مافتئ مسؤلو حكومة المؤتمر الوطني يدعون الناس بالصبر كلما اطلت ازمة جديدة تضاف الي قائمة الازمات الثابتة، فيخرج المسؤولون ويعتلون المنابر ويطلبون من الشعب الصبر ،اذا ان بعد الصبر الفرج فبعد ان حلت بنا كارثة انفصال الجنوب وضاقت الاحوال الاقتصادية اطل وزير المالية وقال" اصبروا علي عام الصدمة وسستدد الحكومة معكم النفات، سنرفع الدعم عن المحروقات ونقلل الصرف الحكومي وبالصبر سنتجتاز الصعاب " فصبر الشعب وبعد عام الصدمة لم يحل عام الفرج اذ ازداد الامر سوءاً فكان عام الرماد فنادا المنادي مرة أخري ان اصبروا لكن لوحدكم هذه المرة فنحن لانطيق الي الصبر سبيلا، ومنذ ذلك العهد والشعب يلوك الصبر والمسؤولون ينعمون برقد العيشاخر دعوات الصبر وجها والي الخرطوم لمواطني ولايته ان اصبروا علي سياسية وزير الصحة مامون حميدة الذي يعمل جاهدًا وبحسب والي الخرطوم لتوفير الخدمة الطبية لكل مواطن في مكانه فمامون يفكك في المشافي الحكومية الكبري وينقل خدماتها للاطراف ليجد كل مواطن خدمته بقربه فبتالي يوفر عليهم نفقات المجئ لوسط الخرطوم فعملية الانتقال ستوفر الخدمة الصحية لمواطنين في اماكنهم هذا وفقا لقول الخضر وزير صحته ،ولها طبعا فوائد اخري كثيرا ماركز عليها والي الخرطوم اذا انها ستقلل الضغط علي وسط الخرطوم وستساعد علي تقليل التلوث البيئي الذي تعاني منه العاصمة بعد ان ينقطع سكان الاطراف من التردد علي الوسط ، كانما سكان ضواحي الخرطوم يحملون معهم بكتريا التلوث !! أيلولة المستشفيات الاتحادية لوزارة الصحة ولاية الخرطوم ونقل الخدمات الي الاطراف التي اثير حولها جدلا واسعا لاظنه سينقطع قريبا اوضحت جليا الطريقة التي يفكر بها والي الخرطوم ومساعدوه في الولاية فعلي عكس ما يقول ان الهدف الاساسي من نقل الخدمات الي الاطراف هو مصلحة المواطن اتضح جلياً ان الهدف من النقل في المقام الاول هو تجنيب العاصمة مضار الازدحام والثلوث الذي يحدثه الوافدون اليها من اريافها المتمددة الخضر يحلم بعاصمة حضارية يشار اليها بالبنان لكن زاوية"شوف" الوالي لاتتسع لرؤية من يتحمل نفاقت وتبعات هذا التحول الحضاري وبعد هذه كله يطلب من الناس الصبر طيب ماكان يصبر هو علي تجربة نقل الخدمات الطبية فعلي ما اظن أن المواطن لو وجد الخدمة الجديدة في أرياف الخرطوم واقاليم السودان الشاسعة ماكان ليكلف نفسه مشقه المجئ الي وسط الخرطوم فعملية الانتقال النهائي كان من الممكن ان تتم بعد ان يتعود الناس علي ارتياد المراكز الجديدة ويجدوا فيها مايعالج اسقاهم ويطبب أوجاعهم فبالتالي ينقطع مجيؤهم تدريجياً من تلقاء انفسهم وبهذا يكون الوالي حقق ما اراد وفي نفس الوقت ضمن ان لااحد سيتضرر من عملية "تحضر " الخرطوم الخضر لم يصبر ويطالب المواطننين بالصبر والمواطنون انفقوا ثلاثة وعشرون عاماً وهم لايفعلون شي سوي الصبر حتي نفذ مخزون الصبر وماعاد في جعبتهم المزيد ، وهم لايعلمون من ان يشتري الصبر حتي يذهبوا ويشتروا مايكفيهم للصبر علي وزير صحة الخرطوم وسياساته المدعومه من حكومة الولاية سيدي الوالي "ورينا الصبر من وين بشتروا" وضريبة القيمة المضافة عليه كم ؟ وستجدنا انشاء الله من الصابرين حاجة اخيرة لاأدري لماذا كلما اصدر والي الخرطوم قرارًا يصب في جعل الخرطوم عاصمة متحضرة وانيقة تضاهي في جمالها ونظافاتها رصيفاتها من العواصم المتحضرة قفز الي ذهني فكرة مثلث الخضر علي شاكلة مثلت حمدي . على بابك