(عمك حسبو) واحدة من أغاني البنات الرائجة، التي كثيرا ما تمايلت على انغامها الفتيات، وهن يرددن خلف المغنية: (عمك حسبو.. بعاين لي شتت قصبو... بعاين لي.. طاقيتو طارت.. بعاين لي... حمارتو عارت.. بعاين). وأثناء الأداء الراقص لاتنسى القتيات أن يرمقن أي شيخ (متصابي) وهو في عمر العم حسبو، يسترق النظر لتلك الأجساد المتمائلة، يرمقنه بنظرة رادعة مفادها: احترم سنك، وثبت طاقيتك في مكانها. كلما التقيت العضو البرلماني المثير للجدل دفع الله حسب الرسول، او قرأت عنه تصريحا في صحيفة من الصحف، وجدتني بلا شعور أردد مقطع من مقاطع أغنية عمك حسبو؛ وبدلا من (حمارتو عارت.. بعاين لي) استبدلها ب(افاكرو عارت.. بعاين لي). فحسبو في موضوع المعاينة (دا) لايطبق القاعدة الفقهية التي تنص على أن الأولى لك، والثانية عليك. فهو بعد أن يكحل عينيه بالمعاينة يتقدم نحوك بعد ذلك، ليبدي رأيه في لبسك أو طريقة وضع طرحتك، واظن أن كل الزميلات المناط بهن تغطية جلسات البرلمان لم ينجين من معاينة حسبو وتعليقاته. فحسبو يركز في قضية المرأة والنظر إليها من ناحية: بنية وعي تناسلي محضة، لاترى في المرأة سوى كائن مثير للشهوات، لذا يفرد حسبو زمنه للمعاينة والمناصحة والفتاوى والتصريحات، التي لايصح أن تكتب على صفحات الصحف؛ فكل القضاية التي علا فيها صوت حسبو كانت ذات علاقة وثيقة بالمرأة، ابتداء من قضية (شيرين) ومرورا ب(عفانة البنت غيرالمختونة) ورأيه في ثوب (إشراقة محمود) المسدل عن رأسها، وآخر مرحلة في (عيران) أفكار حسبو كانت في أحداث أم روابة التي فسرها عمك حسبو على أساس انها غضب رباني، بسب سماح الدولة للبنات بمارسة لعبة كرة القدم !!!!! حسبوا النائب البرلماني عن حزب المؤتمر الوطني، الحزب الذي جاء إلى السلطة محمولا على أصوات النساء، يهتبل أية فرصة مناسبة أو غير مناسبة لربط كل سوء حادث في البلاد بالنساء، هل نسي أم تناسى ان مقعده الذي يجلس عليه حصل عليه بفضل هولاء النساء؟ المدهش أن حسبو لم يخبرنا بعد عن رأيه وموقفه من صوت المرأة الانتخابي، هل هو عورة أم لا؟. وحتى تخرج الفتوة، لدي بعض الأسئلة التي أتمنى أن يجيب عليها حسبو والحزب الذي أتى بحسبو. أولها موقف الحزب من تضارب آراء حسبو التي لا تتسق مع البرنامج الأساسي للحزب؛ فموقف الحزب المعلن من المرأة موقف (تقدر تقول عليهو الطشاش في بلد العميان شوف) مقارنة بمواقف الاسلامين في بلاد اخري، (أها) هل يرد السيد حسبو أن يعود بنا إلى مرحلة العمى من جديد؟ فمعظم الآراء التي يتبناها حسبو تاتي ضد سياسة حزبه الذي يسيطر على زمام الأمور في الدولة، فمثلا الدولة تحارب ختان الإناث، وحسبو يشجع. (حسبو انت مع مين معاهم، معاهم ولا مع التانين)؟ وموقف الحزب من (زول بعمل ضد سياسته المعلنة شنو)؟ السؤال الثاني للسيد حسبو، بما أنك ابن خلدون زمانك في موضوع المرأة، فأنت يمكنك أن تفتي في أي شيء (عندو علاقة بيها..) نحن لم نقل شيئا وأنت لم تترك شيء ليقال، [لكن] مسؤول من الخير: (انت طارح نفسك كمفكر وفقيه ماهو انتاجك الفكري الذي يمكننا ان نقارعك به)؟ بمعنى (انت الفت كم كتاب؟ كتبت كم ورقة علمية محكمة؟ لازم تكتب عشان ما كل شوية تصرح ليك تأتي لتقول: أنا ما قاصد الحاجة دي قاصد حاجة ثانية). أم أن مشروع اجتهادتك الفكرية وقف عند محطة حدثني!!! المشافهة لاتلق بشخص يطرح نفسه كمفكر ومصلح اجتماعي مثلك. ثالثا: أنت بوصفك عضو في البرلمان المحترم؛ ترجع أي شيء إلى الدين، إذاً أنت وحزبك ترعيان الرعية ، المهمة المحورية لاي راعي تجاه رعيته هو أن يطعهم من جوع ويؤمنهم من خوف ؛ ومفهوم الامن هنا مفهوم شامل يتعدا المظالم والمحسوبية الي غيرها من المشاكل التي تعج بها البلاد. لكننا لم نسمع لك صوتا في القضايا التي تهم المواطن ، وتمسه في العصب الحي. أين أنت من ملفات الفساد؟ أين أنت من رفع الدعم عن المحروقات؟ أم أن صوتك لا يعلو إلا إذا كان الموضوع ذا علاقة وثيقة بالمرأة. أما بالنسبة لعيران أفكارك الأخيرة وتفسير ضربة أم روابة بقاعدة فقهية معروفة في الدين تقول لاتزر وازرة وزر أخرى. وكرة القدم يلعبنها بنات الخرطوم وليست بنات أم روابة، (عشان كدة كان مفروض الجبهة الثورية تدخل الخرطوم.. ياخي حرام عليك بنات أم روابة ديل بنات أصول لابجاملن لابزورن.. بنات داجنات في بطن بيتهن في داعي تجيب سيرتهم ساكت)؟ حسبو قم إلى جلساتك وارحمنا وارحم المؤسسة التي تمثلها، فأنت بهذه الأقاويل افقدت البرلمان هيبته ووقاره، و (دا آخر حاجة كانت فاضلة ليهو) بعد أن فقد دوره الرقابي والمحاسبي، فنحن مازلنا نحترم ونوقر نواب البرلمان، من باب أنهم كبار في السن مثلك، واحترامكم واجب؛ لذا ابحث لك عن موضوع (زي الناس اتكلم فيه أو نوم مع باقي النائيمن ومافي زول سائلك بس نقطنا بشخير). على بابك