أهدافا لها داخل السودان ولا تميز بين المدنيين والمتمردين عليها. إسرائيل إذن تقدم درسا في أخلاق الحرب لنا جميعا شعوب السودان ؛ ودرسا خاصا للنظام الحاكم . وضد إسرائيل عدوة العرب المعشوقة ؛ لم تجد مجموعة الخرطوم سندا حليفا عربيا يساندها بالرد او حتى يدين لها القصف يوم دمرت مصانعها .لقد أدارت الدول العربية ظهرها للخرطوم عاصمة السوود(ان ) ليس لأن إيران الفارسية (الأعجمية ) في صف الخرطوم ؛ بل لأن خصومة إسرائيل خصوصية عربية كما في الذهنية العربية فما "بال هؤلاء الزنوج ؟" والخرطوم التي طالما تنكرت لهويتها الافريقيانية الأصيلة سمعت ما قالته العرب في مجالسها " أن إسرائيل عدوتنا نحن ؛ ونحن أصحاب الحق الوحيدون في عداوتها وصداقتها ". قصف مصنع اليرموك يأتي في سياق صراع أممي إقليمي دولي ؛ لا بقرة لأهل السودان فيها ولا ثور ؛ إلا إننا شعوب السودان وبسبب مصنع اليرموك المضر بلنا ؛ سنكون في صف الأمم التي ستؤيد و بلا تحفظ أي ضربة إستباقية لمصانع التدمير الشامل الإيرانية من إسرائيل أو غيرها ؛ مثلما دمرت من قبل مصانع عراقية مماثلة في ثمانينات القرن الماضي ؛ وذلك لأننا كأمم زنجية (أعجمية بوصف العرب) تأذىنا بما يكفي من البرامج الإرهابية للمجموعات الأصولية في المنطقة .