وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غازي العتباني تحول إلى المذهب الشيعي فأقالوه: نار نافع ولا جنة علي عثمان محمد طه
نشر في سودان موشن يوم 09 - 04 - 2013


يا بنات!! ما تقولو "سما"... قولو "سماااااء"
من هو إلياس اللوزي؟ من المؤكد إنه اسم مستعار، وفي الغالب صحفي كبير يعمل في تيم علي عثمان محمد طه. هل أخطأت؟ ما أن تكمل قراءة مقالته " صقور الإنقاذ
يهددون البشير ويبعدون غازي" حتى تدرك أن كاتب المقالة في صف علي عثمان محمد طه وعصابته.
من الطبيعي أن تكون هنالك حركة دائبة لوراثة البشير. حين سأل الدكتور ثروت الخرباوي أستاذه أحمد إبراهيم أبو غالي: ولماذا تخترق الماسونية جماعة الأخوان المسلمين؟ رد عليه أستاذه: (السؤال الصحيح هو: كيف لا تخترق الماسونية جماعة الأخوان المسلمين؟ سيكون مثيرا للدهشة إن لم يحدث هذا!!). ص 246. ما هو الغريب إذن أو الجديد في الأمر؟ الطامحون والمغامرون لاعتلاء السلطة كثيرون وأولهم علي عثمان محمد طه. ولكن السؤال: هل يرثها علي عثمان محمد طه على جثة شيخه حسن الترابي؟
من هو علي عثمان محمد طه؟
من مواليد 1947م وحتى عام 1971م كان طالبا في السنة النهائية بجامعة الخرطوم. وهنا أحكي طرفة تحكيها شقيقتي المرحومة اشتياق إبراهيم عثمان وكانت من أوائل الطالبات الثانويات (من كسلا) اللائي تحلقن في حلقات الشيخ الترابي، وربما بتأثير من صديقتها "عزيزة"، أكاد أجزم. تحكي المرحومة لأولادها، إنه في عام 1970م في حلقات الشيخ الترابي كان علي عثمان طالبا "عصعوصة" دائما وأبدا يعتنق "كرافتة"، وأشتهر وسطهن بإنه كان يتظارف مع الطالبات بقوله لهن: يا بنات ... ما تقولو "سما" قولو "سمااااء". ولم تواصل شقيقتي رحمها الله حلقات الشيخ ولا أظنها تواصل لأنها أمينة ولا تحب الحرام، إذ لو واصلت لكان لها شأن آخر، ولكن الله رحمها من مضلات الفتن كأن تتحول إلى لصة أو تصبح مثل سعاد الفاتح تمسح الجوخ السلفي السعودي حبا في الريال!!
ولشقيقتي المرحومة اشتياق إبراهيم عثمان الفضل في تجذير التعليم الأساسي وتحسين ظروفه بمدينة بحري، وكانت محبوبة لإخلاصها وتفانيها وتضحياتها، وبلغت شأوا كمديرة للتعليم في كافة مدينة بحري وكانت قاب قوسين كأن تصبح وزيرة ولائية للتعليم الأساسي!! وحدث حادث!! أنزلت بضعة مئات من شوالات الأسمنت في بعض مدارس بحري إما للتحسين أو بناء فصول جديدة!! تفاجأت شقيقتي أن الأسمنت اختفى!! ولأنها محبوبة ومعروف إخلاصها، لم تعدم من يسارع بإخبارها من هو لص الأسمنت!! كان اللصوص بعض أضاء اللجنة التعليمية ببحري!! هل تصدق!! أخذت أثنين من أولادها مثل "الأسود" وذهبت بهم لهؤلاء أعضاء اللجنة وأخرجت الأسمنت من بيوتهم!! ثم أحضرت عشرة ورقات وأخذت تكتب استقالتها من عشرة مؤسسات كانت هي عضو فيها، من ضمنها حزب المؤتمر الوطني!! استقالة بالجملة!! وأخذت تلسع المؤتمر الوطني باللصوصية وشيعت في الوزارة إنها لن تعمل مرة أخرى في صفوفه!! مما سبب حرجا كبيرا للمطبلاتية فأرسلوا وفدا يستعطف زوجها أن تخف اشتياق لسانها شوية عنا، فكان رده وشنو أعمل ليكم!! وتأتي المفاجأة حين وفاتها ولقد حضرت كل بحري عن بكرة أبيها معزية، تفاجأ مئات المعزين بشخص يبكي ويصيح ويرفع أصبعه للسماء ويقول بصوت عالي: أشهد الله أن هذه المرأة عظيمة وصادقة وأمينة، وأعترف أمامكم أنني سرقت الأسمنت الخ وصدقوني احترمت هذا الرجل الذي لم يرى في توبته إلا أن يفضح نفسه ويعاقبها في الدنيا قبل الآخرة – غفر الله له!!
رحم الله اشتياق إبراهيم عثمان!! لم تأخذ من الدنيا شيئا، ولم تأخذ الدنيا منها شيئا!!
نعم ماذا يكون على عثمان من الإعراب؟ لا شيء غير اعتيادي!! وماذا قدم للسودان؟ لا شيء!! كل ما فعله الرجل في حياته أنه كان يتزلف شيخه ويكسر له الثلج حتى أوصله شيخه إلى الأعلى، ويقال أن شيخه هو الذي زوجه من إحدى بنات المهدي!! وماذا كانت النتيجة؟ التلميذ عض إصبع شيخه!! علي عثمان ممسوس بالزعامة من مركب نقص شخصي، وهمه الأول والأخير هو كيف يعفص هذه البيوتات السودانية الكبيرة الشهيرة ويضع رأسه برأسها وقصته وعصام الترابي ووالدته وصال المهدي مشهورة.
شارك علي عثمان وعمر البشير شيخهما الترابي في واقعة تمثيلية المفاصلة عام 1999م كونها مسرحية مصطنعة، فعلي عثمان هو أحد المشاركين والعارفين بالمسرحية!! وهذه النقطة بالذات يستخدمها علي عثمان في ابتزاز كل من عمر البشير والشيخ حسن الترابي!! وهذه النقطة بالذات هي التي تحميه من أن يضعوه في صندوق الزبالة!! فالرجل ليس لديه شيء مفيد لا للبلاد ولا للعباد ولا للحركة الإسلامية، بل هو عبء ثقيل على الجميع. ليس لديه سوى تلك الكلمات الإنشائية الوقورة عبر الارتجال اللفظي الفخم السطحي في التنمية والنقرة الزراعية – إنشاء بلاغي مثل الذي يجيده المحامون، وبعض الفرقعة اللفظية المثيرة من وقت لآخر. غير ذلك فهو يجيد السلوك المسرحي ويلعب لعبة الصمت والغموض البناء لصالحه. هذا إضافة إلى طبيعة التنظيم القطبي الماسوني، فقد فهم علي عثمان مبكرا فضيلة الصمت والتكتم والسرية، حتى رأيه في الدين لا يعطيه أبدا!!
وبهذه النقطة الأخيرة، جذب نحو شخصه البراجماتي منذ الثمانينيات وهو ما زال يحبو سياسيا كل ألوان الطيف الإسلامي من أنصار سنة بجناحيهما، ومتصوفة، ومالكية، حتى أنه فاز في دائرة جبرة وسقط فيها شيخه الترابي عام 1986م!! لقد بز شيخه مبكرا!! ثم أصبح مغناطيسا للسلفيين الاقحاح وحاميا ومعززا للسروريين، ثم قطعا يستظل بظله لصوص المال العام في الحركة الإسلامية، دون أن يقع في الجرم القانوني – وإنما يقف دائما على حافة القانون!!
الخلاف ما ببين الشيخ الترابي وعلي عثمان ليس سببه قضية مؤامرة اغتيال حسني مبارك، وليس سببه قضية مذكرة العشرة - فعلي عثمان كان عراب القضيتين بعلم الشيخ الترابي وتنظيمه. فمذكرة العشرة تمثيلية سيئة دحرجوا لها بعض حسني النية الذين صدقوا أن هنالك مفاصلة حقيقية أمثال الدكتور غازي العتباني الذي أقالوه في هذه الأيام بسبب تشيعه بالمذهب الشيعي، ولأن طبيعة التنظيم القطبي الماسوني تقبل ب "العبيد" وليس الأحرار المفكرين أمثال غازي. ومن هؤلاء حسني النية الدكتور بهاء حنفي – أبعدوه إلى المنفى لأنه مفكر من الطراز الأول، لكفاءته ولذكائه ولفطنته، نفوه كسفير أولا في تركيا ثم لاحقا في ألمانيا!! ما زال الدكتور بهاء ينتظر كأن ترضى عنه عصابة "مصطفى مشهور" نسخة السودان. يقول الدكتور ثروت الخرباوي في كتابه "قلب الأخوان":
“الأخ بين يدي مرشده كالميت بين يدي مُغَسِله، يقلبه كيف يشاء. وليدع الواحد منا رأيه فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه".
وبدورنا نقول للدكتور بهاء لماذا تميت نفسك وأنت حي؟
عندما التقى "علي وعلي" في السفارة السودانية في برلين، وكثر اللغط في أبعاد هذا اللقاء "العلوي" ومراميه، كتب أحد موظفي السفارة الدبلوماسيين "خدمة المعبد" خالد موسى دفع الله مقالة في صحيفة الصحافة شارحا الحدث. ذكر فيها أن السفير السوداني (يقصد دكتور بهاء) لم يجلس مع علي وعلي – بل أنسحب السفير بعد تقديم واجب الضيافة!! وبما إنهم يدَّعون أن اللقاء كان اجتماعيا (لاحظ الاجتماع تم في السفارة وليس في مقهي أو في منزل)، فما الذي يمنع إذن أن يجلس السفير ويدردش اجتماعيا؟ الجواب يحتمل رؤيتين، الأولى الدكتور بهاء لا يرغب في أن يوسخ تاريخه بشخصيتين مشبوهتين، والدليل على ذلك لم يعطي السفير بهاء حنفي علي الحاج ردا عندما طلب الأخير مقابلة النائب؛ على الحاج أقحم نفسه إقحاما على نائب رئيس الجمهورية ولم ينتظر رد السفير بهاء!! وربما هي رغبة علي الحاج الجلوس في السفارة كيدا في السفير الدكتور بهاء!! والثانية مستوى الدكتور بهاء الفكري أعلى من مستوى الرجلين!! الغريب في مقالة الدبلوماسي تعمده ألا يأتي باسم دكتور بهاء حنفي صراحة، أكتفي بلفظة السفير والسفير الخ، الدبلوماسي كاتب التقرير من إسلاميي الصف السابع، عمل قنصلا في الولايات المتحدة، وعمل في ليبيا وفيها أحدث فضيحة بتحريض عصابات الناتو بقتل الجالية السودانية فيها، ثم أخيرا تم مكافأته بوضعه نائبا للسفير في ألمانيا!!
وبالرجوع للموضوع الرئيسي، نقول، إنما الخلاف ما بين الشيخ الترابي وتلميذه علي عثمان هو أن التلميذ أصبح قوة ضاربة ما بعد اتفاقية نيفاشا، وأخذ يستقل بنفسه شيئا فشيئا عن "الشرعية التاريخية" عبر فن استخدام الآخرين. بتعبير حركي، صنع علي عثمان تنظيما داخل التنظيم ودولة داخل الدولة، أي ما يسمى بأولاد على عثمان – وأقواها اللوبي الاقتصادي!! بينما صلاح عبد الله قوش كان ذراع علي عثمان الأمني والإستخباراتي، وتتبعه كمية من الصحف والصحفيين والإعلاميين مثل أصحاب صحيفة الوفاق، والوطن، والتيار الخ لتلميعه ونشر الإشاعات التكتيكية، أو تضليل الرأي العام جول جرئم لصوص المال الخ!! يقال كذلك أن علي عثمان يملك ثمان وعشرين شركة، والعهدة على الراوي!!
بدأ المنحى الانحرافي لعلي عثمان بعد جلوسه في نيفاشا وخروجه منها بطلا قوميا للسلام، ولكن الرجل خبأ عن الجميع أنه قد تم ابتزازه عبر أجهزة المخابرات الأجنبية بقضية حسني مبارك فقدم وفريقه المفاوض التنازلات تلو التنازلات للدكتور جون قرنق – "جون قرنق وحدوي" هكذا كان يروج علي عثمان وفريقه!! ولم يكتشف الجميع "المقلب" إلا لاحقا حين لاحظ الجميع (حتى معيز السودان) أن د. جون قرنق يبني الدولة الجنوبية تحت دخان السلام في الفترة الانتقالية وأوصل الجميع إلى – too late.
وتأتي ثالثة الأثافي حين أقترب موعد استفتاء الجنوب في التاسع من يناير 2011م!!
أنا شخصيا كتبت ثلاثة مقالات في أكتوبر من عام 2010م طالبت فيها المؤتمر الوطني أن يقلب الطاولة ولو قامت حرب ما بين الشمال والجنوب. كان هنالك ألف سبب وسبب في قلب الطاولة، أقله أن تعاد كتابة الاتفاقية على المستوى القومي. هذه المقالات الثلاثة "دغمسها" عثمان ميرغني صاحب صحيفة التيار ورجل علي عثمان محمد طه. كذب عثمان ميرغني علي شخصي إنه وافق على نشرها وزعم أن مدير التحرير كما قال يتخير ترتيب نزول المقالات!! كنت أتوقع وقتها أن يقلب المؤتمر الوطني الطاولة، ليس أنا فقط، بل معظم العواصم بدءا من واشنطون، فبرلين، ولندن وباريس وحتى أوسلو كانوا جميعا يتوجسون أن تقلب الخرطوم الطاولة!! لم تفهم العواصم الغربية أن فصل الجنوب هو مطلب التنظيم الإسلامي الماسوني لصالح دار الإسلام – فالقوم يخططون لدولة الخلافة مع دول الجوار الإقليمي ولا يرغبون في منغصات تسمى جون قرنق أو أهل الجنوب!! قلب الطاولة ممكن!! لأنه في الثلاث سنوات الأولى من الحكم الانتقالي جرحوا الاتفاقية في مئات النقاط، وأقله أن السودانيين الجنوبيين لا يقررون لأنفسهم وسيمر حتما بكارثة على يد الحركة الشعبية!! وفجأة زار حسني مبارك الخرطوم وجوبا في العاشر من نوفمبر 2008م بأمر من واشنطون كي يتأكد أن الخرطوم لن تقلب الطاولة – وزادت واشنطون بيتا في القصيد، إذا لم يستطع عمر البشير تنفيذ استفتاء الجنوب فعلي عثمان محمد طه صاحب الاتفاقية جاهز ليستلم الحكم!! خاصة أن هنالك قرارا في حيز الإعداد من قبل المحكمة الجنائية ينص باعتقال عمر البشير خلال أربع أشهر!!
وفعلا أطلق أوكامبو صاروخه في صالح علي عثمان في الثالث من مارس 2009م، مذكرة اعتقال عمر البشير!!
علي عثمان وقوشه كانا مع المحكمة الجنائية قلبا وقالبا. ومن نتائج مذكرة أوكامبو المرجوة كانت واشنطون تمني نفسها أن ينقسم شعب السودان والحركة الإسلامية (بقيادة الطابور الخامس) إلى نصفين، ما بين مؤيد للمحكمة والتعامل معها بأي شكل كان حرصا على السودان، وما بين رافض الاعتراف بها – قسمة على الطريقة اللبنانية: المعارضة والموالاة - السينيوريزم، أو ظاهرة فؤاد السنيورة. وفعلا كان السودان في طريقه إلى دخول نفق الانقسام إلى نصفين واشتعال حرب مخملية، ولكن فجأة حدث حادث..!!! هذا الحادث هو ما أثبت لي أن الشيخ الترابي هو الذي يحكم السودان.
فال الترابي في الملأ وقد سبق الجميع: على عمر البشير أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية!! وتم اعتقاله وإيداعه السجن فور عبارته أو تصريحه هذا.
كنت في ميونيخ وقتها وقلت هل الشيخ جن ولاّ شنو!! لكنه أتضح لي لاحقا أن تصريح الترابي كان تكتيكا سياسيا رائعا على نمط المثل الشامي الشائع: إياك أحكي وأسمعي يا جارة!! وأتذكر جيدا أن باقان أموم كان أحد القيادات التي بدأت في الترويج علنا كأن يسلم البشير نفسه للمحكمة الجنائية، وكان سيلحقه بنفس الطلب العديد من القيادات السياسية من الشمال والجنوب ولكن بالخصوص الطابور الخامس الخ تخلصا من عمر البشير، بالتأكيد هنالك طابور خامس تابع لدول الخليج. هل راهنت دول الخليج في ذلك الوقت على سقوط البشير وصعود علي عثمان محمد طه بطلب من واشنطون؟ الجواب: نعم. لقد كان واضحا للجميع أن دول الخليج خذلته في تلك القمة التي ذهب إليها في تحدي لأوكامبو، وأتذكر جيدا عبارة أمير الكويت: على مجلس الأمن أن يقوم بدوره وواجبه!! ولم يقف معه بقوة في تلك القمة سوى بشار الأسد!! يا لجحود عمر البشير؟
سبق الترابي الجميع وقال في الملأ: على عمر البشير أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية!! وسجن نفسه!!
بهذا الأسلوب التكتيكي الرائع تم قطع ألسنة الجميع وهكذا فشلت الثورة المخملية التي أرادتها واشنطون عبر أوكامبو وعلي عثمان الذي من المفترض أن يلعب دور فؤاد السنيورة!! وحرك المؤتمر الوطني غريزة الشعب السوداني وكرامته ضد أوكامبو – ولكن الشعب سرعان ما خمد ورجع لهمومه اليومية وأخذ يتفرس مرة أخرى في البشير الذي يجوعهم!! تابعت باقان أموم، هل يعيد مقالته مرة أخرى بعد اعتقال الترابي؟ صمت الرجل. لقد فهم باقان وغيره أن التفوه بهذه العبارة تقود إلى الاعتقال الفوري حتى ولو كان "الترابي"!! وهذا هو المغزى من اعتقال الشيخ الترابي أو بالأحرى أعتقل نفسه لينقذ نظامه: إياك أحكي واسمعي يا جارة!!
هذه النقطة – هي التي أثبتت لي أن الشيخ الترابي هو الذي يحكم السودان وليس عمر البشير.
هل كان علي عثمان متورطا في المؤامرة؟ الجواب نعم. ففي غمرة شك العواصم الغربية أن ربما يقلب عمر البشير الطاولة قبل استفتاء الجنوب تم تحضير البديل علي عثمان، وكان الشخص المؤهل ليرسم مخطط البديل صلاح قوش!! مارست القاهرة ضغطا كبيرا على عمر البشير لكي يعطي رقبته للمحكمة الجنائية وفشلت، حتى عمرو موسى فعلها، هذا غير ضغوط المستشار المبعوث من مبارك: محي الدين سرور.
لم يكن الغرض من زيارة مبارك في العاشر من نوفمبر 2008م للخرطوم وجوبا بتكليف من واشنطون سوى التأكد أن استفتاء الجنوب قائم على قدم وساق وقد راهنت العاصمة الأمريكية على النائب علي عثمان ورجل المخابرات صلاح قوش. وتفيد الأخبار التي تسربت عبر الويكليكس وغيرها مثل سودان تريبيون عن تلك الحوارات التي تمت ما بين علي عثمان ودينق ألور وزير الخارجية من جهة، وتلك قوش ودينق ألور من جهة أخرى في فترة زيارة مبارك. هل كان الرجلان يعلمان بمذكرة أوكامبو (واشنطون) قبل صدورها في 3 مارس 2009م؟ ربما. حث علي عثمان وصلاح قوش وزير الخارجية وقتها دينق ألور بأسلوب إيمائي على توصيل رسالة لإخوانه السودانيين الجنوبيين فحواها أن ربما ينقلب عمر البشير على الاستفتاء وأن الضمانة هو علي عثمان!!
http://www.sudantribune.com/Wikileaks-VP-Taha-Gosh-appear-open,40051
زيارة مبارك انتهت بتقرير لواشنطون خلوكم مع البشير فهو "مسكين"، علي عثمان غير مضمون!!
وحين وصلت الأخبار عمر البشير ماذا فعل بعلي عثمان وقوشه؟ شلح عمر البشير صلاح قوش في أغسطس 2009م من رئاسة جهاز الأمن الوطني وعينه مستشارا للأمن القومي، ثم شلحه مرة أخرى من هذه الوظيفة في أبريل من عام 2011م وجرده من أية وظيفة حزبية – ثم أخيرا تم اعتقاله في هذا العام ومعه كمشة من الضباط العسكريين. تكتيك جيد!! لم يُعتَقِل صلاح قوش فورا ومرة واحدة!! بل تمت عملية "تأجيل" للاعتقال لكشف المزيد من الأشخاص الذين يُحسَبون في دائرته التآمرية!!
هنالك العديد من الأجهزة الأمنية التي تراقب بعضها البعض بأسلوب ال double-check على مستوى الكبار وليس فقط مراقبة المدنيين غير الأمنيين، فإذا كنت برتبة لواء في جهاز الأمن مثلا لا تستبعد أن يكون سائق سيارتك (فاقد تربوي) تابعا لجهاز أمنى آخر يكتب عنك التقارير – والعكس صحيح!! بينما نصف الشعب السوداني يتجسس على النصف الآخر، عبر فروع المؤتمر الوطني، وشركات السيكيوريتي، والهيئة القومية للاتصالات، وسوداتيل، والمنظمات الخيرية والاغاثية، وصالات البلياردو، ولجان الحي الشعبية أو الأهلية، وشركات وعمال النظافة وستات الشاي الخ. بالبلدي كده .. عليكم الله داير تعمل نظام إسلامي تحتاج لكل هذه الأساليب!؟ السر يكمن في العقلية القطبية الماسونية المتسربلة في عقول الاسلامويين – وأولهم الشيخ حسن الترابي مؤسس هذا السيرك!!
وقد يسأل سائل لماذا لم يتم الإطاحة بعلي عثمان محمد طه رغم وجود الأدلة ضده؟ الجواب لأنه شارك في تمثيلية أو مسرحية المفاصلة عام 1999م ولديه كافة الأدلة والوثائق. الانقسام كان لعبة أو تمثيلية!! تخيلوا علي عثمان محمد طه بوقاره المسرحي ورزانته المعهودة يعلن انشقاقه في مؤتمر صحفي في الدوحة أو في أبو ظبي، ويكشف كافة أسرار "الصندوق الأسود" للشيخ الترابي وأساليب عمله، بما فيها أوامره باغتيال مبارك، ومسرحية الانقسام والكثير من الأسرار على طريقة الدكتور ثروت الخرباوي وأكثر من الخرباوي!! ليست الإقالة، بل التصفية الجسدية هي ما يتوقعها علي عثمان، لذا هو أكثر الإسلاميين قاطبة حرصا على حياته، فجهازه الأمني الذي يحرسه ربما أكبر من حراسة عمر البشير نفسه!!
ماذا نستفيد من هذه المقالة؟
مقالة الأستاذ إلياس اللوزي "صقور الإنقاذ يهددون البشير ويبعدون غازي" وضحت الكثير الذي لم يقصده. أولا نحن لا نشكك في سياق رواية إلياس اللوزي بطولها، فهي رواية دقيقة تدل على أن الكاتب قريب جدا من الأحداث الجارية، ولكن السؤال هو: لماذا تتكسر كل مجاديف "المتآمرين" و "الغرماء" على صخرة عمر البشير؟ لماذا الكل يجري ويضع كروته على طاوبة عمر البشير، ولماذا البشير هو الذي يحسم الأمور وهو الفيصل؟
الجواب ببساطة، لأن عمر البشير هو ظل الشيخ حسن الترابي ووكيله وأن الأول أعطى بيعته للثاني؛ البشير هو وكيل الترابي، هذه هي طبيعة شروط البيعة القطبية!! بيعة الدم!! الرجلان يعملان على طريقة مستر جيكل آند مستر هايد!! طبقا لهذه البيعة القطبية فالبشير وحده، لا غيره، من يحسم الخلافات داخل الدولة ويهدئ من الطموحات الزائدة للمغامرين. مسرحية الانقسام بالضرورة تستوجب ألا مجال للشيخ الترابي كأن يفك ويربط، يشير ويستشار، أو يعين أو يفصل إلا من خلف الكواليس!! لذا عبارة مستر جيكل آند مستر هايد صحيحة!!
فمجموعة د. نافع علي نافع، والفريق بكري حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين، ومحمد عطا الخ هي في خط واحد مع عمر البشير في خط الالتزام بالشرعية – أي بالترابي. بينما الخط الثاني الذي يقوده علي عثمان محمد صالح وصلاح قوش وعصابتهم يمثلون خط الانحراف عن الشيخ الترابي. وقد يستغرب البعض من هذا التحليل، نقول لهم لا تستغربوا فليس السؤال إذا ما كان الشيخ يحكم أو لا يحكم من خلف الكواليس. السؤال الصحيح: كيف لا يحكم الترابي من خلف الكواليس؟ سيكون مثيرا للدهشة إن لم يحكم الترابي من خلف الكواليس!! – استلفنا هذا السياق من كتاب سر المعبد لثروت الخرباوي..
واضح أن سليم اللوزي يرغب أن يقول:
1. أن د. نافع علي نافع يلعب أوراقه (الخاصة!) عبر سيطرته على المخابرات مدعوما من عبد الرحيم حسين واللواء بكري. وهو أو هم ضد الحوار الوطني المفتوح المطلوب من المعارضة!! (سؤال!! ومن الذي عطل اتفاقية نافع-عقار في أديس أبابا؟ الجواب: علي عثمان وعصابته).
2. علي عثمان واصل على الحاج في برلين، وأرسل مناديبه ومنهم عبد الرحمن الصادق المهدي لوالده، وجعفر الصادق الميرغني لوالده، والشيوعي الخ إنه أو إنهم يرغبون في حوار حقيقي وإرساء ديموقراطية حقيقية وليس من موقف تكتيكي!! (وعود علي عثمان هذه وعود شخص لا يملك القرار!! ولم يلجأ إلى لعبة الحوار "الحقيقي" والديمقراطية "الحقيقية" إلا بعد أن تم اعتقال رؤوس غرفة عملياته الذي تبرأ منهم!! مما أصاب علي عثمان قوش بجلطة في القلب).
أما كيف يمكن لعلي عثمان أن يواصل على الحاج رجل الترابي؟ بتعبير آخر، كيف يمكنك طلب التغيير من هم ضد التغيير (الترابي كومباني)؟ وكما علمنا أن الترابي كومباني (المؤتمر الشعبي) يستخدمون مساحيق المعارضة وأقنعة المعارضة؟ والترابي كومباني يجلسون مع المعارضة ويضعون العصي في دواليب عربة المعارضة؟ الجواب: علي عثمان يزايد على الترابي كومباني!!
الخلاصة!!
مقالة سليم اللوزي عفوا إلياس اللوزي سيئة!! مقالة تحسب في صالح مجموعة علي عثمان. ليس خيار الشعب السوداني أو المعارضة السودانية أن تميل لهذا أو ذاك، وإذا افترضنا إن اضطررنا كأن نطرق باب فصيل دون الآخر، فعقلا ومنطقا نطرق على باب الرأس وليس باب الذنب!! فالرأس هو الترابي (صاحب المؤتمرين) – إذا "سخا الترابي" هكذا قال المرحوم نقد، بينما الذنب علي عثمان وقوش!! وإذا أحببنا ألا نميل للطرفين، أي للفصيلين، إذن يجب علينا أن نفهم ظاهرة الأخوان المسلمين في العمق كما أفعل في مقالاتي مثل قراءة وفهم ماذا كتب ويقول الدكتور ثروت الخرباوي، غير ذلك فهو تضليل عقل المعارض السوداني وجره .
نختم ببعض العبارات والمواقف التي تستحق التأمل:
قال الشيخ حسن الترابى في حوار مع صحيفة "الانتباهة" أن "الفريق صلاح قوش ظل يحيط بالشعب السوداني أمنياً حتى تعاظمت قوته" وزاد قائلاً: "أصبحت له أسلحة وطائرات، وإن النظام شعر بأن هناك من يهدده" وأشار الترابي إلى أن قوش صرح لكثير من هم خارج النظام بأنه سيتحكم في مصير السودان، مبيناً أن ذلك أحد أسباب إقالته. هل باع الصادق المهدي قوش؟
تعليق: نسى الشيخ الترابي أن يقول حاملة طائرات!!
هاجم حزب المؤتمر الشعبي هيئة المحامين القومية التي كوّنت للدفاع عن قوش، ووصف المسؤول السياسي في الحزب الأستاذ كمال عمر الدفاع عن قوش بالأمر المحزن، وطالب المحامين المعارضين بالانسحاب من الهيئة حتى لا يلوّثوا أنفسهم. وأكد: لا تعنينا قضية قوش حتى لو فرموه!!
تعليق: بغض النظر أن قوش بأمر من شيخه حسن الترابي وكوكبته القطبية "فرم" الشعب والمعارضة في بداية "التمكين" في التسعينيات، وكان قوش وقتها تحت رئاسة نافع نائبا لمدير العمليات، ثم لاحقا رئيسا للجهاز. ألا يحق للمتهم قوش أن يدافع عن نفسه أو من ينوب عنه؟ وليس ذلك فقط، نذكر السيد كمال عمر السيرة الذاتية لقوش:
(أنهى المرحلة الثانوية بتفوق ونجح في الدخول إلى جامعة الخرطوم، وكانت يومئذٍ جامعة النخبة. أصبح قوش طالبا في كلية الهندسة، حيث اشتهر وسط زملائه بذكائه. وفي الجانب السياسي، تولى قوش مسؤولية الأمانة السياسية في تنظيم الإسلاميين داخل الجامعة. لكن ما هو أهم من ذلك، إشرافه على تكوين «أجهزة معلومات» داخل الجامعة كانت مهمتها تقديم المعلومات لقيادة تنظيم الإسلاميين حتى يتاح لهذه القيادة اتخاذ القرار على ضوء معلومات قوش. كما كان أحد الذين أشرفوا على برامج العمل الطلابي. وخلال فترة دراسته الجامعية، رافق معظم قيادات الصف الأول من «الإسلاميين» الذين سيتولون بعد ذلك أهم المواقع التنفيذية عندما انقلب الإسلاميون على ما يعرف في السودان «بالديمقراطية الثالثة»).
إذن قوش ابن التنظيم ... ولعلك تسأل لماذا كل هذا السخط من المعارضين (!) "الترابي" و "كمال عمر" على صلاح قوش؟ هل لو كانا معارضين حقا للنظام القائم هل من المفترض أن يفرحا أو يشمتا في صلاح قوش؟
هذه النقطة تدلل لك "طبيعة" معارضة الشيخ الترابي، فهو لا يسمح ولن يغفر لكائن من كان أن يهز نظامه الذي يديره له عمر البشير بالوكالة!!
نقول في الختام للأستاذ إلياس اللوزي لا حاجة لقصص أجهزة الأمن في مقالك القادم، هي ليست بالأهمية التي تعري النظام الإسلاموي القطبي القائم، ما يحتاج إليه الشعب السوداني هو فك طلاسم هذا النظام الذي يدعي الإسلام، نحتاج إلى مفكرين؛ وعلى الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، إذا حقا تحول إلى المذهب الشيعي الإمامي الأثنا عشري، لماذا لا يؤسس حزبا سياسيا لمدرسة آل البيت؟
شوقي إبراهيم عثمان
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.