صحيح أن دولة الدينكا في الجنوب قد أوفدت الدكتور «رياك مشار» لإجراء محادثات مع حكومة السودان بعد القرار الصادر حول موضوع «أقفل يا عوض»... وبعض الإخوة من «مؤيدي» حكومة الجنوب ومن المحسوبين في خانة الطابور الخامس وبعض الذين يقتلهم الشوق والحنين لكل ما هو جنوبي ما تعرفش ليه؟ هؤلاء جميعاً وفرادى فرحوا ونططوا و«زأططوا» وكادت أن تقتلهم الفرحة... طبعاً باعتبار أن حكومة السودان سوف توافق «سمبهار» على لعبة الثلاث ورقات بتاعة الجنوبيين وسوف «تجدع الجوكر بايظ»... ونتيجة «لاندلاق» حكومة السودان سوف «يندلق» زيت الجنوبيين في الأنابيب وسوف يصدرونه إلى دول كثيرة وسوف يدفعون منه الديون التي كانت أصلاً مترتبة على «جدول المدفوعات» الطويل جداً... وهناك مديونية من بعض شركات السلاح الأمريكية وربما الروسية والصينية وإسرائيل متراكمة على ظهر الحركة الشعبية منذ عهد الهالك قرنق... وهناك ديون أسلحة وقروض إعانات وتدريب كانت معلقة لدى شركات الأمن والتسليح والتشوين. وربما أن هذه الديون كانت «مضمونة» بواسطة حكومات من بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل .. وربما من بينها دول عربية ليس أقلها «مصر حسني مبارك» و«ليبيا القذافي» وحكومات دول أخرى نسكت عنها الآن... وعندما «يطلع زيت الجنوبيين» ينتظره «الدَّيَّانة» بالصفوف بعد أن «زهجوا» من محارسة دفع ديونهم التي مرت عليها أزمان طويلة ولا يمكنهم أن يعلنوا عنها صراحة الآن.. وحتى لو تم «تطليع زيت الجنوبيين» فهو لن يكفي لسداد الديون القديمة التي أكلها «قرنق وسلفا، وباقان، ولوكا وفرانسيس» فهي بالمليارات .. وبالتالي فإن ما «يَفْضَلْ» من باقي «القريشات» لن يكن كافياً لعمل أي تنمية في ديار الجنوب خاصة بعد أن «يشيل» العصبجية من زعماء الحركة الشعبية ما يكفي لملء حساباتهم في أستراليا وسويسرا وإنجلترا وأمريكا وألمانيا.. عموماً نقول إن زيارة رياك مشار الذي كان في يوم من الأيام معنا هنا في الخرطوم وزيراً... وكان معنا هنا أحد أركان الحركة الشعبية وكان معنا هنا منشقاً على الحركة الشعبية وموقعاً لاتفاقية سلام لم يطل عمرها طويلاً وتحولت إلى تمرد انتهى بعودته مع الهالك «قرنق»... وبهذا فإن الرجل «غشّانا» في الأول عندما وقع معنا اتفاقية سلام «مضروبة» ثم غشانا عندما جاء متأبطاً أكتاف قرنق ثم غشانا عندما كان يعلن في الفترة الانتقالية أنه «وحدوي» ويعمل للوحدة الجاذبة... ويكفي ما حدث حتى آخر أيام الانتقالية عندما كنا «نندلق» على الجنوبيين ونحاول جعل الوحدة جاذبة بأن نجعلهم يأكلون بالشوكة والسكين وأقمنا لهم المنشآت والكباري والسدود وحفرنا لهم آبار الزيت وأقمنا لهم المضخات والمحطات والمطارات ثم أعطيناهم دولة كاملة الدسم وسلمناهم المفاتيح... وعندما غادروا كانوا «يتبوَّلون» في نفس الأواني التي أكلوا منها وقالوا كلهم «باي باي لوسخ الخرطوم، باي باي للعروبة، باي باي للإسلام، باي باي للمندكورو»... ولا يخالجني الشك في أن زيارة مشار هذه المرة كانت تستهدف «إلهاءنا» و«تخديرنا» لإحداث شيء ما في مكان ما «إما أنه حدث أو سيحدث قريباً». فالرجل لم يكن في يوم من الأيام صادقاً معنا... ثم إنه ليس لديه صلاحيات تؤهله لعمل شيء... ثم إنه ليس دينكاويًا وإنما يعمل وسط حكومة الدينكا ثم إنه أصلاً جنوبي لا تؤمَن عقباه ولا بوائقه... ولن يأتي من زيارة مشار أي خير لنا حتى ولو أظهر خلاف ما يبطن أو حتى لو بدت الأمور على غير ما نفهم. { كسرة اليوم هو الرابع من يوليو وقد مضت على فترة مشروع تسخين الخرطوم في مائة يوم أكثر من أربعة وثلاثين يوماً... وما تبقى من فترة المشروع يشمل رمضان والجمعات والسبوت وإجازة العيد... ودرجة الحرارة في هذا الصيف يُتوقع أن تصل إلى ثمانٍ واربعين درجة مئوية ولن يحتمل «ناس الفيس» أولاد وبنات هذه الدرجة المرتفعة من الحرارة حتى يقوموا بتسخين الخرطوم نهاراً ولهذا فإن على ناس الجبهة الثورية والأحزاب الماوطنية أن يرتبوا أمرهم.. وبالطبع فإن أولاد الفيس لن يتركوا «مصاقرة» الشاشات في رمضان لكي يخرجوا مع بتاع الشعبي للمظاهرات والندوات الليلية.. ولهذا ننصح الناس ديل بتأجيل مشروع تسخين الخرطوم إلى «السنة الجاية» وإن شاء الله ربنا يحيينا حتى عام 2014م ونشوف الانتخابات حتعمل فيكم شنو؟!!