عندما تعود بي الذكريات للوراء أتذكر أطفالنا في المدارس عندما يسألهم أحد ماهي أمنياتكم سرعان ما يتبادر لأذهانهم الطب فتجدهم يجيبون بكل براءة .. دكتور .. دكتور .. دكتور .. لأنها مهنة الملائكة ومن اشرف المهن الإنسانية أساسها الرحمة والإخلاص والتفاني في الحفاظ علي أرواح الناس بغض النظر عن أشكالهم أو ألوانهم أو دياناتهم أو حسابات الربح والخسارة يملكون أو .. لا يملكون وحتي لو إضطر الطبيب لمعالجة كل مرضاه مجانا فهي مهنة الأخلاق والمباديء السامية والإنسانية والضمائر الحية والطبيب دائما وأبدا يجب أن يكون الملاذ الآمن لمرضاه ...... اما اليوم فحال الطب والاطباء في السودان يجعلنا نموت كمدا علي الإنسان السوداني الذي لا يملك ثمن الكشف والدخول للطبيب ! وأصبح الإهمال وسوء المعاملة واللامبالاة في المستشفيات إبتداء من مستشفي الخرطوم والحوادث وكل مستشفيات العاصمة القوميه العامة سمة غالبة علي اطبائنا ودكاترتنا ...أما في المستوصفات الخاصة والعيادات الخارجية الأشبه بالفنادق والأسواق التجارية عبارة عن مراكز تجارية هدفها اللهف وراء التكسب السريع دون مراعاة لأخلاقيات المهنة فلا يستطيع رؤيتهم والدخول إليهم إلا علية القوم وأغنياء البلد ورجال الأعمال من الحرامية والإنتهازين وصفوة المجتمع وفنانات القعدات والإغراءات والفضائح والألف علامة إستفهام .. وحتي لا أكون كمن تدور حول نفسها فأنا أعني تحديدا تاجر الصحة الحرامي والإنتهازي مأمون حميدة الذي تاجر ولازال يتاجر بالطب والطب منه براء ودونكم من شردوا من جامعة الخرطوم في زمانه وهو المالك للهوتيلات خمسه نجوم المستشفي الأكاديمى ومستشفى يستبشرون ومستشفي الزيتونة وجامعة العلوم الطبية والدكتور في عيادته بالحوادث والمقدم ايضا لبرنامج تلفزيوني الاسئلة فيه لجنس النساء مستفزة جدا حيث إنه يسأل السودانيات بشكل لا يخلو أبدا من ( التعرصة ) .. : : عذرا قرائي علي الكلمة فلم أجد والله في معاجم اللغة ما يقارب إحساسي وشعوري وكمدي وغضبي تجاه الاسئلة المستفزة للسودانيات في برنامج هذا ال................ ( تموها براكم كل علي هواه ) رغم إنه لا حياء في العلم ولكن تنطبق المقولة علي العلماء اللذين يهبون أنفسهم وأموالهم وعلمهم للشعوب دون مقابل ولكن هذا الفاسد حرامي عداد الكهرباء المتكسب والمتربح من أرواح ومآسيء ومصائب الناس فهو عار علي الطب والاطباء في السودان ... الله يرحم زمن الطبيب لما كان إنسان .... رحم الله عمر بليل وعوض دكام والضوء مختار وغيرهم ممن ساهموا في إنقاذ حياة الكثيرين وتقديم العلاج دون السؤال عن الثمن ودون المتاجرة او الإستثمار بإنسانيتهم وطبهم وأرواح البشر ولو كان اليوم لدينا أمثالهم لكنا يومنا هذا نسابق الأمم .. وبالجد ياحليلو زمان لما الطبيب إنسان تعال وشوف الآن ياعوض دكام العلاج قاسي والكشف أرقام.