الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أول حوار صحفي مع صانع الحلم (أسامه داؤد): أنا رجل أعمال ولا أحب السياسة ولا أفهم فيها
نشر في سودان موشن يوم 25 - 04 - 2013

لست مغرورا أنا فقط عازف عن الإعلام وأرد دائما بالعمل وليس بالكلام.
لو بدأت طريقي من جديد كنت سأختار نفس مافعلته.
تعلمت كثيرا بالخارج.. ولكني تعلمت أكثر بالسودان.
النوبة أهلي وليس معنى إهتمامي بهم ورعايتهم عنصرية مني.
سيقا اسم حلتنا القديمة بالنوبة وكابو جاء صدفة من ولدي الكبير.
أتمنى الإستقرار للسودان فبلادنا بها خير كثير.
نحتاج لإستقرار في القوانيين حتى نجذب أكبر عدد من المستثمريين.
لم أكن أعلم أن الصدفة ستجمعني أبدا وجها إلى وجه مع رجل الأعمال، صاحب الشخصية المالية الأشهر بالسودان أسامه داؤد، فالرجل معروف عنه عدم الحديث وعزوفه عن الإعلام والإعلاميين. كنت في معية وزير المجلس الأعلى للإستثمار الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في زيارته لمزرعة العيلفون التابعة لمجموعة دال، وذلك للوقوف على دال وحجم استثماراتها بالبلاد، وصلنا إلى المزرعة، وأنا لا أصدق ما أراه من أحدث أنواع التقنية، والمساحات الخضراء الممتدة على السهل المنبسط الواسع جدا، المزرعة مقسمة إلى مراعي لأبقار تصل لأكثر من ألفي بقرة تتم مراقبتها بأحدث التقنيات بالعالم، حيث تحمل كل بقرة رقما يتم متابعتها من خلاله على أجهزة الكمبيوتر ويعطي معلومات بمعدل الحركة، والطعام وغيرها من أحداث كل بقرة على مدار اليوم، وقبل المزرعة طفنا على عدد من مصانع المجموعة، وكأنني في دولة أخرى غير السودان، فالتقنية واضحة وملحوظة وكل شئ بنظام عالي جدا، ولايمكنك أن تصدق أن هذا الشخص البسيط في كل شئ في لبسه وطريقته حتى في حديثه أنه هو أسامه داؤد بنفسه يصاحبنا في الجولة، ويتداخل لشرح بعض الأشياء بمصانعه مع عدد كبير من الخبراء وهم في معظمهم سودانيون، بعد الجولة الطويلة خلدنا للراحة والغذاء بالمزرعة، واذا بي وجها لوجه مع رجل يتمنى أن يلقاه الناس ولو لدقيقة واحدة، كانت فرصتي دقائق أطول معه، لأجد رجلا بسيطا متواضعا قليل الحديث، فظللت أوجه له الأسئلة في ونسة عادية، وعندما طلبت منه الحوار، رفض تماما وقال لي ( أنا عمري ماعملت حوارات)، قلت له فلتكن هذه أول مرة، فرفض بلطف، فحاولت أن أتحدث معه عن مصر والتواجد المصري بالسودان ورأيه فيه، حتى آخذه بعيداً، فتجاذب معي أطراف الحديث بكل ود عن مصر وعن الثورة وعما حدث بعدها، وعندما جلسنا لتناول الطعام، كررت طلبي مرة أخرى في وجود الجميع، وهنا أحسست بخجل سيد أسامه، لم ألتفت لذلك وضغطت وألححت على إعتبار أني ضيفة عليه، ولا يمكنه أن يردني، ونجحت في مسعاي، ووافق، وسألته هل أفتح الكاسيت، فأشار لي بنعم، كانت هذه هي فرصتي، بدأت في أسئلتي وأحسست من إجاباته أنه مازال غير مستوعباً أنه يسجل حواراً، فكان عند كل سؤال يطلق ضحكة عالية بأن هذا السؤال يحتاج لزمن، وأن هذا الآخر يحتاج لجلسة طويلة، وسط ضحكات الحضور، إلى أن انتهيت معه بعد أن استعان بمسئول الإتصال بالمجموعة السيد محمد الشفيع في بعض التفاصيل الموجودة في اختصاصه، والشفيع نفسه هو عنوان لكيف يختار أسامه داؤد لمن يعمل معه، فقد عمل مديراً عاماً لشركة شل السودان في عام 1997 حتى عام 2002 بعد اثنين وأربعين عاما من الخبرة في شل، وعند تقاعده اختاره أسامه للعمل معه برؤية ثاقبة بأن العطاء الحقيقي يبدأ بعد هذا السن. وما أن أغلقت مفتاح التسجيل، حتى هتف أحد المديرين النافذيين بالمجموعة والمقربيين من سيد أسامه بالانجليزية ( لم يستطيع أحد أن يفعلها قبلك). وكان هذا حواري المتعثر الذي سيرى النور مع السيد أسامة داؤد.
:
اسامة داوود الخليفة - صباح موسي ودكتور مصطفي عثمان اسماعيل
بداية سيد أسامة نريد أن نتعرف على هذ المجموعة الكبيرة ولماذا سميت ب دال؟
. أولا دال سميت هكذا نسبة الى مؤسسها داؤد عبد اللطيف وأختزلنا الأحرف الأولى لأسمه بالإنجليزية ، وهي مجموعة كبيرة : أسست عام 1951، ترتكز حالياً على أربعة أقسام تفاصيلها كما يلي : المجموعة الهندسية وهي المؤسسة الأم التي بدأت بها شركة التراكتورات السودانية التي أسسها المرحوم الأب، ثم توسعت وانبثقت منها باقي أنشطة المجموعة حاليا وتتكون من: توكيلات كاتربلر- مرسيدس – ميتسوبيشي – كيا بالاضافة الى بعض الأدوات والأنشطة الهندسية الأخرى مجموعة الصناعات الغذائية : مؤسسة سيقا للمنتجات الغذائية ( مطاحن الغلال ، المكرونة ومشتقاتها ، مصنع الأعلاف ) - مصنع الألبان ومشتقاتها " ماركة كابو " - مصنع دال للصناعات الغذائية ( مشروبات ، عصائر ومياه معدنية) بيوت محمية – حظائر أبقار ومزارع في شرق النيل ، أبو حمد وحلفا القديمة . مجموعة التطوير والاستثمار العقاري : منطقة المقرن التجارية المركزية ، شركة سوبا للتطوير العقاري.
نريد أن نتعرف أكثر على السيد أسامه داؤد؟
. ولدت في العشرين من أبريل عام 1951، متزوج وأب لستة من الأبناء، تلقيت تعليمي في مدرسة الخرطوم شرق الابتدائية، ثم مدرسة الخرطوم الأميرية الوسطى ومدرسة الخرطوم الثانوية، تخرجت في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة كلية إدارة الأعمال في عام 1975، ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعتي الجزيرة والسودان للعلوم والتكنولوجيا.
كيف بدأت حياتك العملية؟
. بدأت في عام 1975 كمندوب مبيعات في شركة التراكتورات السودانية وهي شركة والدي رحمه الله، ثم مديرا للمبيعات في ذات الشركة، ثم مديرا عاما لها في عام 1980 ، ثم رئيساً لمجلس إدارتها في 1989، والآن رئيس مجلس إدارة مجموعة دال.
لو أرادنا السؤال عن تجربة فريدة مثل تجربة أسامه داؤد ماذا تقول؟
. ضحكة عالية... عندما كان عندي 50 بقرة لإنتاج اللبن سألوني هذا السؤال، فقلت لهم اذهبوا وارجعوا لي بعد 20 عاما حتى أستطيع الرد ويكون فيه تجربة حقيقية ، وأنا الأن أعمل 14 ساعة في اليوم منذ عام 75 فصعب جدا أن ألخصها لكي في بعض الكلمات، عندما أتم سن ال 65 وأطلع معاش أعدك بذلك.
كم سنة سأنتظر؟
. ليس كثيرا أنا عمري الآن 61 عام.
رأيك في التواجد المصري بالسودان مؤخرا؟
. لايوجد تواجد مصري بالسودان.
ألا ترى أن هناك مصريين كثر بالسودان الآن؟
. لا أرى ذلك وان شاء الله يكون فيه، كان هناك المعروضات المصرية وكان لدينا مكتبنا زمان في شارع البرلمان، وكنا بنشتغل من الصباح حتى 2.30 ظهراً وبنمشي البيوت وبنرجع تاني للعمل، وكان فيه المعروضات المصرية التي كانت تغلق أبوابها 7.30 مساءً وكنا نغلق 9 مساءا وكانت منتجاتها محبوبة جدا، ولكني لا أراها الآن.
هل لك تعاملات مع مصر؟
. نحن نستورد السكر من مصر من مصنع ساڨولا في العين السخنة ، وهو مصنع ممتاز جدا وكذلك نصدّر الردة لمصر ، لو قدرنا نرحّل منتجاتنا بالطريق البري مع مصر هذا سيسهل لنا كثيرا، هل تتخيلي أننا حتى يأتينا الشئ من مصر مرات كثيرة تذهب المشحونات إلى جيبوتي أولا ثم ترجع إلينا مرة أخرى، لكن لو فتح الطريق بين مصر والسودان، التكلفة سوف تتغير وستنخفض كثيرا، وهناك حاجات كتيرة في مجالات كثيرة سوف يتم تسهيلها.
في تقديرك كمستثمر محلي كبير ماهي معوقات الاستثمار التي تواجهك داخل السودان؟
. ضحك عاليا... دي عاوزه جلسة طويلة، عموما هناك معوقات منها عدم استقرار القوانين التي يتم تغييرها كل فترة وهذا يضر بالمستثمرين، عندي مكتب بدبي من سنين طويلة، والقوانين ثابتة لا تتغير، وهذا مفيد جدا، ولكن مع ذلك أمورنا ماشيه في السودان، المهم في النهاية أن هذا العمل قد تم بمشاكله، لا يوجد بلد ليس به مشاكل، لكن الحقيقة أنك ممكن تعمل كل هذا، هذه هي الفكرة، فقد واجهتنا العديد من المشاكل والتحديات والأزمات والتقلبات السياسية والاقتصادية، ولكن المجموعة نجحت في تطويع هذه الظروف، وكنا نخلق الفرص والنجاحات من رحم الأزمات والحمد لله.
هناك من يقول أن المستثمر الخارجي لو لم يشارك مستثمر محلي سيغرق في السودان مارأيك؟
. أفتكر في النهاية الضمان هو المستثمر المحلي، وأكيد المستثمر الخارجي( ليس بالسودان فقط ) لو أتى وليس معه شريك محلي قوي سيكون ذلك صعبا عليه.
سيد أسامه لو لم تكن أسامه داود ماذا كنت تختار؟
. كنت هاختار بالظبط مافعلته الآن.
هل كانت لديك أمنيات أخرى غير البزنس؟
. درست ادارة اعمال، وكان دائما هدفي أعمل كرجل أعمال وكمستثمر في كل المجالات. ليس عندي شئ كنت سأكونه غير ذلك.
هل مانشاهده الآن من تطور كبير في مشروعاتك يرجع الى دراستك بالخارج؟
. أنا تعلمت أكثر في السودان... ضحكة عالية.. حاجات كثيرة أشكال والوان، فالتجربة العملية أهم كثير من الدراسة، فهي التي تعلم أكثر.
ماهو سر النجاح في أعمالك؟
. العمل في نظام (سيستم) ، واللامركزية في القرارات بعيداً عن إدارة قابضة، وتوفير بيئة العمل الجاذبة للعاملين، وتهيئة الأجواء المناسبة للعمل والانتاجية العالية، خياراتنا دائماً مفتوحة، وكل مشروع يعتمد على ظروفه، بالإضافة إلى أننا نعمل على دمج التعليم والتدريب والتثقيف للمواهب مع الخبرة الميدانية.
ما هو أسرع وأضمن استثمار من ناحية العائد في تقديرك؟
. بثقة... الزراعة، قد يكون مردودها غير سريع لكن مردودها مستمر أؤكد ذلك، وفيها تشاهد الحاجة من البداية للنهاية.
ماهي أفكارك لمستقبل السودان؟
. أتمنى أنه الأحوال تستقر أكثر بعد الإتفاقات مع الجنوب وغيره وأنه الناس تركز على تنمية البلد فلدينا خير كثير.
في تقديرك هل الاستثماري يمكن أن يلعب دور في حل المشاكل السياسية؟
. الا السياسة... فأنا أفهم في الصناعة والاستثمار ولا أفهم في السياسة ولا أجيدها، ولا أشغل نفسي بها. لكن الاستثمار عامة من ناحية تبادل المنافع في البلدين يكون عنصراً هاماً لبناء علاقات حميمة بين الشعوب ويخلق مناخ جاذب يساعد على الاستقرار والنماء للبلدين.
ممكن يكون لك دور يساعد على حل مشاكل كثيرة فمثلا هل ممكن أن تستثمر بالجنوب فهذا يمكن أن يقرب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا؟
. نعم ليس لدي مانع ، تفكيرنا دائماً اقليمي وأتمنى الاستثمار في الجنوب الذي قضيت جزء هام من طفولتي فيه ، وعندك ساويرس استثمر في التعدين بالسودان واستثماره ناجح جداً.
ولكن ساويرس عنده ورطه في مصرالآن؟
. يجي علينا هنا ونرحب به .
ماهو الهدف من مشاركتكم في الملتقى السوداني السعودي ؟
. أي مستثمر أجنبي جاد يحتاج لشريك سوداني لتنفيذ مشروعه ، وإن شاء لله نشارك معهم في تحقيق مشاريع كبرى بالسودان.
لا حظت أسماء غريبة لبعض المصانع في المجموعة مثل سيقا مثلا ماذا تعني؟
. أنا دائما حريص أن أحي التراث النوبي لأن هذه الحضارة العظيمة مهددة بالإندثار بعد الغرق في بحيرة النوبة بعد قيام السد العالي في مصر.
وكابو؟
. جاء صدفة من ابني الكبير.
ماذا تعني النوبة بالنسبة لك؟
. أنا أعتز كثيرا بجذوري النوبية ودائما أشجع قيام مهرجانات كبيرة وأدعو لها فنانين كبار من مصر فأهل النوبة أهلي وهم خاضوا تجربة قاسية ومجحفة ان فقدوا أرض الجدود التي غرقت في الماء.
البعض يقول أنك عنصري جدا في موضوع تمسكك بالنوبة وانك تقيم لهم مهرجانات وتشاركهم في كل شئ؟
. هؤلاء أهلي ولهم تراث وتاريخ عظيم وهذا واجب علي، وهذا طريق سلكه أبي من قبلي، فكان والدي رحمة الله عليه قد وقف مواقف مشرّفة مع أهل النوبة.
ماذا يعني تتويج السيدة فتحية والدتكم ملكة للنوبة في مهرجان كبير؟
. ربما هو عرفان بالجميل لجهد العائلة الممتد منذ جدي محمد داؤد للنوبة وأهلها، فكان جدي ( والد والدتي ) عمده للقبيلة وأصر وقاد المسيرة مع زملائه المناضلون نحو تأسيس حلفا من جديد، ورفض أن يغادر الموقع .
في تقديرك لماذا دائما يتم الهجوم على أسامه داؤد؟
. هذا السؤال سيفيدك فيه أكثر الأستاذ محمد الشفيع وهو مسئول الإتصال الخارجي والأنشطة المجتمعية بالمجموعة، فلديه تفصيلات أكثر عن أسباب ودوافع الهجوم علي وعلى المجموعة والأسرة ، لكنني وبصورة عامة من أنصار حرية التعبير وأحترم الصحافة جداً وأثمن دورها الهام في نشر الحقيقة وتطوير الوعي العام.
السؤال لك أستاذ محمد الشفيع لماذا الهجوم على أسامه دواؤد؟
. الهجوم المتكرر تبريره لدينا بأننا نتعامل مع منتجات تمس حياة المواطن اليومية، فمدى الانتشار واسع جدا، ولذلك لابد أن يكون هناك تسليط ضوء على أنشطتنا ، ونحن نرحب بالنقد الموضوعي والهادف لأنه يصحح المسار، وأمامنا طريقين إما أن نترك عملنا ونرد على هذا الهجوم والنقد أم نمضي في مسارنا، مثلا هناك من قال أن دال قد أفلست، وكان أمامنا طريقين، إما أن نقف في منبر عام ونقول ابدا لم نفلس، وقد أقحم اسم بنك خليجي محترم على اعتبار أننا تسببنا في انهيار البنك، ولكن الأخ أسامه كان وجهة نظره أن نعطي فرصة لأي إنسان يقول كما يريد، ولا يصح أن نحجر على رأي أحد، نعطي الصحافة حرية التعبير لأنها أقرب إلى نبض الشارع، ونتوسع ونمتد وكل يوم نعمل مصنع جديد وهذا يرد بشكل عملي على مثل هذه الأقاويل، وهذا ماحدث وافتتحننا مصنعين وبالفعل قتلت هذه الإشاعة، فهذا هو أسلوبنا، نحن خجولين مع الاعلام، ونركز في عملنا ع الأشياء المنتجة المفيدة للمستهلك، ونتحاشى الألق والمجد حتى لا ننصرف عن أهدافنا الحقيقية، وأسامه وإخوانه خجولين ويحبون أن يظهروا للمجتمع من خلال أعمالهم وليس من خلال أقوالهم، وهذا السلوك يعمل لأسامه مشاكل، حيث أن بعض الصحفيين يفسروا ذلك خطأ، على أنه نوع من التعالي والغرور، وهذا معاكس تماما، فأنا أشفق على أسامه فأجندة عمله مزدحمة ، يوميا هو يعمل من الصباح الباكر حتى وقت متأخرمن الليل ، ولكي تحقق التميز لابد أن تسعى جاهدا لتحقيق ذلك، فأسامه لديه اتصالات مع شركات عالمية في بلدان متعددة من العالم مثل الصين وأستراليا واوروبا ، وكذلك بلاد الخليج والأشقاء الجيران وغيرها، ومعظم الوقت هو في السماء لإدارة الأعمال هنا وهناك، لن ننزعج ممن ينتقد انتقاد موضوعي بل بالعكس، نرحب بالانتقاد لأنه طريقة لتصحيح المسار كما ذكرت، وهناك القول المأثور (رحم الله أمرئ أهدى لي عيوبي)، اشهد أن هناك بعض الصحفيين ينتقدونا نقدا بناءا ونحترمهم ونقدرهم، فمثلاً نحن قد حولنا مكب للنفايات في سوبا جنوب الخرطوم إلى واحة خضراء لنادي القولف ، بالرغم أنه تم نقدنا في هذا الموضوع، ولكن الصحفي الذي نشر النقد هو نفسه الذي نشر الحقيقة فيما بعد، وهذا الصحفي لم نتشرف بلقائه من قبل ولكن نحيّه على مهنيته وأمانته .
هناك اتهام آخر للأسرة بأن لها جذور اسرائيلية نسبة إلى الأب داؤد؟
. الاتهامات كثيرة ضدنا، ولكني أترك الأيام بالعمل تنفيها وتقضي عليها. الشفيع: أيضا هذا الإتهام باطل وبه ظلم شديد، فجد أسامه كان عمده قبيلة قديم حمل على عاتقه هموم النوبة، وأسامه وأسرته يواصلون هذا المشوار من بعده إن اسم داؤد ودهب وصالحين ووردي من الأسماء المحببة الشائع استعمالها في المحيط النوبي وليس لها أي أرتباط أو جذور مع اجناس أخرى ، هاجمونا في هذا الموضوع بعض الصحفيين لأنهم وجدوا أسفل غطاء زجاجات المياه المعدنية المنتجة لدينا مرسوم عليه من الداخل نجمة ورقم في نهايته 48، فكتبوا وقالوا أن هذه نجمة داوود، وأننا نروج لإسرائيل بتاريخ 48، فعقدنا مؤتمر صحفي لنبين أن النجمة الموجودة هي نجمة استيلا، وليست نجمة داوود، وأن الرقم الذي به 48 هو الرقم المسلسل، وقمنا بعدها بتغيير الغطاء لنزيل هذا اللبس، لدينا اتهامات كثيرة من هذا القبيل، فأتى إلينا أحدهم وقال وجدت في أحد مشروباتكم الغازية صرصارا، فأخذناه إلى المصنع، وتأكد أن الماكينة تطرد أي جزء غريب عند التعبئة، وتأكد أنه لا يمكن لأي جسم غريب أن يدخل، ثم أخذناه إلى المعمل الذي فيه كل منتجاتنا من المشروبات الغازية وعندها فوجئ الصحفي أن المنتج الذي أتى به هو لشركة أخرى وليس من منتجاتنا بالرغم من ذلك دافعنا عن الشركة الأخرى بأنه لا يمكن أن تقع في مثل هذا الخطأ.
سيد الشفيع نريد أن نعرف منك أكثر عن شخصية السيد أسامه فيبدو أنه قليل الحديث عن نفسه؟
. أسامه شخص عملي جدا وبسيط مهمته في إدارة المجموعة هو البحث عن الحلم الذي يجب تحقيقه ، فهو الشخص الذي لديه الرؤيا ، ونحن التنفيذيون ننفذ الاستراتيجية والبرامج ، ولكنه رئيس مجلس الادارة، والأضواء مسلطة عليه وحده وهو يحزن لذلك، ويرى أن هذا الجهد الكبير هو عمل جماعي، ولذلك يتحاشى الأضواء حتى لا يكون هو من فعل كل شئ، وأذكر لك مثالا على بساطته ووطنيتة هذا هو جواز سفره، وهو جواز به صورة وكأنه مواطن عادي يلبس ببساطة بدون تعقيد، كما أنه رفض فرص الحصول على جوازات لدول كثيرة، وتمسك بالجواز السوداني. وفلسفة أسامه داؤود وإخوانه قائمة على توطين استثماراتهم بالسودان، وجعل المناخ جاذبا، فكان بامكانهم نقل رؤوس أموالهم للخارج، أنا أعمل مع السيد أسامه داؤود لأكثر من عشر سنوات، وأشهد أنه لم يتدخل في عملي يوما، ولم يرسل إلى أي شخص يريد توظيفه، فالفرصة لديه للمؤهل والأكفأ بعيدا عن الواسطة والمحسوبية.
هل يمارس نشاطات بعينها؟
. أنا أشفق على أسامه جدا فليس لديه وقت لنفسه، معظم وقته في عمل مرهق لتوفير احتياجات المواطن الضرورية ودعماً لإقتصاد الوطن.
لماذا لم نراه في أنشطة رياضية بالمجتمع مثل المشاهير؟
. فعلها قبل ذلك، وتبنى نادي الخيول للعاصمة المثلثة، وبذل فيه مجهودا كبيرا حتى يعمل على نقله نوعية به، وأتى بخيول له من الخارج، وهو في ترتيباته الأولية للنادي، أتى من قال أن( أسامه لا يستطيع أن يفرق بين حصان وبقرة فكيف يقود مثل هذا العمل؟ ) ، على الرغم من أن أسامه يملك الاسطبل الأول في السودان به عدد كبير من الخيول المتميزة ، فهذا الأمر أزعجه جدا، وقرر الإنسحاب لأنه بذل مجهودا كبيرا ومع ذلك تم هجومه ولا زال يحتفظ ويطور في هذه الخيول بالرغم من انسحابه من السباقات . الشفيع: أريد أن أضيف شيئا عن الملتقى السوداني السعودي فكان هناك ايجابيات بالملتقى وأيضا سلبيات، أما عن الايجابيات فكان ملتقى فوق العادة، ضم عدد كبير من مسئولي الدولة استطاعوا أن يعرضوا كل المشاريع القابلة للنفيذ بطريقة علمية وسلسة، كما أعطوا صورة ايجابية عن الاستثمار في السودان، وكان الملتقى أيضا فرصة لأن يشرح دكتور مصطفى عثمان باسهاب مناخ الاستثمار بالبلاد، وأن يعدد الايجابيات التي وفرها قانون الاستثمار الجديد، وأقوي الإيجابيات تمثلت في تكوين شركة سعودية برأسمال 100 مليون دولار، الغرض منها أن تبحث وتنقب عن المشاريع القابلة للتنفيذ في السودان، وهذه الشركة إذا كان لها أن تعمل بفاعلية تستطيع أن تجذب مستثمريين سعوديين بصورة رائعة تتفوق على المؤتمرات التي تعقد من أجل هذا الغرض. أما عن السلبيات ففي اعتقادي أنه كان من الممكن التحضير للملتقى بأفضل من ذلك، لأنه كان ملاحظا غياب رؤس أموال سعودية كانت مستهدفة بالأساس، والذي حضر هو المستثمر السعودي الموجود أصلا بالسودان، والذي لم يكن يحتاج لمثل هذا الملتقى الكبير، وكنا نتمنى أن يقل عدد الحضور من الجانب الحكومي وأن يحل محله الحضور من القطاع الخاص.
مارأيكم كمجموعة في انعقاد مثل هذه المؤتمرات الدولية هل تفيد الاستثمار بالبلاد؟
. أكيد تفيد، ولكننا نرى أن يتم التركيز على المستثمر المحلي، لأننا لو ساعدنا على تخطي الصعاب التي يواجهها رجل الأعمال السوداني وحقق نجاحات سنعطي رسالة للعالم الخارجي أن الاستثمار ناجح بالسودان، وأن نجعل الممارسة الناجحة هي الأكثر جذبا لرأس المال الأجنبي، وهذه طريقة أفضل بكثير من المؤتمرات الخارجية.
سيد أسامه في النهاية هل تود أن تضيف شيئا؟
. أولا أنا أرحب بك كثيرا، ولكنني لم أكن أرغب في عمل هذا الحوار والذي ربما يغضب مني بعض الأساتذه الصحفيين الاصدقاء والذين أعتز بهم كثيراً، لأني عازف عن الظهور بوسائل الإعلام، ولم أجري حواراً من قبل، ولكن ضغطك والحاحك، ووجودك كضيفة علينا وضعني أمام الأمر الواقع ، وأرجو أن يعذرني الأخوة الآخرين.
أشكرك سيد أسامه على كرمك ونبل أخلاقك وتأكد أن هذا العمل سيكون في صالح الجميع، لأن هناك من يريد بل ويحرص على أن يعرف عن شخصية أسامه داؤد باعتبارك رمز كبير من رموز الوطن، وأظن أن ماحدث هو خدمة لتقديم المعلومة، وهذا يصب في النهاية في مصلحة المواطن التي أستهدفها أنا من خلال صحيفتي، وتستهدفها أنت ومجموعة دال من خلال أعمالك التي تتحدث عن نفسها وعنك، وتحتاج هي الأخرى منك لأن تتحدث عنها.
افريقيا اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.