عندما زرف أوبما دموعه أمام شاشات التلفزة العالمية، وجه للشعب الأمريكي رسالة اعتذار لعجزه أمام الكارثة الطبيعية التي ضربت شواطيء الأرض الجديدة. نزل اعتذار أوباما على الشعب الأمريكي برداً وسلاما، ووجد قبولا عند أسر الضحيا، لأن الإحساس الذي وصل إليهم هو أن أوباما فعل كل مابوسعه من أجلهم، وخاطبهم من مكان الحدث ، لكن الكارثة كانت أكبر وأقوى من قدرات أعظم دولة في العالم اعتذار أوباما كان إقرار منه بتحمل المسؤولية الكاملة عن كارثة طبيعية، وليس لديه أي يد فيها، بل إنه عمل جاهدا لتخفيق أضرارها. على غرار اعتذار أوباما؛ وأن اختلفت الحيثيات تماما، تقدم والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر باعتذار لمواطنين ولاية الخرطوم عن الربكة التي حدثت بسب نقل مواقف المركبات العامة، والتعديلات التي أجريت على خطوط النقل. الاعتذار في حد ذاته ثقافة جميلة جدا، وتنم عن استشعار الشخص المعتذر للخطأ الذي ارتكبه في حق المعتذر له، و(طبعا دي نقلة كبيرة في ثقافة الوالي)، فهو دائما ما كان يدعونا للصبر والاحتساب، وينسى الاعتذار. إلا أن الوالي، وفي خضم انتقال عدوي حمى ( الاعتذار الأوبامية) التي حقت لاوبما مكاسبا ما كانت لتحقق؛ والينا طبعا كغيره من الحكام ربما كان معجبا بالمكاسب التي حصل عليها أوبما بعد اعتذاره ؛لذا اتصور انه بعد مشورات ومداولات وتاصيل للاعتذار من مبدأ ديني قرر ان يتخلي عن نهجه القديم ويقدم اعتذار للمواطنين الولاية الا انه نسى أو لم ينتبه إلى أن الاعتذار عن الأخطأ القصدية يعد عندنا نحن السودانيون (حقارة). إذ لا يمكن أن تدوس على رجل أحدهم ثم تأتي لتقول: أنا آسف لأنني تعمدت أن أدوس على رجلك!!!! الخضر وأركان حربه: نمر ومعاونيهم، وفي محاولة لتنظيم الخرطوم والباسها حلة زاهية تليق بالعواصم المتحضرة، داسوا علينا، ثم جاءوا معتذرين. فقد اصدروا قراراً بنقل بعض مواقف الموصلات إلى موقف (شيروني)، واحدثوا تعديلات في خطوط المركبات العامة، كانت نيجتها أن يركب المواطن، أحيانا، أربعة أو خمسة مواصلات، حتى يصل إلى موقع عمله، ويسير راجلا لمسافات طويلة جدا، في ظل هذه الشمس الحارقة. فالمسافة مابين (الاستاد) و(شروني) حدث ولاحرج: الأعمى شايل المكسر.. كبار سن وأطفال ونساء، تورمت أقدامهم من المسير وجفت حلوقهم من الريق (البينبلع وخلت جيوبهم من حق كوز الموية)، لأن الركوب والنزول (ما خلا ليهم قرش أحمر)). الخضر تقدم باعتذار عن خطأ وقع فيه لسوء تقديرات المخططين لمشروع نجمت عنه أضرار بالغة للمواطن فلو تما التحطيط لهذا المشروع لما احتاج الخضر لتقديم اعتذار ولكفا الناس جحيم المعاناة التي ذاقوها منذ بداية تنفيذ القرار . الخضر: ماذا أردت بهذا الاعتذار؟ ولمن تعتذر؟ لشيخ ستيني تعاون بعض الشباب (عشان يتكلوه) للوصول إلى (شيروني)، ثم رفع يده للسماء، لم أتمكن من سماع ماذا قال!! أم لامرأة جلست هي وطفلتها في منتصف الطريق، وصاحت برفيقاتها (أنا غلبني المشي)؟. أم لطفل احترق رأسه من شدة لهب الشمس، وبح صوته وهو يطلب قارورة ماء، ولا مجيب. اعتذارك ماذا يفيد؟ هل حلت كارثة طبيعية نقلت الحافلات والموقف إلى شروني؟ أم أنه قرار قلتم أنكم درستم جيدا ثم شرعتم في تطبيقه؟ اها دراستكم دي مشت وين ؟ كنت أتمنى أن تكون الدراسة عملية وليست دراسة نظرية، بمعنى: لو كنت تكرمت أنت وطاقم حكومتك، ونزلتم عن فارهاتكم المظلة وقطعتم المسافة بين (شيروني والاستاد) راجلين في عز الظهر ، كان يمكن أن تغيروا آرئكم أوأن تضعوا معالجات بأن توفروا مواعين نقل تربط بين الموقف ووسط الخرطوم قبل الشروع في تطبيق قرار الانتقال .. ثم بعد ذلك حدثت اخفاقت هنا وهناك، لكنا قبلنا اعتذارك بقلوب صاغية، وبما أنك لم تفعل كل هذا،وحتي اعتذارك المزعوم لم تقدمه يوم أن قمت بزيارة الموقف ورايت بام عينك حجم المعانة بل جاء اعتذارك في معرض حديث لك في افتتاح مصنع للملابس الجاهزة فيمكننا أن نقول لك اعتذارك شن بفيدنا !!!! ملحوظة . مثلث حمدي واسع مثلث الخضر وكلها مثلثات حاجة اخيرة شروني نفر ......... -----------