أعلم تماما ايها الغالى المغترب انه لم يخرجك من... الوطن الا ان هناك بيوت تنتظرك وما ارتضيت لنفسك الخروج من حضن الوطن الا لاهداف نبيلة دفعتك دفعا ... وما اثرت الاغتراب والابتعاد الا...لحاجة فى نفس يعقوب ..اننى اثق... ايها الحبيب.. اننا من اكثر الشعوب تعاطفا مع بعضنا البعض ...وتعاضدا... رغم كل الذى يدور فى اروقة الوطن من تناحر... واختلافات تتزايد مع الايام. يظل جرح الوطن بسببها غائر يطاردنا ...يتبعنا ...ويتعبنا ... حتى ونحن فى ارض الاغتراب وهيهات ان ينفصل الجسد من الروح مادامت هذه القلوب عاشقة للوطن رغم مافيه... تنبض باسمه اسمح لى ان اقبل جبينك ايها المغترب.... بالطبع ليس لخروجك من الوطن ولكن.... اعلم يقينا انك تحمل اعباء اهلك ..ومعهم الوطن ...على اكتافك المثقلة ... وتزيد.. دمعات الاسى والحسرة...بانك.. كلما ابتعدت عنه ... رأيت كل الحقائق..المرة ...والقاسية فيه وحوله اكثر وضوحا وجلاءا.... المغترب لا ينتظر ان تكرمه الحكومات فى يوم من الايام ... وكيف لها ان تكرمنا ونحن لا وجود لنا اصلا... فى حساباتها الواقعية ... وايضا ...نحن لا ننتظر ان نتباكى على المثالب فان فتحنا الابواب للاوجاع.. لتمكن فينا الحزن ...وانهارت الامال المتبقية ..ولاثرنا ان نتدثر بالهروب الى الابد... حتى لا نواجه الواقع المفجع...فى الوطن. فى غضون الايام القادمة والكثير منا قد يستعد للعودة لقضاء الاجازة مع الاحباب تحت شجرة مودتنا السودانية ...ونحن كما عودتنا الايام... شعب يعشق الالفة ....ويتميز بخفض الجناح ... نحمل الاشواق التى ...تكدست فى احاسيسنا.... لمدة سنة او يزيد... حتى نفترش الفتنا وطيبتنا الاصيلة فينا ...بيننا فى ...ربوع بلادنا .... هكذا نحن نترجم محبتنا لبعضنا البعض لان الواقع يحتم... ان نحمى بعضنا ونبحث من بين عشيرتنا واهلنا فى السودان ...عن اناس فى هامش الاهتمام..... فلكم منى الاجلال ايها الاحباب فى اراضى المهجر.... قد يسألنى احدهم ومادخلنا نحن من المهمشين فى ارضنا..الغالية جبيبتنا ...التى لا ارض لنا غيرها.....اقول .... ابحثوا عن اطفال استلبت منهم الحياة الاباء والامهات جملة واحدة.... الايتام... نعم ابحثوا عنهم ...فى دور الايتام مثل... دار المايقوما للايتام ...وغيرها من الدور المنتشرة...ابحثوا عن اباء لنا فى دار العجزة ... ليس بيننا وبينهم صلة ...قرابة ولاعلاقة دم .. ولكنهم ينتظروا من يعينهم ...من يربت على اكتافهم من يمسح على رؤوسهم ..من يزيل دمعتهم...ويخفف وجعتهم... اجعلوا من ضمن اجازتكم...زيارة كريمة...تؤدون بها رسالة عظيمة... لعاطفة رحيمة ....ابحثوا عنهم انهم هنا وهناك فى تلك الغرف الخاوية من دفء الانسانية .. الا من رحمة امثالكم.... ومؤكد..بدون عناء ستجدونهم ينتظرونكم... يسكبون دموع.... العوز... والاحتياج ... هم فى هامش الهامش.. ايها الاحباب.... لا اوصيكم مطلقا بان تسلموا المسؤلين عن هذه الدور اموالا نقدية فى ايديهم ستضل قطعا اموالكم طريقها وتدخل جيوب من لا يستحقها...ولكن يكون الامر اكثر...عقلانية وايجابية واكثر فاعلية ..اذا قمتم بشراء ملابس ...واحذية ...ومواد غذائية من هنا او من هناك حتى ولو القليل ... ثم قوموا بزيارتهم ....وامنحوهم بما تجود به ايديكم من مواد واغراض عينية .... ثم امنحوهم الاهم من المال... جرعات من حنانكم وعاطفتكم وطيبتكم التى اعرفها عنكم... فانتم تملكون قلوبا حبيبة رحيبة.. لا يوجد لها مثيل فى كل انحاء العالم .... قد لا تعنى الكثير عندكم ولكن قطعا ..ستحي رؤياكم.... فيهم روح ...الابتسامة الميتة... والسلام منتصر نابلسي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.